تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » صعوبة البلع : ما معنى صعوبة البلع البلع وكيف يُمكن التخلص منها؟

صعوبة البلع : ما معنى صعوبة البلع البلع وكيف يُمكن التخلص منها؟

من النادر سماع مصطلح صعوبة البلع الطبي، لكن في الحقيقة تعتبر صعوبة البلع عرضًا طبيًا للعديد من الأمراض، وهناك أسباب لحدوثه وطرق لعلاجه كما سنرى هنا.

صعوبة البلع

تعتبر صعوبة البلع عرض طبي يحدث فيه عسر في إمرار السوائل أو الجوامد من الفم حتى المعدة ويجب تفريقه عن ألم البلع أي الإحساس بألم أثناء عملية البلع مما يعوق العملية بأكملها، ويجب أن نفرقه أيضاً عن الإحساس بصعوبة البلع نتيجة وجود كتلة في الحلق تمنع مرور الطعام. ومن الأعراض المصاحبة لذلك العرض أحياناً الاختناق أو كما نطلق عليها الشرقة وذلك نتيجة لمرور الطعام من القصبة الهوائية التي تقوم برد فعل الكحة كي لا تمر المواد الغذائية للرئة، ويصاحبه أيضاً إحساس ملازم بتعلق لقمة الطعام في الحلق أو منتصف الصدر أو بينهما كما يصاحبه أيضاً نتيجة مرور بعض اللقيمات إلى الرئة للإصابة بمرض ذات الرئة أو كما يسمى النيومونيا أو الالتهاب الرئوي مما يؤدي إلى حدوث تعقيدات خطيرة إن لم تتم معالجتها. ونتيجة لصعوبة البلع فيلاحظ للمريض الذي يعاني من ذلك العرض نقص في وزن الجسم غير مبرر كما أنه يعاني من تكرار وصول الأحماض الموجودة في المعدة إلى الحلق مسبباً إحساساً بالحرقة في الصدر نتيجة الارتجاع، كما يعاني من سعال شديد أو تقريع عند البلع.

تعرف على مشكلة صعوبة البلع وكيفية علاجها

كيف تتم عملية البلع في الأساس؟

إن عملية البلع تبدأ بمضغ الطعام ثم طحنه بواسطة الضروس ثم يدفعه اللسان بعد تقليبه في الفم إلى مؤخرة الفم أي الحلق حيث تنقبض عضلاته مسببة انطلاق الطعام إلى الحنجرة ومنها إلى المريء ومن ثم إلى المعدة. وفى المريء تبدأ العضلة العلوية العاصرة الموجودة في بدايته بالارتخاء كي تسمح بمرور اللقمة إلى المريء ثم تغلق بعدها مباشرة و تتبعها موجات من الانقباض المتبادل مع الانبساط تقوم بعمل حركة دودية الشكل تسمح بانتقال الطعام بسهولة حتى آخر المريء فتقوم العضلة العاصرة بالانبساط لتصل اللقيمة إلى المعدة فتنقبض العضلة العاصرة السفلية مرة أخرى كي لا تسمح برجوع الطعام إلى المريء أو ما يسمى بالارتجاع. وبالتالي فإن صعوبة البلع تعني أنه في مرحلة ما أو أكثر في تلك العملية يكون سبب صعوبة البلع في المريء ويشعر المرء بأن اللقيمة تقف في حلقه أو في صدره وقد يندرج تحت المريء بعض أسباب أخرى لصعوبة البلع.

أسباب حدوث صعوبة البلع

أولهم هو ضيق في جدار المريء يصعب عملية مرور الطعام خلاله وذلك بسبب وجود مناطق منقبضة بشكل دائم ولا ترتخي فيتعذر مرور اللقيمة، ويكون الضيق نتيجة التهابات بفعل ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء فتسبب تآكله. أو وجود ورم سرطاني في جدار المريء فيؤدي إلى حدوث صعوبات متدرجة في البلع ومن أعراضه فقدان الشهية وفقدان حاد للوزن وقد يتواجد جسم غريب داخل المريء عند ابتلاع قطعة كبيرة من الطعام وتنتشر تلك الحالات في كبار السن بشكل خاص حيث أن تركيبات الأسنان تكون غير ثابتة فتقل كفاءة عملية المضغ.

وقد ينشأ نتيجة الالتهابات المتكررة في المريء كيس صغير على جانب المريء ذو جدار خفيف في منطقة الحلق ويتسبب بذلك في صعوبة مرور الطعام كما يتميز برائحة كريهة للفم والسعال المتكرر. وقد يحدث أيضاً خلل في العضلة العاصرة السفلية للمريء حيث لا تستطع العضلة الانبساط بشكل كاف لمرور الطعام فيبقى الطعام متراكماً على جدار المريء وحين تطول المدة قد يتسبب ذلك في ارتجاع للطعام عبر الفم نتيجة ضعف في جدار المريء.

وقد تكون صعوبة البلع في الأطفال نتيجة عيب خلقي في شفتي الطفل فيما يسمى بالشفة الأرنبية مما يصعب الاحتفاظ بالطعام في الفم ومضغه بشكل كاف. وقد تكون أيضاً صعوبة البلع نتيجة خلل في الأعصاب المغذية لعضلات الجهاز الهضمي مما يؤدي إلى فقدان الحركة الدودية التي من المفترض أن تساعد على ابتلاع الطعام بصورة سليمة.

و في بعض الأحيان جميعاً نعاني من صعوبة البلع ولكن هناك إشارات معينة تخبرنا أنه لا بد أن نلجأ للمساعدة الطبية العاجلة؛ فعند استمرار المشكلة لفترة طويلة يعني ذلك أن سببها ليس شيئاً مؤقتاً ولكنه عرض لمرض يتسبب في ذلك مثل سرطان المريء وإذا صاحب صعوبة البلع صعوبة في التنفس أيضاً أو الاختناق يجب التوجه فوراً إلى العناية الطبية العاجلة.

ما سيفعله الطبيب مع مريض صعوبة البلع؟

عند ذهابك للطبيب شاكياً من صعوبة البلع المزمنة سيقوم الطبيب بطلب اختبارات وفحوصات طبية لكي يحدد السبب الأكيد لإصابتك بذلك. ومن الغالب أن الطبيب سيطلب منك عمل فحص باريوم للمريء وهو عبارة عن سائل تقوم ببلعه بينما يتم تصوير المريء من الخارج عن طريق الأشعة فيبين مسار السائل داخل المريء مبيناً أي المناطق بها ضيق معين ومدى استجابة العضلات لمرور جرعة الباريوم بجانبها. بعدها يقوم الطبيب باستخدام المنظار الطبي في فحص المريء وهو عبارة عن أنبوبة طويلة رفيعة في مقدمتها كاميرا صغيرة تسمح للطبيب عند مرورها في مسار الحلق بتوضيح ما يدور داخل المريء من بدايته وحتى المنطقة الواقع فيها المشكلة ويمكنه من خلالها أخذ عينة من الكتلة المسببة للضيق حتى يقوم بفحص معملي لها. وهناك فحص آخر هام قد يطلبه الطبيب وهو المانومتري وهو فحص لعضلات المريء ومدى استجاباتها ويتم من خلاله قياس الضغط الواقع على عضلات المريء ومدى الترابط بين حركة العضلات المختلفة عند البلع.

كيف نقي أنفسنا من أسباب صعوبة البلع ؟

من أهم طرق الوقاية هو المضغ بطريقة متأنية وسليمة حيث أن المضغ يساعد على تحويل الطعام إلى صورة أيسر للبلع عن طريق أنزيمات الغدد اللعابية الموجودة تحت اللسان. ويعتبر التدخين عاملاً أساسياً في الإصابة بسرطان المريء حيث أنه يحفز الخلايا السرطانية على النمو كما أن كثرة التدخين تضعف من قوة جدار المريء وتسبب خلل في تناغم العضلات التي تساعد علي مرور العضلات. ومن أهم طرق الوقاية أيضاً عدم إهمال أي تعب يشعر به الإنسان وسرعة اتخاذ إجراءات طبية في الحال عند استمرار صعوبة البلع، فكلما كان العلاج مبكراً كانت النتائج أفضل جداً.

أما إذا ثبتت إصابتك بمرض ما يسبب صعوبة البلع فيتم العلاج حسب كل نوع من تلك الأمراض:

  • ففي الحالات التي تعاني صعوبة البلع نتيجة خلل في الفم والبلعوم هناك بعض التمارين التي يصفها لك طبيب الأنف والأذن والحنجرة تساعد في التحكم في عضلات الفم والبلعوم وتساعدك على معرفة بعض الطرق الخاصة بالبلع إذا كان هناك عيب خلقي في الفم.
  • وعند ثبوت وجود ضيق في المريء بعد إجراء فحوصات الباريوم والمنظار هناك عمليات بسيطة يتم فيها وضع بالوناً ذي ضغط محدد مسبقاً مكان الضيق من أجل توسيعه لتسهيل عمليات البلع، ولكن هذه العملية يعيبها أنه من الممكن عودة الضيق بعد فترة ولذلك هناك جراحات أخري يتم فيها استئصال جزء معين من المريء لتسهيل عملية البلع فيما بعد.
  • وكعلاج للأعراض في حالة انقباض العضلة العاصرة للمريء يتم أخذ أدوية لإرخاء العضلات وأدوية لعلاج حموضة المعدة لتقليل أضرار الارتجاع.
  • وفي حالات أورام المريء هناك العديد من وسائل العلاج الكيميائي والجراحي على حسب حالة المريض ومدى تطور الورم وانتشاره.
  • وفى الحالات المتأخرة نسبياً التي لا يستطيع المريض فيها البلع تماماً يجب تثبيت بعض الأنابيب المرنة في المريء لتسهل عملية البلع.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

1 × 4 =