كتابة قصص الأطفال تشبه كتابة القصص للكبار في عناصرها وإجراءاتها، ولكنها تختلف عنها في أنها يجب أن تحمل قيمة أخلاقية أو تربوية تفيدهم في حياتهم ويتعلمون منها كيف يتعاملون في المواقف المختلفة. والفخ الذي يقع فيه الكثيرين عند كتابة قصص الأطفال العرب هي المباشرة في التوجيه وإسداء النصائح، وهو الأمر الذي يجعل الأطفال إما ينفرون من الكتابة أو يلجؤون إلى القصص المترجمة المثيرة والمليئة بالخيال والمغامرة، والتي تحتوي أيضاً على قيم أخلاقية ولكن لا يتم توجيهها إلى الطفل بطريقة مباشرة. لذا إذا كنت شغوفاً بالكتابة وتريد أن تكتب قصصاً للأطفال على نفس نهج القصص المترجمة من خيال وإثارة ولكن بحكايات من بيئتنا العربية، سوف نخبرك في هذا المقال عن طريقة كتابة قصص الأطفال .
تعلم أفضل أساليب كتابة كتابة قصص الأطفال
عناصر كتابة قصص الأطفال
يجب أن تعرف أولاً ما هي عناصر كتابة قصص الأطفال وتعريف كل عنصر حتى تتمكن من كتابة قصة جيدة من ناحية الشكل والبناء والمضمون.
- فكرة القصة: وهي الفكرة الأساسية التي تدور حولها القصة مثل أهمية تقديم المساعدة للآخرين، أو أضرار الكذب، تحمل المسئولية، وما إلى ذلك من الأفكار التي ترسخ لقيمة معينة أو تحمل رسالة أخلاقية نريد غرسها في الطفل القارئ.
- موضوع القصة: وهي الحكاية التي تحمل في مضمونها فكرة القصة وتتضمن الشخصيات والأحداث والأماكن، هذه الحكايات يمكنك أن تستمدها من الأشخاص المحيطين بك من أصدقاء وأقارب، وليس من الضروري أن تكتبها كما هي ولكن يمكنك أن تستخدمها كمادة تضيف عليها من خيالك أو تغير بها بما يتوافق مع فكرة القصة.
- البطل: وهو الشخصية الذي تدور عنه الحكاية ومحرك أحداثها وتتحرك حوله الشخصيات الأخرى.
- الخصم: وهو الشخصية المقابلة أو المعاكسة للبطل، وليس من الضروري أن يكون إنساناً ربما تكون عقبة ما تواجه بطل القصة ويعمل على التغلب عليها أو رغبة يريد تحقيقها.
- العقدة: وهي المشكلة أو العقبة التي يعمل البطل على حلها أو تخطيها أو الشرير الذي يجب عليه أن يواجهه أو الأمنية التي يعمل على تحقيقها.
- السرد والحوار: وهي الكلمات والجمل التي تحكي القصة والمحادثات بين أشخصاها ووصف الأحداث والأماكن والناس.
- الزمن: وهو الفترة الزمنية التي تقع فيها أحداث القصة هل كانت في الماضي البعيد أم القريب أم تحدث في وقتنا الحالي أم تقع أحداثها في المستقبل.
مراحل كتابة قصص الأطفال
مرحلة العصف الذهني والبحث عن الأفكار
وهي المرحلة التي تحاول فيها البحث عن أفكار جديدة مبتكرة لقصتك، وأفضل وسيلة للعصف الذهني هو قراءة الكثير من قصص الأطفال خاصة لكبار الكتاب والقصص التي لاقت شهرة ونجاح واستمرت محبوبة حتى الآن، وأبحث عن أسباب نجاحها. اقرأ كثيراً في الأساطير القديمة ومثل الأساطير الفرعونية أو الرومانية وغيرها فهذه الأساطير هي مادة خصبة جداً ووفيرة لـ كتابة قصص الأطفال . أثناء ذلك قم بتدوين كل ما يخطر على بالك من أفكار وجمل وحوارات وشخصيات في مفكرة صغيرة حتى يمكنك العودة إليها عند كتابة القصة.
يجب أيضاً أن تحدد الفئة العمرية المستهدفة حتى تستطيع تحديد الفكرة التي تعمل عليها، فـ كتابة قصص الأطفال لمن هم في سن الخامسة إلى السابعة مثلاً والذين يميلون إلى الكتب التي تحتوي على صور أكثر وعدد كلمات أقل وحكاية مباشرة وقصيرة جداً يختلفون عن الأطفال ما بين سن الثامنة والثانية عشر مثلاً الذي أصبح فكرهم أنضج وقدرتهم على الاستيعاب أكبر. وبذكر الكتب المصورة، إذا كنت رساماً فسوف تقوم برسم حكايتك بنفسك، أما إذا لم تكن تجيد الرسم فيجب أن تبحث عن رسام محترف عن طريق الإنترنت مثلاً، أو تستعين بأحد من الأصدقاء أو المعارف الذين يجيدون الرسم.
إعداد محتوى القصة
قمت الآن بالعصف الذهني وحددت فكرة القصة التي سوف تكتبها، الآن قم بتحديد شخصيات القصة ورسمها أي وضع وصف لشكلها وسلوكها ومبررات تصرفاتها، وخط الحكاية والأحداث المحركة للقصة والتي سوف تصل بها إلى النهاية المنشودة. وكما ذكرنا سابقاً أنه يجب أن تتضمن كتابة قصص الأطفال رسالة أو قيمة ما، لذا أعمل على أن تكون هذه الرسالة أو القيمة واضحة ومفهومة من أحداث القصة دون أن تصدرها إلى القارئ بشكل مباشر حتى لا ينفر من القصة.
كتابة القصة
ابدأ في كتابة مسودتك الأولى. أمسك القلم ودع الكلمات تتدفق منك دو أن تلتفت الآن إلى تركيب الجملة أو الأخطاء الإملائية والنحوية. دع الحكاية تتقدم إلى الأمام، لأنه إذا اهتممت بالمراجعة والتصحيح أثناء الكتابة ربما انقطع حبل إلهامك أو سقطتك منك أحداث كنت ترغب في كتابتها. كتابة قصص الأطفال تتطلب بذل مجهود إضافي في اختيار الكلمات والجمل المناسبة لهم. ضع في اعتبارك وأنت تكتب الفئة العمرية للقراء الذين تستهدفهم، حتى تتمكن من اختيار الكلمات المناسبة، والطول المناسب للجمل حتى تتأكد من استيعابهم، وفي نفس الوقت يجب أن يكون أسلوبك ساحراً ومثيراً حتى تأسر أهتمامهم منذ الجملة الأولى ولا تدعهم يتركون القصة قبل إنهاءه. وليس من الضروري أن تكون نهاية القصة سعيدة، فالحياة ليست مملوءة بالنهايات السعيدة، لكن كن منطقياً وأنت تكتب وأهتم أن تكون النهاية قوية ومؤثرة.
المراجعة وإعادة الصياغة
قم بمراجعة النص أكثر من مرة، ربما تحتاج إلى إضافة أحداث جديدة أو إضافة شخصية جديدة، ويجب أن تتحلى بالشجاعة لحذف الأحداث أو الجمل الزائدة التي لا داع لوجودها في القصة. هذه المرحلة هي مرحلة هامة جداً في كتابة قصص الأطفال ، لأنها تتيح لك فرصة تأمل ما قمت بكتابته ومدى ترابط الأحداث والشخصية وهل بناء القصة كله متناسق أم لا. تأكد أيضاً من خلو القصة من الأخطاء الإملائية واللغوية.
أحصل على رأي الآخرين
قم بأخذ رأي بعض المحيطين بك فيما كتبت، وحاول أن تحصل على انطباعاتهم عن القصة ورأيهم فيها، والأطفال هم أفضل نقاد لك، قم بقراءة قصتك على بعض الأطفال وأعرف رأيهم بها، وليس بالضرورة أن تأخذ بكل الآراء التي تسمعها، ربما تأخذ بنصيحة واحدة منها فقط تجد أنها سوف تكون مفيدة لقصتك. رأي الآخرين هام جداً بالنسبة لـ كتابة قصص الأطفال لأنك في النهاية تكتب لجمهور خاص وتحتاج أن تعرف ماذا إذا كانت القصة مثيرة ومشوقة وأوصلت الرسالة الهدف أم لا.
إذا أردت أن تحترف كتابة قصص الأطفال ، يجب أن تعرف أن جمهورك ذو طبيعة خاصة يحتاج لفهمه، ويجب أن تكون الكتابات الموجهة لهم تلبي احتياجاتهم النفسية والفكرية والاجتماعية والعملية، ويجب أن تخلو من المباشرة وأسلوب التوجيه والوعظ، لأنهم في النهاية يقرؤون ليستمتعوا في المقام الأول لا لكي يتلقوا الأوامر من الكتاب أيضاً. ويجب أن تشتمل كتاباتك على التنوع والاختلاف الاجتماعي والثقافي والبيئي، فمثل ما هناك الفقراء يوجد الأغنياء وهناك الأصحاء والمرضى، وليس بالضرورة أن يكون الفقير أو المريض حياته بائسة مليئة بالحزن أو الكآبة، فربما يكون مريضاً أو ذا عاهة ولكنه سعيداً ويحاول التغلب على مرضه بالأمل والعمل على تطوير مهارات أخرى لديه، هذه الفكرة سوف تجعلهم عندهم القدرة على التغلب على الصعوبات التي تواجههم في حياتهم دون أن يصنعوا منها شماعة يعلقوا عليها فشلهم.
أضف تعليق