تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » الرغبة في الأفضل : كيف تميز أن هذا الشيء أفضل لك أم لا ؟

الرغبة في الأفضل : كيف تميز أن هذا الشيء أفضل لك أم لا ؟

الرغبة في الأفضل من خصائص النفس البشرية التواقة إلى الحصول على الأفضل والأحسن دومًا، لكن في بعض الأحيان قد يكون الأفضل هذا أمرًا غير ملائم لك كما سنرى.

الرغبة في الأفضل

الرغبة في الأفضل هي في الأحوال العادية صفة رائعة جداً ولازمة جداً للعظماء حيث أن الشخص الذي يكون لديه الرغبة في الأفضل دائماً تجده شخص حماسي جداً ونشيط ولا يعر الآخرين أو الآراء أي قيمة بل هو فقط يوجه نظره إلى أنه يريد أن يكون الأفضل في هذا الشيء. ويوجد أمثلة كثيرة على أشخاص مثل هؤلاء وأبرزهم نجم الكرة العالمية كرستيانو رونالدو الذي يتهمه الجميع بالعجرفة في حين أنه لا يبالي وكل عام يحقق رقم قياسي جديد في مجال لعبة كرة القدم. وهناك أمثلة أخرى كثيرة على الذين يمتلكون الرغبة في الأفضل دائماً ولكن المشكلة هنا أن في طريقك لتحقيق أفضل شيء ستواجه عقبات وستواجه مشكلات وأكبر مشكلة هي “هل هذا أفضل لك أم لا!” بمعنى مثلاً، شاب قد اجتاز المرحلة الثانوية من دراسته بمجموع يجعله يختار الأفضل ولكنه لا يعرف ما هو الأفضل فهل الأفضل له أن يدخل كلية الطب مثلاً أم هل هو لا يحب الطب ويحب العزف، فهل سيضحي بكل تعبه في المرحلة الثانوية ليدرس العزف؟! وأحياناً أخرى الشخص نفسه لا يعرف ماذا يريد فغالباً سيأخذ أعلى شيء دون تفكير في أن هذا يناسبه أم لا. ولذلك الموضوع محير ومهم في نفس الوقت، وهنا في هذا المقال سنقول لك بضع نصائح عن الرغبة في الأفضل قد تساعدك إذا تشابهت مع حالتك في إرشادك لاختيار الأفضل لحياتك.

كيف تكون الرغبة في الأفضل سببًا في الخروج عن المسار ؟

الرغبة في الأفضل والحماس

لا يوجد رغبة في الأفضل دون حماس لأن الأشياء التي تتحمس لها هي الأشياء التي سيكون لديك لها طاقة نفسية تقدر على الاجتهاد من خلالها لتصير الأفضل. ففي طريقك لتحقيق الأفضل لن تجده مفروش بالورد في انتظارك بل العالم كله يشتعل بالتحديات والخصومات وإن كانت لديك الرغبة في تحقيق الأفضل إذاً يجب عليك أن يكون لديك الحماسة اللازمة لتوجه الفشل، لأنه غالباً في البدايات ستكون الحياة صعبة فيما تريد تحقيقه. وهذا أفضل لك من حيث التعليم حيث الفشل مع الحماس سيعطيك خبرة ورغبة في إعادة المحاولة مع تلافي الأخطاء السابقة التي ارتكبتها، ومن هنا تجد نفسك تتطور كل فترة عن الفترة السابقة. ولكن أحياناً وخصوصاً في البدايات يكون التطور بطيء جداً حتى أن الكثير من حولك قد يضحك عليك ويقول عنك فاشل ومجنون ولكن الحماسة التي بداخلك هي التي ستلهبك لتحقيق أفضل ما عندك، وغير ذلك الحماسة ستظهر لك كم أنت تحب ما تفعله فلو كانت حماستك نحو ما تفعله قليلة وتشعر بالملل والضجر منه فهذا في الحقيقة ما لا تريده وحتى إن اخترته فلن يكون الأفضل والمناسب لك، أما إذا كنت تتحمس في كل مرة تفعل فيها ما تحب إذاً فهذا مناسب لك لأن حبك لهذا الشيء سيضمن لك الحماسة والحماسة ستضمن لك نجاح رغبتك في الأفضل.

الرغبة في الأفضل والتسرع

في كثير من الأحيان الحماسة تكون مزيفة أو تكون وقتية ولذلك في النقطة السابقة ركزنا على فكرة محبتك لما تفعل حتى تحقق الرغبة في الأفضل، أحياناً يتسرع الإنسان في أخذ قرارات في خوض تجارب وقرارات مصيرية، ولذلك عندما تريد أن تأخذ خطوة جيدة في حياتك وإن كنت من مَن ينشدون الكمال وتحقيق الأشياء العظيمة ولديك الثقة اللازمة فيجب عليك ألا تتسرع أبداً في أخذ قراراتك حتى تضمن نفسك وتكون متأكد من شعورك تجاه هذا القرار. لأن قرار بالعقل فقط لن يفيد صدقني يجب أن يصل العقل والقلب إلى حل وسيط، لأن القرار المبني على المنطق لن يجعلك سعيد ولن تشعر بالحماسة وفقط سيكون مجرد عمل أو وظيفة من أجل المال واستمرار الحياة. لذلك لا تتسرع وبما أننا نتكلم عن الرغبة في الأفضل فيجب أن تعلم تماماً أن ليس كل المناسب أفضل لك ولكن كل الأفضل مناسب لك.

الرغبة في الأفضل والجنون

نعم وللأسف هناك أناس مجانين بالريادة ولديهم داء الكبرياء والعجرفة وإرادتهم لأن يكونوا الأفضل ليست مبنية على أساس أنهم يحبون الشيء قدر أنهم يريدون أن يكون الأفضل حتى يشير الكل عليه، فمثل هذا غالباً يكون لديه مرض نفسي مشهور اسمه “جنون العظمة” وللأسف هذا النوع من الجنون كافر ويجعل الشخص يفعل أي شيء ليكون الأفضل حتى ولو بالغش المطلق، فيكون الشخص غير واعي لما يعمله أو يفعله هو يكون فقط شخص ناقم على حاله وعلى الآخرين وعلى المنافسين ويرى السلبيات ولا يتعلم منها وعنيد جداً وغير متفاهم. لذلك إن كنت من هؤلاء الأشخاص فأنا شخصياً أدعو لك بالهداية أما لو كنت تعرف أحدهم هكذا فنصيحتي هي ابتعد عنه لأنه سيجعلك أداة ليس إلا وستجد نفسك متورط معه في شيء لا محالة، فمثل هؤلاء الأشخاص أنانين لدرجة رهيبة ولا يحبون غير أنفسهم. إن كنت تريد الأفضل فيجب عليك أن تفعله بنزاهة وشرف ولا تتعدى حدود الجنون بهذا الشيء فلو كان أعلى من قدراتك فحسن قدراتك ولا تتخطاها ففي الأخير لحظات النجاح ستنسيك كل ألم شعرت به وكل وقت صعب مر عليك وكل فشل اجتزت به لذلك لا تتعجل ولا تفعل ما لا يجب ألا يُفعل.

الرغبة في الأفضل والتطور

إن كنت من ينشدون الرغبة في الأفضل دائماً فستعرف معنى كلمة التدريب، حين تفعل سيكون هذا الشيء ذو أهمية قسوة لك في حياتك وستتعلم التطور وخطواته وأنك يجب أن تفشل في البداية بل وستتقبل الموضوع بصدر رحب لأنك تعلم أنك تتطور. والشخص الحكيم هو الذي يعرف أن التطور ليس له نهاية وإن أردت الأفضل فالأفضل ليس له نهاية بل ستستمر طوال عمرك في الاجتياز بخبرات جديدة ومواقف وشدائد في حيز الشيء الذي ترغب أن تكون الأفضل فيه. ولذلك يجب عليك أن يكون لديك مفهوم التطور في حياتك كمفهوم أساسي. فكثير من الأشخاص كان لديهم الموهبة والإمكانية أن يصيروا الأفضل في التاريخ فيما يجيدون ولكنهم استهزئوا واستهانوا ولم يطوروا من أنفسهم حتى صاروا في المؤخرة ببساطة بسبب عدم مبالاتهم بفكرة التطور الدائم.

الرغبة في الأفضل واليأس

يجب عليك أن تنسى هذه الكلمة “اليأس” من حياتك بالكامل حيث أن هذا المفهوم به سم قاتل للأحلام. ولكن حتى أكون عملي وواقعي سأقول لك أنك أحياناً ستضطر لتقدم تنازلات حتى تظفر بالشيء الذي تسعى إليه، ولكن أن تتنازل عن بعض الأشياء يختلف عن اليأس من حلمك. فإن كان لديك الرغبة في الأفضل فيجب أن تتجنب الأشياء التي تدفعك لليأس من الأساس ولا تقترن بمن هم يسحبوك للأسفل بل توجه دائماً لمن يثق فيك ويدعمك لأن الجو السلبي سيجعل اليأس يتسلل إليك وسيجعلك تشك في قدراتك الشخصية وتبدأ تدريجياً في الاستسلام. ولكن الجو الإيجابي سيجعلك قادر على المقاومة والمواصلة وضمان الحماس داخل عقلك لإكمال حلمك.

أخيراً عزيزي القارئ أنت حظك جيد إن كنت تمتلك الرغبة في الأفضل لأنك غالباً ستكون شخص ناجح ومتطور وسيشهد لك الجميع بهذا الشيء الذي هو في حد ذاته شرف.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

تسعة عشر − خمسة =