يحتاج الزوجين إلى الانفصال المؤقت ، بعد مرور فترة زمنية على الزواج، فكثيرا ما يحدث للزوجين شعور بالملل والحياة الروتينية، بسبب الحياة النمطية غير المتجددة، وغياب كل ما هو جديد ومثير في الحياة الزوجية، ففي هذه الحالة، لابد من كسر الروتين لتجديد الحياة الزوجية. وهناك أراء أخرى مغايرة للانفصال المؤقت، فيري البعض أن شراء أثاث جديد بالمنزل أو شراء ملابس جديدة أو سفر الزوجين في لقضاء إجازة طويلة في مكان بعيد يكون له الأثر في تجديد الحياة الزوجية، ولكن الخبراء أثبتوا أن أفضل حل لتغيير نمطية ورتابة الحياة الزوجية هو الانفصال المؤقت، ويعني الانفصال المؤقت أن يأخذ كل طرف من الطرفين إجازة من الحياة الزوجية، فهل يساعد ذلك على تجديد الحياة الزوجية؟ أم ما هو إلا طلاق مؤقت فحسب؟ هذا ما سوف نناقشه؟
متى يصبح الانفصال المؤقت أمرًا ضروريًا ؟
فوائد الانفصال المؤقت
من المعروف أن تواجد الزوجين في البيت للفترة طويلة يمكنه أن يولد الكثير من السلوكيات السلبية التي تتمثل في الشجار بين الزوجين أو غياب المودة التي كانت بينهم في الماضي، لذا فإن للانفصال المؤقت فائدة كبيرة للقضاء على مثل هذه السلبيات، حيث أن الانفصال المؤقت، يعطي الفرصة لكلا الطرفين للبدء في صفحة جديدة ومراجعة الخلافات التي تحدث بينهم وتعكر من صفو علاقتهم. إن العلاقة الزوجية التي تتسم بالتواصل بين الزوجين بشكل معقول وسليم يكون لها أثرها الإيجابي على جميع أفراد الأسرة وليس الزوج والزوجة فقط. ويعد الانفصال المؤقت فرصة لاكتشاف شخصية كلا من الزوجين من جديد، وتولد داخلهما طاقة جديدة وغير متوقعة. كما أن الانفصال المؤقت يساعد على تجدد المشاعر بين الزوجين نظرا لافتقاد كل منهما للآخر.
نتائج عكسية
يجب الحرص على عدم الابتعاد بين الطرفين لفترة طويلة، لأن ذلك لا محالة سوف يؤدي إلى نتائج عكسية، لأن الزوج والزوجة سوف يعتادا على هذا الانفصال المؤقت، مما سوف يؤدي إلى فتور المشاعر بسبب الابتعاد لفترة طويلة، ويجب مراعاة أنه طوال فترة الانفصال المؤقت يجب أن يكون الزوجين على اتصال ببعضهما عبر الهاتف، لأنه لا شك أو كل طرف من الطرفين سوف يشعر بافتقاد الطرف الآخر مما قد يؤثر على حياته وعمله، ومن أجل الاطمئنان على أحوالهما وأحوال الأولاد، أما البعد التام فربما أصاب الطرفين بحالة من الجفاء وزهد ونسيان كل منهما للآخر.
شروط الانفصال المؤقت
يجب أن يعلم كلا من الطرفين أن الغرض من الانفصال المؤقت هو مصلحة كلا منهما، فلا يكون سبب الخلاف هو مشكلة أو خلاف أدى بهجر الزوج أو الزوجة لبيت الزوجية، لأن هذه تكون رسالة للطرف الآخر بأنه مصدر ملل ومصدر فتور بالمنزل، ومن المستحسن أن يكون الانفصال المؤقت بسبب غير مباشر، كأن يكون أهل زوجتك يسكنون في منطقة بعيدة عن منطقة سكنها، فيكون بذلك لها الحق لزيارة أهلها من حين لآخر لتقييم عندهم بعض الأيام، ويكون هذا في نفس الوقت انفصال مؤقت، وفي مثل هذه الحالة على الزوج تشجيع زوجته على ذلك لكونه حلا إيجابيا لصالح الزوجين. ويجب أن لا يزيد الانفصال المؤقت عن أسبوع، وذلك للحد من ازدياد مشاعر الحرية لدى الزوجين، حيث تزداد هذه المشاعر بالابتعاد عن الالتزامات اليومية والواجبات بين كل طرف تجاه الطرف الآخر، فإذا ازدادت مشاعر الحرية عن الحد، يكون من الصعب تقلص هذه المشاعر عند العودة إلى الحياة الزوجية بشكل طبيعي.
مكمن الخطر في الانفصال المؤقت
وعلى الجانب الآخر، قد يمثل الانفصال المؤقت خطرا، حيث أنه يعد تهديدا بالانفصال الدائم، حيث أن هناك من الأزواج من يرفض فكرة الانفصال المؤقت، لأنهم يشعرون بجفوة ونبذ وفراق بشكل حاد ومنهم من يحذر زوجته بأنها إذا ذهبت إلى أهلها فلن تعود ثانية أي تصبح طالقا، وإذا حدث بينهما شجار كبير لا قدر الله وذهبت إلى أهلها بسبب ذلك، تكون هذه بمثابة خطر يهدد استمرار الحياة الزوجية بينهما لأنه إذا تعدد الانفصال المؤقت القائم على المشاكل والخلافات، قد يكون ذلك بداية لانتهاء العلاقة بين الزوجين. وكلما كانت فترة الانفصال أطول كلما كان خطرها أكبر، نظرا لأن البعد قد يؤدي إلى مشاعر سلبية وكراهية وتعود على الحياة بدون الشريك، بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الرجال من يستغل طول فترة الانفصال المؤقت في إقامة علاقة عاطفية عابرة. وفي كثير من الأحيان، يشير الانفصال المؤقت المتكرر بين الزوجين إلى عمق الخلافات بينهما، ويدل على عجزهم عن التوصل لحلول وطرق لعلاج هذه الخلافات، لذا من الأفضل إلا يكون سبب الانفصال المؤقت هو الخلاف أو المشاكل بين الزوجية، بل على العكس يستحب أن تكون فترة الانفصال في الأوقات التي يشعران فيها باستقرار أسري وحب ووئام.
بعض النصائح لحل الخلافات الزوجية
وبصدد مناقشتنا لموضوع الانفصال المؤقت، يجب علينا أن نقدم بعض النصائح لحل الخلافات الزوجية ومن أهم هذه النصائح أن يتفهم كل طرف قيم الطرف الآخر أن يحترم فكره ووجهة نظره حتى ولو كان هذا الفكر مخالفا لأفكاره ووجهات نظره تماما، حيث أن لكل إنسان قيمه وثقافته التي أكتسبها من طريقة تربيته ومن خبراته ومن تعليمه، لذلك كلما كانت الفجوة بين اختلاف القيم ووجهات النظر كبيرة بين الزوجين، كلما زادت مساحة الخلافات الزوجية، لذا يجب على الزوجين تفهم ذلك واحترام عقول وتفكير بعضهما البعض. ويحب على كل طرف أن يستمع للطرف الآخر بالقدر المستطاع، لأن الاستماع يكشف أكثر عن شخصية الشريك، حيث أن هناك الكثير من المشاكل كان سببها عدم تفهم الشريك لشريكه وعدم إعطاءه الفرصة لذكر مبرراته وأسبابه، حيث يمكن تجنب الكثير من المشاكل إذا أتقن الزوجين كيفية الاستماع لبعضهم البعض في حوار راقي بعيد عن التعصب أو الانحياز. ويجب أن يتفهم كلا من الزوج والزوجة أننا لسنا ملائكة وأن لكل منا مميزاته وعيوبه، فلا يوجد إنسان خالي من العيوب وعلينا دائما أن ننظر إلى نصف الكوب الممتلئ.
خاتمة
يحتاج الزوجين إلى الانفصال المؤقت، وذلك لكسر روتين ورتابة الحياة الزوجية، ولإعطاء الفرصة لكل طرف بالراحة والتقاط الأنفاس والبعد عن التزامات الحياة اليومية، وأيضا في كثير من الأحيان يشعر الزوجين بالملل والحياة الروتينية نظرا للحياة النمطية غير المتجددة، ففي هذه الحالة، لابد من كسر هذا الروتين وتجديد الحياة وأخذ إجازة زوجية. وهناك أراء مغايرة للانفصال المؤقت فيرى البعض أن تجديد المنزل بشراء قطع الأثاث أو شراء بعض الملابس أو سفر الزوجين لقضاء عطلة طويلة في أي مكان بعيد يمكن أن يجدد الحياة الزوجية، ولكن الخبراء قد اثبتوا أن الانفصال المؤقت يعد أفضل حل لتغيير نمطية ورتابة الحياة الزوجية، ولقد استعرضنا في هذا المقال الانفصال المؤقت بالشرح والتحليل، ونستخلص من كل ما شرحناه أنه يجب أن لا يكون سبب الانفصال المؤقت هو كثر الخلافات بين الزوجين لأنه في هذه الحالة لا يكون حل، بل يعد تهديد للانفصال الدائم والطلاق، لذلك يستحب أن يكون ذلك الانفصال في الأوقات التي يكون فيها الزوجين في قمة الاستقرار والحب والوئام.
أضف تعليق