تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » الخوف من الحب : كيف يضيع الخوف من الوقوع في الحب الفرص ؟

الخوف من الحب : كيف يضيع الخوف من الوقوع في الحب الفرص ؟

يعاني بعض الأشخاص من مشكلة رهاب الحب، أو الخوف من الحب ، فما هو تعريف هذه الحالة النفسية؟ وكيف يمكن أن يفسد الخوف من الحب الكثير من اللحظات الهامة؟

الخوف من الحب

الخوف من الحب قد يكون بالنسبة للكثيرين هو أسوأ شيء قد حدث لهم في هذه الحياة وقد يكون للبعض الأخر نتيجة لعلاقات قديمة جعلت هذا الشخص يخاف من الارتباط بشخص أخر يجرحه أو يقوم بأذيته بصورة مباشرة باسم الحب. وكل هذا طبيعي ولكنه مع الوقت ومع استمرار الحياة يصبح الخوف من الحب لعنة، حيث لا يعرف الشخص كيف يعيش فالناس والمجتمع قائمين على فكرة العاطفة والاجتماعيات ومهما كنت شخص سطحي وتقول في نفسك أن حياتك تعجبك كما أنت وتعيش بحرية دون ضغوط من طرف أخر أو مسئوليات، بل تستيقظ وقتما تحب وتذهب وتأتي متى تحب والأمر يستحق فعلاً أن تتنازل عن الحب. ولكن الحقيقة أن بعد فترة من الزمن تجد نفسك وحيداً بطريقة موحشة وستشعر بالندم أنك وصلت لهذا العمر دون أن يكون لك شريك حقيقي وستفهم حينها معنى الشراكة والحياة والحب، ولكن سيكون الوقت قد مضى وحياتك قد مر الكثير منها بسبب كبرياء أو خوف أو تجنب للحب. ولذلك الخوف من الحب هو أكثر العوامل الداخلية لدى الإنسان التي تفسد لحظات مهمة في حياة الناس دون أن يدرون أنهم يخافون من الحب، حيث أن مثلما تحدثنا في السطور الأولى بأن الأمر أحياناً يكون رد فعل ناتج من علاقة قديمة سلبية، ولكن هل هذا صحيح؟ هل يجب أن يستسلم الشخص للخوف من الحب والعلاقات إلى الأبد وأن يلوذ بالوحدة طوال حياته؟، بالطبع لا وهذا ليس الأفضل لك. ولذلك تابع معي عزيزي القارئ بعض من المؤثرات التي تنتج عن الخوف من الحب.

الخوف من الحب شعور سلبي ما أضراره ؟

الخوف من الحب يفقدك الثقة في الآخرين

للأسف هذه هو أسوء سلبيات الخوف من الحب حيث تكون شخص انطوائي عاطفياً ولا أقصد اجتماعياً، لأن الانطوائي اجتماعياً لا يستطيع التعامل مع الناس بشكل عام ويفضل العيش وحيداً تماماً ولكن الانطوائية العاطفية مشكلتها أن الشخص يكون اجتماعياً سليم ولكنه في نفس الوقت يكون من الناحية العاطفية لا يثق في أي أحد أو أي شريك أو أي علاقة حب، وينظر للعلاقات على أنها زيف وتزوير وقد ينظر لكل النساء على أنهن خائنات أو لو كانت أنثى فتنظر للرجال على أنهم حيوانات أنانيون. ومن هنا نجد أنه لا يوجد جسر أساساً لدى هذا الشخص لبناء أي علاقة وحتى ولو كانت علاقة ناضجة فينتج شخص يتعامل اجتماعياً مع الناس والجنس الأخر بطريقة سليمة ولكن عندما يجد أن مشاعره تحتاج إلى شخص معين فيقطع علاقته به دون سابق إنذار، حتى يضمن من داخله أن هذا الشخص لن يستعبده ويجعله داخل علاقة حب أخرى تجرحه. وهناك مرحلة ما بعد فقدان الثقة وهي الشك الدائم في الآخرين وإن افترضنا أن الشخص ارتبط بعلاقة عاطفية جعلته يشعر أنه مميز فخوفه من العلاقة يجعله متوجس ومتشكك في الطرف الأخر باستمرار لمجرد أنه يخاف من الحب ويرى الحب بمنظور مشوه على أنه خيانة وجروح نفسية. ولذلك الخوف من الحب غالباً يهدم أي علاقة حب، وإن كنت تعاني فعلاً من هذا العرض فيجب عليك أن تفهم تماماً أن ليس كل الأشخاص مثل بعضها وأن كل واحد منا متفرد وهناك السيئ وهناك الجيد، وقد تكون بدايتك مع السيئ شيء جيد حتى تعرف كيف تتجنب السيئ فيما بعد وتميز الجيد. فلا تجعل هذا الخوف يتحكم فيك ويفقدك أشخاص عزيزة عليك.

الخوف من الحب يفقدك فرص كثيرة

وهذه مشكلة أيضاً حيث أن هناك أشخاص كثيرين في حياتنا نكون في أمس الحاجة إليهم ولكن الذي يحدث أن الخوف من العلاقة يجعلنا نتوارى ونؤجل ونفعل خطوات كثيرة ليست بصحيحة في هذا الوقت، وتكون محتاج تماماً إلى ذلك الشخص مثلاً ولكن الذي يقف حائل بينك وبينه هو خوفك من العلاقة وليس منه فالخوف من الحب ذاته. هناك من يخافون من المسئولية فيقولون: كيف لي أن أحبه وأنا لا أحب المسئولية؟ فيصير كسلك وخوفك هو السبب في ضياع شخص قد يكون هو الأنسب لك كشريك حياة، ومن ثم تجد نفسك في دائرة مغلقة من الخوف في بناء أي علاقة عاطفية، ويأتي لك شخص بعد الأخر وأنت ترفض وتتمنع لمجرد أنك لا تريد أن تشتبك في علاقة عاطفية.

يجعلك تتأنى في الاختيار

وقد يكون هذا بالنسبة للبعض جيد وهو أن تصبر وترى الأشخاص من حولك وتتأنى في اختيار شريك حياتك، ولكن الحقيقة أن الذين يخافون من الحب هم لا يصبرون لأجل أنهم يريدون اختيار جيد بل هم يصبرون كنوع من أنواع التأجيل ذو الصبغة العقلانية، ولكنه من داخلهم فعلياً هو ليس إلا تأجيل حب شخص “خوفاً من الحب” وليس “عشقاً في الصبر والتأني”. ومن هنا تجد حتى الأشخاص الذين يبدون اهتمامهم بك يبدئون في الاستسلام والنزوح خارج حياتك لأنك أنت تجبرهم على هذا بالملل والبطء في إعلان شعورك ناحيتهم، وفي الأخير النتيجة معروفة ستعيش وحيد دون اهتمام من أحد وخوفك من الحب هو السبب وليس الناس.

الخوف من الحب يجعلك سلبي

غالباً الأشخاص الذين يخافون من الحب لا يبالون بأحد وليس لديهم عزيز أو شخص قريب والكل بالنسبة لهم سيان ولا يفرق فلان عن فلان وإن طلب أحد اهتمامهم بطريقة مباشرة لا يفعلون لأنهم لا يريدون من الأساس علاقة، لأن الشعور بالخوف الذي بداخلهم يحذرهم ويجعلهم لا يثقون بأحد. ومن هنا يصبح إنسان سلبي لا يملك أي دائرة محبين ويلوم الكل على هذا في حين أنه هو السبب من الأساس ويبدأ يكون سلبي تجاه الناس ومشاعرهم بصورة مقيته ويتطور الأمر أحياناً لأن يصير إهانة وعدم تقدير لمشاعر الغير وسيصفونه غالباً بالمتكبر، ولكنهم لا يعلمون أنه في الحقيقة يقاوم حقيقة “أنه خائف من الحب بهذه الطريقة المتعالية على الناس”. بحيث يقول لنفسه أنه لا يحتاج لأحد وبهذه الطريقة يقنع نفسه أنه مكتفي بذاته وحياته وحيداً.

الخوف من الحي لن يجعلك تستمتع بحياتك

تصور عزيزي القارئ شخص يخاف من بناء علاقات محبة مع الآخرين فوراً وليس شرط علاقات غرامية بل أحياناً علاقات صداقة عادية. مثل هؤلاء سيفكرون أنهم غير جديرين بالصداقة ولا أحد يحبهم ولا أحد يقدر لامبالاتهم ولا يعرف سببها وتتحول الحياة إلى مستنقع وحدة وشخص مكتئب يمارس حياته بالدقائق والملل أمام التلفاز أو أي شيء يسلي وحدته التي تجعله غير مستمع بشيء، ويرى الأصدقاء سوياً يخرجون معاً وينشرون صورهم معاً وهو يحاول أن يتجاهل الأمر ويقول لنفسه أنهم أغبياء ولا يعلمون أن الوحدة أفضل، ولكن داخل قرارة نفسه هو يعرف أن الوحدة قاتلة وأن الإنسان الطبيعي يستمتع بالمشاركة لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته.

في الأخير عزيزي القارئ الحياة تستحق المجازفة وخوفك من الحب لن يفيدك بطريقة دائمة، أنت يجب أن تضع حذرك ولكن لا يجب أن تشك في الجميع أو أن تدين الجميع فنحن لسنا ملائكة ويجب أن تعلم أن أي شخص غيرك لديه عيوب وعليك أن تتقبل هذه العيوب لأنك تحب. فالحب مسئولية وليس رومانسية فقط لذلك افهم معنى الحب الحقيقي وبعد ذلك واجه خوفك ولا تخف من الناس والعلاقات لأنها ستفيدك حتى لو كانت سيئة فبالخبرة.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

ستة − اثنان =