بعد فترة من الزواج يطفو على السطح ملل العلاقة الزوجية ونجد أنفسنا ننخرط في الحياة اليومية وتطغى المشاكل على اليوم بأكمله، ونجد أنفسنا نغيب في هذه الدوامات التي تفضي على الشغف في العلاقة وتنتج الملل فقط، ولذلك نتحدث اليوم عن أفكار وممارسات نستطيع بها أن نستعيد لذة البدايات والشغف الذي كان حاضرًا وبقوة في بداية العلاقة الزوجية ونحاول القضاء على الملل الذي تسرب للعلاقة الزوجية مع المشاكل الزوجية المعتادة وتفاصيل الأزمات اليومية والروتين اليومي والحياة الرتيبة التي لا يوجد فيها أي شيء جديد، وإليك أبرز الأفكار والخطط لقضاء أوقات سعيدة تقضي فيها على ملل العلاقة الزوجية وتستعيد لذة البدايات:
التخلص من ملل العلاقة الزوجية
موعد على الأقل شهريا لاستعادة البدايات
من الأشياء التي تقضي على ملل العلاقة الزوجية هي أن يكون هناك موعد غرامي على الأقل مرة واحدة كل شهر، لاستعادة لذة البدايات، لا يوجد شيء اسمه لقد كبرنا أو صار الآن لدينا أطفال، أو حتى شبانًا كبار، حتى وإن كنتما في الستينات، ما المشكلة في هذا؟ الحب دائمًا ينمو بمرور السنوات وكلما مرت السنوات كلما زاد الحب اشتعالًا وتوهجًا، لذا الموعد الغرامي الشهري يدفّق الحب إلى قلوبنا ويضفي عليها حيوية وشباب ويخبرنا أننا لا زلنا نعيش وأننا لم نصبح مومياوات بعد، حيث يحيي الحب أرواحنا وينشطها ويجعلنا مقبلين على الحياة ويشعرنا بالفعل أننا لا زلنا أحياء وأننا لسنا ماكينات تفعل نفس الأمور يوميًا دون مشاعر أو أحاسيس تجاه ما نفعله سوى فقط لتمرير اليوم، لذلك الموعد الشهري مهم جدًا للقضاء على ملل العلاقة الزوجية ولاستعادة شعورنا نحن بالحياة.
سافرا إلى مكان بمفردكما
قد لا يكون هذا متاحًا في وقتٍ معين حينما نكون مربوطين بأطفالٍ رضع، ولكن دون ذلك فإن السفر بمفردكما، سيزيد من طاقة الحب بينكما، ولو حتى ثلاثة أيام لا غير سيجدد طاقتنا ويجعلنا أكثر محبة ومودة وسيشعرنا بالسعادة والأمل، السفر إلى أي مكان يعطينا شعورًا رائعًا بالحيوية، فما بالك لو مع رفيق المشوار وشريك الحياة؟ إذن للقضاء على ملل العلاقة الزوجية واستعادة شغف البدايات يجب أن ترتبا رحلة وحدكما تسافران فيها ولو حتى كانت هذه الرحلة بضع عشرات من الكيلومترات، المهم أن تغيرا الأماكن التي تذهبان إليها يوميًا وتشعركما بروتين قاتل وتستعيدا روعة الحب من جديد.
الحرص على التواصل الجسدي، العناق والقبلات
هذه الأشياء للأسف مهدورٌ حقها خصوصًا في مجتمعنا العربي، حيث نراها عيب نخجل منه خصوصًا لو عندنا أطفال، على أساس أنه من العيب أن يرى الأطفال الأب والأم يحتضنان بعضهما البعض، ولكن من الطبيعي أن يروا الأب يضرب الأم أو يصرخان في وجه بعضهما البعض أو يتعاملان بفتور وملل أو يتحدثان بحدة أو يشتكون طوال الوقت، إذن العناق والقبلات يجعلان الزوجين يشعران بطاقة حب كبيرة، فقبلة في الصباح قبل الخروج إلى العمل كفيلة بتغيير نظرتنا للحياة كلها، وعناق عند المجيء من العمل إلى المنزل كفيل بإزالة كل الضغوط والآثار السيئة التي خلفها هذا اليوم المرهق في العمل، لذلك التواصل الجسدي عن طريق العناق والقبلات لا يمكن الخجل منه أبدًا بل هو إحدى محفزات الحب وطارد ملل العلاقات الزوجية إلى الأبد.
الاطمئنان على بعضكما
عن طريق الهاتف أو عن طريق الرسائل النصية يمكنكما الاطمئنان على بعضكما البعض أثناء العمل في مكالمات سريعة أو رسائل نصية سريعة، أي أثر رائع سوف يحدثه هذا الأمر عندما تعمل وأنت تعلم أن هناك شخص آخر يفكر فيك ويتمنى أن تكون بخير ويريد أن يطمئن عليك وعلى سلامتك وأن يومك يسير بشكل جيد ولا يوجد فيه ضغط زائد أو إرهاق زائد عن اللزوم، حتى وإن كان هناك ضغط أو إرهاق فإنهما سيزولان بمجرد مكالمة من شخص يخبرك أنه بالفعل يهتم بك ويهتم أن تكون بخير، وتخيل أن هذا الشخص هو شريك حياتك في الوقت نفسه، فكيف يكون أثر هذا على الحياة الزوجية واستعادة الشغف فيها، والقدرة على طرد ملل العلاقة الزوجية بعيدًا.
تبادل الهدايا
لا ريب أن الأزمة الاقتصادية تجعلنا نتخلى عن الكثير من الكماليات ونكتفي فقط بالأساسيات، ولكن ليس دائمًا الهدايا يجب أن تكون باهظة الثمن، فهناك هدايا بأثمان منخفضة وفي متناول أيدينا ونستطيع أن نشتريها دون أن تحدث خللاً بالغًا في الميزانية، والهدف من هذه الهدية هي التعبير عن خالص المحبة ووافر التقدير للزوج من زوجته أو للزوجة من زوجها، وتعبيرًا عن الحب الدائم بينهما ولعدم ترك أي فرصة لنمو ملل العلاقة الزوجية بينهما، فلا يوجد ملل طالما أن الحب والحنان والدفء موجودين في العلاقة الزوجية ولا يوجد ملل طالما أن هناك تقدير وحرص على التعبير عن التقدير.
احرصا على المساحة الشخصية لكلاً منكما
يحدث أزمة كبيرة وتكون المسئولة عن جلب ملل العلاقة الزوجية دون رجعة، وهو أن يحاول كل منهما دمج الآخر في كيانه وجعله جزءًا من شخصيته وتطويعه إليه وتطبيعه على طبعه وعاداته، وعلى ذلك في إطار سعي كل واحد منهما لمحو جزء شخصية الآخر ومقاومة الآخر وهو يمحو شخصيته نجد أنه لا وجود لما يسمى بالمساحة الشخصية، أي احتفاظ كل شخص بأفكاره واعتقاداته وعلاقاته وهواياته وذوقه الخاص، أما محاولة إيجاد ذوق مشترك وعلاقات مشتركة وأفكار واحدة فإن ذلك سيسرب ملل العلاقة الزوجية إلى الحياة بسهولة ويجعله يستوطن الحياة الزوجية ويحتلها، وللأسف لا تراجع عن هذا، لذلك يجب من البداية الحرص على احتفاظ كل طرف من أطراف الحياة الزوجية بشخصيته المستقلة وبمساحته الشخصية دون تعدي عليها.
شاهدا التلفزيون سويًا
قد لا تقدر هذه التفصلية الصغيرة أو تشعر أنها شيئًا عاديًا ولكن الحقيقة عكس ذلك، فمشاهدة التلفزيون سويًا وخصوصًا عندما يكون هناك حلقات مسلسل تتابعاها سويًا بنفس الحرص والشغف قد تراه شيئًا مملاً أنت ولكنه بالعكس يقوي الرابطة الزوجية بينكما ويجعلكما مرتبطان بشيء ما وأن هناك شيئًا يجمعكما على حبه حتى وإن كان حلقات مسلسل عادي، أيضًا الأفلام الرومانسية الجميلة أو حفلات السيدة أم كلثوم في التلفزيون من الأشياء التي تقوي هذه الرابطة وتقضي على ملل العلاقة الزوجية ورتابتها وتزيل خيوط العنكبوت التي تركتها الحياة المملة الخالية من أي عاطفة أو شغف أو مودة بين الزوجين.
عشاء رومانسي مفاجئ
هل جربت أيها الزوج أن تأتي في يومٍ مبكر وتعد لزوجتك عشاءً رومانسيًا على ضوء الشموع وتفاجئها به بحيث يكون جاهزا قبل أن تأتي هي من العمل، وإن كنت لا تجيد الطهي فالأفضل أن تطلب عشاءً من الخارج، ولكن احرص على أن تطلبه قبل مجيئها بوقتٍ بسيط حتى يكون ساخنًا عندما تأتي هي وتطعمها بيدك، أو الأفضل من هذا أن تهاتفها وتسألها إن كانت قد أنهت العمل أم لا، وأيًا كانت الإجابة قل لها أنك ستمر عليها في العمل وتأخذها لكي تتناولا الغداء في الخارج وستكملان حتى المساء، هل تعلم أي مفاجأة هذه؟ هل تعلم كيف يهوّن عليها كل التعب والإرهاق، كل ملل الحياة الزوجية الرتيبة، كيف تجعل المشاكل اليومية تافهة لا قيمة لها وقابلة للحل بسهولة؟ كيف سيزيد هذا الحب بينكما ويجعله يبلغ قمة المنحنى؟ إنها المفاجآت حقًا التي تقضي على ملل العلاقة الزوجية وتجعل الحب يعود مرة أخرى إلى العلاقة الزوجية بنفس لذة البدايات.
احرصا على الذهاب لمكان كنتما تذهبان إليه أثناء الارتباط
لا يوجد لاستعادة لذة البدايات أفضل من الذهاب إلى مكان كنتما تذهبان إليه من قبل، وخصوصًا أثناء فترة ارتباطكما، سيعيد إليكما نفس شعور الأيام الخوالي عندما كنتما مرتبطين وتحلمان بالاجتماع تحت سقف واحد في بيتٍ واحد، والآن أنتما في نفس المكان الذي كان يجمعكما منذ سنوات ولكن هذه المرة ستذهبان للمنزل معًا وستبيتان في نفس الغرفة وعلى نفس السرير، ألا يفني هذا ملل العلاقة الزوجية إلى الأبد، ألا يشعركما أنكما متزوجان حديثًا، ألا يستبدل شعور الملل والرتابة بشعور الاستقرار والأمان والطمأنينة؟
استخدام التدليل في الأسماء
لا تخجلان من مناداة بعضكما بأسماء التدليل، هذا يقضي على ملل العلاقة الزوجية ويجعل الحب يعود ليغلف حياتكما، ولا تخجلان أيضًا من مناداة بعضكما بالصفات “حبيبي” و “حبيبتي” فهذه بالطبع تزيد أواصر الحب والمودة بينكما، وتقضي على ملل العلاقة الزوجية وهي ذات تأثير كبير وتخلق جوًا من المحبة والألفة والمودة بين الزوجين وتقضي على ملل الحياة الزوجية وتجعل الأمور أفضل وتجعل الطرفين يشعران بأن حياتهما الزوجية سعيدة، لذلك استخدام أسماء التدليل ليس شيئًا عيبًا أبدًا والإنسان دائمًا يحب التدليل أو يناديه شخص ما بطريقة خاصة لا يناديه بها أحد غيره.
ممارسة أنشطة لمجرد المشاركة
من أهم الأشياء التي تدمج بين الحياة الخاصة والحياة الزوجية وتقضي على ملل العلاقة الزوجية هي ممارسة أنشطة لمجرد مشاركة الزوج والزوجة كلاً منهما الآخر في الأشياء التي يحبها كل واحد منهما على حدة، فمشاهدة المباراة مثلاً مع الزوج قد يجعل لهذا طعمًا آخر ويجعله يشعر بأن هناك من يشاركه أموره الخاصة بدلاً من التذمر بسبب اهتمام زوجها بالمباراة، ورغبتها في أن يتحدث معها أو تشاهد هي ما ترغب على التلفزيون، أو تصفح مجلة ما سويًا أو مشاهدة مسلسل تركي أو هندي لا تحبه أنت وتحبه هي من الأشياء التي قد يجعلها سعيدة جدًا لأن زوجها يشاركها هذه الأمور، لذلك ممارسة أنشطة سويًا من الأشياء التي تعيد الحب والبهجة والصفاء للحياة الزوجية.
جربا الرقص سويًا
الرقص من الأشياء الجميلة جدًا، ويستطيع إزهاق ملل الحياة الزوجية وإذهابه إلى غير رجعة، لو حتى نصف ساعة يوميًا، عبر تشغيل موسيقى هادئة والرقص عليها في البداية ما يسمى بالرقص الـslow وهو رقص رومانسي وشاعري، وقد تجربان رقصًا غيره فيما بعد مثل التانجو والفلامنكو والهيب هوب وغيرها، والرقص من الأشياء التي تقرب بين الزوج والزوجة وتجعلهما يحبان بعضهما أكثر وأكثر، لأن الرقص يحتوي على تواصل جسدي مباشر، وكلما كان هناك تواصل جسدي مباشر وكان هناك قرب بين الزوج والزوجة من حيث الأجساد فلابد أن الأرواح أيضًا ستتقارب ويذهب التنافر والملل والرتابة، ويشعر الزوجان أنهما يستعيدان بدايات علاقتهما من جديد، كما لو كانا مرتبطان حديثًا، ويستطيعان القضاء على ملل العلاقة الزوجية والاستمتاع بلذة البدايات وشغفها.
خاتمة
هناك عدة أشياء رائعة للقضاء على ملل العلاقة الزوجية واستعادة الشغف بين الزوجين يجب تجربتها حتى نستعيد لذة البدايات وجمالها وعنفوانها وتعيشا حياة سعيدة هانئة مع الشخص الذي اخترناه من قبل كي يكون شريك حياتنا إلى الأبد.