ما هي الطاقة؟ وما هي الطاقة الكامنة ؟ هل هناك اختلاف بين النوعين ؟ إن الطاقة بمفهومها العام هي القدرة على القيام بعمل أو القدرة على إحداث تغيير مهما كان هذا التغير بسيطا ً، لكن الموضوع الذي نحن بصدد التحدث عنه هو الحفاظ على الطاقة الكامنة وما هي أهميتها، وما هي النتائج التي سوف تعود علينا من هذا الأمر.
هل سألت نفسك عند تعرضك لأمر خطير يهدد سلامتك أو يضعك في موضع صعب كيف تنجو منه بطريقة لا يمكنك فعلها في الظروف الطبيعية ؟ مثلا عندما يخبرك معلمك أن هناك اختبار في الغد وسيكون هذا الاختبار شاملا لجميع المنهج ورغم ذلك فانك تجتهد وتحصل على درجات جيدة، أو عرض رؤية الطفل الصغير لكلب يكشر عن أنيابه في الشارع وينوى الهجوم عليه فإذا بالطفل يهرب من الشارع مسرعا ويتمكن من إنهاء المسافة في وقت قصير جدا لا يستطيع إنجازه في الظروف العادية ؟ إنها الطاقة الكامنة.
دليلك إلى الحفاظ على الطاقة الكامنة في الجسم
ما هي الطاقة الكامنة ؟
هي تلك الطاقة التي تنبع من داخل الفرد والتي من خلالها يستطيع القيام بأشياء لا يمكن لغيره تصديقها وتظهر بشكل عشوائي عند الأشخاص الغير مهتمين بهذا النوع من العلم نتيجة التعرض لبعض الظروف الخاصة وهناك أشخاص آخرين تمكنوا من السيطرة على هذه الطاقة وتوصلوا إلى استحضارها في الأوقات التي يرغبون بها واستغلالها في تسهيل حياتهم ووصولهم إلى أعلى درجة من درجات التصالح مع النفس فعلى سبيل المثال لا الحصر المتصوفون، فقد تمكنوا من إخضاعها لقدرتهم بدلا من ظهورها لديهم بشكل عشوائي مفاجئ وتمكنوا من معرفة كيفية الحفاظ على الطاقة الكامنة بل وإعادة تجديدها في بعض الأحيان أيضا.
العلاقة بين الطاقة الكامنة والروح
الطاقة الكامنة شديدة التعلق بالروح، فقدرة الإنسان على الإنجاز تنبع من روحه وأفكاره الشخصية سواء كانت إيجابية أو سلبية، وكذلك من إيمان الفرد بها فإذا لم تكن مؤمنا بها في المقام الأول فإن كل هذا الحديث عنها لن يكون ذا صدى بالنسبة لعقلك. إذا كنت مؤمنا بها فانك قد وضعت قدمك على بداية الطريقة لاكتشافها والحفاظ على الطاقة الكامنة بداخلك، بعدها تنظر إلى روحك، ما الذي تراه بها ؟ ما الذي تريده منها ؟ ما الذي ترغب في الوصول إليه.
الطاقة الكامنة لكل شخص
تختلف الطاقة الكامنة من جسم لآخر ومن شخص لآخر، تختلف حسب عمر الإنسان وتكوينه والطاقة التي بذلها طوال حياته، فمن الغريب في هذا الأمر أن الطاقة الكامنة في الشخص الضعيف الهزيل تكون أكثر من الطاقة الكامنة في الشخص القوى الذي يستخدم قدراته الجسدية بشكل مستمر، والطاقة الكامنة في جسم الطفل أو الشاب الصغير أكثر من الطاقة الكامنة في جسم العجوز، حيث أن الطاقة الكامنة في الحالة الأولى لم يتم استخدامها وما زالت بكاملها موجودة تنتظر أن يتم تسخيرها لخدمة صاحبها. والحفاظ على الطاقة الكامنة واستخدامها له عظيم الأثر في حياة الفرد سواء على النحو الشخصي أو العملي أو الاجتماع.
تاريخ الطاقة الكامنة
تعتبر شعوب شرق آسيا من أوائل الناس الذين سعوا من أجل الحفاظ على الطاقة الكامنة وتنميتها من خلال استخدامها في الألعاب القتالية مثل النينجا أو لعبة اليوغا. أطلق الصينيون على الطاقة الكامنة اسم (chi) وأطلق عليها اليابانيون اسم (ki) واستخدموها في إعداد المقاتل لكل الطاقة الداخلية الكامنة به من أجل استخدامها والفوز في القتال من خلال تسخير القوى الداخلية جميعها والتركيز على هدف واحد وهو الفوز، لدرجة أن بعض الكتب التاريخية تحكى أنه أثناء أحد الحروب اليابانية نفذت الذخيرة من الجيش فقام الجنود بإلقاء أنفسهم في النار لزيادة إشعالها من خلال تركيز طاقتهم الكامنة على الفور واستخدام هذه الطاقة في التغلب على شعورهم بالخوف أو الرهبة من الموت. استخدمت أيضا الطاقة الكامنة في لعبة اليوغا من خلال تصفية الذهن بشكل تام والتأمل لبرهة من الوقت إلى أن يصل إلى السلام النفسي المرغوب. والآن إليك كيفية الحفاظ على الطاقة الكامنة.
التأمل
يعتبر التأمل حجر الأساس في معرفة الطاقة الكامنة وتنميتها والحفاظ عليها، فمن خلال التأمل يصل الإنسان إلى إدراك نقاط قوته والحفاظ عليها ونقاط ضعفه وتعزيزها. ولكي يتم التأمل بشكل صحيح يجب أن يجلس المتأمل بشكل سليم، يجلس على الأرض ويضع قدمه اليمنى فوق قدمه اليسرى ويحرص على استقامة ظهره هذه الجلسة يطلق عليها البعض (الأسلوب الهندي) ربما لأنها تشبه جلسة الكاهن الهندي الذي ينشد السلام والراحة النفسية، ومن أجل الحفاظ على الطاقة الكامنة يمكن أن تجلس على كرسي حتى تحافظ على استقامة ظهرك، ويمكن أيضا تشغيل بعض الموسيقى الهادئة بصوت منخفض لكي تساعد على الاسترخاء، يمكن أيضا الاستعانة ببعض أنواع البخور الغير نفاذة من أجل تصفية الذهن وترخيه العضلات، كذلك يجب اختيار البيئة المناسبة.
طرق تفكير الفرد
أما بالنسبة للتفكير فيجب أن يفكر الفرد في البداية في الأفكار الإيجابية حتى يستطيع التركيز على شيء معين مثل التفكير في مستقبله يمكنه أن يفكر في نجاح شركته ووصولها إلى أعلى المراتب العالمية ويتأمل كل الأحداث كأنه يراها كأنها فيلم يعرض أمان عينيه ويستمر التفكير بهذه الطريقة عدة مرات حتى يستطيع فيما بعد الحفاظ على الطاقة الكامنة حتى ولو تأمل في الفراغ.
التصور
إذا قمت بالأسلوبين السابقين بشكل صحيح وأتقنت التأمل جيدا فيمكنك الوصول بالتخيل إلى أعلى درجاته والحفاظ على الطاقة الكامنة لديك عن طريق استحضارها وتنميتها، فيمكنك مثلا تخيل أنك في قتال مع أحد اللصوص، يمكنك أن تتخيل نفسك تستخدم المسدس لأول مرة وتقوم باستخدامه بشكل صحيح، يمكنك تخيل أنك تمكنت من عرقلة اللص وتسليمه للشرطة، يمكنك أيضا أن تتخيل أنك مثلا أنك في مغامرة فمثلا أنت تتسلق أعلى قمة في العالم، يمكنك تخيل نفسك تسقط ثم تخيل أنك تمكنت من استرجاع توازنك وتمكنت من إكمال طريقك للأعلى مرة أخرى. وهكذا.
الروحانيات
يمكنك الحفاظ على الطاقة الكامنة لديك من خلال إيمانك بها وإيمانك بكل ما ينقى روحك ويطورها فمن دون الإيمان لن تصل إلى شيء ولن تشعر بالطاقة تسرى بداخلك.
الصحة
الاهتمام بالصحة العامة أيضا يعتبر عنصر هام من اجل الحفاظ على الطاقة الكامنة، فيجب عليك أن تهتم بسلامة طعامك والحرص على ممارسة الرياضة يوميا والحرص كذلك على أخذ قسط مناسب من النوم حتى يمكنك من تصفية ذهنك كي تتمكن من التأمل والوصول إلى السلام النفسي بشكل سليم.
خاتمة
يعتبر الحفاظ على الروح هو حجر الأساس فبالحفاظ على الطاقة الكامنة، فمن خلال سلامة الروح نستطيع أن نصل إلى السلام النفسي الذي يساعدنا على الشعور بالطاقة الكامنة بداخلنا وتنميتها واستخدام الأساليب التي تمكننا من تسخير الطاقة الكامنة للوصول إلى هدف أسمى وهو معرفة الله واستغلال الطاقة الكامنة في تحقيق أهدافنا وتغيير مصائرنا بالكامل.
أضف تعليق