مخاوف كبيرة تمتد منذ سنوات طويلة بسبب التأثيرات الكبيرة لسقوط النيازك على الأرض، وهو ما وضح بشدة عقب عملية سقوط بعضها في مناطق مختلفة على كوكب الأرض، ومنها سقوط واحد من أقوى النيازك على الأرض في فبراير عام 2013، وذلك بمنطقة جنوب الأورال الروسي، ومنذ توالي عمليات سقوط بعض الشهب على الأرض وقد بدأ التوتر يزيد نتيجة التأثيرات المتتالية لها، ومنها انتشار الشظايا التي تسببت في كثير من حالات الوفاة والجرحى لسكان المناطق التي تتعرض لمثل هذه الوقائع، وبناء على آراء عدد من علماء الفضاء فإن النيازك تعرف بأنها قطع صخور تسبح في الفضاء لكن الجاذبية الأرضية تلعب دورًا كبيرًا في سحبها إلى الأرض، وهو ما يجعلها تحتك بطريقة مباشرة بالهواء في الغلاف الجوي للأرض ونتيجة لذلك تتزايد درجة حرارتها وتتحول إما إلى غبار أو تتبخر، وهو الأمر الذي ينتج عنه في بعض الحالات وصول أجزاء من الصخور إلى كوكبنا، وفي كثير من الأحيان تتسبب سرعة النيازك في ظهورها وكأنها نجوم لامعة تتحرك بشكل سريع، وهو الأمر الذي جعل بعض الأشخاص يعتقدون أنها نجوم تتساقط على الأرض.
تأثير انفجار النيازك على كوكبنا
انقراض الكائنات الحية
بالرجوع لعدة قرون ماضية؛ نجد أن تأثير سقوط الأجرام السماوية على كوكب الأرض نجم عنها عدد كبير من التأثيرات الضارة على مختلف أنواع الكائنات الموجودة على كوكبنا ومنها انقراض الدينوصورات، ويظل سقوط النيزك الضخم الذي سقط قبل 66 مليون عام واحدًا من أعظم حوادث سقوط الأجسام من الفضاء على كوكب الأرض، فوفقًا لآراء وشهادات عدد كبير من الخبراء فقد تسبب هذا السقوط في إبادة جنس الدينوصورات من كوكب الأرض، نتيجة شدة وقوة سقوط هذا الجسم السماوي، وذهب عدد من العلماء إلى أن ظهور نظرية الاصطدام النيزكي عام 1980 جعلها تستحوذ على اهتمام عدد كبير من العلماء في ذلك الحين وتأكيدهم على أن انقراض الدينوصورات تم بسبب سقوط نيزك ضخم على الأرض منذ زمن بعيد، وبالتالي مازال التخوف قائمًا حتى الآن من عملية سقوط أي جسم سماوي على كوكبنا.
ارتفاع حاد في درجات الحرارة
دائمًا ما يتسبب سقوط الأجسام السماوية في إحداث انفجار هائل بالمنطقة التي يسقط بها، وهو الأمر الذي ينتج عنه ارتفاع شديد بدرجات الحرارة، حيث أن سقوط الصخور الهائلة من الفضاء، يسبب موجة حرارة عالية غير اعتيادية في الجو، وبالتالي إحداث تأثيرًا كبيرًا على مختلف أنواع الكائنات الحية، الأمر الذي قد يصل إلى انقراض عدد كبير من الكائنات الحية والنباتات خاصة وأن ارتفاع درجات الحرارة يحدث بشكل سريع ومفاجئ وبالتالي يتضاعف تأثير هذه الانفجارات على كل من الإنسان والحيوانات والنباتات، وعلى العكس من ذلك يذهب البعض إلى أن سقوط الصخور والنيازك يسبب هبوطاً طويلاً وغير اعتياديًا في حرارة الجو بعد فترة من حدوث الانفجار وهو الأمر الذي ينجم عنه تجمد حرارة الأرض نتيجة دور المادة التي قذفها الانفجار من الفوهة في حجب نور الشمس.
التأثير السريع والضار
بمجرد ارتطام الأجسام السماوية التي تتنوع بين الصخور والمعادن بكوكب الأرض يبدأ تأثير الانفجار يتزايد بشكل سريع للغاية وهو ما يتسبب في إحداث قدر كبير من الإصابات والانقراضات في غضون ساعات قليلة، الأمر الذي يمكن تشبيهه بسرعة الانقراض التي حدثت مع الدينوصورات وقت سقوط النيزك الضخم منذ ملايين السنوات، حيث توصل عدد من العلماء إلى أن سرعة انقراض الدينوصورات كان سريعاً جداً، حيث أنه حدث في غضون ساعات قليلة وليس أيام.
حقيقة تدمير النيازك لكوكب الأرض
على مدار السنوات الماضية تزايد تخوف العلماء على مستوى العالم من عملية ظهور نيزك جديد قد يحدث خطورة بالغة على كوكب الأرض بسبب اقترابه الشديد من كوكبنا، وبالتالي قد يحدث ارتطام عنيف بمجرد وصوله الأرض وتوقع عدد كبير العلماء أن يحدث هذا الارتطام بحلول عام 2126، في حين ذهب البعض الآخر إلى أن نهاية العالم ربما ستكون مع هذا الانفجار الهائل حيث يتوقع أن يكون هذا الجسم الفضائي بنفس حجم مدينة كاملة والتي ستسقط بسرعة تتجاوز سرعة الرصاص بمائة ضعف، خاصة وأن هذا النيزك سيكون محملا بطاقات تتعدي الاحتياطي النووي الموجود حاليا قي كبريات الدول العالمية، ويشير علماء الفلك أيضًا إلى أن قوة الانفجار ستكون كافية تمامًا للقضاء وتدمير كل الأشياء التي تقع على مسافة 300 كم من مركز الانفجار، إلى جانب ذلك فقد يؤدي الانفجار إلى تساقط ملايين النيازك الصغيرة التي ستشبه الأمطار الغزيرة وبالتالي سيظلم العالم لسنوات عديدة نتيجة سُحب الغبار الناجم عن الانفجار الذي سيدمر كافة الكائنات الحية، من زاوية أخرى ذهب بعض علماء الفلك إلى أن خطورة ارتطام هذا الجسم الفضائي بكوكب الأرض ستتضاعف بشكل كبير في حالة ارتطام النيزك بالبحر حيث ستكون العواقب أشد خطورة، على اعتبار أن الأرض ستتعرض إلى الغرق بفعل الأمواج العاتية التي ستنجم عن الارتطام الهائل.
نيازك الولايات المتحدة
منذ بداية تسعينيات القرن الماضي وقد بدأ عدد كبير من العلماء بالتنقيب جديًا وفعليًا عن النيازك في الولايات المتحدة، ولم يتوقف الأمر عند العلماء فقط بل امتد إلى عدد آخر من الهواة للتنقيب عن الأجسام السماوية خاصة في منطقة صحاري جنوب غرب أمريكا، ومن خلال إجمالي عمليات البحث تم التوصل إلى أشهر النيازك في أمريكا وهي “بلو إيجل، ولوس أنجلوس” لكن تخوفات الهواة من مصادرة كل ما يمتلكونه كانوا يخفون كثير من اكتشافاتهم التي يتوصلون إليها بأمريكا.
نيزك “شومير -ليفي”
من بين الانفجارات العنيفة التي وقعت بسبب الأجسام السماوية القادمة من الفضاء هو الانفجار الذي ضرب كوكب المشتري، وسرعان ما عادت شظايا هذا الانفجار مرة أخرى لتضرب كوكب المشترى من جديد، ويشير عدد كبير من العلماء المتخصصين في هذا المجال إلى أن الانفجار الذي وقع نتج عنه قوة تفجيرية تفوق بكثير تأثير ما ينتج عن استخدام أسلحة الدمار الشامل على الأرض، حيث نجم عن تصادم الجسم السماوي بكوكب المشترى ارتفاع درجات الحرارة بحوالي ثلاثة أضعاف حرارة سطح الشمس، بما يعد مؤشرًا على مدى الدمار الذي كان ستتعرض له الأرض في حالة اصطدام الجسم الفضائي بها.
نيزك الأورال الروسي
من أقوى حوادث الأجسام الفضائية التي سقطت على كوكبنا هو حادث سقوط جسم سماوي في روسيا عام 2013، وبالتحديد بمنطقة جنوب الأورال الروسية، ووفقًا لما أثير حينها فقد بلغت قوة الانفجار ما يصل إلى 30 مرة ضعف القنبلة النووية هيروشيما ونجزاكي، الأمر الذي نجم عنه عدد كبير من الوفيات والجرحى، الذين بلغ عددهم قرابة الـ 1500 شخصًا منهم نحو 200 طفل، ويؤكد عدد من العلماء أن شظايا الانفجار كانت عنيفة للغاية وأسفرت عن تدمير عدد كبير من المنازل القريبة من موقع الانفجار، والتي كانت السبب الرئيسي في ارتفاع أعداد المصابين والوفيات.
دائما تسيطر التخوفات على عدد كبير من علماء الفضاء والفلك بمجرد الحديث عن مستقبل النيازك وتأثيرها المتوقع على كوكب الأرض، فمنهم من يؤمن بالنظرية التشاؤمية وهي أن أحد النيازك سيصطدم بكوكبنا محدثًا دمارًا شبه تامًا بالأرض، وعلى الجانب الآخر يذهب بعض العلماء إلى أن الأجسام الفضائية ستظل تأثيراتها محدودة، حتى وإن تم رصد أحد الأجسام الفضائية الضخمة التي قد تقترب من الأرض فإن وصولها إلينا سيحتاج إلى عدة قرون، وبالتالي لم يثبت حتى الآن وجود أدلة وحقائق يقينية حول مدى نهاية كوكبنا بفعل النيازك السماوية.