الكثير من الناس يحلمون باكتشاف الحبيب المناسب لهم في حياتهم. فمع تقدم وسائل التواصل الاجتماعي أصبح هناك تواصل كبير بين الناس وعلاقات حب كثيرة وقصيرة في نفس الوقت بسبب المعرفة السطحية التي تتم من خلال الوسائل السطحية مثل الإنترنت. ولكن يظل الناس يبحثون على الحبيب المناسب، والذي هو نادرًا ما يجده الناس. لأن كل شخص يناسب شخص أخر، ولكن أين ستجد هذا الشخص الأخر وأين هي بلده، وأين هو مكانه؟ هذه الأسئلة تؤرق الكثير من والبنات والشباب، لدرجة أن هناك شباب يقلعون عن التفكير في الحب تمامًا ويقررون ساعة الزواج أن يتزوجوا “زواج الصالونات” الذي يتم ببروتوكولات عائلية محفوظة تتم من خلالها الزيجة. وأحيانًا تكون الزيجة جيدة وأحيانًا أخرى تكون كارثة. ولكن يظل السؤال قائم، ما هي مقاييس الحبيب المناسب، وكيف تميز أن هذا الشخص من الممكن أن ينشأ بينك وبينه علاقة حب تؤدي إلى علاقة أبدية تدعى الزواج؟ وفي مقالنا هنا سنتكلم عن هذه المقاييس وكيف تكتشفون الحبيب المناسب لكم بطرق بسيطة جدًا.
دليل اختيار الحبيب المناسب
النسبية
هذه النقطة استهللنا بها لأنها مهمة جدًا، حيث أن ليس كل شخص يليق على الأخر. فهناك مثلًا الفتاة العصبية، وهذه تكون طبيعة فيها ومع الرجال الشرقيين الفتاة العصبية ستجد رد فعل سيء. لأن هناك عادات معروفة باحترام الزوج وعدم التعدي عليه حتى ولو بعلو الصوت ولكنه يحدث. النسبية هنا تكمن في أن هناك شاب يقدر على التعامل مع عصبية هذه الفتاة، وربما لن يوجد غيره هو يعرف كيف يتعامل مع تلك العصبية بطريقة هي تحترمها وتقدرها وتجعلها تغير من نفسها لأجله. فالأمر لا يأتي من خلال الصدام، بل يأتي من خلال الحب الذي يجعل الشخص يغير من نفسه لأجل الأخر، لأنه يرى أن هذا الأخر يستحق الأفضل منك له. وقس على المثال السابق كل علاقات الحب، فليس كل شاب وشابة تكلموا مع بعض ووجدوا متعة في الحديث أصبحت هذه علاقة حب. لأن ببساطة الحياة العملية ستجعلهم يرون سلبيات بعضهم البعض، ومن هنا ربما يكتشفون أنهم لا يناسبون بعض. وهذه هي النسبية، أن المتعة ليست لها علاقة بما يناسب، فليس كل ما تحبه مفيد، ولكن كل ما يناسبك مفيد.
تبادل المشاعر
أولًا كي تجد الحبيب المناسب يجب أن تعلم أن الحب من طرف واحد ليس علاقة حب من الأساس. وهذه النقطة مهمة جدًا ورجاء منكم أن تلاحظوها جيدًا، فالحب الطبيعي يعتمد على تبادل المشاعر والحبيب المناسب سيبادلك المشاعر والعاطفة. ولكن الحب من طرف واحد هو مجرد إعجاب بشخص أخر، لا يعنيه أنت من الأساس. ولذلك هذا لا يندرج من الأساس تحت بند الحب. ولذلك دعونا نتخطى أي مشاعر من طرف واحد ولا نتعامل مع الأمر أنه حب من الأساس. بل يجب أن تعلم أن الحب أول علامة فيه هو تبادل المشاعر، بمعنى أنك كما تريد أنك تجلس أكثر مع حبيبك هو أيضًا يريد ذلك. كما تريد أنت أن تقول كلام حلو له فهو أيضًا يهتم أن يسمع هذا الكلام جيدًا. لأن الإهمال أو عدم تبادل المشاعر سيؤدي في الأخير إلى أن أي مشاعر تكنها لشخص ما وتستمر أنت في إعطائها ولا تأخذ منه، ففي الأخير عاطفتك وحبك سيستنفذ، وسيتحول حبك لبغضه وعدم رغبة. الحبيب المناسب هو الذي يبادلك نفس المشاعر دون أن يقصد، ولذلك لو وجدت ذلك الشخص فهو الشخص المناسب لأن تحبه.
البرود
يجب أن تعلم جيدًا أن الحبيب المناسب لا يجب أن يتعامل معك أو تتعامل معه ببرود. بل يجب أن يكون التعامل بينكم دائمًا حار وموجود وحاضر، فكما قلنا الإهمال يطفئ الحب ويميته بالبطيء، والبرود أكثر من الإهمال لأنه يكون عن قصد. فالإهمال من الممكن أن نعتبره أنانية وطيبة قلب من الداخل، ولكن البرود هو شيء مستفز وخصوصًا للسيدات. فالسيدات عاطفيات جدًا، فما بالك الفتيات المقبلات على الحب والهيام؟ ولذلك يجب على الشباب عمومًا ألا يتعاملون ببرود مع حبيبتهم، لأنها ستكره هذا. وستنظر للشاب بعدم ثقة وستخاف من أنه بعد الزواج سيتعامل معها بنفس البرود الذي يتعامل معها الآن.
ولكن يجب أن نميز بين الهدوء والبرود، فهناك أشخاص هادئين بطبيعتهم وخصوصًا الرجال. فالرجل أحيانًا كثيرة لا يتكلم كثيرًا وتكون هذه طبيعته، ولكنه ليس بارد. ولذلك هنا نرجع مرة أخرى إلى مبدأ النسبية، فمثل هذه الصفات لو لم تعرفون التعامل معها في الحبيب، فهذا الحبيب غير مناسب. ولكن لو كنتم تتعاملون مع الحالة ببساطة فلا مشكلة على الإطلاق بما أنكم تعرفون كيف تتعاملون. ومن ضمن الأمثلة الشهيرة، هي المرأة كثيرة الكلام، تتفق جدًا مع الرجل قليل الكلام والهادئ. وهذا لسبب بسيط أن لو كلاهما كثير الكلام فلن يجدا مساحة لقول كل شيء، ولكن لو كان أحدهم يستمع أكثر فالمرأة ستقول وتفرغ كل شيء، وهي مستمتعة جدًا أن حبيبها منصت لها ويرد عليها بردود بسيطة جدًا تعطيها مساحة وحرية أكبر لممارسة هوايتها في الكلام والثرثرة، وكأنها طفلة في الصف الثالث الابتدائي.
البُخل
هو صفة يجب أن كل الأحباب أن يلاحظونها في الآخرين. لسبب بسيط، لأن البخل هذا أنواعه كثيرة وللأسف كلها سيئة، ولكن بعضها يكون مستتر وغير ظاهر في العلن، مثل بخل المشاعر. حيث يكون أحد الطرفين قليل العطاء جدًا في المشاعر ولا يتعامل مع مشاعر شريكه على أنها شيء قيم. فلا يقول كلمات جميلة، ولا يجامل، ولا يعطي حنان ولا يعطي أي شيء، هو فقط يريد أن يأخذ كل شيء من شريكه الأخر. وللأسف مثل هذا النوع من البخل قد لا يظهر في بدايات العلاقات، ولذلك عند انتقاء الحبيب المناسب يجب أن تلاحظوا جيدًا هذا الشخص الذي ستزعم أن تحبه. هل هو يعطيك ما تحتاجه نفسيًا وعاطفيًا خلال جلوسك معه؟ أم عندما تنتهي من الكلام معه تشعر بنوع من عدم الشبع أو عدم الاكتفاء أو عجزه أن يشعرك بالمشاعر التي تنتظرها؟ ولو كانت الإجابة بنعم للسؤال الأخير، فخذ قراراك ألا تكمل العلاقة لأنها علاقة محكوم عليها بالفشل حتى لو كان هذا الشريك خارجيًا جيد. ولكن داخليًا بخله العاطفي سيميت أي زواج وعلاقة نبتت بينكم في يوم من الأيام.
الصراحة
الصراحة هي من ركائز الحبيب المناسب، فلا توجد علاقة حب ناجحة مبنية على كذب أو نصب أو احتيال. فالكذب سينكشف حتماً مع الوقت دون شك، ولذلك الصراحة تعد عمود أساسي في بناء علاقة محترمة. وهناك جوانب كثيرة للصراحة في العلاقات بين الشباب، مثلًا هناك صراحة تتعلق بالاحتياج، والتي هي أكثر أنواع الصراحة حساسية، والوجع والألم عند الفراق يأتي بسبب هذا النوع من الصراحة التي تكون قد بنيت على نوع من الثقة ليس سهل التخلي عنه. والصراحة بالاحتياج هي عندما تبدأ العلاقة بين الشخصين وأن تكون واضحة من حيث أنهم يحتاجون بعضهم البعض. فمثلًا أحد الطرفين يقول للأخر أنه يحتاج أن يشعر بالحنان دومًا وهو رجل صلب أمام الناس، ومن يراه لا يشعر أنه هكذا أبدًا. فنجد أن الأمر حساس ولا سيما للرجال الشرقيين. ولذلك كونوا حذرين في هذا النوع من الصراحة ولا تتسرعوا في أن تعطوا هذه الأسرار للشريك في البدايات.
ولو تكلمنا على الحاجز الزمني فالإنسان يحتاج لعمر ما يقارب العشرين عامًا لاكتشاف شخص أخر بصورة مفصلة حسب دراسات في المواقع الإلكترونية. ولذلك ربما تكون مخدوع في هذا الحبيب، وربما تكون العلاقة عمرها قصير، ولذلك لا يجب عليك أن تعطي صراحة الاحتياج في الوقت القريب من بدء العلاقة. بل اجعلها قريبة من بدء التحضير للزفاف والزواج لأنك هنا قد تكون دخلت في مستوى جديد من العلاقة يستحق أن تعرض فيه نفسك بصراحة أمام الحبيب المناسب.
نوع أخر من الصراحة وهو بما يخص العلاقات القديمة. فهناك الكثير من الناس عندما تبدأ في علاقة حب تجعل هذا الأمر في الأخر، في حين أنه يفضل جدًا أن الصراحة فيما يخص العلاقات السابقة تكون في زيل القرار بأن علاقتكم ستتجه نحو الحب. وذلك لسبب بسيط، لأن عندما تأخذون قرار الحب تكون نسبة العاطفة لديكم عالية جدًا والحب هو المسيطر أكثر من أي شيء أخر، ولذلك عندما تعترفون لبعضكم بالعلاقات القديمة وما حدث فيها يكون الأمر مزعج حينها. ولكن نشوة الحب وحرارة في البدايات ستجعلكم تتقبلون الأمر وتسامحون بعضكم البعض سريعًا وتتناسون هذه الأمور. في حين أنكم لو أجلتم لما قبل الزفاف فإن هناك سيكون مشكلة أن الضغط النفسي سيجعل ردود أفعالكم أنتما الاثنين عنيفة ولا سيما الشباب في بلادنا العربية. حيث أنهم يحملون ثقل كبير قبل الزفاف في التهيئة المادية للأمور، ولذلك عندما يسمعون عن علاقات قديمة يشعرون أن التعب الذي يتعبونه من أجل هذه الفتاة لا يستحق. وهذا الشعور كاذب وهو ليس سوى أنه يريد أن يتهرب من المسئولية والضغط. ولذلك مراعاة الوقت في الصراحة ستجعلكم تحتفظون بالحبيب المناسب.
الاحترام
الحبيب المناسب هو الذي يحترمك بكل ما فيك، بعيوبك قبل مميزاتك. ولا يتعامل معك بإهانة ولا تعالي ولا ذل، بل يتعامل معك بتقدير فائق، أنت نفسك تميزه. وللتنويه يجب على جميع الذين يبدئون علاقة حب جديدة، أن يفهمون أن الاحترام ليس ضعف. بمعنى أنه هناك بعض الشباب يعتبرون أن تقدير الفتاة أزيد من اللازم يعتبر ضعف. فالاحترام للفتاة له حدود وخصوصًا أمام الناس. ولكن هذا غير صحيح بالمرة، فالاحترام قوة وكلما عاملت حبيبتك باحترام أمام الناس كلما علوت جدًا في نظرها. أيضًا هناك ملحوظة للفتيات فيما يخص احترام الرجال، فالرجل لا يحب أن تقللي من احترامه ولو في صورة مزاح. فما يطلبه الرجل الشرقي خصوصًا هو احترام مطلق من المرأة ولا يمكن خدش هذا الاحترام حتى ولو على سبيل المزاح. لأنه هو لن يفهمه على أنه هزر، بل سيفهم أنه نوع من عدم الاحترام. ولذلك عندما تريدين أن تمزحي معه ابتعدي عما يخص شخصه وسلبياته أمام الناس خصوصًا لأن هذا حساس بالنسبة للرجال.
أيضًا هناك نوع أخر من الاحترام مفتقد بين معظم الأزواج والأحباب، وكي تحصل على الحبيب المناسب يجب أن تجد هذا النوع من الاحترام فيه، آلا وهو احترام المشاعر والأفكار. فلا يجب على أي من الاثنين أن يقلل من مشاعر الأخر، سواء مشاعر الحزن أو الاكتئاب أو الأفكار التي يفكر فيها بصوت عالي. فهذه كلها تعبر عن الشخص نفسه وخصوصًا مشاعر الحزن عند الفتيات. حيث أن الفتيات عادة يتغير مزاجهن بسرعة، فيجب عليك كحبيب أن تحتملها ولا تتهمها بالمبالغة أو أنها درامية، بل قل لها ببساطة أنك تقدر حزنها وأنك بجوارها حتى تتحسن. هذه الكلمات البسيطة ستجعلها تشعر أنك تحبها وتحترمها حتى لو كررتهم في كل مرة، فهذا عادي بالنسبة للفتيات، فهن لا يمللن من سماع أن الرجل بجوارهن لأن هذا يشعرهن بالأمان والأمان يحسن من حالتهن المزاجية.
الحالة المادية
يجب قبل أن يقرر أي شخصين في الارتباط إدراك أن الظروف المادية لأجل حياة مستقرة لهو شيء مهم. فلو كانت حياة الرجل المادية غير مستقرة جدًا فهذا في النهاية سيؤدي إلى عدم وجود ضروريات الحياة. ومنها سيبدأ نوع من الحرمان، وثم سيبدأ الحب في الهروب من كل هذا الاحتياج. ولذلك الحالة المادية التي تخص الرجل في مجتمعنا الشرقي مهمة جدًا للحفاظ على الاستقرار العاطفي. لأن الحياة عبارة عن دائرة متكاملة من الشروط ومنها الحياة المادية. ولكن في المقابل يجب أن تعرف الفتيات أن الحالة المادية ليست مقياس للحبيب المناسب. بمعنى، أنه ليس كلما كان الحبيب غني أكثر كلما كان أنسب، فمن الممكن أن يكون غني ولكنه لا يناسبك، وتكون شخصيته كريهة جدًا كرجل. ولذلك عند النظر للحالة المادية أفضل شيء هو الاتزان، بمعنى أنه يجب على الحبيب المناسب كرجل أن يُرى هل عمله كفيل لتحمل مسئولية أسرة. لو كانت الإجابة نعم، إذًا فأنت مناسب فعلًا وليس هناك مشكلة. ولكن إن كان مرتبك لا يجعله يتحمل عبئ أسرة، فعليكِ أن تعرفِ أن دخولك معه في علاقة عاطفية لهو شيء متسرع وليس له نهاية.
دعنا نتخيل أنك لا تعمل وليس معك مصدر دخل وتحب فتاة والفتاة تحبك، ما هي الخطوة بعد الحب؟ الإجابة لا توجد خطوة سوى أنك ستبدأ في البحث عن عمل ثم تنتظر أن توفر المال الذي سيجعلك تتزوج. وهذا هو الصواب، فلا تجعل الماديات عائق في حياتك العاطفية، لكن في نفس الوقت لا تتخاذل ولا تعتبر الموضوع غير ضروري، لأن هذا استهتار. ولو كنت تريد أن تكون حبيب مناسب فيجب عليك أن تهتم جيدًا بحالتك المادية وتسعى لأن تكون عائل أسرة. ولكن في نفس الوقت لا تهتم بالنقود وتنسى حياتك بل حاول أن تكن متزن، بمعنى أن تحب وتعمل وتخزن نقود لأجل الزواج. أن تفعل كل هذا في وقت واحد ربما يكون صعب ولكنه الحل والمعادلة الصحيحة للحياة المتزنة الجيدة.
الغفران
الحبيب المناسب هو ليس مجرد شخص يقول كلمات رومانسية أو لطيفة تجعلك تشعر أنك محبوب، وأنه أجمل من في هذا العالم. ولكن الحبيب المناسب هو شخص مؤثر في حياتك، والغفران هو من ضمن أكثر الأشياء المؤثرة في حياتنا جميعًا. عندما يخطئ أحد الحبيبين في حق الأخر، لو لم يحدث مسامحة من الطرف المخطئ في حقه، فهنا لن يحدث غفران. بل سيبدأ في النفس البشرية الشعور بالحقد وبعدم الثقة، وبانعدام وجود الجسور. ولكن الحبيب الحقيقي هو الحبيب الذي لا يشمت بك وقت خطئك ولا يعايرك ولا يتسلط عليك، بل يغفر خطئك ويحتمله معك حتى تتخطون نتائجه سويًا. ومن هنا تصبح علاقتكم أكثر قوة وليست مجرد علاقة سطحية مبنية على ما يعطيه كل منكم للأخر، بل تكون مبنية على محبة حقيقية، بالأفعال لا بالكلمات فقط.
الحبيب المناسب موجود ولكنه يحتاج أن تكون أنت مناسب أيضًا، بمعنى أنه يجب أن تفعل ما تريده أنت من حبيبك، فهذا هو الصواب. ويجب أن يتنازل كلاً منكم عن بضع أشياء يحبها من أجل هذا الحبيب، وعندما تدركان هذه الأشياء البسيطة ستكتشفون قيمة أن يكون في حياتك حبيب مناسب لك.
أضف تعليق