كتابة خطاب ودي أمرٌ شائع يهدف إلى التواصل مع الآخرين وتعزيز العلاقات الاجتماعية والودية بينهم. ويمكن كتاب خطاب ودي بالطريقة التقليدية وإرساله عبر البريد العادي أو كتابته في صورة رسالة إلكترونية وإرساله عبر البريد الإلكتروني حيث أن كلا الوسيلتين تحققان النتيجة ذاتها وهي مد جسور المودة والترابط. ونظرًا لأهمية الخطاب الودي يُفَضَّل دومًا العناية بأسلوب كتابته. لذلك نتناول في النقاط التالية أفضل الطرق وكيفية صياغة نص رقيق يبدأ باستهلالٍ آسر ويستعرض موضوعًا شيقًا وينتهي بخاتمة رائعة تترك أثرًا مبهرًا لدى المرسل إليه.
أهم نصائح كتابة خطاب ودي
كتابة خطاب ودي وبراعة الاستهلال
إن استهلال الخطاب مرحلة مهمة للغاية عند كتابة خطاب ودي لصديق ما؛ لأنها المدخل الرئيسي للخطاب الذي سوف يُغري القارئ لاستكماله والاستمتاع بقراءته إذا أٌحسِنَت صياغته. وعادةً ما يبدأ الخطاب بتاريخ كتابته؛ حيث يوضَع التاريخ أعلى يسار الورقة. وتُعزَى أهمية التاريخ إلى توثيق الخطاب وسهولة استدعاء مناسبة كتابته وسلاسة ترتيبه ضمن الأرشيف الشخصي.
بعد ذلك تأتي التحية الحارة المعبرة عن الشوق والتقدير للشخص المُرسَل إليه. وفي الخطاب الودي يمكن البدء مباشرة بـ “عزيزي .. ” وهي التحية الشهيرة التي عادةً ما تُستهَل بها الخطابات الودية. وبالطبع يمكن كتابة بعد ذلك المزيد من عبارات التحيات الأكثر مودة وفقًا لدرجة التقارب بين المتراسلين. ونظرًا لأن الخطاب ودي لا يوجد أي داعٍ لذكر ألقاب رسمية وبالتالي تتم المخاطبة بالاسم المجرد بشكل مباشر.
ويُفَضَّل بالطبع أن تكون الجملة الأولى معبرة عن الشوق للقاء ومعاناة الافتراق وذكر بعض الجمل التي تحمل معاني الود والارتباط. وبطبيعة الحال، ينبغي ضبط درجة العاطفة في الاستهلال بحيث يتناسب مع درجة العلاقة بين الطرفين؛ لأن الخطاب الموجه لصديق مقرب يختلف بالتأكيد عن الخطاب لصديق أقل مكانة.
الموضوع الرئيسي للخطاب
بعد التحية الحارة، يمكن البدء في فقرة جديدة تحتوي على الموضوع الرئيسي للخطاب ثم الانتقال إلى الاسترسال في تفاصيل الموضوع عبر الفقرات التالية لها. وعادةً ما تتميز الفقرة الأولى من الموضوع الرئيسي بعبارات المجاملة التي تشيع روح الحب والتقارب في لغة الخطاب وتوحي للقارئ بمدى التقدير الذي يكنه له كاتب الخطاب. ومن المهم عند كتابة خطاب ودي أن تُصَاغ العبارات بطريقة سلسلة ولغة بسيطة بعيدًا عن لغة المراسلات الرسمية التي تتسم بالصلابة والجدية المبالغ فيها؛ حيث تساعد تلك النبرة غير المتكلفة على تأكيد الغرض من الخطاب.
وعادةً ما يبدأ الموضوع الرئيسي بالسؤال عن الحال والصحة والاطمئنان على بقية أفراد الأسرة والاستفسار عن شؤونهم والاستعلام عن آخر أخبارهم والتحدث عن بعض المواضيع الخفيفة والطريفة كحالة الطقس وكيفية قضاء العطلات وذِكر بعض الطرائف والنوادر التي تبدر عن الأطفال. بعد ذلك يمكن كتابة المعلومات الرئيسية التي ترغب في الإدلاء بها مع تغليفها بأجواء ودية حتى لا يفقد الخطاب طابعه وفعاليته. وفي هذا المقام يمكن سرد تفاصيل الوقائع الشخصية والمشاعر والأفكار المتعلقة بهذه الوقائع، ولكن يُرجَى الابتعاد عن الشكوى وعبارات الحزن والغضب كي لا تفسد الحالة الاحتفالية للخطاب.
ويُنصَح كذلك بسرد الحوادث بأسلوب سلس وشيق ومرتب بعيد عن الأسلوب الخبري المباشر حتى لا يشوب الخطاب أي ملل مع الحرص على إضافة المواضيع المفضلة لدى المرسل إليه لحثه على استكمال القراءة والاستمتاع بالخطاب، ويمكن أيضًا مناقشة بعض المواضيع ذات الاهتمام المشترك لدفعه إلى كتابة الرد مثل كتابة رأي نقدي في رواية أو كتاب فإن ذلك يدفع المرسل إليه إلى مشاركة القراءة ومن ثمَّ الرأي، ويمكن تأكيد ذلك من خلال الإعراب عن مدى الافتقاد والحاجة إلى معرفة رأي الطرف الآخر الذي يُوَجَّه إليه الخطاب.
ومع نهاية الموضوع الرئيسي للخطاب ينبغي أيضًا كتابة العبارات ذات الصلة بموضوع الخطاب وربطها بكل معاني الصداقة والمودة؛ لأن الغرض من كتابة خطاب ودي هو توصيل جميع معاني الترابط والحب بين الطرفين، وينبغي أن يظهر ذلك بشكلٍ جلي في كل عبارة من عبارات الخطاب.
وفي الفقرة الأخيرة من الموضوع الرئيسي يُنصَح عند كتابة خطاب ودي أن تُخَصَّص الفقرة الأخيرة للتمهيد للخاتمة، ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال تلخيص أهم النقاط في الخطاب وإعادة صياغتها بشكل يوحي باقتراب نهاية الموضوع وعدم وجود أي استرسال آخر، على سبيل المثال إذا كان الخطاب موجه إلى صديق عانى من حادث سير وقد أدى ذلك إلى انكسار قدمه يمكن كتابة جملة “وهكذا أكون قد عرفت بالحادث ولم يسعني سوى مراسلتك للاطمئنان عليك حتى تُتَاح لي فرصة لألقاك”. وبذلك تم تأكيد الغرض وهو معرفة الخبر والاطمئنان على صحته وهو موجز مضمون الخطاب. بعد ذلك يمكن الانتقال إلى فقرة الخاتمة بسلاسة.
خاتمة الخطاب
إن كتابة خطاب ودي تتطلب خاتمة خاصة ذات معايير استثنائية لأنها يجب أن تعبر عن كل العواطف والمشاعر الودية التي ينبغي توصيلها بشكل مكثف ومؤثر. وبالتالي يجب كتابة الخاتمة في فقرة مستقلة ويُفرَد فيها كل العبارات الختامية على النحو اللائق بالخطاب الودي، حيث تتميز بالمرح والدعابات والجمل الرقيقة والإعراب عن الأمنيات الطيبة.
ولا ينبغي لخاتمة الخطاب أن تكون مستقلة تمامًا عن موضوع الخطاب وكأنها مقتطعة من سياق آخر؛ فالخاتمة جزء لا يتجزأ من الخطاب وبالتالي يجب وجود رابط منطقي وموضوعي يُذكر القارئ دومًا بموضوع الخطاب والغرض منه، وبالتالي يتم النجاح في الحفاظ على روح واحدة للخطاب، ويترتب على ذلك عدم شعور المتلقي بوجود قفزة مفاجئة في الخطاب أو ظهور ثغرة غامضة كأن الموضوع انتهى فجأة دون تمهيد مسبق للخاتمة.
وفي الخاتمة يُفَضَّل إبداء الرغبة في استمرار التواصل وعدم انقطاع المراسلة بين الطرفين ويمكن التعبير عن ذلك من خلال كتابة عبارات رقيقة من قبيل “أتمنى أن أتلقى خطابًا منك قريبًا” أو “ليتني استقبل ردك على هذا الخطاب وأن يظل التواصل بيننا دائمًا”. وهكذا يصل المغزى بشكل ميسر ومباشر ويتحقق الهدف الرئيسي من الخطاب.
بعد كتابة الخاتمة في فقرة أو أكثر لا يوجد مانع عند كتابة خطاب ودي من ذِكر حاشية للملاحظات الجانبية التي لم يسعها المقام للكتابة عنها في الموضوع الرئيسي للخطاب، وهي لمسة رقيقة تعبر عن مدى الاهتمام بالتفاصيل؛ حيث يعبر ذلك عن مدى التقارب وإزالة أي عوائق معنوية للتواصل الحميم بين الطرفين.
إذا كان الخطاب مرسلاً إلى صديق قديم لم يُرَى من زمن يمكن إرفاق بعض الصور القديمة التي كانت تجمع بين المتراسلين في الماضي لاستعادة الذكريات وأحداث الأيام الخوالي ولإثارة روح الدعابة في النفس.
مراجعة الخطاب والتدقيق اللغوي
بعد الانتهاء من كتابة خطاب ودي من الأفضل بالطبع مراجعته جيدًا وتنقيحه وتصحيح أي أخطاء لغوية محتملة حتى يبدو الخطاب في النهاية بشكل لائق قبل تغليفه وإرساله.
كانت هذه أبرز النقاط التي ينبغي الانتباه إليها عند كتابة خطاب ودي بليغ وهادف ومفعم بالعواطف والمودة. إن الخطاب الودي أداة تواصل لا يجب إهمالها أبدًا مهما زاد التطور التكنولوجي ومهما وتراكمت أعباء الحياة؛ إن التواصل الودي هو خير وسيلة للإعراب عن الحب والتقدير إذا افترق المتراسلان وصار كل منهما في مكان بعيدٍ عن الآخر، لذلك يجب الحرص على مداومة كتابة خطاب ودي من حين إلى آخر لأحد الأصدقاء المقربين.
أضف تعليق