تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » الاتحاد السوفيتي : كيف كانت الإمبراطورية السوفيتية سيدة العالم يومًا ؟

الاتحاد السوفيتي : كيف كانت الإمبراطورية السوفيتية سيدة العالم يومًا ؟

لا يختلف اثنان على أن الاتحاد السوفيتي كان في يوم من الأيام قوة لا يُستهان بها، قوة كان يتوقع الكثيرون أن تسود العالم، لكن شئ آخر قد حدث بدلاً من ذلك.

الاتحاد السوفيتي

يعد الاتحاد السوفيتي ضرباً من ضروب أساطير القوة التاريخية خاصة على المستويين العسكري والاقتصادي؛ فتواجد عدد هائل من الدول تحت وطأة حكم اتحادي يجمعهم سوياً جعل من الاتحاد السوفيتي قوة عظمى اعتبرت نظيراً شرساً للولايات المتحدة الأمريكية لمدة تصل إلى حوالي 70 عاماً بداية من عام 1922 وحتى عام 1991.

الاتحاد السوفيتي من البداية إلى الانهيار

دول الاتحاد السوفيتي

في بادئ الأمر كان الاتحاد السوفيتي مكوناً من 4 دول رئيسية اشتركت جميعها في استخدام النظام الاشتراكي كنظام رسمي للحكم الجمهوري فيها، وبعد عدة سنوات بدأت العديد من الجمهوريات الأخرى في الانضمام إلى راية الاتحاد السوفيتي إما سعياً وراء المال أو طمعاً في القوة والاحتماء من أعدائها عن طريق ضم حلفاء أقوياء إلى صفها أو حتى بالإجبار عنوة وقهراً فأصبح العدد الرسمي للدول المكونة للاتحاد السوفيتي هو 15 دولة تضم جمهوريات روسيا وجورجيا ولاتيفيا ومولدوفا وليتوانيا وأرمينيا وأذربيجان وأوزباكستان وأوكرانيا وبيلاروس وتركمانستان وإستونيا وقيرغزستان وكازاخستان وطاجكيستان. وفي عام 1956 نالت دولة كاريليا سلطة الحكم الذاتي ومنحت لقب جمهورية مستقلة وعلى ذلك انضمت هي الأخرى إلى الاتحاد السوفيتي ليصبح عدد دوله بعد ذلك 16 دولة.

بداية تكون الاتحاد السوفيتي

يعود السبب الأكبر في تكون الاتحاد السوفيتي على الأرجح إلى قيام الثورة الشعبية الروسية في عام 1917 والتي تصاعدت وتيرة أحداثها بشكل متسارع للغاية الأمر الذي أدى إلى اشتعال الحرب الأهلية الروسية المعروفة والتي اندلعت لمدة أربعة أعوام متتالية، مما أصاب الإمبراطورية الروسية بضعف كبير على المستويين الاقتصادي والعسكري. تلا تلك الحرب في العام التالي على الفور تحالف العديد من الجمهوريات الاشتراكية مع روسيا تحت مسمى الاتحاد السوفيتي وجاءت تسميته بذلك الاسم عبر أخذ الحرف الأول من اسم كل دولة من دول الاتحاد باللغة الروسية ووضعهم معاً في كلمة واحدة.

المساحة

كما هو الحال بالنسبة لروسيا الآن كونها أكبر دول العالم مساحة كذلك كان الاتحاد السوفيتي الأكبر مساحة على الإطلاق على وجه الأرض وقت نشأته حيث بلغت مساحة الاتحاد السوفيتي ما يفوق 22 مليون كيلومتر مربع وهي المساحة التي تعادل سدس مساحة الكرة الأرضية كاملة؛ مما خلق دولة كاملة ممتدة الأراضي بين قارتين هما آسيا والتي احتوت ثلاثة أرباع مساحة الاتحاد السوفيتي وبين قارة أوروبا والتي احتوت الربع الأخير من مساحة الاتحاد وبالتالي فكانت فروق التوقيت بين شرق الاتحاد وغربه واسعة للغاية وكذلك الفروق المناخية، لكن على الرغم من تلك المساحة الشاسعة إلا أن تعداد سكان الاتحاد السوفيتي وقتها لم يتناسب على الإطلاق معها.

أشهر زعماء الاتحاد السوفيتي

فلاديمير لينين

لم يكن فلاديمير لينين حاكماً بمعنى الكلمة للاتحاد السوفيتي بقدر ما يعتبر زعيماً ثورياً عظيماً والمؤسس للاتحاد وكذلك الأب الروحي له؛ حيث قاد لينين الثورة الشعبية الروسية التي كان عمادها العمال والفلاحين والذين سعوا لنيل حقوقهم والتخلص مما أسموه بالحرية الصورية وغير الفعالة، وبعد نجاح الثورة الروسية في 1917 انتخب البرلمان الروسي لينين رئيساً لجمهورية روسيا. وجد لينين نفسه أمام العديد من التحديات على رأسها قيام عدة دول أوروبية كفرنسا وألمانيا وبريطانيا بقطع العلاقات مع روسيا وسحب سفرائها من هناك وإغلاق سفاراتها كافة مع إنهاء أية تعاملات اقتصادية أو تجارية مع روسيا وذلك كله بسبب رفض روسيا بعد نجاح الثورة تسديد ديون القيصر (الحكام السابق الذي أطاحت الثورة بحكمه)، كما كان الجيش الروسي يمر بمرحلة حرجة من التفكك والانقسامات والضعف العام للقوات المسلحة بالإضافة إلى اشتعال فتيل الحرب الأهلية التي كانت إحدى عواقبها تعرض لينين لمحاولة اغتيال برصاصتين أصابته في منطقة الرقبة أدت فيما بعد إلى عدة مضاعفات عصبية حتى لقي لينين حتفه في 1924 بعدما وضع نموذجاً للحكم الشعبي في روسيا وبعدما قام بإلغاء قانون الملكية الخاصة للأراضي الزراعية وتحويلها إلى ملكية عامة تمهيداً لتوزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين البسطاء الذين قامت من أجلهم الثورة.

جوزيف ستالين

هو الحاكم الثاني للاتحاد السوفيتي والذي تولى الحكم بعد وفاة لينين عام 1924 ووجد نفسه في مواجهة حاسمة بمجرد تقلده مراسم الحكم مع الإقطاعيين الذين فرض عليهم بالقوة قانون الملكية العامة للأراضي الزراعية؛ وبالتالي وجدوا أنفسهم في خطر محدق يهددهم بالحرمان من أراضيهم التي تملكوها منذ سنين طوال وسلب ماشيتهم ومحاصيلهم الزراعية لصالح الفلاحين الذين اعتادوا أن يعملوا مأجورين في الزراعة لديهم، تطور الخلاف بين الحكومة متمثلة في ستالين وبين الإقطاعيين الأمر الذي استدعى تدخل قوات الجيش في محاولة لإجبار الإقطاعيين على الخنوع فقام ملاك الأراضي بحرق نسبة كبيرة من أراضيهم وماشيتهم حتى يقطعون الطريق على محاولات ستالين. لكن بالرغم من ذلك كله يعود الفضل لستالين بشكل رئيسي في تحويل الاتحاد السوفيتي من مجرد دولة زراعية إلى مجتمع صناعي ضخم يشكل منافساً خطيراً لكبرى الدول الصناعية في القرنين التاسع عشر والعشرين على التوالي، وذلك بالرغم من معاناة الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت من فقر حاد في الموارد وضعف في البينية التحتية بسبب الحربين العالمية الأولى والحرب الأهلية، كما نجح ستالين في الانتصار على النازيين الألمان في الحرب العالمية الثانية وهزيمة هتلر وبالتالي انتهاء أسطورة ألمانيا الفاشية في مارس من عام 1953 توفي ستالين بعد صراع امتد عدة أيام قلائل مع المرض كما تنتشر بعض الروايات التاريخية التي تؤكد أن وفاته كانت حادثاً مدبراً حيث وضع له السم من قبل أحد وزرائه على مأدبة العشاء.

قسطنطين تشيرنينكو

تولى زعامة الاتحاد السوفيتي في عام 1984 وكانت مصطلح الحرب الباردة الدائرة بين أكبر قوتين في العالم وهما الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية في أوجه حيث توترت العلاقات بشكل كبير بين الدولتين مع غياب أي احتكاك عسكري بينهما، بعدما تولى قسطنطين مقاليد الحكم عبر عن رغبته الصريحة في إنهاء العلاقات المتوترة أو الحرب الباردة كما أسميت مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي كانت قد تخطت مجالات السياسة والاقتصاد لتصل إلى مجالات الرياضة (حيث امتنع الوفد الأمريكي عن المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية عام 1980 والتي أقيمت في العاصمة موسكو مما دفع الاتحاد السوفيتي إلى الامتناع هو الآخر عن الاشتراك في دورة الألعاب التالية لها عام 1984 والتي أقيمت في ولاية لوس أنجلوس بأمريكا). لم يطل حكم تشيرنينكو أكثر من عام واحد حيث أصابه المرض بشدة وتوفي في عام 1985.

ميخائيل غورباتشوف

هو آخر زعماء الاتحاد السوفيتي والذي تولى مقاليد الحكم فيه بدء من عام 1988 وحتى تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، ربما يكون أعظم ما يذكر لصالح غورباتشوف في كتب التاريخ هو إنهائه بشكل رسمي للحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وكذلك حصوله على جائزة نوبل للسلام في عام 1990.

انهيار الاتحاد السوفيتي

بعد حكم غورباتشوف الذي لم يدم طويلاً تولى مقاليد حكم روسيا بوريس يلسن والذي رأى في سقوط النظام الاشتراكي الحل الأمثل لإنقاذ روسيا كدولة مستقلة دوناً عن بقية دول الاتحاد السوفيتي؛ لذلك أعلن يلسن ما يعرف دولياً باتفاقية انحلال الاتحاد السوفيتي عام 1991 وإنشاء رابطة الدول المستقلة التي تضم كافة الدول المؤسسة سابقاً للاتحاد.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

ستة عشر + 16 =