تركيب السيراميك يُعَد من إحدى الخطوات المهمة في إجراءات أعمال التشطيبات. وتُعزَى أهمية هذا الأمر إلى الأثر الجمالي الذي تتركه الأرضيات على المظهر العام للغرفة أو الشقة. ومن أجل ذلك ينبغي عدم إهمال عملية تركيب السيراميك والإشراف على تنفيذها خطوة بخطوة من أجل مراعاة دقة اصطفاف قطع السيراميك وضمان تناسق شكلها على النحو المرضي وسلامة تركيب الفواصل. ونظرًا لصعوبة استيعاب هذا الأمر لغير المتخصصين، نستعرض في السطور القادمة أهم النصائح والإرشادات التي تساعد على تركيب السيراميك بدءًا من التخطيط ومرورًا بالمتابعة وانتهاءً بالإشراف على وضع اللمسات الأخيرة للفوز في النهاية بنتيجة رائعة من الناحية الجمالية والهندسية.
دليلك إلى تركيب السيراميك بكفاءة في منزلك
تركيب السيراميك بعد الانتهاء من الأعمال الأولية
لا يجب البدء في عملية تركيب السيراميك إلا بعد الانتهاء من بعض أعمال التشطيب الأساسية مثل تركيب حلوق الأبواب والنوافذ وتنفيذ أعمال المحارة والمعجون للجدران، بالإضافة إلى إنجاز الإعدادات الخاصة بأساسيات أعمال السباكة والصرف والكهرباء؛ حيث يتطلب هذا الأمر القيام بالتكسير والحفر ومد وتوصيل العديد من الأسلاك والخراطيم والمواسير ما يؤدي إلى وجود الشظايا والحصى الصغير، لذلك ينبغي التأكد من تنفيذ كافة الإجراءات التي تحتاج إلى تكسير وهدم؛ وذلك تجنبًا لاتساخ أو تكسير قطع السيراميك بعد تركيبها. وفضلاً عن ذلك، يُنصَح بتركيب البانيو قبل البدء في أعمال التركيب؛ لسهولة تحديد الأبعاد وتصفيف قطع السيراميك على أساس وجود البانيو فعليًا سواءً لسيراميك الجدار أو الأرضية.
اختيار عامل فني متخصص في تركيب السيراميك
ينبغي تحرِّي الدقة البالغة عند اختيار الفني المسؤول عن عملية التركيب؛ وذلك لصعوبة تصحيح أي أخطاء محتملة حيث يتطلب ذلك إعادة تكسير بعض الأجزاء أو القيام بشراء المزيد من القطع السيراميك مجددًا ما يعني تحمل تكلفة إضافية، وبالتالي يمكن الاستغناء عن كل هذه المتاعب في حالة إجادة الاختيار. وبطبيعة الحال يمكن سؤال أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الجيران الذين سبق لهم خوض تجربة تركيب السيراميك من أجل ترشيح عامل فني ماهر. وفي حالة عدم النجاح في ذلك يمكن الاستعانة بمكتب ديكور أو مقاولات بحيث يكون مسؤولاً بشكل كلي عن أعمال التركيب ومن ثمَّ يمكنه ترشيح الفنيين ذوي الجودة والمهارة الفائقة، وكذلك نضمن وجود إشراف هندسي من جانب مهندس الديكور لضمان نتائج أفضل في حالة افتقار المالك للمعرفة الفنية بمثل هذه الأمور.
وبعد تحديد العامل الفني ينبغي الاتفاق معه على بعض الأمور الأساسية مثل السعر الذي يُحَدَّد بوحدة المتر، وطريقة اصطفاف قطع السيراميك؛ أي سيكون مائلاً أم مستقيمًا، وهل هناك ترتيب معين للقطع من أجل الحصول في النهاية على أشكال زخرفية أو إطارية معينة، فضلاً عن تحديد زاوية المنسوب واتجاهه الذي يُفضَّل أن يكون مائلاً في اتجاه الحمام لسهولة صرف مياه التنظيف في بالوعة الصرف الموجودة هناك. في النهاية ينبغي أن تكون الاتفاقات الفنية الخاصة بالتصميم واضحة تمامًا للعامل الفني قبل الشروع في العمل. ويوصَى بالطبع برفع مقاسات الأرضية قبل البدء في التركيب لسهولة تنفيذ التصميم المطلوب وتقدير الفترة الزمنية المحتملة والمقررة للعمل.
إعداد الأرضية ومعالجتها
قبل البدء في لصق قطع السيراميك في الأرضية ينبغي القيام ببعض الأعمال التحضيرية بهدف تسوية الأرضية واحتساب منسوب عتبات الأبواب وغيرها من المنافذ مثل فتحات بالوعات الصرف المختلفة أو حواف الأبواب والتركيبات الأخرى؛ حتى لا يحدث تضارب بين أعمال تركيب السيراميك وأعمال السباكة والصرف.
ومن ناحية أخرى ينبغي وضع طبقة من خليط الرمل والأسمنت من أجل تمهيد الأرضية وتسويتها وإخفاء أي نتوءات أو تشوهات أو تعرجات موجودة في الأرضية، فضلاً عن إزالة أطراف أسياخ الحديد المسلح البارزة من الأرض أو اسفل الجدران ما يساعد على تيسير عملية تركيب السيراميك وسرعة إنجازها. وفي هذه المرحلة أيضًا يمكن التخطيط للمساحات الأكثر ارتفاعًا عن بقية أرضية الشقة؛ حيث يمكن الصعود بالسطح لبضع سنتيمترات إضافية في أحد أركان الصالة لتنوع التصميم، ويخضع هذا الأمر بالطبع لرغبة المالك، إلا أن التمهيد لذلك يتم في مرحلة الإعداد.
تحديد نقطة البداية
عند البدء في تركيب السيراميك يُفَضَّل البدء من الخارج إلى الداخل حتى يكون الجزء الظاهر من السيراميك عند المدخل ذو بلاطة كاملة، وبالتالي تصبح القطع غير المكتملة، الذي يضطر العامل إلى تقسيمها لتصغير حجمها حتى تناسب الفراغ المتبقي بجوار الجدار وفي الزوايا والأركان، مختبئة قدر الإمكان أسفل قطع الأثاث والسجاد، وكذلك لضمان ضبط نقطة التقاء قطع السيراميك في الأطراف مع سيراميك الجدار أو الوزرة.
الاتفاق على مساحة ولون الفواصل
يجب الاتفاق المسبق على قياس المساحة الواقعة بين قطع السيراميك بحيث تكون مناسبة للشكل العام. وفي الغالب تبلغ هذه المساحة 2 مم، بينما تزيد هذه المساحة إلى 5 مم حينما يكون السيراميك خشنًا وسميكًا. وبالطبع يجب الحرص على استقامة هذه الفواصل على طول الصف بحيث تخلو من أي ميل أو انحراف. وبعد الانتهاء من التركيب يتم سقي هذه الفواصل باللون المفضل الذي غالبًا ما يكون أبيض، ولكن يمكن التلاعب بهذا اللون من خلال إضافة بعض مساحيق الأكاسيد ذات الألوان المختلفة للحصول على الدرجة المطلوبة.
إجراءات المتابعة الفنية
يجب متابعة أعمال تركيب السيراميك باستمرار عن كثب في جميع المراحل من أجل إبداء الملاحظات والإطلاع على مدى جودة التركيب والتأكد من الحصول على النتائج المطلوبة من حيث التصميم واستقامة اصطفاف القطع. وفي حالة عدم الرضا عن بعض الجزئيات يمكن توجيه العامل إلى ما ينبغي فعله. وفي حالة نقص الخبرة لدى المالك يمكن الاستعانة بخبير فني لمتابعة إجراءات العمل والإشراف على درجة الجودة ودقة التنفيذ.
الخطوات الختامية
بعد الانتهاء من تركيب السيراميك وأعمال السقي بسائل الجبس الأبيض يجب أن يُترَك السيراميك لمدة كافية حتى يجف تمامًا ويصبح صلبًا بالدرجة الكافية، وبالتالي ينبغي عدم السير عليه نهائيًا في أثناء هذه الفترة تجنبًا لهبوط البلاطات وظهور أي تشوهات في المظهر العام للأرضية، ومن أجل ضمان ذلك يوصَى بوضع شريط ملون أو خيط حول المساحة التي يحظر السير عليها للتأكد من انتباه الجميع وعدم السهو والنسيان؛ لأن الضرر الناتج عن الضغط على قطع السيراميك في هذا التوقيت يصعب تصحيحه.
بعد ذلك يمكن تنظيف سيراميك الأرضية والجدران جيدًا من أجل إزالة أي أوساخ عالقة من أثر عملية التركيب وصقل وتلميع قطع السيراميك حتى تبدو لامعة. وبالإضافة إلى ذلك هناك خطوة نهائية بالنسبة لسيراميك الجدار وهو وضع خط سميك من الجبس الأبيض في الحد الفاصل بين الجدار والسقف لضمان الالتصاق التام للأطراف العلوية وعدم وجود أي فراغات محتملة.
وهكذا يتضح أن أعمال تركيب السيراميك ليست بالعملية البسيطة، وأنها تتطلب الكثير من العناية والاهتمام في جميع مراحلها لضمان إتمام عملية التركيب دون أخطاء كبيرة يصعب إصلاحها. وبالتالي يوصَى دومًا باتباع أغلب الخطوات والنصائح المذكورة بالأعلى بدءًا من التخطيط وحتى وضع اللمسات الأخيرة وذلك بسبب الانطباع الكبير الذي يتركه منظر الأرضية في النفس عند الدخول إلى الصالة أو إحدى الغرف، ومن ثمَّ لا مفر من العناية بهذه المرحلة من أعمال التشطيبات.
