تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » استسقاء البطن : كيف يحدث الاستسقاء في البطن وهل هو خطير؟

استسقاء البطن : كيف يحدث الاستسقاء في البطن وهل هو خطير؟

استسقاء البطن واحدة من أمراض الجهاز الهضمي الشائعة، ورغم أن أسباب حدوث هذا المرض غير واضحة، إلا أن له الكثير من العلاجات، نتحدث باستفاضة عن استسقاء البطن .

استسقاء البطن

حتى نتعرف إلى مفهوم استسقاء البطن جيداً يجب أن نتعرف أولاً إلى مفهوم آخر وهو غشاء البريتون؛ وهو عبارة عن غشاء يحيط بكافة الأعضاء الموجودة داخل بطن جسم الإنسان من معدة وكبد وأمعاء وبنكرياس وخلافه، ويتكون غشاء البريتون من طبقتين منفصلتين بينهما فراغ تكمن أهميته بشكل رئيسي في السماح للأعضاء داخل الغشاء بالتمدد وزيادة حجمها ثم التقلص مرة أخرى. وعلى ذلك فإن تواجد أي عنصر خارجي كان أو داخلي يمنع تكون ذلك الفراغ الموجود سيتسبب في تقييد حركة أعضاء البطن كافة. وبالتالي فإن مفهوم استسقاء البطن هو تراكم السوائل داخل الفراغ الموجود في غشاء البريتون مما يؤدي إلى ظاهرة هامة جداً وهي زيادة حجم البطن بشكل متزايد وملحوظ لكل من يراه.

كل ما يخص مرض استسقاء البطن

أسباب استسقاء البطن

بشكل مبسط وبعيد عن التفاصيل الطبية المعقدة يمكن تقسيم أسباب استسقاء البطن تبعاً لنوع السائل المتراكم: فقد يكون نوع السائل مماثل للبلازما الموجودة في الدم وبالتالي يكون سبب تجمعها في البريتون هو مرض أصاب عضلة القلب أو الكليتين أو الكبد (ولعل الكبد هو أكثر الأعضاء المسئولة عن تكوين استسقاء البطن)، وقد يكون السائل ناتج عن تسرب من الأوعية اللمفاوية (هي أوعية صغيرة الحجم والعدد موازية للأوعية الدموية في الجسم) أو الخيار الثالث وهي أن يكون السائل المتراكم عبارة عن صديد فيكون سبب استسقاء البطن حينها هو وجود عدوى بكتيرية في البطن تسببت في تراكم الصديد داخلها.

عوامل مساعدة على تكون الاستسقاء

بما أن أمراض الكبد هي السبب الأكثر شيوعاً في تكون استسقاء البطن فبالتالي تكون جميع العوامل المسببة لأمراض الكبد من العوامل المساعدة على حدوث الاستسقاء وعلى رأسها فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي بكافة أطواره وكذلك الإفراط في التدخين والمشروبات الكحولية، وكذلك الإهمال في علاج الأمراض التي تصيب القلب أو الكليتين والتي في أغلب الأحيان ما تتطلب نظام حياة محدد يجب اتباعه في العادات والأغذية والرياضة وخلافه قد يؤدي إلى تطور المرض وحدوث مضاعفات تشمل استسقاء البطن.

الأعراض التي يشتكي منها مريض استسقاء البطن

بشكل عام قد لا يشتكي المريض من أعراض الاستسقاء بحد ذاته وذلك يرجع إلى أن الاستسقاء ليس مرضاً بقدر ما أنه واحد من أعراض عدة أمراض أخرى؛ وبالتالي فستتركز شكوى المريض بشكل أساسي على المرض الذي سبب حدوث الاستسقاء.

ولكن أيضاً يسبب استسقاء البطن كبر حجمها مما يمثل شكوى لعديد من الأشخاص بالأخص الأشخاص النحيفين الذين سيبدو الفرق واضحاً عليهم وضوح الشمس، مع وجود أيضاً إحساس بألم حتى ولو كان بسيطاً وفي الحالات المتقدمة الذي يزيد فيها حجم البطن أكثر وأكثر قد يسبب ذلك ضغطاً على منطقة الصدر والرئتين فيشتكي المريض من صعوبة في التنفس وقصر في مدته. وفي أغلب الأحيان يمتد الاستسقاء ليشمل الأغشية المحيطة بالرئتين وكذلك تجد الورم ظاهراً في أسفل القدمين.

كيف يتم تشخيص استسقاء البطن؟

يعتمد تشخيص الاستسقاء على الفحص اليدوي من قبل الطبيب أولاً والذي سيلحظ وجود زيادة في حجم البطن وتمددها من الجانبين ثم تأتي الخطوة التالية وهي إجراء أشعة مقطعية أو تليفزيونية للوقوف بشكل أفضل على حالة البطن وحجم المياه المتجمعة بداخلها. كما أن مريض الاستسقاء يجب عليه متابعة طبيب مختص بأمراض الجهاز الهضمي بشكل دوري حتى يمنع حدوث مضاعفات. لكن التشخيص الأهم والأصعب سيكون في معرفة ماهية السبب الذي يكمن خلف حدوث الاستسقاء؛ فالخطوة الأهم في علاج الاستسقاء هي علاج المرض المسبب له أولاً وأخيراً.

علاج الاستسقاء

كما وضحنا من قبل فأول وأهم خطوة على الإطلاق في علاج استسقاء البطن هي تحديد السبب الأولي وعلاجه حتى لا تتكرر المشكلة ثانية، فبدون معرفة السبب وعلاجه ستعود السوائل للتراكم مرة أخرى في البطن مهما أخذ من خطوات علاج مكثفة لها.

النظام الغذائي

في قوانين الكيمياء الطبية من المعروف أن عنصر الصوديوم كلما سار جذب معه جزيئات الماء؛ وبالتالي فإن تواجد عنصر الصوديوم بكثرة في سوائل الجسم يزيد من تراكم الماء بداخلها. ولذلك يوصي الأطباء مرضى الاستسقاء بالحد من استخدام الملح في الطعام وكذلك تجنب الإكثار من شرب السوائل قدر الإمكان حتى يقلل ذلك من حدة الاستسقاء الحادث.

الأدوية والعقاقير

الأدوية المستخدمة في خطة علاج استسقاء البطن تهدف إلى نفس الفكرة السابقة وهي الحد من تراكم الأملاح داخل الجسم وبالتالي الحد من تراكم المياه والسوائل المختلفة أياً كانت طبيعتها؛ ولذلك تشمل الخطة العلاجية للاستسقاء استخدام الأدوية المعروفة علمياً باسم مدرات البول، وهي مواد طبية تهدف إلى زيادة معدل مرور الدم عبر الكليتين وبالتالي زيادة معدل الفلترة الحادث داخلها الذي يؤدي بصورة مباشرة إلى زيادة معدل إدرار البول وكميته على حد سواء وبالتالي ينخفض مستوى السوائل الموجود داخل الجسم مما يخفف من درجة الاستسقاء الحادث. بالطبع يتم اختيار نوع الدواء والجرعة المخصصة تبعاً لحالة المريض.

الحقن

يعتبر ذلك الحل بديلاً للمرضى الذين لم يبدوا استجابة للبندين السابقين (النظام الغذائي والأدوية المدرة للبول) حيث يتضمن الحقن إدخال إبرة سميكة بمقاس معين إلى الفراغ الموجود بين طبقتي غشاء البريتون في البطن بحيث تتصل نهاية الإبرة الخارجية بأنبوب ينتهي بكيس أو إناء محكم الغلق أو تستخدم حقنة سميكة بدلاً من الأنبوب، بمجرد إدخال الإبرة إلى البطن يتم إفراغها من كافة محتوياتها السائلة إما مرة واحدة إذا استخدم الأنبوب أو على عدة مراحل متتابعة إذا استخدمت الحقن.

وعملية الحقن تلك قد لا تستخدم في علاج الاستسقاء وحسب بل يمكن استخدامها في أغراض علاجية أخرى كإدخال أدوية المضادات الحيوية إلى داخل الغشاء إذا ما كان سبب الاستسقاء المتكون هو العدوى البكتيرية أو حتى إدخال أدوية الكيموثيرابي إذا ما كان السبب وراء الاستسقاء هو ورم سرطاني، كما تستخدم الحقن في الحصول على عينة من السائل لدراستها في المعمل حيث تخضع لاختبارات وتحاليل عدة لمعرفة نوع السائل المتراكم وبالتالي معرفة سبب استسقاء البطن.

عمليات زراعة الكبد

في الحالات الطبية التي يكون فيها الكبد هو السبب وراء حدوث الاستسقاء وتكون حالة المريض متأخرة للغاية بحيث تكون أنسجة الكبد متهتكة وغير قادرة على الصمود في وجه المرض لا يتبقى حينها أمام الطبيب حل للتخلص من استسقاء البطن سوى القيام بعملية زراعة الكبد للمريض والتي تتضمن التخلص من الكبد القديم واستئصال جزء من كبد الشخص المتبرع وزراعته في جسم المريض بحيث ينمو فيما بعد ليكون كبداً كاملاً.

كيف يمكن الوقاية من استسقاء البطن؟

تعتبر طرق الوقاية من حدوث استسقاء البطن هي تجنب كافة العوامل المساعدة التي قد تؤدي لحدوثه كالتدخين والمشروبات الكحولية وغيرها، وكذلك إذا كان هناك مريض يعاني من مشكلة ما تتضمن خللاً حادثاُ في وظائف الكبد فهذا يستلزم منه توخي الحذر في كل الأطعمة التي يتناولها وكذلك كل الأدوية التي قد يأخذها في يوم ما؛ لذلك ينصح كافة مرضى الكبد باستشارة الطبيب بشكل دوري لسؤاله عن أي أعراض جديدة يشعرون بها أو معرفة ما إذا كان أخذ دواء معين يناسبهم أم لا.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

7 + 13 =