في رسالة شبه متكررة في اطارها العام وتختلف فقط في تفاصيلها الشخصية تجد كثيرون يقولون ما يلي ” أنا محطم وغير مرتاح وغير قادر على اتخاذ القرار , انا متردد دائما في اتخاذ قراري , انشغل كثيرا جدا بالتفاصيل واعيد النظر فيها مرة واخرى بلا نهاية ثم لا اجد في نفسي القدرة على اتخاذ القرار فأميل الى التأجيل مرة واثنتين واظن ان الامور والمقدمات قد تتغير فيسهل القرار بعد ذلك, وللاسف لا تتغير المقدمات واذا تغيرت انا نفسي لا اتغير ولا اقوم بأخذ زمام الامور ناحية حسم الامر واتخاذ القرار….ماذا افعل؟ “. سهل جدا ان تتعرف بسرعة على حالة هذا الشخص الشاكي وكل من هم مثله ومثله كثيرون بكل اسف, وعندما يمر امامك كثيرون بهذه الحالة فهم في مشكلة عدم القدرة على اتخاذ القرار ويعانون من داء التردد .
ما هو التردد ؟
ببساطة التردد هو عدم القدرة على تحمل مسئولية القرار, وبالتالى يتأخر الانسان في اتخاذ القرار اللازم في الوقت المناسب فيظهر متخاذلا عن اتخاذ القرار المطلوب ويبدو علىه القلق من تحمل مسئولية قراره.
كيف يتصرف المتردد في حياته الىومية ؟
يظهر الشخص المتردد في المجتمع بعدد من الاعراض والتصرفات الشخصية الواضحة وهي تصرفات سلبية تؤذيه وقد تؤذي غيره بكل تأكيد وبكل اسف. من هذه التصرفات التي نستطيع رصدها :
- 1. التسويف : وهو قيام الشخص المتردد بتأجيل كل شئ ينبغي ان يتخذ فيه قرارا ويحاول ان يجد لهذا التأجيل والتسويف مبررات يدافع بها عن نفسه.
- 2. التهرب : وهو مرحلة اخري متقدمة عن التسويف, في هذه الحالة تجد الشخص المتردد يبحث عن مهرب له من خانة اتخاذ القرار بالفعل او رد الفعل خوفا من التبعات, ومن اكثر هذه التصرفات وضوحا الهروب الى النوم فتجد الشخص ينام كثيرا هربا من واقع يتطلب منه فعلا حازما او قرارا قاطعا فيحاول الهروب من خلال النوم من هذا الواقع الضاغط علىه.
- 3. عدم قدرة الشخص على تحديد اهدافه فتجده ضائعا وتسأله ماذا تنوي ان تفعل بخصوص كذا فتجد الاجابة لا اعرف .
طرق التخلص من التردد :
- 1. يجب ان تتخلص من الخوف والقلق الذي ينتابك في المواقف الصعبة التي تتطلب منك قرارا او تدخلا , فلا داعي من الخوف بهذه الطريقة فأنت انسان من لحم ودم ومعرض للخطأ ولست الاول من بني البشر يخطئ في امر ما او قرار ما, فنحن جميعا عرضة للخطأ والصواب, لا تحمل نفسك اكثر من طاقتها التي تستطيع بها تحمل الامور, ومن المهم جدا ان تثق في نفسك وفي قدراتك فالثقة في النفس بعد الله ضمانة قوية لاتخاذ القرار الانسب بكل تأكيد وحتى في حالة اتخاذ القرار الخطأ ثقتك بنفسك ستحميك من الاصابة بالاحباط والاكتئاب لانك تعلم جيدا ان الخطأ والفشل في اي قرار احتمال وارد وشئ طبيعي .
- 2. اسعى لتقوية قدراتك الشخصية دائما, حدد اهدافا ولو بسيطة وادرس الطريقة المناسبة لتحقيق هذه الاهداف واسعي في تحقيقها وازرع بداخلك الثقة الكاملة في تحقيق النجاح في هذه الاهداف ونجاحك هذا سيكون الداعم الاساسي لثقتك بنفسك فيما بعد.
- 3. استفيد جدا من اقاربك ومن اصدقائك وتعرف على الطريقة التي يتخذون بها قرارتهم وكيف يواجهون التردد بداخلهم وجرب هذه الطرق واتخذ منها ما يناسبك واترك منها مالا تقبله وتراه صعبا, ومن المهم جدا ان تتفاعل مع الغير فلديهم اشياء وتجارب حياتية تهمك وتيسر علىك .
- 4. حدد في كل موضوع يحتاج منك قرارا حاسما وحازما ومهما نسبة فشل , والافضل ان تكون واقعية أي اذا كان الموضوع نسبة الفشل فيه تقترب من 50% فاجعلها في حساباتك هكذا, فذلك يقلل من الخوف والتردد فأنت تعلم جيدا ان الفشل وارد ولا داعي من التردد, وادعم قرارك بدراسته جيدا واعطي لنفسك الوقت الكافي في دراسة كل امر وخصص وقتا للمراجعة ثم توكل على الله واتخذ القرار ولا تتردد.
- 5. تعلم جيدا فن صناعة القرار, وهو علم يدرس تستطيع تعلمه في عدة مراكز متخصصة للتنمية البشرية وفي بعض المعاهد والجامعات التي تقدم للشباب كورسات سريعة مدتها لا تزيد عن اسابيع قليلة تدعم الشباب من الخريجين الجدد بكورسات في كيفية صنع القرار ودعم القرار حتى تؤهلهم لسوق العمل.