الذكاء الموسيقي هو نوع من أنواع الذكاء يرتبط بشكل أساسي بالقدرة على تمييز الأصوات الموسيقية المختلفة، وهو يضيف إلى صاحبه قدرة تذوق الموسيقى لو كان لنا أن نستخدم هذا التعبير هنا. قد تكون في أحد المرات صادفت شخص يُقال له أن لديه أذنًا موسيقية، حسنًا، هذه الأذن الموسيقية هي بالضبط الذكاء الموسيقي لدى الشخص، وهذا ما جعله مميزًا عن غيره في الموسيقى بكل تأكيد. في هذا المقال سوف نتحدث عن الذكاء الموسيقي بشكل أوسع، وسنذكر أبرز الوظائف التي تحتاج إلى هذا النوع من الذكاء، وكذلك كيف يمكنك اكتسابه وتطويره.
تعرف على أساسيات الذكاء الموسيقي وكيفية اكتسابه
ما هو الذكاء الموسيقي بالتحديد؟
الذكاء الموسيقي كما ذكرنا يعني القدرة على تمييز الأصوات الموسيقية المختلفة، ليس ذلك فقط، بل إن الذكاء الموسيقي يساعدنا على تطوير الموسيقى وصناعتها بواسطة الآلات الموسيقية المختلفة. غالبًا الذكاء الموسيقي هو الذي يساعدنا على حفظ كلمات الأغاني بشكل سهل، وكذلك الألحان الخاصة بها. بل إنه قد يدفعنا للتركيز على اللحن أكثر من تركيزنا على أي شيء آخر. على الرغم من أن الغناء في أساسه يعتبر موهبة، لكن صاحبه يحتاج إلى الذكاء الموسيقي كما سنتحدث في الفقرات القادمة، لأن الذكاء الموسيقي سوف يساعده على الغناء بشكل صحيح.
الذكاء الموسيقي هو الذي يجعلنا نرغب في الاستماع إلى الأغاني والألحان المختلفة، وقد ترى الأشخاص يمارسون عزف الإيقاع باستخدام أمور عادية جدًا في الحياة، كالخبط على المكتب، أو استخدام اليد حتى في صنع الإيقاع.
أبرز الوظائف التي تعتمد على الذكاء الموسيقي
طبقًا لتعريف الذكاء الموسيقي الذي ذكرناه في الفقرة الماضية، فإنه يمكن لنا الآن الحديث عن أبرز الوظائف التي يعتمد أدائها على هذا النوع من الذكاء. غالبًا تختلف درجة الذكاء من شخص لآخر، كذلك يختلف تطبيقه للأمر، وهذا ما يجعل الشخص قادر على أداء وظيفة معينة، لكنه لا يتمكن من تأدية الأخرى. لكن لعل القاسم المشترك هو أن كل من تعتمد وظائفهم على الذكاء الموسيقي يجيدون تذوق كل أنواع الموسيقى، حتى لو كانوا لا يجيدون ممارستها في الواقع.
الشاعر
على الرغم من أن الشاعر لا تعتمد موهبته بشكل أساسي على الذكاء الموسيقيّ في كتابة الشعر، بل يتعلق الأمر بنوع آخر من الذكاء هو الذكاء اللغوي. لكن يحتاج الشاعر الموسيقى في كتابة الشعر في الجوانب الفنية الخاصة به، مثل ضبط الوزن الخاص بالقصائد الشعرية، وكذلك اختيار القافية المناسبة. ولعل هذا ما يصنع فارقًا بين شخص وآخر، فنحن حينما نرغب في تقييم المستوى الشعري لأي شخص، فإننا ننظر إلى كلماته التي استخدمها، وكذلك في مقدرته على ضبط الجوانب الفنية. فقد يكون هناك شاعر كلماته جيدة، لكن لأن الجوانب الفنية ضعيفة، فلا يتأثر الناس بما يكتب، على عكس الشخص الذي يملك الذكاء الموسيقي ويجيد ضبط الجوانب الفنية في شعره.
المطرب
يعتبر الغناء في الأساس موهبة، فإما أن يكون الشخص صاحب صوت جيد، أو لا. لكن هذه النظرية لا تصلح للتطبيق بشكل عام، بل يوجد بها العديد من النقاط. فمثلًا قد يكون هناك شخص صوته جيد، لكن لا يستطيع أداء أنواع معينة من الأغاني، لأنها لا تناسب طبقة صوته أو إمكانياته في الغناء. وهنا يظهر الذكاء الموسيقيّ لدى الشخص، فبناءً على قدرته، يكون قادر على اختيار الأغاني المناسبة له. كذلك فإن هناك العديد من الأشخاص الذين يمارسون الغناء، دون أن يمتلكوا صوت مميز، لكن لديهم القدرة دائمًا على اختيار نوع مناسب من الأغاني لتأديته، وهذا يتوقف على مدى الذكاء الموسيقي للشخص، لذلك في رأيي فإن هذا النوع من الذكاء يعتبر الأساس لنجاح المطرب. لأن الموسيقى ليست كلمات فقط، بل توجد لها قواعد متعددة، والالتزام بها يصنع لحنًا جيدًا، وكذلك أغنية جيدة.
الملحن والعازف
تعتبر وظيفة الملحن هي أكثر الوظائف التي تحتاج إلى وجود الذكاء الموسيقي لدى الشخص، فالملحن هو المسئول عن تأليف الموسيقى من الأساس. وهي مهنة صعبة جدًا، وتحتاج إلى قدر عالي من الإبداع حتى يتمكن الشخص من فعل ذلك. كذلك هناك العازف وهي أقل في الصعوبة من الملحن، لأنه لا يضطر إلى تأليف الموسيقى من جديد، بل يكتفي فقط بعزف أغنية موجودة من قبل. وتوجد أنواع مختلفة من الآلات الموسيقية، وليس شرطًا أن يجيد الملحن أو العازف استخدام كل أنواع الآلات، بل يتوقف الأمر على الآلة التي يختارها لنفسه من البداية، حيث أن لكل آلة صوتها الموسيقي الذي يميزها عن غيرها من الآلات.
لكن في الغالب فإن الشخص الذي يملك الذكاء الموسيقي ويعمل في مجال التلحين والعزف، يكون قادرًا على تحديد نوعية الآلة الموسيقية عندما يستمتع إليها.
كيف يمكنك اكتساب وتطوير الذكاء الموسيقي بمفردك؟
توجد العديد من الوسائل التي يمكنها أن تساعدك على اكتساب وتطوير الذكاء الموسيقي بمفردك. في حالة كنت ترغب في ممارسة الشعر، فإن أفضل وسيلة لذلك هي أن تقرأ كثيرًا من الأشعار، سواءً لأشخاص معاصرين حاليًا، أو من السابق. وبعد ذلك اكتب كثيرًا، فالقراءة مع الكتابة سوف يساعدانك على تطوير الذكاء الموسيقيّ ومعه يتطور مستوى الشعر الذي تكتبه.
أما في حالة الغناء، فيمكنك أن تبدأ في تقليد مطربين من الموجودين حولك، وتؤدي الأغاني الخاصة بهم ملتزمًا باللحن في الأغنية الأساسية، حتى تتعلم الغناء الصحيح. وأيضًا حاول الاستمتاع إلى أغاني كثيرة جدًا تكون موسيقاها مختلفة عن بعضها البعض، أي من كل ألوان الغناء التي تعرفها. فهذا سيساعد أذنك كثيرًا في تمييز الموسيقى بسهولة، كما أنه سوف يخبرك بنوعية الغناء الذي يمكنك أن تمارسه أفضل من أي نوع آخر.
وبالنسبة للعزف، فالتقليد هو أساس النجاح في هذه الوظيفة، لكن عليك في البداية أن تحدد الآلة الموسيقية التي تريد العزف عليها، وسوف تطور الذكاء الموسيقي الخاص بك من خلالها. بعد هذا استمتع إلى العديد من المقاطع الموسيقية التي تم عزفها بآلتك، وقلّد أجزاءً صغيرة في البداية، بعد ذلك حاول تقليد جزء أكبر، حتى تتمكن من عزف المقطوعة بأكملها.
أما في حالة كنت لا تجيد استخدام الآلة من الأساس، فيمكنك اختيار مكان يعلّمك، أو توجد العديد من الدورات التدريبية على الإنترنت تساعد في تعليم بعض أنواع الآلات الموسيقية. وهذا سيكون حلًا جيدًا لك لتتعلمها دون احتياج للخروج من منزلك.
نأتي إلى الجزء الأصعب وهو التلحين، والذي يحتاج إلى تطوير شديد في الذكاء الموسيقي حتى تنجح فيه. غالبًا التلحين هو مرحلة متقدمة من العزف، وتبدأ بها عندما ترغب في ابتكار الموسيقى الخاصة بك. وعليك أن تأخذ الأمر تدريجيًا، فتبدأ بتلحين مقطوعة صغيرة جدًا، فأنت إن ركزت على ابتكار مقطوعة كبيرة قد تشعر بالإحباط ولا تكمل في الأمر. لكن إن أخذت الأمور بالتدريج، وبدأت تطور من مستواك في مقطوعة صغيرة ستصل إلى ما تريد في النهاية.
الذكاء الموسيقي من أنواع الموسيقى التي تفيدنا جميعًا في حياتنا، وتجعلنا قادرين على التمتع بالموسيقى، وليس ذلك فقط، بل إنه يجعل البعض يبدأ في ابتكار الموسيقى بذاته، كل ما في الأمر هو أن يعمل الشخص بجد حتى يمكنه اكتساب الذكاء الموسيقي بنجاح.
أضف تعليق