جنون المظاهر أحياناً يتعدى الحدود جداً بل وأحياناً أخرى يكون جنون بالفعل، وليس مجرد كلمة تقال كبلاغة عن قيمة هذا الاهتمام بهذا الشيء في المجتمع وبعض الناس يعتبرون أن جنون المظاهر يلتصق ببعض الناس فقط أو فئة معينة من الناس مثل الممثلين والشخصيات العامة الذين يعتمدون على المظاهر في حياتهم اليومية، ولكن الحقيقة أن هذا الشيء يغزو الجميع بطلاقة وأي إنسان يبحث عن المظهر الذي يتمنى أن يكون عليه ولكن المشكلة تقع عندما يكون مظهر الشخص لا يعبر عن الشخص نفسه فتبدأ هنا أثار جنون المظاهر التي تتمثل في أشياء كثيرة سنعددها. ومن ضمن الذين يقعون في هذا المرض العصيب هم الفتيات الذين يتمنين أن يمتلكن مظهر معين وليس لهم يد في الموضوع وهن لا يمتلكونه، فتجد بعض الفتيات تريد أن تصير رفيعة الجسم وليست نحيله ولكنها في نفس الوقت تعاني من السمنة فيكون هذا شيء ينغص عليها حياتها لأنها ستشعر بالذنب كلما تأكل أي شيء، وهناك حالات تبدأ فيها الفتيات بالأكل ثم تضع اصبعها في فمها لتتقيأ ما أكلته حتى لا تصير سمينة وهذا درب من دروب جنون المظاهر التي نتكلم عنه، وفي الأخير تتعرض مثل هؤلاء الفتيات إلى أنيميا حادة لنقص الفيتامينات في أجسامهن وقد يصل الأمر إلى تابعات خطيرة. وهناك عوارض أخرى لجنون المظاهر سنذكرها في المقال لذلك عزيزي القارئ عليك بهذا المقال لتثقيف نفسك ومعرفة كيف تتعامل مع مظهرك بشكل متزن نفسياً.
متى يصبح جنون المظاهر أمرًا خطيرًا ؟
عمليات التجميل
كثير من السيدات يولدن بهيئة جميلة ولكنهن لا يقدرن هذا ولا يعرفن قيمة أن شكلهن هذا هو الحقيقة ولكنهن لا يقبلن ذواتهن بشكل طبيعي لذلك يبحثن خلف عمليات التجميل لتصليح الشكل الخارجي للوجه وأحياناً يصل الأمر لتغير شكل أجزاء الجسم، حيث تلجأ بعض السيدات لزيادة حجم مناطق معينة في جسدها ليعطيها قوام أنثوي هي تريده. وقد يصل جنون المظاهر أحياناً إلى إن المرأة تريد أن تصير شبه شيء معين أو فتاه معينه والعلم الحديث جعل الأمر عادياً تحت عدة إجراءات مثل تكسير عظام الفك وإعادة لحمها بطريقة معينة. قد تقول إنني أبالغ ولكنها الحقيقة عزيزي القارئ جنون المظاهر فعل الكثير والكثير بعقول الناس حيث جعل بعض السيدات تغير شكل عينيها لتصير شبه القطة، وهناك بعض السيدات تلسع شفاهن بالنحل حتى تتورم الشفا وتنتفخ بصورة طبيعية فيصير مظهر المرأة جذاب بالنسبة لها وهناك سيدات يتخلين عن شكلهن ويتحولن إلى شكل امرأة أخرى تماماً. كل هذا يعرفك ما هو جنون المظاهر الذي نتحدث عنه وخصوصاً في الغرب لأن إمكانياتهم المادية تسمح لهم بالدفع لأطباء التجميل حيث تكثر هناك عمليات شد الجلد التي باتت طبيعية للسيدات اللاتي تعدين الخمسين، فبالنسبة لهم التجاعيد هي شيء يوحي لها بسوء الحالة وكبر السن. لذلك عزيزتي نصيحتي لك اقبل نفسك كما هي وستجد نفسك في غنى عن كل هذا وسيقبلك الجميع كما أنت.
استخدام الهرمونات
انتشرت في الآونة الأخيرة فكرة أن الشباب يذهبون إلى الصالات الرياضية لتكوين جسم رياضي لائق وهذا في حد ذاته جيد ولكن الغير جيد هو أن بعض الشباب لا يريدون فعل المجهود والصبر اللازم لتكوين جسم مثالي، لأن تكوين الجسم مثالي يأخذ تقريباً ما بين الستة أشهر إلى الثلاث سنوات من العمل المتواصل والأكل المتناسق وهذا كله في حد ذاته متعب جداً على المدى الطويل. لذلك يقرر بعض الشباب أن يتجهوا إلى حقن أنفسهم بهرمون التستيرون المركز لزيادة حجم العضلات في أجسامهم بسرعة غير اعتيادية ولكن هذه الطريقة ليست طبيعية ولذلك تأثيرها مدمر على بعض الأشخاص الذين ينقلب عليهم هذا الفعل إلى مشاكل صحية مزمنة. وهناك أنواع أخرى من الحقن أيضاً تضر الجسم جداً وبعض المصانع الغير المرخصة التي تصنع مكملات غذائية غير أصلية بمواد ضارة على الصحة وغير موزونة، كل هذا الضرر وهؤلاء الشباب يعلمون ولكن جنون المظاهر يجعلهم لا يتوانون عن فعل هذا ويضرون صحتهم بشكل فظيع يصل أحياناً إلى الفشل الكلوي.
أمام المرآة
قد يستغرب البعض أن هناك بعض الأشخاص يستغرقون من العمر ما يقارب الثلث وهم ينظرون إلى المرآة، ولكنه يا عزيزي جنون المظاهر الذي يجعل الشخصيات النرجسية والتي هي مؤهلة تماماً أن تجلس أمام المرآة لمدة تزيد في اليوم عن الأربع ساعات، وقد يقول البعض أن هذا أمر مبالغ فيه ولكن الحقيقة هي لا فهناك بعض الأشخاص فقط ينظرون لأنفسهم يومياً لساعات طويلة ويحدث هذا كثيراً في سن البلوغ الذي يراقب فيه الشخص البالغ نفسه يومياً لأن في هذا الوقت تكون التغيرات سريعة وملحوظة وهذا يحفز هؤلاء الشباب على النظر يومياً إلى المرآة لمدة طويلة بحثاً عن التغير الجديد الذي حدث في أجسامهم ووجههم. الشباب يراقبون الشعر الذي يكسو وجوههم وأجسامهم والفتيات تراقبن أجسامهن التي تنمو بسرعة غير اعتيادية وهم لا يعلمون ولا يشعرون أن الوقت يمضي بل يفاجئون أنهم قضوا هذه المدة ينظرون لأنفسهم ثم يذهبون ثم يرجعون مرة أخرى وهكذا يقضون جزء كبير من حياتهم.
الاكتئاب
وهو أسوء أنواع جنون المظاهر تأثيراً على الإنسان حيث يتعرض الشخص وخصوصاً الفتيات لنوع من الاكتئاب بسبب عدم رضاهم عن جمالهن ويحدث هذا في صورة عصبية وبكاء ولأي سبب من الأسباب ومحاولة الفتيات إخفاء العيوب بالمكياج والذهاب إلى مصفف الشعر كثيراً. الإشكال هنا أنه بعدما تفعل الفتاة أو المرأة كل هذا ستظل أيضاً غير راضية عن جمالها لسبب بسيط لأن مثل هؤلاء السيدات لا ينظرن إلى أنفسهن بل يقارنون جمالهن بجمال السيدات الأخريات، وخير دليل على هذا هو قصة ديزني الشهيرة عن الساحرة التي كانت تكلم المرأة وتقول لها من هي أحلى امرأة في العالم لترد المرآة عليها. هذا حقيقي نوعاً ما وليس مبتزل أو مجرد فيلم كارتون فالحقيقة هي أن السيدات تقارن جمالهن بأي امرأة أخرى فإن وجدت نفسها أجمل ستفرح وإن وجدت نفسها في مقارنة خاسرة ستتضجر جداً وتتضايق إلى حد كبير لأنها شعرت أن هناك واحدة أجمل منها وستحاول جاهداً أن تتفوق عليها في الجمال بأي طريقة كانت.
كن على سجيتك
عزيزي القارئ يجب أن تعلم أنك على سجيتك أجمل بكثير من صنع الجمال المزيف أو أن تكون شخصاً لست عليه أو أن تكون مشابه لأحد تراه أنت جميلاً، فالحقيقة أن شكلك هو جزء لا يتجزأ من شخصيتك ويجب عليك أن تتقبل شخصيتك ومنها شكلك أيضاً. فيجب عليك أن ترى نفسك جميلاً حتى يراك الناس من حولك جميل لأنه ربما أنت تكون جميلاً فعلاً ولكن سعيك الدائم وراء شيء أخر يحرمك من كونك إنسان جميل. ولا تفهم من كلامي أني أقول لك ألا تهتم بمظهرك بالعكس اهتم جداً بمظهرك ولكن في حدود المعقول وبمحبة لمظهرك وشكلك وقناعة تامة أن هذا هو أنسب شكل لك ويجب أن تكون عليه. لأن هويتك في هذا الوجه وهذا الجسد فلا تتسرع في أن تذهب نحو أشياء ترى أنت أو المجتمع أنها ستجعلك جميلاً لتفاجئ في الأخير أنك فقدت هويتك وشكلك الأصلي.
أضف تعليق