الطالب العنيد من أنواع الطلاب الذين يحتاجون إلى معاملة خاصة للتخلص من هذا العند. فهذه الحالة قد تسبب له العديد من المشاكل في حياته، وأيضًا مع أقرانه وأهله من حوله، وبالتالي فلا بد من وجود طريقة حتى لا تصبح المشكلة أكبر مما هي عليه. الطالب العنيد قد يكون من الطلاب المتفوقين والمتميزين في الحياة، وبالتالي فإنه لو تخلص من مشكلة العند، فسوف يفتح لنفسه الطريق ليحقق أهدافه دون مشاكل. لذلك نتطرق في هذا المقال إلى الحديث عن الطالب العنيد وكيف يمكن التعامل معه لحل هذه المشكلة.
دليل الأستاذ والأب للتعامل مع الطالب العنيد
الأسباب وراء حالة الطالب العنيد
غالبًا صفة العند تعني أن الشخص يصمم على رأيه، أو ما يريد تنفيذه، حتى لو كان من حوله يرى أن هذا الأمر خاطيء، لكنه لا يستمع إلى أحد. إذا أردنا أن نبحث في الأسباب التي أدت إلى حالة العند هذه، فإننا سوف نحتاج إلى النظر في تربية الطالب العنيد منذ الصغر. يعتمد الأمر في الأساس على الأسلوب الذي يتّبعه الأهل في البيت للتربية، فقد يكون هذا هو المنشأ الأساسي للعند، لا سيما عندما يزداد عمر الطفل ويبدأ في مرحلة المراهقة. فالتربية قد تكون قائمة على الأوامر، وهذا الأسلوب من الممكن أن يؤدي إلى رفض الطفل الالتزام بالمطلوب منه، ويبدأ العند في الظهور، ويكبر مع الوقت.
كذلك يحدث أحيانًا أن الأهل يقومون بالتقليل من شأن أطفالهم دون قصد، أو يتعاملون مع الكلام الذين يقولونه باعتباره كلام يصدر من طفل صغير. وهذا الأمر يجعل الطفل يشعر بالضيق الشديد، ويؤدي إلى صناعة الطالب العنيد في العديد من الأحيان. حيث يقرر الطفل ضرورة الاعتماد على العند لإثبات ذاته والحصول على ما يريد من أهله. كذلك قد يتولد العند بدافع التقليد، فالطفل قد يجد أحد والديه يعتمد على العند في حياته، وبالتالي يكتسب هذه الصفة من أهله، وترافقه بعد ذلك في جميع مراحل حياته.
تحديد نوع العند بالضبط
يرى البعض أن العند هي صفة سيئة يكتسبها الطفل، ولا يُنظر لها بأي جانب إيجابي. بالطبع صفة العند في كثير من الأحيان تأخذ الطابع السيئ، لكنها أحيانًا تعبر عن صفة جيدة، وهي حالة الإصرار لدى الطفل والتي ترتبط بالعند. مثلًا قد يكون الطالب العنيد راغبًا في الوصول إلى شيءٍ ما، أو يرغب في تنفيذ هدف معين في حياته، وبالتالي فإن العند في هذه الحالة يكون قد اتّخذ الطابع الجيد، ويساعد الطفل في تنفيذ ما يريد. لذلك قبل التفكير في أي حل، يجب علينا أن نكون مدركين نوعية العند الموجودة لدى الطفل بالتحديد، حتى يمكننا التعامل معها بالشكل الصحيح.
التعامل مع الطالب العنيد في المنزل
يبدأ التعامل مع الطالب العنيد في المنزل، وهذا أمر منطقي بطبيعة الحال، لأن المنزل قد يكون هو المنشأ الأساسي لحالة العند لدى الطفل. ويجب أن يضع الأهل في أذهانهم أن طفلهم من الممكن أن يكون قد اكتسب العند بسبب بعض التصرفات التي صدرت عنهم في تربيته، وبالتالي يجب عليهم مساعدته في التخلص من هذه الصفة، دون استخدام نفس التصرفات معه. يجب أن يحصل الطفل على التقدير اللازم في المنزل، التقدير الذي يستحقه بالطبع لا التقدير الوهمي. وهذا الأمر سوف يجعله يقتنع بأنه شخص كبير بالنسبة لأهله. كذلك يجب تجنب صيغة الأمر مع الطالب العنيد بالشكل الذي يجعله يرفض التنفيذ ويبدأ سلوك العند المعتاد، بل يجب أن يكون الأمر في هيئة طلب مباشر، لأن الأوامر تجعلنا نشعر بأننا مجبرين على فعل الشيء، وهذا لا نحتاج إليه في التعامل مع العند.
أؤمن كذلك أن الحوار هو الوسيلة الفعّالة في التعامل مع الطالب العنيد بعيدًا عن الجدال، لأن الحوار معه على أنه شخص له رأيه وعقله، سوف يجعله يبدأ في تبادل الأفكار الموجودة لديه مع أهله، في حين إن اختفى الحوار أصبح الأمر بلا معنى. ولذلك فإنه على الأهل مسئولية كبيرة نحو الابن في هذه الحالة، من أجل استيعابه واستيعاب أفكاره والبداية في وضع أساسي قوي يجمع بينه وبينهم. من الأمور الكارثية التي نقع فيها أوقات عديدة هي المقارنات بين الأشخاص، كأن يقارن الأهل بين الطفل وبين إخوته، أو بينه وبين أحد الأقرباء، لا سيما المقارنات السلبية التي فحواها أنه طفل سيء، والبقية أفضل منه بمراحل.
في حالة الطالب العنيد فإن عنده سوف يزداد إلى الضعف بسبب هذه المقارنة، لأن هذا يبني بينه وبين الأهل حاجزًا كبيرًا، ويجعله يسعى أكثر إلى إثبات ذاته بمزيد من العند.
والأفضل إن أراد الأهل الحديث مع الطفل في قضية معينة، أن يلجئوا إلى الاعتماد على الحوار في الحديث معه، ونقاش المشكلة الحادثة بالضبط، فهذا سوف يجعل الطفل يتجاوب، وفي النهاية سوف يصل الأهل مع طفلهم إلى حل في المشكلة التي يرونها من وجهة نظرهم.
التعامل مع الطالب العنيد في المدرسة
تملك المدرسة كذلك دورًا مؤثرًا في التعامل مع الطالب العنيد لحل مشكلته. فمن المتوقع أن تحدث حالة من الاحتكاك بين المعلم والطالب، أو حتى بين الطالب مع أقرانه، لأن العند صفة سوف تظهر في مواقف مختلفة داخل المدرسة. في البداية على المعلم أن يكون حريصًا ألا يكون العند متبادلًا، أو يقوم بفعل أي شيء من شأنه زيادة حالة العند لدى الطالب، بل يجب أن يكون قادرًا على استيعاب هذه الحالة، دون أن يجعلها تؤثر بالسلب على الأجواء العامة. وكذلك بدون أن يجد المعلم نفسه مضطرًا لقبول شيء لا يريده، ظنًا منه أنه يفعل ذلك لمجاراة الطالب العنيد بحيث لا تتفاقم المشكلة. والحق أن المعلم لا يجب أن يضع نفسه في هذا الموقف أبدًا، بحيث لا يشعر أحد أن هذه هي الوسيلة المناسبة للحصول على ما يريدونه من معلمهم.
كذلك يمكن للمعلم أن يستخدم أسلوب الحوار مع الطالب العنيد ويحاول معه أن يتعلم كيفية التخلص من هذا العند، من خلال حديثهما معًا وتوضيحه له بالنتائج السلبية المتوقع حدوثها بسبب العند في المستقبل. على المعلم أيضًا أن يسعى إلا استغلال العند الموجود لدى الطالب، وذلك بتحويله إلى طاقة إصرار على تنفيذ أهدافه التي يحلم بها، فالعند كما ذكرنا يمكن أن يكون وسيلة تساعد في تحقيق الأهداف.
وكل هذا يعني أن المعلم يجب أن يتمتع بالمرونة الكافية، والتي سوف تجعله قادرًا على التعامل مع الطالب العنيد بالشكل الصحيح، وكيف يمكن مساعدته في التخلص من صفة العند من ناحية، وفي الناحية الأخرى استغلالها في الوقت الحالي كوسيلة لتحقيق الأهداف. وهذا يعتمد بالطبع على قدرات المعلم في فهم العقلية التي يتعامل معها، واستغلاله الوقت والكلمات المناسبة للحديث.
الطالب العنيد قد يسبب مشكلة لذاته، سواءً في المدرسة مع معلمه أو مع أقرانه، أو في المنزل مع أهله ومن يتعامل معهم. لكن إن كان الشخص المسئول عن الطالب العنيد واعيًا للمشكلة، سوف يتمكن من التعامل معها، والوصول إلى الحل المناسب في آخر الأمر، ولذلك تطرقنا في مقالنا لهذه القضية، حتى يكون الجميع قادرًا على التعامل مع الطالب العنيد بالشكل الصحيح.
أضف تعليق