قبل التحدث عن الفيتامينات الضرورية يجب أن نعرف بداية ما هو الفيتامين؟ إن الفيتامينات عبارة عن مركبات عضوية وحيوية يحتاجها الكائن الحي بكميات محددة يومياً أو كل فترة محددة وهي ضرورية للنمو الطبيعي لجسم الإنسان فالجنين يحتاج إلى المواد الغذائية التي يتم امتصاصها لتمده بالطاقة والبروتينات اللازمة لنمو جسمه، ولكي تتم تلك العمليات فلا بد من وجود الفيتامينات الضرورية والعناصر المحددة لتقوم تلك العمليات بالشكل الأمثل حيث أن هذه المواد تسهل بعض التفاعلات الكيميائية التي تلزم لبناء وحركة العضلات والعظام وكذلك الجلد، وإن حدث نقص في إحداها أو أكثر يؤدي ذلك إلى الإصابة بأمراض متعددة بسبب ذلك النقص حتى ولو كان النقص بسيط جداً في بعض الفيتامينات يمكنه أن يؤدي إلى ضرر دائم.
ومعظم الفيتامينات يمكن الحصول عليها بشكل أساسي من الأكل ولكن القليل الآخر يمكن الحصول عليه من طرق أخرى؛ فعلى سبيل المثال فإن فيتامين د يتم صناعته في الجلد من خلال أشعة الشمس كما أن البكتيريا النافعة التي تسكن أمعاء الإنسان تمكنه من تصنيع فيتامين ك، بل إن هناك بعض الفيتامينات الضرورية يتم تصنيعها في جسم الإنسان أو بمعنى أدق تجميع مكوناتها مثل فيتامين أ. وعند إتمام عمليتي النمو والتطور تبقى الفيتامينات مهمة جداً لحياة الخلايا والأنسجة والأعضاء كما أنها مهمة جداً في إنتاج الطاقة اللازمة لقيام الخلية بعملياتها الحيوية المختلفة.
الفيتامينات الضرورية وكيفية الحصول عليها من الطعام اليومي
أقسام الفيتامينات
وتنقسم الفيتامينات التي يحتاجها الجسم إلى قسمين أساسيين وهم الفيتامينات التي تذوب في الماء والفيتامينات التي تذوب في الدهون، وفيما يلي سرد لأهم الفيتامينات الضرورية التي يحتاجها الإنسان ونسبتها التي يحتاج إليها ومصادرها.
فيتامين أ
إن فيتامين أ من أهم الفيتامينات التي يحتاجها جسم الإنسان واسمه الكيميائي الريتينول ويحتاجه الجسم بشكل أساسي في الرؤية فهو مكون أساسي لطبقة الشبكية التي تساهم بشكل كبير في عملية الرؤية ويستخدم أيضاً في الحفاظ على صحة الجلد والأغشية والعظام ونمو الأسنان وتقوية جهاز المناعة. ولا بد من توافره في الجسم بنسبة 900 ميكرو جرام على الأقل حيث أن نقصه يؤدي إلى مضاعفات وأمراض مثل العمى الليلي.
ومن مصادره الأساسية الكبد والبرتقال ومعظم الفواكه صفراء اللون كالموز والمشمش والخضروات الورقية والجزر والسبانخ ولحم الأسماك والحليب
فيتامين د
مثلما ذكرنا من قبل فإن فيتامين د يتكون بمساعدة أشعة الشمس وتعرض الجلد لها فهو يساعد بشكل كبير في عملية امتصاص الكالسيوم ونسبة امتصاص العظام له وبالتالي يساعد على تقوية العظام. والنسبة التي يجب توافره بها 10 ميكرو جرام وعند نقصان تلك النسبة بشكل كبير يؤدي ذلك إلى أمراض عدة مثل هشاشة العظام والكساح. ويمكن الحصول على فيتامين د من مصادر كثيرة مثل السمك والبيض والكبد وفطر المشروم مع الحفاظ على التعرض للشمس بشكل مستمر في الساعات الأولى من الظهيرة لإتمام تكون الفيتامين وبالتالي تأدية وظيفته على أكمل وجه.
فيتامين ي
يعتبر هذا الفيتامين من الفيتامينات الضرورية حيث أنه يعتبر من مضادات الأكسدة ويساعد على حماية جدران الخلايا كما يجب أن يتوافر بنسبة 15 مللي جرام، ورغم أن نقصانه شيء نادر الحدوث إلا أنه يتسبب في العديد من الأمراض إذا نقص عن نسب معينة فإنه يؤدي إلى الإصابة بالعقم عند الرجال والإجهاض عند النساء ومن الممكن أن يتسبب في حدوث الأنيميا لحديثي الولادة، ولا يتوقف الضرر عند نقصانه وحسب بل عند زيادة نسبته إلى 1000 مللي جرام فإنه قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب. ويتوفر الفيتامين في العديد من الفواكه والخضروات واللوز والبذور.
فيتامين ك
يعتبر هذا الفيتامين من أهم الفيتامينات الضرورية في الجسم حيث تكمن أهميته في كونه مكوناً أساسياً في تفاعلات تجلط الدم مما يحمي الجسم من النزيف الحاد عند الحوادث أو النزيف الداخلي؛ فإذا قلت كميته عن نسب محددة يعاني المريض من نزيف وصعوبة في تجلط الجروح والتئامها حيث أن النسبة الموصى بها هي 120 ميكرو جرام. يمكن الحصول عليه من الخضروات خضراء اللون والورقية مثل السبانخ والجرجير كما يمكن الحصول عليه من البيض أيضاً والكبد.
فيتامين ب 1
يعتبر هذا الفيتامين جزء من أنزيم معين يدخل في عمليات بناء الطاقة وله أهمية كبيرة لوظائف الأعصاب ويجب توفره في جسم الإنسان بنسبة 1.2 ملي جرام، وعند نقص كميته في الجسم يمكن أن يصاب الإنسان بأمراض خطيرة مثل متلازمة كورساكوف التي تشتمل على أعراض النسيان وأعراض نفسية أخرى ومتلازمة فرنيك التي تصيب الجهاز العصبي المركزي وعند زيادة نسبته في الجسم إلى الحد المرضي قد يتسبب في حدوث غثيان وتسيب العضلات. ويتواجد فيتامين ب 1 في الأرز البني والخضروات مثل البطاطس والكبد والبيض أيضاً.
فيتامين ب 2
تكمن أهمية الفيتامين في الدخول في تكوين أنزيمات لازمة لعمليات بناء الطاقة كما أنه مفيد أيضاً للرؤية الطبيعية ولصحة الجلد ويتواجد بشكل كبير في اللبن ومنتجات الألبان المختلفة وفى البقوليات المتنوعة والحبوب. ونسبته الطبيعية في جسم الإنسان تبلغ 1.3 ملي جرام وعندما يعاني الإنسان من النقص منه سيؤدي ذلك للإصابة بالتهاب زاوية الفم.
فيتامين ب 3
أهميته الأساسية كباقي الفيتامينات الضرورية في المجموعة ب حيث يدخل في تكوين أنزيمات لازمة لعملية بناء الطاقة ومهمة لبناء الأعصاب ولعمليات الهضم، ونسبته الطبيعية في جسم الإنسان يجب أن تكون 16 مللي جرام؛ فعند نقصانه عن النسب الطبيعية يعاني المريض من مرض “باليجرا” والذي من أعراضه الرئيسية زيادة حساسية العين للضوء والغضب بسرعة ووقوع الشعر كما يؤدي إلى أعراض نفسية مثل الأرق والهذيان والنسيان. ومن مصادره الأساسية اللحم والسمك والخضروات والمشروم واللوز.
فيتامين ب 5 (حمض البانتوثينيك)
يجب أن يتواجد في الجسم بنسبة 5 مللي جرام وعند نقصانه يؤدي إلى ضعف الإحساس الطرفي و التنميل، ويتواجد في اللحم والبروكلي و الأفوكادو.
فيتامين ب 6
وظيفة هذا الفيتامين الأساسية هو تكوين كرات الدم الحمراء التي يعتبر نقصانها خطير جداً حيث يصاب المريض بالأنيميا الحادة والتهاب الأعصاب الطرفية؛ لذلك يجب الاهتمام بنسبتها في الدم والتي تتراوح في الأحوال الطبيعية من 1.3 إلى 1.7 مللي جرام وتوجد بشكل كبير في اللحم والخضروات واللوز والموز.
فيتامين الفوليك
هو من الفيتامينات الضرورية لتكوين الحمض النووي اللازم لبناء خلايا جديدة ويدخل في تكوين كرات الدم الحمراء أيضاً وهو من الفيتامينات الواجب توافرها للمرأة الحبلى؛ فعند نقصانه قد يؤدي ذلك إلى تشوهات خلقية في الجنين ويوجد بشكل أساسي في الخضروات المورقة والخبز والحبوب والمعكرونة والكبد ونسبته الطبيعية في الجسم تبلغ 400 ميكرو جرام.
فيتامين ب 12
يدخل هذا الفيتامين في تكوين ونمو الأعصاب الطرفية ويدخل أيضاً في عمليات بناء خلايا الدم فعند نقصانه يعاني المريض من الأنيميا، ويتواجد في اللحم والسمك والبيض واللبن ويجب ألا تقل نسبته عن 2.4 ميكرو جرام.
فيتامين ج
يدخل هذا الفيتامين في صنع مضادات الأكسدة وهو ضروري للحفاظ على قوة الجهاز المناعي كما أن له دور مهم في امتصاص الحديد في الجهاز الهضمي، وعند نقصانه يعانى الإنسان من مرض الإسقربوط والذي من أعراضه الإرهاق العضلي وألم العظام وقصر النفس ويتواجد الفيتامين في الفواكه بأنواعها ومعظم الخضروات والكبد.
ومما سبق ذكره نجد أنه عند الحفاظ على أكل الفواكه والخضروات بشكل منظم ومستمر والبعد عن الوجبات سريعة التجهيز الخالية من المواد الغذائية المفيدة فإن الإنسان تتوافر لديه معظم الفيتامينات الضرورية وتقل فرص إصابته بالأمراض المختلفة نتيجة لقوة جهاز المناعة.
أضف تعليق