في كل يوم ووسط مشقة الحياة نحتاج لتلك اللحظة من الاسترخاء، والتي تأتي فقط وقت الحمام اليومي. حيث المياه المتدفقة الدافئة التي تنعش روحك وتجدد رغبتك في استكمال يومك بنشاط. ولكن هل نأخذ حمامنا بطريقة سليمة؟ هل هناك أخطاء للاستحمام شائعة ونفعلها بشكل منتظم تؤثر سلباً علينا؟ مثل أي شيء في هذه الدنيا يا عزيزي، أخطاء الاستحمام اليومي موجودة ومضرة ونحن لا نعلمها ونفعلها بطريقة طبيعة روتينية ولا ندرك مشاكلها على صحتنا وصحة جلدنا بشكل أخص. تعرف على أهم أخطاء الاستحمام اليومي لتتجنبها وتنعم بحمام صحي هادئ.
دليل تجنب أخطاء الاستحمام الشائعة
مدة الاستحمام هي أول أخطاء الاستحمام
نحن نعشق تلك الراحة التي نشعر بها تحت المياه المتدفقة بهدوء، وينسى كل فرد همومه ويأخذ وقته في إراحة تفكيره من التوتر المستمر. ولكن لا تنسى أن كثرة المياه التي تنزل على جسمك هي في الحقيقة تؤذيه. إن تخطى الحمام أكثر من 20 دقيقة يومياً سيصبح ذو أضرار على الجلد. الاحتكاك المتواصل بين الجلد والمياه يزيل عنها ترطيبها الطبيعي. الجلد يفرز مواد دهنية لترطبها والتي نبحث عنها في الكريمات والمنتجات المختلفة بطبيعته الكيميائية المضرة. من أهم أخطاء الاستحمام هي أن تطول فترة مكوثك تحت المياه، لأنك بذلك تخسر ترطيب جلدك الطبيعي وتبحث عنه في مكانًا أخر.
إن خسر الجلد كافة دهونه المرطبة، سيجف ويتهيج ويصير أكثر عرضة للجفاف والتقشف. الدليل على ما أقول هو ما تلاحظه على جلدك من تقشف أثناء الشتاء أكثر من الصيف. لأنك في فترة الشتاء تعشق المياه الساخنة أكثر من أي وقت بالسنة مما يسبب خسارة الدهون الصحية على الجلد. وكذلك ستجد أن النساء تتعرض أياديها بشدة للجفاف والخشونة، لو كانوا يعتمدون على أياديهم فقط في غسل الصحون اليومية، وبالتالي تتعرض لكمية مياه كبيرة كل يوم.
ثاني أخطاء الاستحمام في استخدام المياه والصابون
كلنا نرغب في الحصول على نظافة مثالية لأجسادنا والاعتناء بها، لذلك نمسك الصابون (أياً كان نوعه) ونظل نفرك جلدنا وكل منطقة في جسمنا بعناية فائقة. هذا الأمر غير صحي أبداً، لأنه بالفعل يزيل الأوساخ ولكنه أيضاً يزيل كل ترطيب الجسم. الصابون بالأخص يؤثر سلباً على الجلد لأنه قلوي وقوي المفعول على الدهون. لذلك يفضل أنت تحذر من كمية الصابون المستخدمة، أو شراء صابون طبي متعادل حتى لا يفقدك كل المواد الطبيعية التي يحتاجها جسدك.
أيضاً يجب أن تفهم أنه لا يجب أن تعامل كامل جسدك بنفس الطريقة. فهناك مناطق تحتوي على دهون أعلى من مناطق أخرى وبالتالي فهي تفرز دهون مرطبة أكثر، ويمكنك حينها فركها كما تحب. أما اليدين والرجلين على سبيل المثال فهما يحتويا على أقل نسبة دهون وزيوت مرطبة. لذلك تعامل معهما برفق ولا تفكر بفركهما كثيراً بالصابون حتى لا تعرضهما للجفاف.
توجيه الوجه نحو مصدر المياه الساخنة مباشرة
عندما توجه وجهك نحو المياه المتدفقة مباشرة لفترة طويلة فأنت تؤثر على رونق وجمال وجاذبية وجهك، فيعتبر ذلك أحد أهم أخطاء الاستحمام. المياه المباشرة وخاصة الساخنة تعمل على توسيع الشرايين، وفي الحقيقة هذا هو سبب شعورك بالاسترخاء والراحة. ولكنه في ذات الوقت يعمل على تقريب بعض تلك الشرايين الصغيرة نحو الأعلى إلى قرب سطح البشرة. مما يؤدي إلى ظهور شرايين دقيقة تحت الجلد وكأنها خطوط مرسومة باللون الأزرق، تفقد بشرة وجهك جماله ورونقه. خاصة في منطقة تحت العين لأنها أكثر المناطق حساسية. والسبب الرئيسي في ظهور سواد تحت العين هو الشرايين المتجمعة في تلك المنطقة.
كما أن المياه الساخنة تعمل على تفتيح مسام البشرة، وقد يبدو لك الأمر جيداً، وهو جيد بالفعل إن كنت تنوي تنظيف وجهك بالمنظفات وغلق المسام بعد ذلك. أما إن لم تنوي ذلك فالمسام المفتوحة تجعلك تبدو أكبر من سنك وتزيد فرص الترهلات والتجاعيد. فإن خرجت من حمامك لتواجه أتربة الطريق بمسام مفتوحة، فأنت تزيد بذلك فرص إصاباتها بالأوساخ والرؤوس السوداء. كما أنها تزيد فرص احمرار الجلد وتهيجه، لذلك يُفضل أن تبعد وجهك عن مصدر المياه المباشر.
عدم تغير ليفة الاستحمام
ليفة الاستحمام هي عبارة عن المخزن الأول للبكتريا في الحمام مهما اختلف نوع أو جودة الليفة. بعد الانتهاء من الحمام اليومي فأنت تتركها مبللة في حمام يتصاعد منه البخار إلى أعلى ولا يوجد مجال لتجف سريعاً، وتأخذ ساعات حتى تجف بالكامل. هذا الأمر يعد من أخطر أخطاء الاستحمام بسبب أن البكتريا تتجمع بسهولة وتجد مكان مناسب لتعيش فيه. وبعض أنواع البكتريا قد تنتقل بعد ذلك من الليفة إلى بشرتك من كثرة الفرك عند استخدامها. وقد تنتقل مباشرة إلى مجرى دمائك إن كنت مصاب ومجروح. وقد تنتقل أيضاً إلى عينك أو أنفك أو فمك، وكلها طرق غير مرغوب فيها.
بذلك قد تكون وأنت تحاول التخلص من الأوساخ والبكتيريا، تجلبها بنفسك إليك. لذلك يا عزيزي يجب أن تبدل ليفة الاستحمام مرة على الأقل كل شهرين، حتى لا تعطي فرصة للبكتريا بالبقاء وإقامة مستعمراتها. وكذلك احرص على تعليق الليفة بعد كل حمام في مكان جيد التهوية والأفضل أن يكون معرض للشمس. بهذه الطريقة تقي نفسك من التعرض للبكتريا بسبب نموها على ليفة الاستحمام.
طريقة غسيل الشعر من أخطاء الاستحمام الشائعة
عندما سنتحدث عن أخطاء غسل الشعر أثناء الاستحمام، فنحن هنا نتحدث عن عدة نقاط. أولاً: عدة مرات غسل الشعر الذي قد يصل لمرتين في الأسبوع الواحد. هذا ليس نوع من النظافة بل نوع من تدمير الزيوت الطبيعية التي يحتويها الشعر. خاصة الشعر الجاف والذي بالكاد بدأ ينتج زيوته في الوقت الذي تقضي أنت فيه على هذه الزيوت الطبيعية المغذية. ثانياً: غسيل الشعر بالمياه الساخنة بعد استخدام الشامبو. المياه الساخنة تقتضي تماماً على فورة الرأس ومكوناتها الطبيعة من دهون أو زيوت. لذلك يفضل غسله بالمياه الفاترة لتحافظ على توازن الشعر، بين الاحتفاظ بزيوته ورونقه الطبيعي ونظافته.
ثالثاً: غسيل الشعر وأنتِ ترفعين رأسكِ لفوق، أو بمعنى أن تكوني واقفة بشكل منتصب. بهذا الشكل لا تتغلغل المياه إلى كل شعركِ خاصة إن كنتي تمتلكين شعر طويل وغزير. يجب أن تنزلي رأسكِ لتحت وكأنك تنظرين إلى الأرض، ومن ثم تجلبي كامل الشعر إلى أمام وجهك وتغسليه من كل اتجاه بالمياه الفاترة بالطبع.
الحل لجميع مشاكل أخطاء الاستحمام
أغلب أخطاء الاستحمام التي تكلمنا عنها حتى الآن تختص بمبدأ استخدام المياه الساخنة. أنت تؤذي بشرتك وشعرك حين تستخدم المياه الساخنة باستمرار. وفي المقابل تخسر فوائد المياه الباردة الكثيرة جداً، وقد تستعجب حين تقرأ عنها، فابحث عنها هنا في موقع تسعه وتعلم أن تستفيد من المياه الباردة. من فوائد الترطيب ونظافة المسام وغلقها، إلى فوائد تقوية المناعة واسترجاع النشاط والقوة، حتى فوائد الوقاية من الأمراض والتخلص من مشاكل الإرهاق وتجاعيد البشرة.
الخلاصة عزيزي القارئ، أنك يجب أن تنتبه لأخطاء الاستحمام وتراقب نفسك لتتفاداها. سواء الوقت أو استخدام المياه الباردة بدل الساخنة أو تغير ليفة الحمام. حتى تنعم بحمام مفيد وصحي ومنعش بطريقة سليمة.
أضف تعليق