التخطيط الشخصي من الأشياء التي نحتاج إليها جميعًا في حياتنا، فهو سوف ينظم لنا الطريق الذي يمكن أن نسير عليه حتى نصل إلى أي شيء نريده، ولذلك فهو يحتاج منّا إلى الصدق الكامل حتى نحصل في النهاية على الناتج المرغوب فعلًا. يظن البعض أن التخطيط الشخصي أمر يتم إعداده مرة واحدة، وبعد ذلك لا يكون هناك احتياج لتعديله أو تطويره مرة أخرى، وهذه نظرية خاطئة تمامًا، فنحن نحتاج إلى التخطيط الشخصي في جميع مراحل حياتنا، وكل مرحلة تختلف فيها العديد من الأشياء، سواءً بالنسبة لنا في طريقة التفكير مثلًا، أو للوضع الذي نعيشه والظروف المحيطة.
دليل الشخص الناجح لعملية التخطيط الشخصي للحياة
لماذا يفشل التخطيط الشخصي في بعض الأحيان؟
في كثير من الأحيان يحدث فشل في مسألة التخطيط الشخصي للبعض، ويختلف السبب من شخص لآخر، لكن أشهر الأسباب لذلك تتمثل في: التقدير الخاطيء، الابتعاد عن المنطقية، وعدم تحويل الخطة إلى الواقع. التقدير الخاطيء يحدث في العديد من الأشياء، بدايةً من قناعة الشخص بأشياء غير موجودة لديه، أو تقديره لعنصر ما بشكل مبالغ فيه عن الموجود في الواقع، أو تقديره لعنصر بشكل أقل من الموجود في الواقع. وبالتالي عند التنفيذ يفاجأ بأنه أخطأ في التقدير، وقد يعني هذا فشل الهدف الذي يريده من الأساس.
الابتعاد عن المنطقية أثناء التخطيط الشخصي وبالتحديد في تقدير الظروف الموجودة في الواقع، مثلًا نضع لأهدافنا وقتًا قليلًا لا يمكننا من فعل شيء، ونكون في وقتها على قناعة تامة بأننا اخترنا الوقت الصحيح لذلك! أو مثلًا لا نضع في الذهن كل الأشياء التي نفعلها في حياتنا اليومية، ثم نجد أن هناك المزيد من الأشياء التي لم نضعها في الحسبان.
آخر سبب سوف نتحدث عنه هنا في فشل التخطيط الشخصي هو عدم تحويل الخطة إلى الواقع، وهو أشهر الأسباب التي تواجه الجميع. فنحن قد نكون بارعين جدًا في الكتابة والتخطيط النظري، لكننا لا نطبق شيئًا من الأساس في حياتنا، ويظل ما كتبناه موجود على الأوراق دون تنفيذ.
كيف يبدأ التخطيط الشخصي عند الأفراد؟
يبدأ التخطيط الشخصي عند القرار الخاص بالشخص أن يغيّر نظرته في الحياة. أن يبدأ في التخلص من حالة العشوائية، والتركيز على تنظيم احتياجاته وأفكاره وكل شيء موجود لديه. ليس شرطًا أن يمارس الإنسان التخطيط بالكتابة، قدر الاهتمام بالتركيز على تنفيذ التخطيط في الواقع، وإن كانت الكتابة هي الوسيلة الأفضل لإتمام عملية التخطيط، ويُنصح كثيرًا أن يكون تخطيطك مكتوب حتى يمكنك أن تعود إليه في أي وقت، سواءً ليرشدك إلى القادم، أو لتقوم بعمل أي تعديل على الموجود.
ضع في ذهنك أن كل مرحلة يختلف فيها التخطيط الشخصي عن المرحلة التي تسبقها، وذلك لأنه من الطبيعي أن فكر الإنسان يتغير من وقت لآخر، وبالتالي يجب أن تدع تخطيط يواكب هذه التغييرات، فلا تخطط لشيء، وفي الواقع أنت في وضع آخر.
يتكون التخطيط الشخصي من مجموعة من العناصر التي يجب أن يتم مراعاتها، ونحن هنا سوف نتحدث عن أحد النماذج المشهورة لعملية التخطيط الشخصي في الحياة، وهو نموذج يتكون من 12 عنصر يجب على الإنسان التفكير فيهم، سنتحدث عن كل عنصر من هذه العناصر، والغرض من وجود هذا العنصر، وكذلك الرابط الذي يجمع هذه العناصر مع بعضها البعض. لاحظ أن هناك عناصر قد تكتشف أنها غير موجودة لديك، لا مشكلة في ذلك الأمر، وسوف نتحدث عنه بعد الانتهاء من ذكر العناصر بالكامل. كذلك فإن كتابة العناصر في المقال لا يعني أن هذا هو الترتيب الصحيح للكتابة، فالأمر يرجع لك في النهاية حسب ما يناسبك أنت.
من أنت؟
هذا العنصر في التخطيط الشخصي يتم كتابته عند الانتهاء من جميع العناصر الأخرى. وهو يمثل نظرتك الشاملة إلى ذاتك، غالبًا يعبر عن كل شيء يخصك في عدد كلمات قليلة جدًا. يمكنك أن تكتبه كأنك تشارك بتغريدة على موقع تويتر، حيث تكتب 140 حرفًا تعبر بهم عن ذاتك. وهذا العنصر أهميته في أنه يمثل تعريفك الشخصي عن نفسك، وكيف تراها باختصار شديد، ويمكنك أن تستخدمه لتلخيص كل شيء يخصك، ويتحدث عما أنت عليه في الواقع.
الرؤية والأحلام
في حياة كل شخص قد يكون له رؤية حول المستقبل الذي يريده لنفسه، وهذه الرؤية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأهداف والأحلام التي نضعها لأنفسنا في الحياة، وبالتالي ترتبط بعملية التخطيط الشخصي من هذه النقطة، حيث أنه في الغالب رؤيتنا للمستقبل تتكون من أحلامنا التي نتمناها لأنفسنا في الحياة. يفضل أن تكون هذه الأحلام قابلة للقياس من ناحية التحقيق في الواقع، بحيث تمنحك خطوات يمكن لك أن تسير عليها لتحقق هذه الأحلام في الواقع، وتدرك رؤيتك الشخصية في المستقبل.
اللحظات الهامة
في حياة كل إنسان هناك مجموعة من اللحظات الهامة، التي تؤثر في حياته إيجابًا أو سلبًا بالتأكيد. ومن هنا نحتاج إلى كتابة اللحظات الهامة في نموذج التخطيط الشخصي سواءً كان تأثيرها علينا جيد أو سيء.
هذه اللحظات يمكنها أن تكون لحظات سعادة، مثل الفرحة بتحقيق إنجاز معين في الحياة، أو بلوغ هدف محدد. وقد تكون لحظات حزينة، كالفشل في تحقيق شيء ما، أو وفاة شخص نحبه. قد تكون كذلك لحظات تحول في حياتنا، أخذتنا من مرحلة إلى مرحلة أخرى، تغيير جذري في الحياة، وقد تكون لحظات جيدة أو لحظات سيئة كذلك.
الشغف
العنصر الرابع في نموذج التخطيط الشخصي هو الشغف، ويمكننا أن ننظر إليه على أنه الأشياء التي نهتم بها أكثر من أي شيء آخر، نحب قضاء الوقت في تنفيذها، دون أن نشعر بأي تعب أو أي مشاعر سلبية. بل إن ما نشعر به هو الاستمتاع والراحة. الشغف شيء يتجدد في داخلنا ولا يتأثر بأي عوامل، فقد نُحبط مثلًا مما نفعل، لكننا لا نبتعد عنه، لأنه يسكن في داخلنا طوال الوقت. وهناك من يرى أنه طالما الشغف شيء متجدد، فهو لا يمكن حصره في نشاط واحد، بل هي مجموعة أنشطة تتغير طوال الوقت، وبالتالي فالأمر يرجع إلى نظرتك الشخصية في النهاية.
الخبرات السابقة
ترتبط الخبرات السابقة مع التخطيط الشخصي بشكل كبير جدًا، ومن أهم الأشياء التي يجب أن نكتبها بدقة إن كانت موجودة. يمكن أن تكون هذه الخبرات مثل مشاريع معينة قمت بتنفيذها، سواءً بمفردك أو مع مجموعة من الأشخاص. وقد تكون منظمات عملت بها، سواءً كانت هذه المنظمات ربحية، أو مؤسسات تطوعية، باختلاف الأنشطة التي تؤديها هذه المنظمات. وبعد أن تدوّن هذه المنظمات، يمكنك أن تكتب الدور الذي كنت تؤديه بالضبط في هذه الأعمال.
التحديات
في الغالب لا تخلو حياة أحدنا من التحديات التي نواجهها بشكل يومي. وبالتالي هي ضرورية في التخطيط الشخصي لأنها تؤثر علينا طوال الوقت. يمكنك أن تفكر في التحديات التي تواجهك في حياتك، وتبدأ في تحديد جانب التحدي بالضبط فيها. فقد تكون المشكلة في جزء معين وليس في الأمر ككل. وإذا كان هناك إمكانية لذلك، يمكن أن ترتب هذه التحديات طبقًا لصعوبتها في حياتك، أو بناءً على أولوية المواجهة التي ترى أنك تحتاج إليها من وجهة نظرك، على أن تذكر في نموذج التخطيط الشخصي نوعية التصنيف الذي قمت باتّباعه في كتابة التحديات.
مناطق الألم
نعاني غالبًا في حياتنا من بعض الإحباطات، سواءً كانت أمور شخصية، أو بسبب حال البلد بشكل عام. وقد تكون هناك بعض الأشياء التي تزعجنا، وتجعلنا نغضب أو نشعر بحالة من عدم الرضا في حياتنا.
كل هذه الأشياء يمكننا أن نعتبرها بمثابة مناطق الألم، الأشياء التي تؤثر علينا سلبًا وتمنعنا عن التقدم في حياتنا إلى الأمام أكثر من أي شيء آخر. قد تعتبر من أصعب النقاط أثناء التخطيط الشخصي لأنها تجعلنا نفكر في أشياء تغضبنا، ولكن إذا كتبناها فإن ذلك سوف يجعلنا قادرين على التعامل معها في المستقبل، وهذا هو المطلوب.
المهارات
المهارات هي الأشياء التي تجيد فعلها، سواءً كانت مهارة شخصية، أو في العمل. يرى البعض أنه من الصعب عليه أن يحدد هذه الأشياء، لكن يمكن الحصول عليها بالتفكير في الخبرات السابقة مثلًا، والأدوار التي قمنا بتأديتها، وبالتالي نعرف أننا بالفعل نملك هذه المهارات. يمكن كذلك أن نحدد المهارات الموجودة لدينا عبر سؤال الأشخاص الذي نعمل معهم، أو يعرفوننا من وقت طويل. وإن كانت هناك إمكانية لذلك، فإنه يُفضل أثناء التخطيط الشخصي أن نكتب هذه المهارات، ونذكر معها درجة إجادتنا لهذه المهارة بالضبط.
الأفكار
الأفكار هي القضايا التي تهمنا ونفكر فيها، وقد تكون أفكار تخص حياتنا الشخصية بشكل بحت، وقد تكون خاصة بالبلد. هذه الأفكار قد تكون إيجابية، كأن نملك حلولًا لقضايا معينة تواجه مشكلة محددة في البلد، أو أفكار لتطوير شيء ما موجود، والاستعانة بما يتم تنفيذه في دول أخرى. وقد تكون أفكار سلبية نابعة من المشاكل التي نجدها في البلد من حولنا. في الغالب فإن الأفكار في التخطيط الشخصي نركز فيها على ذكر الأفكار الإيجابية الموجودة لدينا، والأفكار السلبية قد نجد أنه تم كتابتها في عنصر مثل مناطق الألم أو التحديات.
القيم
على الرغم من أهمية القيم في حياتنا، فإنها غير موجودة لدى الجميع بكل أسف. وعند الحديث عن هذه النقطة، فإننا نقصد تطبيق هذه القيم في الحياة، ليس فقط الحديث عن وجودها لدينا. فهناك العديد من الأشخاص الذين يظنون أن الشيء موجود لديهم لمجرد حديثهم عنه، وفي الواقع هو غير موجود، والقيم واحدة من هذه الأشياء. أما عمن يمتلكون هذه القيم بالفعل، فغالبًا جميعنا نملك قيم في حياتنا، لكن ما يختلف بيننا هو ترتيب هذه القيم. وأثناء التخطيط الشخصي ركز على أن تذكر القيم التي تؤمن بها بالترتيب الحقيقي لها بالنسبة لك. وإن كنت ترى أن هناك قيمًا معينة تريدها في حياتك، يمكنك أن تكتبها كذلك في النموذج، مشيرًا إلى رغبتك المستقبلية في امتلاك هذه القيم.
المنشطات
قد توجد في حياتك بعض الأشياء التي تحفزك أو تنشطك، وتحب القيام بها من فترة لأخرى لأنها تمنحك شعورًا جيدًا يساعدك على الحياة. هذه المنشطات قد تكون أشخاص يساعدونك على اكتساب الحماس، ويحفزّوك إلى الأمام. قد تكون هوايات كممارسة الرياضة أو تجارب تحب القيام بها كالسفر. وقد تكون أنشطة معينة كمشاهدة فيديوهات وأفلام أو قراءة كتب. وبالتالي تصبح كتابة المنشطات في التخطيط الشخصي مهمة من هنا، لأن وجود هذه المنشطات قد يدفعك إلى تقدم كبير يمكنك أن تحققه في حياتك، ويمكن لها أن تؤثر عليك وتغيّر من حالتك إلى الأفضل تمامًا.
الإلهاء
الإلهاء هي الأشياء التي تمنعنا عن بلوغ الأهداف التي نريدها في حياتنا. من أكبر الأمثلة على الإلهاء مثلًا هي وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يقضي عليها بعضنا اليوم بالكامل. وقد تتمثل في تجارب سلبية عندما تحدث معنا تعطلنا عما نريد، أو الأشخاص الذين يصيبوننا بالإحباط فيما نريد فعله في حياتنا. نقاط الإلهاء تلعب الدور المعاكس تمامًا للمنشطات، وبالتالي فإن لها نفس الأهمية عند كتابة التخطيط الشخصي مع الأخذ في الاعتبار ضرورة كتابة مدى تأثير هذه الأشياء بالضبط، أي ذكر درجة إلهاء كل نقطة مما كتبناه علينا بالتحديد، حتى يمكننا معالجتها بالشكل السليم.
كيف تكتب هذا النموذج بنجاح؟
عندما تقرر كتابة هذا النموذج، قد تكتشف أن هناك عنصر ما غير موجود لديك. مثلًا تكتشف أنه لا توجد أفكار محددة تهمك، أو لا توجد قيم لديك حاليًا حسب اعتقادك أنت. هذا يعتبر جزء مهم في التخطيط الشخصي وكتابة هذا النموذج، وهو الشعور بالاحتياج. نحن عندما نقرر كتابة أي شيء عن أنفسنا، يجب أن نكون صادقين تمامًا أثناء فعل ذلك، لا حاجة لنا لنخدع أنفسنا أو نتظاهر بشيء هو غير موجود من الأساس. وبالتالي ليس عيبًا أن تكتشف أن هناك عنصر من عناصر النموذج غير موجودة لديك، سيكون ذلك أفضل كثيرًا من ادّعاء وجود هذا العنصر.
ولذلك الخطوة الأساسية لننجح في التخطيط الشخصي عبر هذا النموذج، هي أن نتحلى بالصدق المطلق. وبعد أن تنتهي من كتابة العناصر التي تعرف أنها موجودة لديك، وتوضح إن كانت هناك عناصر مفقودة مثلًا، تبدأ في البحث وراء الأسباب التي جعلت هذا العنصر غير موجود. فإذا لم تكن تحمل قيمًا محددة على سبيل المثال، عليك أن تبحث وراء السبب الذي جعل هذا يحدث معك، ومن ثم تبدأ في اكتساب قيمك الخاصة في الحياة.
وبالتالي فلا تربط بين نجاحك في عملية التخطيط الشخصي واكتمال العناصر عند كتابتها في المرة الأولى. إذا أردت أن تسهل على نفسك كتابة هذا النموذج، يمكنك أن تلاحظ العناصر التي ترتبط سويًا فيه، وبالتالي يسهل عليك كتابة هذه العناصر المرتبطة معًا. فرؤيتك وأحلامك يرتبطان بشغفك، وهنا فالتفكير في العنصرين معًا سوف يجعل الأمر أكثر سهولة. في النهاية سوف تكتشف أن كل العناصر مرتبطة معًا بشكل ما، وهو المطلوب، أن نفهم بأن التخطيط الشخصي هو عناصر مرتبطة في أجزائها، حتى يساعدنا ذلك في فهم أنفسنا بشكل أكبر.
كذلك من المهم لك أن تعرف بأن كتابة هذا النموذج لا يرتبط بوقت معين، مثلًا لا تنتظر حتى يكون لديك خبرات سابقة حتى تكتبه، أو لا تربط الأمر بفترة زمنية معينة كأن تنهي مرحلة دراسية محددة، بل طالما قررت أن تبدأ في التخطيط الشخصي فلا تتوقف إلا بعد أن تكتب هذا النموذج، وأي تعديلات يمكنك أن تقوم بها في المستقبل.
ماذا نفعل بنموذج التخطيط الشخصي بعد كتابته؟
عندما تنتهي من كتابة نموذج التخطيط الشخصي بعناصره الكاملة، يمكنك أن تبدأ في استخدام هذه العناصر على أرض الواقع للحصول على خطتك الشخصية. فالأحلام الموجودة لدينا لن تتحقق في الواقع لمجرد أننا نتمنى ذلك، بل علينا أن نسير على خطوات محددة حتى نتمكن من تحقيقها. هذه الخطة يجب أن تكون مبنية على العناصر التي وضعتها لنفسك أثناء التخطيط، وكذلك تتجنب النقاط التي ذكرناها في البداية، والتي تؤدي إلى فشل التخطيط.
يُفضل أن تتضمن هذه الخطة تصورك الشخصي حول علاج السلبيات الموجودة لديك، وحتى تتمكن من فعل ذلك، يجب أن تضعها في اعتبارك حتى لا تُفسد خطتك، وتجعلها غير قابلة للتطبيق لأي سبب. لذلك بمجرد اكتمال عملية التخطيط الشخصي لديك، عليك أن تبدأ بشكل مباشر في وضع الخطة، حتى تضمن أن تكون العناصر التي سوف تعتمد عليها حقيقية وواقعية بالفعل. ويجب أن تخبرك هذه الخطة بالخطوات التي ينبغي عليك اتّباعها بالتحديد حتى تصل إلى الأهداف التي تريدها في حياتك.
هذه الخطة يمكنك تقسيمها طبقًا للأهداف الموجودة لديك، فقد تضع خطة شهرية تضمن تطويرك لذاتك، وخطة سنوية تشمل أغراض أكبر، وهكذا. فعملية تقسيم الخطة إلى أهداف صغرى بموعد لكل هدف، سوف يجعل الأمر أكثر سهولة في التنفيذ والمتابعة فيما بعد.
مراجعة التخطيط الشخصي بشكل مستمر
نؤكد مرارًا وتكرارًا على ضرورة مراجعة التخطيط الشخصي وعلى فترات تحددها لذاتك من البداية. هذه المراجعة تشمل التركيز على العديد من الأشياء مثل التأكد من حفاظك على الأشياء الجيدة التي تميزك، وأنك تحاول استغلالها بأفضل شكل ممكن. كذلك محاولاتك للتخلص من الأشياء السلبية كالإلهاء على سبيل المثال، بحيث ترى إن كان هناك أي تقدم يحدث معك أو لا.
وأثناء الكتابة في التخطيط الشخصي فإننا قد تحدثنا أنه قد يحدث غياب لبعض العناصر، وبالتالي عليك أن تراجع ذاتك حتى تعرف إن كنت تمكنت من اكتساب هذه الأشياء أو لا. وإن كنت لم تكتسبها بعد، فما الأسباب التي منعتك عن فعل ذلك؟ حتى تتمكن من تحديد العوامل التي تؤثر عليك في حياتك.
يجب أن تحدد لنفسك التوقيت المناسب لتقوم فيه بالتقييم، ويحدث ذلك بتركيزك على التقييم في الفترة بالكامل، ليس فقط في فترة قصيرة. فنحن نقع في كثير من الأحيان في هذا الخطأ، وهو أن التقييم إن كان يُفترض أن يشمل فترة طويلة كشهر مثلًا، فنقوم بالتركيز على الأسبوع الأخير قبل التقييم.
ولتضمن تقييم التخطيط الشخصي بنجاح، حاول أن تختار فترة زمنية تعرف أنك سوف تكون قادرًا على رصدها بالكامل. يُفضل في هذه الحالة أن تكثّف من اعتمادك على الكتابة، سواءً عند بداية التخطيط، أو أثناء عملية التقييم بشكل أساسي. فبدلًا من أن تحاول تذكر ما حدث في المستقبل، بواسطة الكتابة سوف تضمن نجاح هذه العملية دون أي مشكلة، وأيضًا ستكون مطمئن لأنك تسجل الأحداث والتغيرات أولًا بأول، بدلًا من انتظارك فترة التقييم لتتذكر كل هذه الأشياء، وقد تفشل في فعل ذلك بالجودة المطلوبة.
بعد أن تنتهي من مراجعة التخطيط الشخصي وتبدأ في تقييمه، يمكنك أن تعدل على الموجود به إن كنت تريد ذلك. وأيضًا يجب أن يكون هناك تقييم موازي يحدث لخطتك، بحيث تتابع عملية تنفيذك لأهدافك وتتأكد من أنك على الطريق الصحيح، وكذلك ترى إن كانت هناك أي تعديلات يجب عليك القيام بها.
من الأشياء الهامة كذلك التي يجب عليك أن تركز عليها أثناء التقييم والمراجعة، هي أن تجعل من نجاحاتك في التخطيط الشخصي وفي خطتك، وسيلة لتحفيزك لتتحرك نحو المزيد من التقدم، وهذا الأمر مهم بالنسبة لي، أن تكون هناك لحظات احتفال بالإنجازات التي نحققها، حتى يساعدنا ذلك في مزيد من التقدم مستقبلًا.
التخطيط الشخصي كما تحدثنا ليس مجرد كلام نذكره عن ذاتنا لنجعلها تبدو في أفضل صورة، بل هي معلومات حقيقية يمكنها أن تساعدنا في تغيير حياتنا إلى الأفضل إن أردنا ذلك، كل ما علينا فعله هو أن نكون صادقين مع أنفسنا بالشكل المطلوب، وفي المستقبل سوف نرى نتائج هذا الأمر على حياتنا، وكيف نجحنا في تطويرها إلى الأفضل.
أضف تعليق