الموسيقى هي ذلك الفن الرفيع الذي يتسم بالرقي والمؤلف من العديد من الأصوات، وهو فن يسعى بالأساس إلى تنظيم الأنغام وتنسيق العلاقة بينها ووزن الإيقاع، ووفقا للسياق الحضاري فإن الموسيقى تختلف باختلاف الثقافات وتتنوع حسب الذوق المحلى لكل حضارة ولكن يبقي دوما ذلك الأثر الساحر الذي تخلفه لدى مستمعيها حيث تعد لغة عالمية يفهمها كل الناس ويستطيع تذوقها مختلف فصائل البشر؛ فعلى الرغم من صعوبة فهم تركيبة موسيقي موتزارت وباخ وبيتهوفن إلا أن المتعة التي تتركها تلك الموسيقي على المستمعين لا تُضاهى، وإذا كنت من محبي الاستماع للموسيقي وترغب في نفس الوقت فهم النوتة الموسيقية أو في امتهان حرفة موسيقية ربما عليك أن تكمل قراءة هذا المقال للنهاية حيث سيتم إدراج طريقة قراءة النوتة الموسيقية والتي تتم كالتالي:
تعلم قراءة النوتة الموسيقية في 5 أيام
ماهي النوتة الموسيقية؟
النوتة الموسيقية هي لغة الموسيقى كما أنها تعد التعبير المادي عن النغمات التي يتم عزفها، ويجب على كل موسيقي أن يتعلمها لكي يتسنى له كتابة المقطوعات الموسيقية التي يرغب في عزفها ويستطيع في الوقت ذاته أن يكتب مقطوعات للآخرين فكما أن القراءة الكثيرة مفيدة للكاتب الجيد وكما يعد تعلم قواعد اللغة العربية وإتقان علم العروض مفيد للشاعر الجيد يعد كذلك تعلم النوتة الموسيقية مهم للغاية بالنسبة للموسيقي المحترف ولكل هاوي يود التعرف على عالم الموسيقى الملئ بالأصوات و الأنغام والإيقاعات.
الدرس الأول: المدرج الموسيقي
المدرج الموسيقي هو الأسطر التي يتم عليها كتابة النغمات تماما كالكتابة العادية ولكن عوضا عن الكتابة على سطر واحد تُكتب النغمات الموسيقية على خمسة أسطر ؛ السطر الأول يسمى مي والسطر الثاني يسمى صول والسطر الثالث يسمى سي والسطر الرابع يسمى ري والسطر الخامس يسمى فا، ويأتي المدرج الموسيقي على شكل درجات السلم لأن النغمات بدورها تتصاعد تارة وتهبط تارة أخرى،والحقيقة أن الأصل في المدرجات الموسيقية هو المدرج الموسيقي النظري والذي كان يتألف من احدي عشر سطراً يُرسم مفاتح الدو على الخط الأوسط لهم ولكن تم تغيير هذا المدرج واستبداله بآخر مكون من خمسة أسطر لأنه نظام غير عملي ولسهولة التعلم أيضا.
الدرس الثاني: العلامات الموسيقية الأساسية
العلامات الموسيقية الأساسية أو النغمات الأساسية للموسيقى هي دو- ري- مي – فا- صول- لا – سي، وبداية النوتة الموسيقية تكون عادة من مفتاح صول وهو المفتاح الذي يبدو شكله كعلامة متصلة ومزخرفة كبيرة تتواجد دوما على الطرف الأيسر للمدرج الموسيقي، ومن الجدير بالذكر هنا أن مفتاح صول هو المفتاح الذي ستلعب في إطاره آلتك الموسيقية، حيث يُستخدم مفتاح صول في العزف على الطبقات العليا لجميع الآلات والأصوات، أما بالنسبة لمفتاح ” فا” فهو مفتاح يتم استخدامه للآلات ذات الطبقات الموسيقية الدنيا ويُعزف عن طريق الأصابع اليسرى للبيانو،وتمثل الخطوط الخمس من الأسفل للأعلى النوت الموسيقية التالية: مي- صول- سي- ري- فا، أما بالنسبة لأجزاء النغمات فكل رمز للنغمة يتكون من ثلاثة عناصر أساسية هي : الرأس والجذع والراية؛ فرأس النغمة يكون على شكل بيضاوي إما أن يكون مفتوح (أبيض اللون) أو مغلق ( أسود اللون) ودوره الأساسي ينصب على إرشاد الموسيقي إلى النغمة التي يجب عليه أن يلعبها بآلته، والجذع هو ذلك الخط الرقيق المتصل برأس النغمة وحين يشير ذلك الجذع إلى الأعلى فهذا يعني أنه مصاحب لجانب رأس النغمة الأيمن، أما حين يشير إلى الأسفل فهذا يعني أنه يصاحب الجانب الأيسر من رأس النغمة، وبالنسبة للراية فهي ذلك الخط المقوس في نهاية الجذع وترسم دوما إلى اليمين وجميعهم سويا يؤدون مهمة إرشاد الموسيقي إلى قيمة الوقت لأي نغمة.
الدرس الثالث: المسافات الموسيقية
الموسيقى هي سلسلة متصلة من النغمات والمسافات التي بينهم، ويطلق على تلك المسافات لفظ” الاستراحات” وحتي في فترة الصمت هناك أيضا حركة وحياة للموسيقى أما عن طريقة تدوين المسافات فتتم بالشكل التالي: يتم تمثيل المسافات برموز معينة لتحديد استمرارية نغمة بعينها؛ فاستراحة النوتة كاملة هي عبارة مستطيل ينحدر من الخط الرابع، بينما استراحة النصف نوتة فهي مستطيل يقع على الخط الثالث، وبالنسبة لاستراحة الربع نوتة فتتمثل في خط متعرج.
الدرس الرابع: إيقاع الموسيقى
الإيقاع هو إحساس الموسيقى وهو الذي يرشدك إلى كيفية استخدام دقات النغمات؛ فعلى سبيل المثال إذا قمت بالنقر بواسطة إصبعك على المكتب وبدأت بالعد 4،3،2،1 بشكل منتظم حينها لن تشعر بأي متعة مجرد لحن رتيب، أما إذا جربت أن تضرب بقوة أثناء عد 4،2 وضرب برفق في 3،1 سيكون إحساسك وقتها مختلفا عن النقر الأول هذا الإحساس المختلف الذي راودك يسمى الإيقاع؛ وإذا ما تخيلت أنك تمشي سيرا على الأقدام فكل خطوة تخطوها تساوي دقة ويتم الترميز لها بربع نوتة -وذلك لكون أغلب الموسيقى في العالم الغربي تتكون من أربع دقات لكل ميزان موسيقي- فإذا كان إيقاع الخطوات كالتالي 4،3،2،1 فكل خطوة تساوي ربع نوتة وفي ورقة النوتة الموسيقية تكون الربع نوتة ممثلة في النقط السوداء المرتبطة بالجذع، وفي حال أبطأت خطواتك قليلا لنصف السرعة فأنت في هذه الحالة تأخذ خطوة كل دقتين 3،1، أما إذا أبطأت خطوتك أكثر فأنت تأخذ خطوة كل أربع دقات 1.
الدرس الخامس: المقامات الموسيقية
المقام الموسيقي هو عبارة عن مجموعة من الحروف المتناغمة والتي تعبر عن إحساس معين أو شعور بداخل الفرد يتم التعبير عنه بهذا المقام، ومن أشهر المقامات الموسيقية : مقام المايجور وهو ما يسمي بالسلم الكبير ومقام الماينور وهو ما يطلق عليه السلم الصغير، ولكل حرف من الحروف الأساسية ( دو- ري- مي- فا- صول- لا- سي) سلم كبير وآخر صغير ومن الممكن معرفة الحروف التي يضمها كل سلم عبر قانون خاص بالمايجور وقانون آخر بالماينور، وبالنسبة للقانون الخاص بمقام المايجور: نبدأ بالحرف الذي نُريد معرفة السلم الكبير الخاص به ثم بعدها نبدأ بحساب المسافات ونأخذ كل حرف ونطبق عليه هذا القانون: 1(مسافة) – 1( مسافة) 1/2 مسافة- 1( مسافة) 1/2( مسافة) – 1(مسافة) ومن الجدير بالذكر بأن معرفة القانون الخاص بالماينور يتم عن طريق تطبيق القانون التالي: 1-1-1/2 -1-1-1/2-1.
ومن الجدير بالذكر أن قراءة النوتة الموسيقية تتطلب بالأساس التتلمذ على يد مدرب خاص أو الذهاب لأحد المراكز المتخصصة وذلك لأن القدرة على قراءة تلك النوتة الموسيقية يجب أن يُطعم بالتدريب على إحدى الآلات الموسيقية كما أن قواعد قراءة النوتة الموسيقية ترتبط إلى حد كبير بقواعد الرياضيات ومعرفة لغة الأرقام مهمة جدا وداعم رئيسي للتمكن من تلك القراءة، في النهاية إجادة أي نوع من الفنون والموسيقي إحداها يتطلب الكثير من الجهد والإصرار ومعرفة السراديب الخاصة بكل فن معرفة دقيقة هي عملية معقدة وبالغة التركيب، وعلى الرغم من كل الجهد الذي ستبذله للوصول إلى إتقان قراءة النوتة الموسيقية إلا أنك ستدرك في النهاية أن الأمر يستحق، فمجرد مقدرتك على تأليف المقطوعات الموسيقية والدمج بين الأصوات المختلفة واللحن الجلىّ الذي سيصدع من خلال تلك الآلات سيجعلك تشعر بأنك في عالم آخر.
أضف تعليق