كان الله في عون الرجل عند انتقام المرأة، نعم هذه حقيقة فيما يتعلق بالرجل والمرأة وخصوصاً في العلاقات المبنية على الحب والشراكة والاحترام فالرجل حتماً سيُظلَم لأن انتقام المرأة ليس مجرد شيء سهل نتكلم عنه والسلام بل هو انتقام يخرج من أكثر كائن حي عاطفي في الكون كله آلا وهي أنثى الإنسان أو “حواء” أو المرأة. فكل العاطفة الجياشة هذه تتحول في جزء من الثانية لكره عنيف لا أحد يستطيع أن يقنعها في هذا الوقت بغير ذلك سوى الشخص نفسه وخصوصاً لو كانت تحبه، لأن المرأة التي تحب رجلاً معيناً غالباً تعشقه والأنثى ليست مثل الرجل يكون عشقها عملي أو واقعي، بل عشقها حالم وعميق وعاطفي ومبني على العطاء، حيث المرأة خلقت لتعطي كل شيء غالباً وأكبر دليل أن المرأة هي المخولة بفكرة إرضاع الطفل والاهتمام به حتى يشب ويكبر فالعطاء متعة لدى السيدات وليس مجرد كلمة أو صفة بل الموضوع ممتع إذا حدث بطريقتهم ورأوا النتيجة التي يريدونها. وبما أن المرأة كائن يعطي كثيراً فإنها أيضاً كائن يتوقع أن يُرَد له هذا العطاء بنفس المقدار وهذا هو الخصام الأزلي بين الرجل والمرأة حيث أن المرأة تطلب من الرجل وعندما يقصر الرجل ناحية المرأة فإن هنا يبدأ الجحيم.
كيف تنتقم المرأة ممن حولها ؟
انتقام المرأة والنكد
ما هي أهم صفات المرأة على مستوى العالم؟! هذا السؤال وجهناه إلى عدد كبير من الرجال حول العالم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وكانت الإجابة بنسبة تتعدي 60% “الحزن والكآبة” وكأن الرجال جمعهم في العالم واحد والنساء واحدة فقط والتشابه رهيب في الطبيعة البشرية رغم الاختلاف المجتمعي بين كل مثال والأخر. والرأي الرائج عن هذه الفكرة هي أن الكآبة نوع من أنواع الانتقام لدى المرأة حيث أن لدى المرأة القدرة التامة أن تتلاعب بمزاج الرجل بسهولة جداً وهذا من ضمن الأسباب الرئيسية لعشق الرجال للمرأة رغم كل ما يعانونه منهن، ولكن مزاج الرجل والذي هو أهم شيء لدى معظم الرجال رهين وسجين المرأة فإذا كانت المرأة فرحة وحماسية ونشيطة تجد الرجل هكذا وتجد أن هذه السيدة فعلاً تستطيع أن تغير قرارات قد يتخذها الرجل بسبب تغيرها مزاجه من السيئ للأفضل، ولكن إذا حدث وكان الرجل هو سبب حزن المرأة وما بالك لو كانت المرأة تحب هذا الرجل فالمصيبة هنا أن هذه المرأة ستصنع المستحيل لأن تجعل مزاج هذا الرجل كئيب لأنه هو السبب في كآبتها من الأساس وهنا تجدها تتكلم بنرفزة وتتعصب لأقل الكلمات وإن أراد الرجل أن يهدئها تدفعه وتصرخ فيه وإذا صرخ هو فيها تصرخ هي أكثر وتبكي وتنهار، مما يسبب للرجل القلق عليها فيضطر أن يهدأ ليجدها ثارت من جديد فلا يعلم هذا الرجل كيف يتعامل معها فلو صرخ فيها ستنهار وستسوء حالتها أكثر وإن هدئها ستدفعه بعيداً عنها وإن تجاهلها ستتهمه أنه لا يهتم بها وأنه يحب واحده أخرى عليها. وهذا كفيل جداً أن يجعل أي رجل في العالم يرغب في القفز من أقرب نافذة لينهي حياته ويرتاح من هذه المرأة.
انتقام المرأة والتخطيط
ما لا يعلمه القليل أن المرأة في التخطيط أحياناً تكون متفوقة على الرجل وذلك لأن لديها ميزة لا يتوقعها الكثير وهي أنه لا أحد يتوقع أن هذه تفعل ذاك. فالمرأة كائن ذكي جداً وإن قررت أن تنتقم من أحد لا تسامح ولا يهدئ غليلها إلا عندما تنفذ ما تريده هي بالطريقة التي تريدها هي، لأن المرأة ليست كائن عملي يستطيع التكيف بسرعة مع التغيرات بل هذه ميزة الرجل أكثر ولكن المرأة عاطفية جداً لذلك أي طارئ يطرأ على خطتها قد تعتبر هذا فشل حتى وإن نجحت الخطة، ولكن النجاح بالنسبة للمرأة ليس في الهدف إنما في طريقة الفعل. ولذلك خطط المرأة عادة لا يكون لها بدائل ولكنها تكون مدروسة أضعاف المرات من خطط الرجال لأن انتقام المرأة صعب جداً، فإن قررت مثلاً أن تنتقم من زوجها في شيء معين فهي أقدر واحدة على معرفة روتين زوجها وتعرف طلباته في الأكل ورغباته في كل شيء لذلك غالباً هي أقدر الناس على الانتقام منه، وربما يكون الانتقام لأجل شيء لا يستحق ولكن المرأة لن تشعر بأنوثتها وقوتها إلا عندما تستخدمهم في الانتقام من هذا الرجل الذي أحبته وعشقته وأعطته كل السعادة ونسى هو أن يتذكر هدية عيد ميلادها. ربما يكون لك عزيزي القارئ هذا نوع من المزاح ولكنه حقيقي مثلما قلت لك في البداية المرأة تعطي بسخاء لذلك أقل العطايا تفرحها وتحزنها ومن هنا تجدها مثلاً تعرف أنك تحتاج ملابس هامة بصورة ضرورية، فتخطط هي قبلها بأيام أنها لن تغسل قبل هذا اليوم بعينه بأيام حتى يتراكم الغسيل ولا تجد أنت ما تلبسه لأجل مشوارك فتضر تنزل وتغسلهم وتجففهم خارجياً وهي تجلس في البيت تفتح التلفاز وتأكل النوتيلا.
انتقام المرأة غير مفهوم ولا محدد
السمة الأساسية حين نتحدث عن انتقام المرأة هي في عدم فهم الانتقام، بحيث لا تعرف من أين يأتي ولا بأي طريقة ولا لأجل ماذا. رغم أن المرأة كائن عاطفي ومعبر عن نفسه إلا إنها تجد صعوبة كبيرة في التعبير عن مشاعر غضبها، فتتراكم لتندفع مرة واحدة في وجه زوجها أو من أمامها وحتى هي في ذلك الوقت لا تعرف لماذا هي غاضبة بهذا الشكل الصعب. فإياك أن تفكر أن تتفلسف عليها أو أن تحاول أن تكلمها بالعقل لأنها حقاً بلا عقل واعي ومنظم بتلك اللحظات، ولا يجب أن تصمت أيضاً لأن صمتك دليل على عدم قدرتك كرجل على حماية امرأتك من نفسها هي، بل يجب أن تكون صبور وهادئ ولكن ليس بشكل مستفز وتتكلم معها عن ألمها أو ما تعتقد أنه ألمها بطريقة طبيعية وأنت على استعداد أن تغلط نفسك. صدقني عزيزي المرأة ستصدقك لأنها لن تجد ما يكذب كلامك من الأساس، المهم ألا تكون بفعلتك هذه تقلل من احتياجها الحقيقي النفسي للاحتضان والاحتواء لأن غضبها حقيقي ولكن أسبابه هي الغير حقيقية.
انتقام المرأة خبيث
لا تستخف أبداً بانتقام المرأة، لأن انتقام الرجل واضح وغالباً ما يستخدم يداه أو لسانه أما المرأة فسلاحها الأساسي في ذكاءها وتفوق خبثها على الرجل، وهذا بالضبط ما يجب أن تهابه لأن قوة العقل وإصراره أقوى سلاح بهذا العالم. المكر هو الصفة المشتركة بكل نساء العالم، وعدم إحساسك بصدق هذا الكلام هو في حد ذاته مكر منهن. أنا لا أريد أن أظلم المرأة بهذا الكلام، فالمرأة كائن بريء جداً ومسالمة طالما كنت أنت مهذب معها، ولكن حين تقلب الوجه الأخر فهو على النقيض جداً تجده مفعم بالمكر والحيلة والذكاء. لن تجد امرأة تنتقم من زوجها وجهاً لوجه أبداً إلا في حالات بسيطة تكون فيها المرأة لا تريد إيذاء زوجها حقاً لأنها بداخلها تحبه جداً أكثر من نفسها. أما إن أرادت المرأة أن تذهب بزوجها إلى السجن ستستطيع. لا تستعجب من الكلمات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تقول إن الشياطين يجب أن يتعلموا من النساء كيف يكون الانتقام، لأن هذا بحق في الحياة العملية. المرأة إذا أرادت ستجد طريقها نحو تدمير الرجل مالياً ونفسياً.
يُحكى أن امرأة تزوج رجلها من وراءها امرأة أخرى تصغرها وأجمل منها. وأراد الرجل أن يأتي بعروسه الجديدة في البيت الكبير الذي كان مجهز للمرأة الأولى، والتي كانت تحبه وتحمل في كل ركن فيه ذكرياتها. لم تتكلم المرأة مع رجلها بل تركته ليفعل ما يريد وطلبت الطلاق وخرجت من المنزل بكل هدوء، إلا إنها تركت بعض الفئران الميتة في فتحة العمود الذي يسند عليه الستائر. حين أتى الرجل وامرأته الجديدة ظناً منه أنه قهر الأولى وتغلب عليها، بدأ يشم روائح كريهة تزيد يوماً بعد يوم في المنزل ورائحة العفونة لا تطاق. أسرت العروس الجديد على تغير كل أثاث المنزل إلا إنها نسيت العواميد المثبتة للستائر، فظلت الرائحة كما هي. بدأت الاختناق يزداد ومعه المشاكل بين العروسين وشعروا أنهم أخطؤوا حين تزوجوا وهذا هو العقاب الإلهي لهم. انتهى الأمر بالطلاق وكان على الرجل أن يترك هذا البيت المليء بالعفونة فلم يجد من يريد أن يدفع أي مبلغ صغير في هذا البيت الكريه. بالأخير رجعت المرأة الأولى وطلبت منه شراء البيت والذي دفعت فيه ثمناً أقل من قيمته الحقيقة، وذهب الرجل وهو يعتقد أنه ضحك على المرأة للمرة الثانية على التوالي، ولا يعرف أنه هو المخدوع وهو من صار ألعوبة حقيقية. هذا يا سادة مثال بسيط على انتقام المرأة الخبيث إذا أرادت.
انتقام المرأة والأطفال
وهو أمر غريب جداً وأغلبية الأطفال يعانون منه في لحظات ما، ألا ويحدث أنه تكون الأم في حالة يرثى لها لسبب معين ولا أحد يعلم لماذا، ولكنها فجأة ودون سابق إنذار تتحول الأم لعاصفة رملية تهب على أطفالها بسباب وصراخ وأحياناً الأطفال لا يفهمون شيء وتجدهم بدأوا في البكاء والخوف فوراً لأنهم لم يجدوا الأم التي تقول لهم كل شيء بهدوء وصبر، وعندما تهددهم لا تفعل شيء من أي وعيد تتوعدهم به وفجأة يجدونها تحولت إلى وحش كاسر لا يطيق أي شخص. هذا في الحقيقة عادي جداً وليس مرض يصيب السيدات أو مبالغة منهن ولكن الأمر ببساطة أن الضغط يولد الانفجار فغالباً الأم تصبر كثيراً جداً وكل هذا يختزن داخلها، ولكن يأتي وقت ولا تهتم بكونها أم أو كون هؤلاء أطفالها أو كتب التربية بل فقط تريد أن تنتقم لنفسها من كل ما يحدث ومن كل الحمل الذي تحمله لوحدها ولا أحد يساعدها فيه.
انتقام المرأة والعمل
من أكثر ما يضايق المرأة هو العمل المرهق ومن ثم تذهب إلى المنزل لتحضر الأكل ثم لو كان لديها أطفال صغيرين تغير لهم ملابسهم وكمية مسئوليات لا يفعلها سوبر مان نفسه إن قرر أن يأخذ دور المرأة، ومثلما قلنا أن الضغط يولد الانفجار، فأحياناً تذهب إلى مصلحة ما لتشرع في إمضاء ورق للعمل أو أي شيء لتفاجئ بسيدة محترمة تصرخ في الجميع وبهيستيريا والجميع حولها ينظرون لها وهم يفتحون أعينهم ولا يقدرون على الرد لأنهم يرون أنها مثل القنبلة انفجرت ويجب احتوائها وليس مقاومتها. وهنا يكون هذا هو انتقام المرأة في العمل حيث تخلط المرأة حياتها الشخصية بالأطفال بالعمل بالعملاء بكل شيء ليكون في الأخير النتاج حالة كارثية من الانتقام لا يفهم منها أحد شيء سوى “إنها الأنثى”.
أخيراً عزيزي الرجل نصيحة أخوية تحاشى قدر الإمكان انتقام المرأة فهو شديد اللهجة وجارح وكارثي وكئيب وسيسبب لك أعراض جانبية كثيرة كفيلة أنك تكره المرأة من الأساس، لذلك حاول دائماً أن تكون الرجل المنشود حتى ولو ببضعة مجاملات فهذه المجاملات صدقني ربما ستنجيك من النار أحياناً.
أضف تعليق