إن المعلم الناجح دائما يمتلك العديد من الإستراتيجيات التعليمية الجديدة والمثيرة للتدريس والتي من شأنها أن تدفع طلابه إلى الأمام، وسواء كنت معلما جديدا أو من ذوي الخبرة يمكنك أن تشعر بوجود كثير من العبارات الطنانة الجديدة والوسائل التعليمية والنظريات أو الإستراتيجيات الجديدة الموجودة هنا وهناك، ولكنك في كثير من الأحيان تواجه صعوبة عندما تقرر أي الإستراتيجيات التعليمية هي المناسبة لفصلك، وفي بعض الأحيان تستخدم الإستراتيجيات التعليمية القديمة والمجربة فعليا، وتلك الإستراتيجيات التي قد تستخدمها في فصلك أحيانا تكون هي الأفضل، وقد تكون الإستراتيجيات الحديثة هي الأنفع لفصلك، وفي أحيان أخرى قد تكون الإستراتيجيات التعليمية الحديثة لا تنسجم مع أسلوب التدريس الخاص بك، وفيما يلي نعرض بعض الإستراتيجيات التعليمية المستخدمة في التدريس والتي كانت العنصر الرئيسي في معظم الفصول الدراسية، ولا بد للمدرس أن يستخدم الإستراتيجية المناسبة والفعالة مع طلابه، كما عليه أن يحفز الطلاب على التعلم، وسوف نذكر فيما يلي طرق تحفيز الطلاب من خلال التعلم النشط وإستراتيجياته وأهم فوائد استخدام التكنولوجيا في التعليم.
أهم الإستراتيجيات التعليمية التي تؤدي لجعل التعليم عملية ممتعة
التعلم النشط
يعتمد التعلم النشط على استخدام مجموعة من الإستراتيجيات التعليمية ؛ لكي يتيح للطلاب التحدث والاستماع والقراءة والكتابة والتعلم والتفكير من خلال تمارين حل المشكلات، وإنشاء مجموعات صغيرة غير رسمية، والمحاكاة، ودراسة الحالة، ولعب الأدوار، وغيرها من الأنشطة والتي تتطلب من الطلاب تطبيق ما يتعلمونه عمليا، وتشير العديد من الدراسات إلى أنه يتم تعزيز التعلم لدى الطلاب عندما يقوم الطلاب بالمشارِكة بنشاط ما من الأنشطة المختلفة في عملية التعلم، كما أن الإستراتيجيات التعليمية التي يتم فيها إشراك الطلاب في عملية التعلم تحفز التفكير النقدي لدى الطلاب، وعلى الرغم من أن إلقاء المحاضرات هو الأسلوب الأنسب لنشر المعلومات فإن التفكير الحالي في التدريس الجامعي والتعلم يشير إلى أن استخدام مجموعة متنوعة من الإستراتيجيات التعليمية يمكن أن تعزز التحصيل الدراسي للطلاب، ولابد من تطبيق إستراتيجيات التدريس الحديثة في العملية التعليمية لتتم الاستفادة القصوى المرجوة والتي ينشدها المجتمع من المدرسة، ومن الأنشطة و الإستراتيجيات التعليمية المفيدة لتعزيز التعلم النشط ما يلي:
التقييم
يساهم التقييم وإعطاء الدرجات للطلبة في تعزيز نشاطهم التعليمي، ومن المهم للغاية أن يُحدد المنهج الدراسي بوضوح معايير التقييم لكل مهمة من المهام التي يكلف بها الطلاب سواء كانوا فرادى أو جماعاتٍ.
التعلم عن بعد
التعلم عن بعد هو ليس مفهوما جديدا، بل عرف ذلك من خلال التلفزيون ودورات بالمراسلة وغير ذلك، ويُعرف التعلم عن بعد على أنه أي شكل من أشكال التعليم والتعلم والذي يكون فيه المعلم والمتعلم ليسوا في نفس المكان أو في نفس الوقت؛ حيث يستطيع المعلم أن يتواصل مع الطلاب بإحدى وسائل التواصل التكنولوجية الحديثة سواء من خلال شبكات التواصل الاجتماعي أو الفصول الافتراضية أو قوائم المراسلة وغير ذلك.
التعلم التعاوني
التعلم التعاوني هو إستراتيجية تربوية منهجية من الإستراتيجيات التعليمية الحديثة التي تعمل على تشجيع مجموعات صغيرة من الطلاب للعمل معا من أجل تحقيق هدف مشترك، ويعطي التعلم التعاوني للطلاب فرصة للعمل مع الآخرين والتفاعل معهم، بالإضافة إلى معرفة وجهات نظر مختلفة من خلال الاستماع إلى آراء الزملاء من الطلاب، وتوضح البحوث أن الطلاب يتعلمون بشكل أكثر فاعلية عندما يعملون معا بخلاف الطريقة التي يعمل كلٌّ منهم فيها منفردا، وكما هو معروف أيضاً فإن التعلم التعاوني يحسن من الثقة بالنفس لدى الطلاب مع غرس قيمة التعاون والعمل المشترك والاعتماد على النفس.
تقنية البانوراما
تعتبر تلك التقنية من التقنيات أو الإستراتيجيات التعليمية الفعالة بشكل خاص؛ لأن كل طالب هو المسؤول عن التعلم، وأن الطلاب موقنون بأن كل عضو في المجموعة لديه شيء ودور لا يقل أهمية عن الأدوار الأخرى المساهمة في المجموعة من أجل إنجاح المهمة التي كُلِّفوا بها، ويتعرض الطلاب لاستخدام العديد من المهارات أثناء استخدام هذه الإستراتيجية ومن أمثلتها: مهارات الاتصال، ومهارات حل المشاكل، والإدراك، والتفكير الناقد وغيرها، وكل ذلك يجعل التعلم أكثر متعة وجاذبية للطلاب.
العصف الذهني
تتميز الإستراتيجيات التعليمية التي تعتمد على العصف الذهني بقدرتها على إشراك الطلاب في عملية التعلم؛ ولذلك سوف يكون لدينا فهم أعمق لما يتعلمونه، وذلك عن طريق طرح الأسئلة، والتحقيق، والاستكشاف، والإبلاغ عما يرونه، وهذه العملية تحقق للطلاب فهماً أعمقَ للمحتوى الذي يتعلمونه؛ مما يساعدهم على تطبيق المفاهيم التي يتعلمونها أثناء حياتهم التعليمية والعملية، والجدير بالذكر أن الإستراتيجيات التعليمية متباينة؛ فهي تسمح للطلاب بالانخراط في العملية التعليمية من خلال الاستيعاب الجيد لأساليب التعلم الخاصة، ووفقا لنظرية الذكاءات المتعددة للعالم “هوارد غاردنر” والذي يرى أن كل شخص لديه عقل مختلف، وبالتالي فكل شخص يتعلم ويفهم المعلومات بشكل مختلف، وبالتالي فإن التعليم يوفر عدة وسائل وإستراتيجيات تعليمية تلبي احتياجات جميع الطلاب، وبالتالي يمكن بسهولة أن يتم تصميم بيئة التعلم المناسبة التي تتلاءم مع جميع الطلاب من ذوي الاحتياجات التعليمية المتنوعة، كما يمكن للمدرسين إعداد كل بيئة تعليمية يتمكن الطلاب فيها من إكمال المهمة نفسها المطلوب إكمالها أو القيام بها، ولكن على المستوى والأسلوب الذي تم تصميمه خصيصا لهم.
الرسومات (المخططات) البيانية
وهي أداة بسيطة وفعالة من الإستراتيجيات التعليمية التي هدفها مساعدة الطلاب على طرح وتنظيم أفكارهم في عرض مرئي؛ فهي ببساطة تساعد الطلاب على تنظيم المعلومات بحيث يسهل عليهم فهمها فيما بعد، ويمكن استخدام المخططات الرسومية لأي درس من الدروس التعليمية، ومن خلالها يتم تبادل الأفكار، والتخطيط، وحل المشكلات، أو اتخاذ القرارات بما يحقق المتعة والفائدة للطلاب.
الذهاب في رحلة ميدانية
إن أفضل طريقة لجعل الطلاب يستمتعون بالتعلم هي الذهاب في رحلة ميدانية؛ فالقيام برحلة ميدانية إلى قاعة مدينتك المحلية أو مشاهدة حيوانات المزرعة، أو أخذهم في رحلة ميدانية إلى المزارع المحلية، وإذا كان الطلاب يتعلمون في بعض الدروس عن الديناصورات يتم نقلهم إلى متحف العلوم؛ فتلك الرحلات الميدانية تسمح للطلاب بربط ما يتعلمونه في الصف مع العالم الخارجي.
إستراتيجية لعب الأدوار
وهي من الإستراتيجيات التعليمية التي يقوم فيها الطلاب بتمثيل الدرس في صورة مسرحية مع تقمص الأدوار والمهام التي يقوم المعلم وتحت إشرافه بتقسيم الأدوار وتوزيعها على الطلاب ومتابعة أدائها بنفسه، وتعد هذه الإستراتيجية من الوسائل التي يستمتع بها الطلاب وتجعل للتعلم متعة وجاذبية أيضا.
الاستفادة من التكنولوجيا في الفصول الدراسية
يدرك المعلمون أن محو أمية الحاسوب هو جزء مهم في العملية التعليمية، وقد وجد العديد من أعضاء هيئة التدريس أن البريد الإلكتروني يعتبر وسيلة مفيدة لتعزيز عملية التعلم لدى الطلاب أو تواصلهم مع أعضاء هيئة التدريس، ويستخدم آخرون قوائم البريد الإلكتروني لتوسيع حيز المناقشات واستكشاف القضايا الحاسمة مع الطلاب والزملاء وكذلك المعلمين، ويمكن أيضا استخدام برامج معينة لزيادة فهم الطلاب للمفاهيم الصعبة، لقد ثبت أن استخدام الإستراتيجيات التعليمية ودمج التكنولوجيا في الفصول الدراسية يعد من الوسائل الرائعة لتمكين الطلاب من البقاء على الاتصال في هذا العصر التكنولوجي؛ لأنها تعطي الدافع القوي لزيادة نسبة التعلم إضافة إلى أنها تزيد المتعة عند الطلاب، ومن أفضل الأمثلة والأدلة على استخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية هو تحميل الدروس على شبكة الإنترنت أو عروض الوسائط المتعددة مثل الفيديو والرسوم المتحركة، أو أي نوع من الرسوم البيانية، وذلك باستخدام لوحة الكمبيوتر أو أجهزة الهواتف الذكية، وكذلك المشاركة في مشروع البحث على الإنترنت، ومن ذلك أيضا إنشاء موقع إلكتروني، وتعتبر جميع الإستراتيجيات التعليمية التي تحدثنا عنها سابقا والتي يتم فيها دمج التكنولوجيا في التعليم من الوسائل التي سيكون لها تأثير إيجابي على تعلم الطلاب.
أهم فوائد التكنولوجيا واستخدام الإستراتيجيات التعليمية في التعليم
إن الأساليب التعليمية في تغير مستمر وتطور مطرد؛ لذلك يتم استخدام التكنولوجيا في الوقت الحاضر في جميع مناحي الحياة ومنها التعليم، ولكن استخدام الوسائل التكنولوجية في التعليم ينطوي عادة على استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والإنترنت والسبورات الذكية وأجهزة عرض الشرائح وأجهزة الداتا شو بالإضافة إلى القنوات التعليمية المختلفة والبث الفضائي، وكل ذلك يعمل على تعزيز عملية التعلم وجعلها بشكل أفضل؛ لذلك سيتم فيما يلي سرد بعض مزايا دمج التكنولوجيا في التعليم واستخدام الإستراتيجيات التعليمية الحديثة:
يعزز العملية التعليمية
من الفوائد الجليلة لوجود تكنولوجيا التعلم المُساعِدة أن أجهزة الكمبيوتر يمكن أن تعمل مثل المعلم أو –حتى نلتزم الدقة في القول- مساعدا للمعلم، وفي الواقع يمكن استخدام أجهزة الكمبيوتر لمساعدة المعلمين في التدريس للمتعلمين على مختلف أعمارهم وفئاتهم، ويتميز الكمبيوتر بأنه يكرر شرحه ويمكنه إعادة المادة التعليمية عدة مرات؛ حتى يتم فهم المحتوى بما فيه الكفاية، وهذا من شأنه أن يعزز عملية التعلم ويزيد من القدرة على استيعاب محتوى الموضوع.
التواصل والترابط بين المعلمين والطلاب
من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائلها في التعليم يكون الطلاب والمعلمون أكثر ارتباطا؛ فعلى سبيل المثال عند وجود البرنامج الذي يزود كل طالب بجهاز كمبيوتر للاستخدام الشخصي يتمكن الطلاب من التواصل مع المعلمين في أي وقت وأي مكان، كما تقوم المدرسة بتشجيع الطالب على القراءة والكتابة الإبداعية؛ وبالتالي يتم ربط الموظفين والطلاب مع المجتمع الأكبر مما يساعد الطلاب على التفكير بشكل خلاق ومبدع، وأيضا توفر الإستراتيجيات التعليمية الحديثة لهم المهارات التي قد يتطلبها سوق العمل فيما بعد التخرج وعند البحث عن عمل.
تمكين التعلم عن بعد
لقد زادت فرص التعلم القائم على الإنترنت والدورات المتاحة على الإنترنت، وعملت على إثراء وجودة العملية التعليمية؛ حيث توفر بعض الجامعات والمعاهد وكذلك المدارس الحديثة العديد من الدورات التي يمكن أخذها كليا على الإنترنت مع خلق المزيد من فرص التعلم، وبالنسبة لأولئك الذين يسعون لمواصلة التعلم ولكن لا يرغبون في التوقف عن العمل فإن هذه الدورات على الإنترنت هي الخيار الأفضل من أجل التطوير المهني أو تنمية الخبرات، كما أن وسائل التعلم عن بعد أصبحت متاحة للطلاب للتواصل مع المعلمين من خلال الفصول الافتراضية أو مواقع التواصل الاجتماعي أوالقنوات التعليمية وقوائم المراسلات البريدية والتي تمكن الطلاب من حل الواجبات وعرضها على المعلمين في أي وقت.
التعلم التفاعلي
تتيح الإستراتيجيات التعليمية الحديثة ووسائل التكنولوجيا للمعلمين العديد من الخيارات والعديد من التطبيقات والبرمجيات والوسائط المتعددة والتي يمكن استخدامها لإنشاء الدروس التفاعلية والمثيرة وذلك من خلال إضافة أبعاد التكنولوجيا في دروسهم، كما تتيح لهم الفرصة لإشراك الطلاب في العملية التعليمية مما يؤدي إلى إعداد الطبقة النشطة من المتعلمين.
مع كل الضغوط التي قد تأتي مع كونه مدرسا فإن المدرس لا يزال من الممكن أن يسخر التعليم لخدمة طلابه، كما يمكنه استخدام إستراتيجيات بسيطة مثل السماح للطلاب برسم ما تعلموه للتوّ، أو منحهم بضع دقائق للعب على أجهزة الكمبيوتر أو تمثيل بعض الأدوار، وبالرغم من كونها أشياء بسيطة ولكنها تجعل التعلم أكثر متعة وإثارة، كما تعطي الدافع للطلاب على التعلم، وقد تناول هذا المقال التعلم النشط والإستراتيجيات التعليمية الحديثة وأهم فوائد استخدامها في التعلم.
أضف تعليق