أصحاب الشعر الأحمر يحملون مزايا عديدة فهم يملكون اللون الأكثر ندرة من ألوان الشعر، وبسبب هذا الاختلاف فقد نظر البعض إليهم نظرات غاشمة في فترات زمنية مختلفة واعتقد الأوربيون في العصور الوسطى أنهم شياطينوسحرة وكان يتم قتلهم، لكن العلم مؤخرًا فسر لنا كيف يتحول لون الشعر إلى اللون الأحمر، وهذا ما سنجيب عنه في الفقرات التالية وسنوضح لك أهم المعلومات التي تحتاج أن تعرفها من حقائق أساسية ومعلومات طريفة مثل الدول التي يزيد فيها أعداد ذوي الشعر الأحمر والأساطير التي حُكيت عنهم ومدى تأثير هذا اللون على النساء وأهم الشخصيات التاريخية التي امتازت بوجود هذا اللون في شعرها وغيرها من المعلومات الشيقة.
أهم ما يميز أصحاب الشعر الأحمر من البشر
كيف يصبح الإنسان ذا شعر أحمر؟
في سنة 1995 اكتشف الأستاذ جوناثان ريزي أن تحولات الجين المسمى MC1R في الكروموسوم السادس عشر هي المسئولة عن ظهور اللون الأحمر، وأن هذه التحولات المسئولة بدأت بالانتشار في البشر منذ 20,000 – 40,000 سنة. ويقول بعض العلماء أن جين التحول يمكن أن يؤثر على طريقة استجابة أصحاب الشعر الأحمر للألم والمُسكنات. باختصار فإن التحول يمنع إنتاج الميلانين وهي مادة صبغية توجد في بصيلات الشعر وأجزاء أخرى من الجسم ويستبدل الأصباغ السوداء والبنية الداكنة بأصباغ حمراء.
النساء والشعر الأحمر
ظهرت دراسة من جامعة هامبورج تقول أن النساء اللاتي يصبغن شعرهن باللون الأحمر في العادة يحاولن التخلص من مشاكل معينة في حياتهن، أو أن هذا يكون بدافع الرفض والرغبة في بناء حياة جديدة، وهذا يشبه أيضًا قص الشعر إلى درجة تشبه شعر الرجال، وقد لا تدري المرأة بوجود هذه الأسباب والدوافع ولكنها تشعر من داخلها برغبة ملحة في قص الشعر أو صبغه. كما أن العلماء وجدوا أن النساء من ذوات الشعر الأحمر لديهن احتمالية أكبر للإصابة ببعض الأنواع من الأورام مثل الرضة الذي تتمزق فيه الشعيرات الدموية، ووجدوا كذلك أن أصحاب الشعر الأحمر لديهم احتمالية مضاعفة عن الآخرين للإصابة بمرض الشلل الرعاشي (المعروف أيضًا باسم مرض باركنسون).
معلومات هامة عن الشعر الأحمر
بسبب زيادة سُمك الشعر الأحمر فإن ذوي الشعر الأحمر يحملون جدائل أقل من الآخرين، وعلى سبيل المثال فإن أصحاب الشعر الأشقر يملكون في المتوسط 140,000 شعرة في حين أن متوسط ذوي الشعر الأحمر هو حوالي 90,000 شعرة. كل ألوان الشعر تتحول بتقدم العمر إلى اللون الرمادي باستثناء الشعر الأحمر الذي يتحول إلى أشقر ثم أبيض. واللون الأحمر الطبيعي يتمسك بصبغته أكثر من أي لون آخر، لذا فإنه يكون أصعب عند صبغه. وقد يتحول الشعر الداكن إلى اللون الأحمر أو قد يصبح أشقر في بعض الحالات وذلك بسبب النقص الحاد للبروتين الذي يأتي من الجوع الشديد. ومن الجدير بالذكر أن الشعر الأحمر هو أكثر أنواع الشعر ندرة بين البشر، لذا فإنه على نطاق عالمي ستجد شخص واحد أو إثنين من بين كل 100 إنسان يمتازون بشعرهم الأحمر.
الشعر الأحمر في الأساطير القديمة
هناك العديد من الأساطير التي تم تداولها عن أصحاب الشعر الأحمر ، ففي اليونان القديمة اعتقد الإغريق أن ذوي الشعر الأحمر بإمكانهم التحول إلى مصاصي دماء بعد موتهم، وفي العصور الوسطى اعتقدوا أن الطفل الذي يولد بشعر أحمر فإنه يكون نتاج شيء غير عادي حدث أثناء التزاوج وقد يتعلق هذا بالنظافة الشخصية للمرأة أو أنها كانت تمر بدورتها الشهرية، وفي مصر القديمة كان المصريون يقدمون أصحاب الشعر الأحمر كقرابين للإله أوزوريس، وخلال الفترات التي زادت فيها عمليات بيع العبيد في الإمبراطورية الرومانية كان العبيد الذين يمتازون بهذا اللون في شعرهم أغلى ثمنًا من العبيد الآخرين وذلك بفارق كبير جدًا. وطبقًا للأسطورة فإن أول إنسان يملك شعر أحمر كان الأمير إيدون الذي ذهب في رحلة اسكتشافية لاكتشاف أتلانتس، وقد طبع اللون الأحمر للشمس وقت الغروب على شعره وترك آثارًا على وجهه، وذلك كي تتذكر الأجيال القادمة الغروب الأول لاكتشاف المدينة. في الآثار المسيحية نجد أن حواء كانت ذات شعر أحمر، وبعض الباحثين يؤكدون أن آدم كان لديه شعر أحمر وذلك اعتمادًا على الكلمة العبرية القديمة “Adom” والتي تعني اللون الأحمر، كما أن الآثار تشير إلى أن آدم قد أتى من الأرض ذات الشمس الحمراء. وفي العادة يتم تصوير الشيطان بشعر أحمر، قد يعود السبب إلى أن هذا مرتبط بلون النار المرتبطة دومًا بالشيطان أو اقتراب اللون الأحمر من معاني الشهوة.
الشعر الأحمر في أوروبا
خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر في أوروبا، انتشرت العديد من التقاليد الغريبة التي نظرت إلى المرأة وذوي الشعر الأحمر باعتبارهم شياطين أو مستذئبين أو سحرة أو مصاصي دماء، لذا فقد انتشر تقليد يسمى بصيد السحرة، وفيه يتم إحراق أي شخص يشتبه في كونه ساحرًا ثم تعليقه على الخشب وفي أغلب الأحيان كان السبب هو الشعر الأحمر. ومن الجدير بالذكر أن الرسام الإيطالي تيتسيانو فيتشيلي المعروف باسم تيتيان اعتاد على رسم العديد من الأشخاص من أصحاب الشعر الأحمر وأيضًا كثف من استخدام اللون الأحمر لدرجة أن اسمه أصبح مقترنًا باللون، وهو من أشهر رسامي عصر النهضة وكان يعمل كرسام للإمبراطور. وقد ورد في إحدى مسرحيات الأديب جورج تشابمان التي نشرت في العقد الثاني من القرن السابع عشر أن السم الأمثل لقتل البشر يجب أن يحتوي على دهون رجل يمتلك شعر أحمر. وأيضًا من ضمن القوانين الغاشمة التي أقرها الزعيم النازي أدولف هتلر منع زواج أصحاب الشعر الأحمر وذلك لاعتقاده أن هذا اللون ليس من ضمن جينات الجنس الآري الذي آمن بأنه الجنس البشري الأسمى.
أشهر الشخصيات من أصحاب الشعر الأحمر
بالرغم من ندرة ذوي الشعر الأحمر إلا أن هنالك العديد من الشخصيات المشهورة في كل المجالات كانت تملك هذا اللون المميز من الشعر، ونذكر منهم الإمبراطور الروماني نيرون ونابوليون بونابرت والرسام فان جوخ والأديب مارك تواين وجيمس جويس وإيميلي ديكنسون وتوماس جيفرسون وأنتونيو فيفالدي والملك ديفيد بل وحتى شخصيات أسطورية مثل أفروديت إلهة الحب في الميثولوجيا الإغريقية.
وجود الشعر الأحمر
تحتل استكلتندا الرقم الأول في نسبة وجود أصحاب الشعر الأحمر حيث أن نسبتهم تشكل 13% من السكان وهو رقم مرتفع جدًا بالنسبة لأغلب الدول الأخرى، وتليها أيرلندا بنسبة 10%، كما أن اللون شائع إلى حد ما في إنجلترا، لكن إذا جئنا إلى عدد ذوي الشعر الأحمر فإن الولايات المتحدة هي الدولة الأولى، حيث أن الإحصائيات تشير إلى وجود ما بين 6 – 18 مليون منهم، وهذا ما يشكل 2% – 6% من عدد السكان الإجمالي. وظهرت بعض التقارير التي تقول أن لون الشعر الأحمر سينقرض في خلال قرن من الزمان، ومع ذلك فإن هناك تقارير أخرى مثل تقرير نشرته مجلة ناشونال جيوجرافيك تقول أنه في حالة تقلص أعداد أصحاب الشعر الأحمر فإن الجين المسئول عن اللون لن ينقرض بأي حال من الأحوال. وقد لاحظ العلماء مؤخرًا أن هناك زيادة في عدد ذوي الشعر الأحمر في هولندا، لكن الجين المسئول عن هذا يختلف عن الجين الشائع المعروف منذ القدم.
أضف تعليق