تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » التلعثم في الكلام عند الكبار : كيف تعالج مشكلة التلعثم ؟

التلعثم في الكلام عند الكبار : كيف تعالج مشكلة التلعثم ؟

مشكلة التلعثم لا تقتصر على الأطفال فقط، فهناك قطاع من البالغين يعانون من هذه المشكلة، في السطور المقبلة نشرح أهم علاجات مشكلة التلعثم في الكلام عند الكبار .

التلعثم في الكلام عند الكبار

إن مشكلة التلعثم في الكلام عند الكبار تعني أن يتوقف الشخص أثناء الكلام عند أي صوت لبعض المقاطع في الكلمة، وهذا النوع من الأشخاص يرى العلماء أنه من الصعب عليهم التحدث بطلاقة عند التعرض للضغط أو التوتر، وكذلك في الحالات التي يصبح فيها الشخص خجولا مثل التدريس أو الخطابة، ومعظم هؤلاء الناس تقلّ مشكلاتهم اللفظية إذا كانوا في حالة استرخاء، وجميعنا لديه القدرة على التلعثم إذا تعرضنا للضغوط الشديدة بما فيه الكفاية، وهذا يحدث –على سبيل المثال- أثناء الضغط الكبير عند الاستجواب في أقسام الشرطة أو التحدث في الهاتف إلى خدمات الطوارئ أو محاولة الرد على محامٍ محنَّكٍ لا سيَّما على منصة الشهود في المحكمة، وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن 1% فقط من البالغين أو الكبار يعانون من مشكلة التلعثم في الكلام؛ لذلك سوف يتعرض هذا المقال إلى مشكلة التلعثم في الكلام عند الكبار من عدة جوانب أهمها أعراض وأسباب التلعثم في الكلام، وكذلك العوامل التي تمثل خطراً عند ظهور التلعثم في الكلام، وأيضاً تشخيص وعلاج مشكلة التلعثم في الكلام.

تخلص من مشكلة التلعثم في الكلام عند الكبار ببساطة

أعراض التلعثم في الكلام

إن الشخص الذي تحدث له التأتأة أو التلعثم في الكلام من الكبار نجده كثيرا ما يكرر كلماتٍ أو أجزاءً من كلماتٍ، ويميل إلى الإطالة في بعض الأصوات، وقد يجد صعوبة أيضا في بدء بعض الكلمات مع تكرار بعض الكلمات أو أجزاء من الكلمات، وقد يصبح البعض متوترا عند البدء في الحديث وشفاههم ترتجف عند التحدث، وطبقا لتقرير الجمعية الأمريكية للسمع والتحدث فإن بعض الأفراد الذين يتلعثمون يظهر عليهم التوتر أو التنفس أثناء الكلام مما يؤدي إلى انقطاعه، وقد يتوقف الكلام لديهم رغم كونهم مستعدين للنطق بالكلمة ولكنهم يعجزون عن ذلك، وقد يستمر ذلك عدة ثوانٍ، وأحيانا يتمّ التحدث بالكلمة المطلوبة أو يتم إدخال كلمات فيتأخر الكلام مع علم المتحدث بأسباب المشكلة، والأمثلة على ذلك: “أم “، “مثل”، “أعني”، ومن العلامات والأعراض الشائعة المرتبطة بمشكلة التأتأة أو التلعثم في الكلام عند الكبار ما يلي:

  • المعاناة من مشكلة البدء في كلمة أو عبارة أو جملة.
  • ظهور التردد عادة قبل النطق أو البدء في الكلام.
  • تكرار صوت ما أو مقطع أو كلمة أثناء الحديث بصور دائمة.
  • الإطالة في نطق بعض الأصوات في كثير من الكلمات.
  • الزيادة أو التكرار في الكلام في محاولة من المريض لإلهاء المستمع عن الشعور بتأتأته.
  • استبدال بعض الكلمات مع بعض أصوات لكلمات أخرى.
  • السرعة عند محاولة التحدث لتجنب التلعثم والوقوع في الخطأ.
  • ارتجاف الشفاة والعينين عند التحدث أو الكلام في مواجهة الآخرين.
  • تصلب الوجه أو الجزء العلوي من الجسم والشعور بشد عضلي في الرقبة أو العنق.
  • البعض يجد صعوبة في التنفس مع الخجل الشديد والتعرق أثناء الكلام.

أسباب التلعثم في الكلام عند الكبار

لا يمكن الجزم بتأثير الوراثة تماما في عملية التأتأة حتى الآن، ولكننا نعلم أن هناك احتمالاً بتلعثم الشخص بنسبة أكبر إذا كان لديه أحد أفراد عائلته المقربين يعاني من مشكلة التأتأة أو التلعثم في الكلام، وقد تتسبب تلك العوامل في التأتأه:

  • التلعثم التنموي: كثيرا ما يتلعثم الأطفال في وقت مبكر من العمر وذلك عندما لا يتم تطوير الكلام ومهاراته بما فيه الكفاية لديهم، كما أن الغالبية العظمى من الأطفال تعاني من هذه الأعراض إلى أن يتم التحدث بطلاقة.
    التلعثم العصبي: عندما لا تعمل الإشارات بين الدماغ والعضلات أثناء الحديث بشكل صحيح فإنه -وقفا لتقرير المعهد القومي للصم واضطراب الاتصال- قد يؤثر على البالغين بالسكتة الدماغية أو ببعض إصابات الدماغ بالإضافة إلى التلعثم في الكلام عند الكبار خاصة.
  • عوامل نفسية: لقد كان من السائد سابقاً أن الأسباب الرئيسية للتلعثم هي عوامل نفسية فقط، ولكن لحسن الحظ فقد تغير هذا المفهوم مع اكتشاف العوامل الأخرى التي نتحدث عنها في هذا المقال، وبالتالي فقد يكون التلعثم ناتجا عن بعض العوامل النفسية كالتوتر أو القلق أو الحرمان أو غير ذلك.
  • عوامل طارئة: وقد تزداد التأتأه لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد أو الحرج أو غير ذلك، ولكن لا ينظر إليها على أنها عوامل كامنة رئيسية، وبعبارة أخرى لا يتسبب القلق والعصبية والتوتر في التلعثم ولكنه يحدث كنتيجة للعيش في مشكلة التخاطب والتي تجعل الأعراض أكثر سوءًا، وقد نشر باحثون من معهد أبحاث مردوخ للأطفال في أستراليا ما يفيد أن التلعثم لا يرتبط بالمشاكل التنموية كما يعتقد بعض الخبراء.

العوامل التي تمثل خطراً عند التلعثم في الكلام عند الكبار والصغار

  • التاريخ العائلي: تشير الأبحاث إلى أن ما يقرب من نصف الأطفال الذين يعانون من التلعثم لا يزالون يعانون منه حتى بعد مرحلة نمو اللغة خاصة إذا كان لديهم أشخاص في العائلة يعانون من ذلك المرض.
  • العمر: فالطفل الذي يبدأ في التلعثم قبل سن الثالثة والنصف أقل عرضة للتلعثم في وقت لاحق أو في الكبر.
  • وقت التلعثم: تشير الدراسات إلى أن ثلاثة أرباع الأطفال الذين يعانون من التلعثم يتوقفون عن ذلك خلال عام أو عامين دون علاجهم بالتخاطب، وقد يستمر التلعثم معهم إلى الكبر إذا لم يتم علاجه مهنيا.
  • جنس الشخص: التلعثم في الكلام عند الكبار أكثر شيوعاً في الأولاد بأربع مرات أكثر من البنات، ويعتقد بعض الخبراء أنه قد تكون هناك أسباب عصبية لهذا، ويرى البعض الآخر أنها أساليب التربية من خلال أفراد الأسرة، ومع ذلك لم يتم تقديم التفسير المؤكد حتى الآن.

تشخيص التأتأة أو التلعثم في الكلام

بعض جوانب التلعثم واضحة للجميع والبعض الآخر ليس كذلك، ولتشخيص شامل وموثوق به لابد من فحص المريض من خلال الطبيب المختص لذلك، وسوف يلاحظ الطبيب عدم الطلاقة الناتجة عن حواره مع الشخص المتلعثم في مختلف الحوارات، وعليه أن يراقب أيضا كيفية التأقلم مع ذلك الشخص، وكيفية تقييم عدم الطلاقة والسلاسة في الحوار، وكيفية تعامل الشخص مع العوامل الأخرى مثل التوتر الذي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم مشاكله، ويؤدي المختص بعض التقييمات الأخرى مثل معدل الكلام والمهارات اللغوية، وهذا كله يعتمد على عمر المريض، كما يقوم بتحليل جميع البيانات وتحديد ما إذا كان هناك اضطراب في الطلاقة أم لا، وما مدى تأثير هذا الاضطراب على قدرة المريض على المشاركة والعمل في الأنشطة اليومية؟ ومن المهم جدا التنبؤ بتأثير التلعثم في الكلام عند الكبار على أطفالهم في المستقبل، ويمكن معرفة ذلك بدقة بمساعدة سلسلة من الاختبارات والملاحظات والمقابلات مع توقع ما إذا كان الطفل الأكبر سنًا أو البالغ سيستمر في التأتأة لمدة أطول أم لا، وتهدف الاختبارات على الأطفال الأكبر سنا والبالغين إلى قياس شدة الاضطراب وما لها من تأثير على قدرة الشخص على التواصل مع الآخرين من عدمه.

علاج التلعثم في الكلام عند الكبار

إن التقييم الجيد للمرض وتشخيصه أمر مهم للغاية؛ لأن ذلك يحدد أفضل علاج له، كما أن علاج هؤلاء الأشخاص البالغين أو الكبار يهدف إلى تعليمهم الإستراتيجيات والسلوكيات التي تساعدهم على السلوك الشفهي، ويتمثل هذا العلاج في:

العلاج بالطلاقة (اللباقة)

ويكون من خلال السيطرة على معدل الخطاب والحديث، وهذا يقتضي التحدث بسلاسة وبطء من خلال استخدام جمل وعبارات قصيرة، ويتم تعليم الشخص طرق إطالة الحرف المتحرك والحرف الساكن، كما يحاول أثناء ذلك تأمين تدفق الهواء مع ممارسة النطق تدريجيا بالكلام السلس وبسرعة أكبر، وعلى المدى الطويل نراقب المرضى الذين لديهم معدلات أعلى من النجاح لنساعدهم على عدم الانتكاسة أو التراجع؛ وبالتالي يمكن التخلص من التلعثم في الكلام عند الكبار بهذه الطريقة.

السيطرة على التنفس

باعتبار أن ممارسة المريض للتخاطب على مدى فترات طويلة فإنه يتعلم كيفية تنظيم التنفس؛ مما يمكنه من إخراج الكلمات والجمل بصورة كاملة تخلصه من الارتباك والتلعثم أثناء الكلام.

العلاج بالتغيير

إن الهدف من هذا العلاج هو تعديل التلعثم ليكون أسهل، وهذا يتطلب جهداً أقل بدلا من القضاء عليه، حيث يعمل هذا العلاج على مبدأ ارتباط زيادة التلعثم بزيادة القلق، حيث يتم من خلال هذا العلاج تجنب التوتر والقلق للحدِّ من التلعثم في الكلام عند الكبار أو القضاء عليه، وبسبب نجاح تلك الطريقة فقد وضعت تشارلي فان ريبر تعديلاً للعلاج عام 1973 ويشمل أربع مراحل وهي:

  • المرحلة الأولى (التحديد): يتعرف فيها الطبيب والمريض على السلوكيات الأساسية والثانوية والمشاعر والمواقف التي ترافق مشكلة التلعثم في الكلام.
  • المرحلة الثانية (الحساسية): يتجمد فيها سلوك المريض محاولاً تقليل الخوف والقلق من خلال مواجهة الكلمات الصعبة والمواقف بدلاً من تجنبها أو التلعثم المصاحب لها.
  • المرحلة الثالثة (التعديل): يتعلم فيها المريض سهولة تعديل التلعثم وكيفية تطبيقه وتوقع الكلمات التي تسبب التلعثم من أجل تفاديها؛ ليتمكن المريض من تقليص التلعثم في الكلام عند الكبار بقدر الإمكان.
  • المرحلة الرابعة (الاستقرار): ويمارس فيها المريض جميع المهام بحرية بحيث يرى نفسه شخصاً يتحدث بطلاقة دون تلعثم أو تأتأة.

الأجهزة الإلكترونية للطلاقة

لقد استجاب بعض المرضى لهذا النوع من العلاج في حين أن البعض لم يستجب له، حيث يستمع المرضى لأصواتهم بشكل مختلف ومن ثَمَّ يمكن تغيير الأصوات المسموعة من خلال التحدث بصوت واحد مع شخص آخر وحجب صوت التأتأة أثناء الحديث وهذا ما يسمي بالإخفاء.

التحدث مع المتلعثم

إن الأشخاص الذين لم يتعودوا على التحدث مع المتلعثم قد يكونوا غير متأكدين من كيفية الرد وهذا يجعل المستمع لا يلقي بالاً للمريض، ولا يحاول مساعدته من خلال استكمال بعض الكلمات المفقودة لديه، ومن الجدير بالذكر أن الذي يتلعثم يهتم كثيرا بالتواصل مع الآخرين كأي شخص آخر، ويجب هنا التركيز على المعلومات واللغة وليس على كيفية التعبير عنها ليمكن التخلص من مشكلة التلعثم في الكلام عند الكبار نهائيا.

إن المتلعثم فقط هو مَن يدرك تماما طبيعة الخطاب والحوار الذي يجريه وأنه سيستغرق وقتا أطول للنطق بالعبارات، وفي بعض الأحيان يمثل هذا الوعي بالتلعثم مشكلة للمريض؛ حيث يحاول الإسراع في الكلام وهذا لا يساعده في التخلص من المشكلة، ومن الواجب على المستمع أن يعطي مهلة ومساحة من الصبر والهدوء والسلام أيضاً للمتلعثم؛ حتى يتمكن من التعبير عن ذاته والوصول إلى غايته؛ فالمستمع غير الصبور يزيد الأمر صعوبةً على المتلعثم بمحاولته سد الثغرات له والتي تكون في كثير من الأحيان محاولةً للمساعدة، وبالرغم من ذلك ينظر إليها من قبل المتلعثم على أنها نفاد للصبر، وقد تناول هذا المقال أهم أعراض التلعثم في الكلام عند الكبار ، وكذلك أسباب التلعثم أو التأتأة في الكلام، وأهم العوامل التي تمثل خطراً عند ظهور التلعثم في الكلام لدى الكبار والصغار أيضاً، وكذلك تشخيص مرض التلعثم في الكلام عند الكبار، وأخيراً أهم طرق علاج التلعثم في الكلام عند الكبار والتغلب عليه.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

إحدى عشر + 20 =