دوالي الساقين هي أوعية دموية رقيقة الجدار أو أوردة دموية متسعة تجري تحت الجلد فيما يشبه الحبال، وكلما كانت منتفخة كلما زادت الحاجة إلى علاجها أو التخلص منها؛ لأنها تسبب آلاما شديدة في الساقين خاصة عند الوقوف لفترات طويلة، كما أنها تشوه شكل الساقين وتمثل مظهرا غير جماليٍّ لجلد الساقين، وتعتبر دوالي الساقين من أكثر الأمراض انتشارا في مجال الأوعية الدموية؛ حيث تعجز الصمامات عن منع عودة الدم إلى الساقين بفعل الجاذبية الأرضية، وهذه الصمامات موجودة في الأوردة أو الأوعية الدموية لتحمل الدم إلى الساقين من القلب، فلا يصل الدم إلى القلب مرة أخرى بل يرجع إلى الساقين في نفس اتجاه الجاذبية الأرضية، ويتجمع الدم في تلك الأوردة مسببا انتفاخها أو تضخمها تحت جلد الساقين؛ وبالتالي تتكون دوالي الساقين بما لها من أعراض ومخاطر، ويتناول هذا المقال أسباب تكون دوالي الساقين بالتفصيل، وأهم أعراض أو أضرار مرض دوالي الساقين، وكيفية علاج دوالي الساقين والوقاية منها.
أفضل أساليب التخلص من دوالي الساقين
أسباب تكون دوالي الساقين
الأوعية الدموية في جسم الإنسان تنقسم إلى نوعين: أولهما الشرايين ومهمتها نقل الدم بعد تنقيته من القلب إلى باقي أجزاء الجسم، وهي لها جدران سميكة لأنها هي التي تنبض بالحياة وتحمل معها الحياة لأعضاء الجسم جميعها، أما النوع الثاني فهو الأوردة وهي التي تقوم بنقل الدم الملوث والذي يحتاج إلى تنقيته بالأكسجين في القلب، وتقوم الأوردة بحمل الدم من جميع أنحاء الجسم ونقله إلى القلب لتتم معالجته، وهي تنقبض بطرق معينة لتضخ الدم إلى أعلى متجها نحو القلب، وعليها صمامات تمنع رجوع الدم في الاتجاه المعاكس أو إلى الأسفل، وعندما تعجز تلك الصمامات عن القيام بعملها لأسباب ما يعود الدم لأسفل بفعل الجاذبية الأرضية مسببا انتفاخ الأوردة وظهور دوالي الساقين ، وفيما يلي نذكر أهم الأسباب التي تؤدي غالباً إلى ظهور مرض دوالي الساقين:
- ضعف صمام الوريد الصافن: يعتبر ضعف صمام الوريد الصافن وعجزه عن منع الدم من الرجوع لأسفل من أهم الأسباب المباشرة التي تؤدي إلى ظهور وتكون دوالي الساقين؛ فهذا الصمام هو الذي يربط الوريد الصافن (الذي يعتبر أكبر الأوردة السطحية) بوريد الفخذ العميق، وعند فشل هذا الصمام يحدث ارتجاع للدم إلى الأوردة السطحية مما يؤدي إلى تضخم تلك الأوردة واحتقانها وظهور دوالي الساقين.
- تغيرات هرمونية: قد تكون التغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل أو ضغط الرحم (مع التقدم في الحمل على الأوردة) من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور وتكون دوالي الساقين وكذلك أثبتت الأبحاث أن تناول أقراص منع الحمل لفترات طويلة يزيد من احتمال إصابة النساء بدوالي الساقين؛ لذلك تظهر الدوالي في الساقين بكثرة لدى النساء.
- أسباب وراثية: تسود بعض الاعتقادات بأن لظهور دوالي الساقين أسباباً وراثية؛ لأنها تظهر بصورة كبيرة لدى بعض العائلات دون الأخرى؛ حيث توجد بعض العيوب الموروثة في الصمامات أو جدار الأوردة الدموية، وبالرغم من ذلك إلا أن هذا الاعتقاد لم يتم إثباته أو التحقق منه علميا لعدم القدرة على تحديد الجين الوراثي المسئول عن ذلك.
الوقوف لفترات طويلة: تظهر دوالي الساقين بصورة كبيرة لدى الأفراد الذين يتعرضون في أعمالهم للوقوف لفترات طويلة مثل وظائف المعلمين أو الأطباء أو عمال المصانع والحلاقين وغير ذلك. - السمنة المفرطة: تعتبر السمنة المفرطة أو زيادة الوزن من أسباب تكون دوالي الساقين لزيادة الضغوط على أوردة الساقين وعجزها عن التحكم في الدم العائد إلى القلب.
- تقدم العمر: من أسباب ظهور مرض دوالي الساقين التقدم في العمر وضعف الصمامات والأوردة عن ضخ الدم لأعلى ليصل إلى القلب؛ وبالتالي يعود الدم لأسفل باتجاه الجاذبية الأرضية مسببا التضخم والاحتقان في الأوردة وظهور الدوالي في الساقين.
- تلف الصمامات: ويكون هذا التلف ناتجا عن الإصابة بتجلط دموي في الأوردة العميقة أو غير ذلك.
أضرار وأعراض مرض دوالي الساقين
يعتبر ظهور دوالي الساقين من الأمراض العرضية التي يمكن الشفاء منها وعلاجها؛ حيث تكون لها أسباب محددة وإذا تمَّ التخلص من تلك الأسباب أصبح علاج هذا المرض أمراً ممكناً، وبالنسبة لأعراض هذا المرض فنادراً ما تكون خطيرة أو حادة، وفيما يلي أهم الأعراض والأضرار التي يسببها مرض دوالي الساقين للمصابين به:
- انتفاخ الأوردة: حيث تظهر الأوردة بصورة متضخمة ومنتفخة أو متورمة على كاحل الإنسان وعلى الساقين.
- الحكة: أحيانا يشعر مريض دوالي الساقين بالحكة الشديدة والرغبة الملحة في حك المنطقة المصابة.
- النزيف: يحدث النزيف الدموي من دوالي الساقين لأسباب أو احتكاكات بسيطة في أغلب الأحيان، ويلاحظ بطء أو تأخر في شفاء تلك الجروح.
- تقرحات جلدية: عند تطور الحالة وتأخر علاج دوالي الساقين قد يصل الأمر إلى ظهور بعض التقرحات وتغير لون الجلد إلى اللون الرمادي، وتعد قرحة الساق من أخطر الأعراض التي يشكو منها مرضى دوالي الساقين.
- آلام بالساقين: قد يصاحب ظهور دوالي الساقين آلام ممتدة بالساقين أو الشعور بشد عضلي خاصة عند الوقوف لفترات طويلة.
- تليف الجلد: حيث يفقد جلد الساق قدرته المطاطية الطبيعية وبالتالي يصبح عرضة للإصابة بالقروح والتشققات أو الجروح الجلدية لأبسط الإصابات أو الاحتكاكات والتي يصعب شفاؤها فيما بعد، ويكون ذلك في المراحل المتقدمة من مرضى دوالي الساقين.
علاج مرض دوالي الساقين
يشير الأطباء إلى أن الأوردة الدموية السطحية لا تنقل من الدم إلا حوالي نسبة 10% فقط من كمية الدم المنقولة إلى القلب؛ لذلك يرى الأطباء أن علاج دوالي الساقين أمرٌ سهل وبسيط يمكن أن يقوم به المريض بنفسه من خلال اتباع بعض التعليمات خاصة في المراحل الأولى للمرض دون الحاجة إلى تدخل طبي أو جراحي؛ لذلك سوف نتناول طرق علاج دوالي الساقين من ثلاث جهات رئيسية وهي:
العلاج بالعناية الشخصية
- ارتداء الجوارب الضاغطة: يمكن الوقاية من الإصابة بمرض دوالي الساقين أو علاج حالاته الأولية من خلال ارتداء الجوارب الضاغطة في الصباح وخلعها عند النوم، كما ينصح برفع الرجلين لأعلى لمدة ربع ساعة بعد الاستلقاء على الظهر قبل لبس الجوارب ليضمن تدفق الدم من الساقين إلى القلب وخلو الأوعية الدموية منه.
- ممارسة التمارين الرياضية: تساعد التمارين الرياضية على تدفق الدم بصورة جيدة لأطراف الجسم وتحسين الدورة الدموية، كما ينصح بين الحين والآخر بالاستلقاء على الظهر ورفع الساقين لأعلى لمدة ربع ساعة على الأقل لمنع تراكم الدم في منطقة الساقين، ومن أهم الرياضات الموصى بها المشي وركوب الدراجات والسباحة.
- عدم الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة: ينصح بتغيير الوضعية دائماً من خلال عدم الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة مع ضرورة التحرك من مكان لآخر وتحريك القدمين لتنشيط الدورة الدموية في الساقين، وكذلك يجب تجنب الجلوس مع تقاطع القدمين؛ لأن ذلك يعيق حركة الدورة الدموية في الساقين.
- تخفيف الوزن: إذا كنت ممن يعانون من السمنة المفرطة فيجب العمل على تقليل الوزن؛ لأن زيادة الوزن من الأسباب الرئيسية في تكون دوالي الساقين وظهورها، وذلك من خلال الضغط على أوردة الساقين وإعاقة الدورة الدموية.
- المساج: يعد المساج أو تدليك الساقين من الأسباب التي تعمل على تنشيط الدورة الدموية في الساقين وتخفيف آلام دوالي الساقين.
- الامتناع عن التدخين: لقد أشارت بعض الدراسات أن التدخين قد يكون من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور دوالي الساقين؛ لذلك ينصح بالامتناع عن التدخين حفاظا على الصحة ولمساعدة الدورة الدموية على القيام بعملها.
- تجنب الأحذية عالية الكعبين: تشكل الأحذية عالية الكعبين ضغطاً كبيرا على الأوردة الدموية بالساقين؛ لذلك ينصح بتجنب ارتدائها للتخفيف من الآلام الناتجة عن دوالي الساقين والمساعدة في علاجها.
العلاج بالأعشاب الطبية
- الزنجبيل: يرى بعض الأطباء الألمان أن الزنجبيل إذا خلط مع حبوب من فيتامين (E) ويوضع على الأماكن المصابة بدوالي الساقين يفيد في علاجها وتخفيف آلامها.
- نبات إكليل الجبل: يعتبر هذا النبات من النباتات الطبية المفيدة في تنشيط الدورة الدموية وتخفيف حدة التوتر العصبي؛ لذلك ينصح بتناوله في الطعام للتخلص من دوالي الساقين والوقاية منها.
- البصل: يعمل البصل على توزيع البروتينات في جسم الإنسان بصورة جيدة مما يقوي جدار الأوعية الدموية بالإضافة إلى فوائده الأخرى.
- الثوم: يعمل الثوم على مقاومة الالتهابات والتقليل من حدتها سواء مع دوالي الساقين أو غيرها، كما أن تناول الثوم مع عصير الليمون يخلص الجسم من البروتينات الزائدة مع تفكيك مادة الفيبرين التي تترسب في جدار الأوردة الدموية مسببة بعض المشاكل الصحية.
- الأطعمة المضادة للأكسدة: إن تناول الأطعمة المضادة للأكسدة تعمل على تقوية الأوردة والأوعية الدموية مع الحد من تورم الساقين أو تجلط الأوعية الدموية بها، ومن أهم تلك الأطعمة الخضروات والفواكه مثل الشوكولاتة الداكنة والبرقوق والزبيب والتوت الأسود والكرنب والفراولة والسبانخ والبروكلي أو القنبيط والبرتقال والعنب الأحمر والفلفل الملون والذرة والباذنجان وغيرها.
- خل التفاح: يعد خل التفاح من أشهر العلاجات المجربة للتخلص من دوالي الساقين وآلامها، حيث تستخدم قطعة من القماش النظيف المبللة بخل التفاح وتمسح المنطقة المصابة بها أو تلف حولها لمدة نصف ساعة لتعمل على تخفيف آثارها والتقليل من حدتها.
- نبات الباكوبا: وهو من النباتات الطبية المعروفة في الهند، حيث يعمل على علاج الدوالي من خلال تقوية الجلد وذلك من خلال الدهان الموضعي للمناطق المصابة.
- نبات عشبة العرن: يشير الأطباء إلى أن وضع أوراق هذا النبات (المعروف في بلاد الشام) على المناطق المصابة بالدوالي أو غليها وشربها مثل الشاي يعمل على علاج دوالي الساقين.
- مادة المر الهندي: وهي مادة صمغية تفرزها أغصان بعض الأنواع من الأشجار، وتعمل هذه المادة على تقوية البشرة وتنشيط الدورة الدموية بها والمساعدة في ضخ الدم مما يساعد في علاج دوالي الساقين والتخفيف من آلامها.
العلاج الجراحي لدوالي الساقين
مع تطور حالة الإصابة بدوالي الساقين وفشل العلاج بالأعشاب أو اتباع بعض العادات الصحية في علاج الدوالي يلجأ المريض إلى الطبيب الذي يقوم بالفحص السريري والتدخل المناسب لعلاج المرض وقد يكون هذا العلاج بإحدى الطرق التالية:
- الحقن: ويتم حقن مادة كيميائية معينة داخل الأوردة المصابة تعمل على اختفاء الوريد نهائيا بعد تصلبها وضيقها، وتشتد الحاجة إليها عند الرغبة في التجميل.
- الليزر: يمكن علاج دوالي الساقين بالليزر والقضاء عليها وتعتبر من أنجح العمليات في هذا المجال، ولكن من عيوب تلك الطريقة أنها تترك بعض الآثار غير المرغوب فيها جماليا.
- الجراحة: قد يحتاج المريض إلى نزع الوريد المصاب من خلال عملية جراحية وتخدير كلي خاصة إذا كان التجلط في الأوردة العميقة الكبيرة، وتزول الآثار السيئة لدوالي الساقين بمجرد إزالة الوريد المتجلط أو المصاب.
يعتبر مرض دوالي الساقين من الأمراض التي يمكن تفاديها أو الوقاية من حدوثها من خلال اتباع بعض النصائح التي تحدثنا عنها سالفا بالإضافة إلى التقليل من الأطعمة التي تحتوي على الدهون أو الكوليسترول بسبب أضرارها على الأوعية الدموية، كما ينصح النساء بتغيير وسائل منع الحمل بين الحين والآخر بعد استشارة الطبيب، ويشير الأطباء إلى أنه ليس كل ألم يتعرض له ساق الإنسان يعتبر من دوالي الساقين وكذلك ليست كل الأوردة الدموية المنتفخة تعتبر تضخما لدوالي الساقين، بل يجب الفحص الجيد لتلك الأعراض للتأكد منها قبل تناول العلاج المناسب لها، وقد تناول هذا المقال أهم أسباب حدوث دوالي الساقين وأعراضها، وكذلك أهم الطرق العلاجية للتخلص من دوالي الساقين.
أضف تعليق