تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كدمات الجسم : كيف تتخلص من كدمات الجسم بسرعة ؟

كدمات الجسم : كيف تتخلص من كدمات الجسم بسرعة ؟

نتعرض يوميًا للإصابة بالكدمات نتيجة الحوادث والاصطدامات غير المتعمدة، إليك دليل كامل لكيفية التخلص من كدمات الجسم بشكل سريع وسهل.

كدمات الجسم

كدمات الجسم مشكلة غالبًا ما تقابلنا في حياتنا، فحياتنا اليومية تبدو صراعًا عنيفًا مهما حاولنا تجنب ذلك العنف فيه، صراعٌ من أجل البقاء والتقدم حتى لا تسقط، لكنك أثناء صراعك ومحاولتك أن تتقدم وتحصل على السبق ستجد نفسك تتعثر وتتخبط كثيرًا وليس الأمر مجازيًا فحسب فأنت تتخبط في الحياة بحق، طوال اليوم نجد أنفسنا نصطدم بحائطٍ أو بكرسيٍ أو بقدم طاولة أو حتى أثناء عبورنا في الشارع نصطدم ببعض الناس، أثناء عملنا خاصةً في الناس الذين يتسم عملهم بالحركة والأداء العملي أكثر من المكتبي فمجرد الحركة في أرجاء مكانٍ لمدةٍ طويلةٍ سيعني أنك ستصطدم ببعض الأشياء وغالبًا ستعاني من كدمات الجسم لعدة مرات خلال فترات، وعن الرياضيين حدّث ولا حرج فحياتهم مليئةٌ بالكدمات والإصابات التي تصبح كدمات الجسم فيها أبسط وأقل ما يصيبهم ولا تؤثر فيهم من الأساس، فما هي كدمات الجسم التي تصيبنا وأسبابها وهل خطيرة أم بسيطة وكيف تعالجها وتتخلص منها بسرعة؟

تعرف على أسهل طرق التخلص من كدمات الجسم

عن الكدمات

نعرف الكدمات بأنها بقعٌ ملونةٌ تظهر على الجسم بألوانٍ مختلفة الدرجات ما بين العنيفة السوداء أو الزرقاء أو البنفسجية أو الحمراء وتظهر البقعة الآخذة في الشفاء باللون الأصفر أو الأخضر المصفر وتظل لفترةٍ ما بين الأيام والأسابيع حتى تتعافى، تؤلم كدمات الجسم كثيرًا وتتراوح كل نسبها حسب المسبب وحسب درجة الصدمة التي سببتها ومكانها، لكن كيف تظهر كدمات الجسم من الأساس؟

نحن نعرف أن الدم يجري في عروقنا التي تتكون من شرايين وأوردة، الشرايين والأوردة الكبيرة أو الرئيسية محددة في الجسم وتبدأ من القلب لتصل للأعضاء المختلفة، وعند وصولها للعضو تبدأ بالتفرع لعروقٍ أصغر فأصغر حتى تصل إلى الشعيرات الدموية الدقيقة التي تكاد لا ترى وتتواصل هذه الشعيرات الدموية مع الخلايا فتغذيها وتأخذ مخلفاتها، الأمر الخاص بالشعيرات الدموية أنها ضعيفة ورقيقة الجدران بعكس قوة وسماكة جدران الأوعية الدموية الكبيرة.

كدمات الجسم هي عبارةٌ عن نزيفٍ بسيطٍ حدث تحت الجلد أي أن اللون الداكن الذي نراه هو لون تجمع الدماء التي نزفتها أسفل الجلد، هل يعني ذلك أن أحد أوعيتك الدموية الكبيرة نزف؟ إن حدث ذلك فيجب أن تكون في المستشفى في التو والحال لعلاج النزيف الداخلي وتبعاته، لكننا نصاب بالكدمات طوال الوقت إذًا فالأمر لا بد أن يكون أكثر بساطةً من ذلك وهو كذلك فعلًا، كل ما حدث أن بعض الشعيرات الدموية انفجرت بأثر الاصطدام ونزفت الدم الموجود داخلها والذي يكون بقعةً بسيطةً حجمها لا يذكر من الدم، وحسب عدد الشعيرات الدموية التي تضررت سيتحدد حجم الكدمة ودرجة لونها من أفتح درجة وحتى الداكنة.

الإصابة بالكدمات

تختلف قابليتنا كأشخاصٍ على النزيف والإصابة بالكدمات المختلفة حسب حالات أجسادنا وحالتنا الصحية وبعض الأدوية التي نتعاطاها والأمراض التي نصاب بها، بعض الناس يعانون من هشاشةٍ وضعفٍ في الشعيرات الدموية بدرجةٍ عامة لدرجة أنك لو أمسكت أحدهم من ذراعه للحظة ستجد كدمةً تكونت مكان أصابعك رغم أنك لم تضغط عليه! وبعضهم يصاب بنزيفٍ مستمرٍ في الأنف بدون سبب لمجرد تغير درجة حرارة الهواء المحيط به أو رطوبته أو تغير الضغط الجوي بشكلٍ لا نلاحظه نحن لكن شعيراته الدموية الضعيفة تلاحظه.

بعض الأشخاص مصابون بسيولة الدم أو يتعاطون أدويةً تسبب سيولةً في الدم، هؤلاء الناس لا يستطيع جسدهم تكوين جلطاتٍ توقف النزيف عند حدوثه، في أجسادنا الطبيعية يحدث التجلط بعد دقيقةٍ أو أقل من نزيف أي جزءٍ فينا ولذلك يتوقف النزيف من تلقاء نفسه فجأة، لكن هؤلاء الأشخاص قد يأخذون حقنةً بسيطة والحقنة لم تصب سوى عدة شعيراتٍ دموية لن يظهر أثرهم في الشخص العادي، لكن شعيراتهم الدموية القليلة تلك استمرت في النزيف عند إصابتها حتى كونت تلك الكدمة في مكانها.

قد تحدث بعض الكدمات بشكلٍ غير منطقيٍ وبدون سبب لدى بعض الأشخاص بشكلٍ متكرر، وأحيانًا يصاحب الكدمات الفجائية الغير معللة تلك نزيفٍ مستمرٍ من الأنف أو اللثة، عندها قد يدل ذلك على مشكلةٍ داخل الجسم أو في الدم أو نزيفٍ داخلي يحتاج إلى الانتباه والعلاج، لكن ذلك لا يعني أن ظهور كدمةٍ مجهولةٍ على جسدك تعني أن لديك مشكلة كبيرة فنحن لا ننتبه لكل الكدمات التي تصيبنا وأحيانًا نصاب ببعض كدمات الجسم بدون أن نشعر لذلك فالأمران مختلفان.

علاج الكدمات

الكدمات البسيطة لا تحتاج إلى علاجٍ طبيٍ متخصص وإنما هي بضعة خطواتٍ تستطيع القيام بها في البيت، أولًا عندما تصاب بالكدمة فابحث عن قالبٍ من الثلج أو أي شيءٌ مثلج وقم بلفه في منشفةٍ أو قطعةٍ من القماش وضعه على كدمات الجسم لتخفيف أثرها ومنعها من التورم أو الازدياد في الحجم واللون، افعل ذلك فترةً من الوقت حتى تشعر بالألم يقل تدريجيًا ويصبح طبيعيًا.

إن أصبت بكدمةٍ كبيرة في أحد أعضاء جسمك وبدأت الكدمة في الاحمرار وأصبح لونها داكنًا فارفع ذلك العضو قليلًا على كرسيٍ أو طاولةٍ عن مستوى جسدك في محاولةٍ للتقليل من نسبة الدم الذاهب لذلك العضو وبالتالي تقلل من سوء الكدمة وحجمها ولونها، تناول المسكنات للألم إن كنت تشعر به لكن ابتعد عن الأسبيرين والايبوبروفين وكل تلك العائلة المسكنة للألم لأنها من تصنيف الأدوية التي تسبب سيولة الدم ولن تزيد كدماتك إلا سوءًا.

بعد مرور يومين على الكدمة وإحساسك أنها لم تعد تكبر في الحجم ولا تزداد في لونها وأنها بدأت بالتعافي أحضر منشفةً مبتلة بالمياه الدافئة وضعها على مكان الكدمة، سيساعد ذلك على زيادة تدفق الدم إلى المنطقة المحيطة بالكدمة ولا تخف فقد توقف النزيف ولكن تدفق الدم سيساعد على سرعة امتصاص الدم المتجمع تحت الجلد وسيزيد من سرعة تعافيك، توجد بعض الكريمات في الصيدليات تساعد على تعافي الأنسجة المتضررة وزيادة تدفق الدم وتسكين الألم معًا واستخدامها ودهنها على الكدمات سيساعدك في كل ما سبق بدون جهدٍ منك.

الكدمات الخطيرة

لو شعرت أن الكدمة أكبر من اللازم أو تسبب ألمًا غير محتمل أو بدأ التورم في الظهور مكان الكدمة بطريقةٍ غير طبيعية فاذهب للطبيب ليفحصك ويتأكد من أن الضرر موضعيٌ فحسب ولم يصب الأعضاء الداخلية أو العظام، غالبًا ما ستشعر بأن ألم العظام غير محتمل ولن تستطيع استخدام العظمة التي كُسرت لذلك ستزور الطبيب لكن الضرر عندما يصيب الأعضاء الداخلية في الأحشاء أو يسبب نزيفًا داخليًا لا يجذب انتباه الجميع بسبب اختلاف قابليتنا على الشعور بالألم من بعضنا البعض، لو أصابتك كدمةٌ عنيفةٌ في أحشائك أو جوانبك اذهب للفحص حتى تتأكد من أن عضوًا لم يتضرر أو ينزف وسيستمر بالنزيف دون انتباهك.

إن أصبت في رأسك أو عينك فلا تتوان عن زيارة الطبيب خاصةً لو ظهرت كدمةٌ كبيرةٌ مكان الإصابة سيعني ذلك أن الصدمة كانت قوية وأنها من الممكن أن تؤثر على المخ أو العينين، قد تنهض بعد الصدمة وتشعر أنك بخير لكن حالتك قد تأخذ في التدهور مع الوقت وعندما تظن أن الأمر جاد وتذهب للطبيب من الممكن أن يكون الأوان قد فات فلا تتكاسل.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

تسعة عشر − 16 =