تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » التعامل مع المراهقة : كيف تتعامل مع ابنتك المراهقة ؟ 

التعامل مع المراهقة : كيف تتعامل مع ابنتك المراهقة ؟ 

الابنة المراهقة تحتاج إلى طريقة خاصة في التعامل من أجل هذه المرحلة السنية الحرجة جدًا، في هذه السطور نقدم إرشادات التعامل مع المراهقة .

التعامل مع المراهقة

التعامل مع المراهقة يُعَد من الأمور التي تتطلب الكثير من الوعي والنضج الكافي من أجل اجتياز هذه المرحلة الحرجة بنجاح. وتُعَد مرحلة المراهقة هي المرحلة التي تتكوَّن فيها شخصية الإنسان وتتحدد ميوله واهتماماته، ومن ثمَّ يجب على الوالدين إدارة هذه الفترة بالأسلوب الملائم حتى ينضج الأبناء بطريقة سوية ودون حدوث أي مشكلات نفسية قد تؤثر على شخصيتهم في المستقبل. ونظرًا لأهمية هذه المرحلة لا سيما بالنسبة للفتيات فإننا نتوجه للأم عبر السطور التالية بمجموعة من النصائح والإرشادات التي تساعدها على التعامل مع المراهقة التي تمر بها ابنتها بطريقة سليمة؛ حيث أنها تنتقل في هذه الفترة من مرحلة الطفولة إلى إلى مرحلة الشباب وما يستتبع ذلك من تغييرات جذرية في شخصيتها ونفسيتها ما يتطلب من الأم أداء واجباتها المتعلقة بالرعاية والإشراف ومتابعة تطور شخصية ابنتها والعناية باهتماماتها وتلبية كافة احتياجاتها واحتوائها حتى تجتاز هذه المرحلة بسلام.

دليل التعامل مع المراهقة

التعامل مع المراهقة القائم على التفاهم

يجب على الأم التعامل مع المراهقة على أساس التفاهم والإلمام بكافة تفاصيل هذه المرحلة، فمن الطبيعي أن تدرك الأم مدى التغيُّرات التي تمر بها ابنتها خلال تلك السنوات الفارقة من عمرها، ومن ثَمَّ على الأم أن تلتمس العذر لابنتها التي قد تميل في هذه الفترة إلى العصبية والنفور والتمرد وإظهار عدم الرضا حول بعض الأمور ومعارضة آراء والديها دون مبرر. لذلك يجب على الأم أن تقدر كل هذه الأمور وأن تعالجها من خلال التقرُّب من ابنتها واحتوائها والتحدث معها والإغداق عليها بالحنان والعطف حتى تصير بمثابة صديقتها.

الأم هي مصدر المعرفة الأول لابنتها

إن التعامل مع المراهقة يتطلب من الأم القيام بدور تنويري ومعرفي بالنسبة لابنتها، لذلك ينبغي للأم أن تصير مصدر المعرفة الرئيسي للابنة المراهقة لضمان صحة المعلومة وملائمتها لها. وبالتالي يجب على الأم أن تتحدث مع ابنتها حول جميع الأفكار التي تدور برأسها وأن تشجع ابنتها على طرح الأسئلة بصراحة ودون خوف. إن مثل هذه المناقشات المعرفية تساعد دائمًا الفتاة المراهقة على اتخاذ القرارات السليمة واكتساب المزيد من الثقة بنفسها لأنها دائمًا ترى أنها مُدَعَّمَة من الأم ولا تعاني من أي حيرة أو جهل لأنها تعي أن الأم ستناقشها بكل وضوح. إن هذا الدور المعرفي للأم يؤدي حتمًا إلى تبصير وتثقيف الفتاة المراهقة ما يؤدي إلى تغلبها على الكثير من المشكلات التي قد تواجها خلال فترة المراهقة.

الابتعاد عن النقد والسخرية

عادةً ما يعاني المراهقون من اهتزاز ثقتهم في أنفسهم، لذلك ينبغي مراعاة هذا الأمر عند التعامل مع المراهقة لا سيما بين الأم وابنتها حيث يجب الابتعاد التام عن توجيه النقد أو السخرية أو التوبيخ إذا أتت الفتاة المراهقة بأي تصرف، بل يجب أن تتعامل الأم مع مثل هذه الحالات بطريقة واعية بحيث يمكن توعية الفتاة بالتصرف القويم التي ينبغي لها أن تسلكه دون أن تُجرَح مشاعرها أو يُمَس كبرياؤها. وبالتالي تُنصَح الأم بالتعامل المتوازن مع ابنتها على النحو الذي يحقق مصلحتها وأن تبارك دومًا السلوك الإيجابي لابنتها بالتقدير والثناء والإطراء حيث يعزز ذلك من ثقة الفتاة في نفسها.

الصداقة والتقدير المتبادل

لا شك أن العلاقة القائمة على أساس الصداقة والتقدير بين الأم والابنة تُعَد إحدى الوسائل الناجحة في التعامل مع المراهقة لأن الصداقة من شأنها أن تعزز الثقة والحب والتفاهم بينهما ما يجعل الأم هي المرجعية الأولى بالنسبة للفتاة في جميع شؤون الحياة، وبالتالي تضمن الأم أنها ستكون على علم بكل ما يدور في حياة ابنتها داخل عقلها وخارج المنزل أيضًا، ويجب بالتأكيد أن تُكَلَّل هذه الصداقة بالتقدير والتفاهم. كل هذه الأمور سوف تشجع الابنة على البوح للأم بكل أسرارها ومشاركتها كل أحداث يومها بكافة تفاصيله وبالتالي تستطيع الأم أن تقول رأيها ونصائحها بأسلوب لا تنفر منه الابنة لأنهما صديقتان بالطبع. إن الأم التي تعي جيدًا أهمية هذه الصداقة لا تعاني أبدًا عند التعامل مع المراهقة على الرغم من صعوبة هذه الفترة.

تجنُّب المقارنة

لا شيء يُغضب المراهق أو المراهقة أكثر من مقارنته بأقرانه الذين يُظَن فيهم أنهم أكثر تفوقًا منه. إن التعامل مع المراهقة يحتاج الكثير من الحنكة واللباقة، وبالتالي يجب على الأم أن تعرف جيدًا أن المقارنة من الأمور التي قد تثير غضب وعناد وتمرد الابنة وقد يزيد الأمر سوءًا إذا كانت هذه المقارنة معقودة بينها وبين أحد أخواتها حينها قد لا تتمرد فحسب، بل يمكن أن تكن لأخواتها مشاعر الغيرة والكراهية.

يجب على الأم أن تعرف أن ابنتها المراهقة تسعى في هذه المرحلة إلى تكوين شخصية مستقلة لها وترفض نتيجةً لذلك مقارنتها بأي شخص حتى وإن كانت أختها أو أخوها، إنها ترفض أن تصبح نسخة مكررة من أي شخصية أخرى إنها تؤمن بتفردها وتميزها وتريد أن تترجم ذلك إلى سلوك واقعي. ومن أجل ذلك يجب التعامل مع الفتاة المراهقة على أساس أنها شخصية مستقلة ولها وجود اعتباري متفرد وأن لها بصمة وعلامة مميزة في كل سلوك تسلكه.

غرس الفضيلة والأخلاق الحميدة

تكمن خطورة فترة المراهقة في أن الشخصية تصبح على المحك وأنها تصبح أكثر عرضة للتأثر بالأفكار المغايرة والمختلفة، وما يزيد الخطر في تلك الفترة هو عدم النضج الكافي للشخصية ما يجعلها فريسة لأي أفكار مغرية وغريبة ما يدفع المراهق أو المراهقة إلى اعتناق ومحاكاة مثل هذه الأفكار التي قد تكون منحرفة. ومن أجل التصدي لذلك يحب على الأم أن تَبسِط مظلة كبيرة من الإشراف والرقابة دون مبالغة على سلوك الابنة وأن تقدم الأفكار البديلة التي تحقق لابنتها الحماية والوقاية من مثل هذه الأفكار. إن الرصيد المعرفي والأخلاقي لدى الابنة المراهقة يجب أن تُثريه الأم بقدر ما تستطيع من أجل مقاومة أي تغيير سلبي، لذلك عليها أن تغرس في الابنة حب الفضيلة، والتنشئة على الأخلاق الحميدة والقيم المجردة مثل الصدق والأمانة والعفة وعدم الكراهية والإيثار. كل هذه الفضائل والأخلاق سوف ترسم للابنة المراهقة خطًا مستقيمًا لن تحيد عنه ومن ثم تضمن الأم ألا تنحرف الابنة عن المسار القويم التي ينبغي أن تسير عليه حتى تتجاوز فترة المراهقة الحرجة دون عواقب سيئة أو تشوهات نفسية قد تلقي بظلالها على مرحلة شبابها أو بقية مراحل عمرها. إن الأم الواعية هي التي تدرك أن الأخلاق هي كلمة السر التي تضمن إنتاج شخصية قويمة وسوية.

وهكذا يتضح لكل أم أن التعامل مع المراهقة أمر غير هَيِّن خاصةً حينما يتعلق الأمر بفتاة حيث أنها تتعرض في هذه المرحلة للكثير من التغيرات النفسية والاجتماعية التي تحتاج دومًا إلى تفسيرها ما يتطلب من الأم الواعية أن تكون بجانب ابنتها دائمًا كصديقة لاحتوائها ومناقشتها في جميع الأمور التي تحتاج إلى تفسير أو توضيح حول علاقات الفتاة وتطورها اجتماعيًا. إن الأم هي الركيزة النفسية الأولى لابنتها وهي الشخص الداعم الأول لشخصيتها لذلك ينبغي على كل أم تساعد ابنتها على اجتياز فترة المراهقة العصيبة دون تعرُّضها لأي عوائق أو مشكلات وذلك من خلال محاولة اتباع بعض النصائح المذكورة في النقاط السابقة.

أحمد علام

كاتب ومترجم، أحب القراءة في المجالات الأدبية بشكل خاص.

أضف تعليق

سبعة عشر − ثمانية =