تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » أطعمة الدفء : كيف تحصل على الدفء عن طريق الطعام بسهولة ؟

أطعمة الدفء : كيف تحصل على الدفء عن طريق الطعام بسهولة ؟

مع اقتراب فصل الشتاء نبحث جميعًا عن الدفء، والأمر الجيد أن الطعام نفسه من الممكن أن يكون بابًا للحصول على الدفء، فكيف ذلك؟ عن طريق أطعمة الدفء التالية.

أطعمة الدفء

هل تستغرب من مصطلح أطعمة الدفء ؟ الشتاء اقترب والبرد يهرع في الطريق إلينا طارقًا على كل الأبواب التي يمر عليها وهو يحث الخطى، معروفةٌ استعدادات الشتاء وقضاء لياليه الباردة تحت طبقاتٍ من الملابس الصوفية الدافئة وأكوامٍ من الأغطية وكوب مشروبٍ ساخنٍ بين أيدينا، ليل الشتاء طويل وبرودته في بعض الأوقات تكاد لا تحتمل، جميعنا نعرف مشروبات الشتاء الساخنة التي تزرع الدفء في أوصالنا وتجعله يتخلل عظامنا مع كل رشفة، لكن أحيانًا بمجرد أن ينتهي الكوب الساخن تفقد معه دفء جسدك وتعود للبرودة ثانيةً، ولهذا وُجدت أطعمة الدفء فقديمًا لم يملك الإنسان مدافئ أو أنظمة تدفئةٍ مركزية أو حتى بيوتًا صلبةً تقيهم شر الرياح والعواصف الشتوية، كثيرون خشوا الشتاء لأنهم كانوا يموتون من البرد ولم يجدوا للدفء سوى سبيلين أولهما النار وثانيهما الطعام، مع التجربة وجد الإنسان أن جسده يحصل على حرارةٍ ودفءٍ أعلى من بعض أنواعٍ من الطعام خلافًا للبعض الآخر، وبعض الأطعمة كانت لعنةً عليه في الشتاء فكأنها تزيده معاناةً مع معاناة البرد، ألم تسأل نفسك قط لماذا تنمو بعض الفواكه والخضروات والأعشاب بشكلٍ موسمي؟ لأنها تعتمد على حالة الطقس لتنمو بالطبع! لكن ألم تسأل نفسك عن الحكمة التي وراء ذلك؟ لماذا نجد البطيخ والمانجو بكثرةٍ في الصيف حيث ترتفع حرارة أجسادنا وتفقد سوائلها ونكون بحاجةٍ للمرطبات والعصائر؟ ولماذا تنمو أطعمةٌ تبعث الدفء في الأوصال في الشتاء؟ أليس لذلك حكمة؟

أطعمة الدفء ودورها في الحفاظ على درجة حرارة الجسم

كيف تساعد الأطعمة الجسد على الدفء

لماذا يوجد للأطعمة تأثيرٌ حراريٌ على الجسد من البداية؟ وكيف سيساعد الطعام على تدفئة الجسم أو تبريده وتغيير درجة حرارته؟ على سبيل المثال الأطعمة المرطبة والباردة كالبطيخ والمانجو كما ذكرنا هي فواكه خفيفة ومليئة بالعصير المنعش، لا تحتاج من الجسد أن يبذل مجهودًا في هضمها ولا ترهقه لأنه مرهقٌ كفاية من حر الصيف، تساعد السوائل والعصائر فيها على تبريد الجسد وتعويضه عما فقده من سوائل بسبب الحر، كما أنها تمتلئ بالسكريات الجاهزة واللازمة لإمداد الجسم بالطاقة دون أن يتعب في الحصول عليها، ومن ناحيةٍ أخرى جاءت أطعمة الدفء وطريقتها، تعتمد أطعمة الدفء على عدة طرقٍ في عملها، مثل أن أغلبها يكون ذو تركيبٍ شديد التعقيد وعندما يتناولها الإنسان يبدأ بهضمها بصعوبة ويشارك كل أعضاء الجهاز الهضمي في عملية الهضم تلك والتي قد تدوم لساعاتٍ طويلة بغرض تفكيك كل جزيئات الطعام المعقدة وتبسيطها للدرجة التي يسمح فيها للجسد بامتصاصها والاستفادة منها، عملية الهضم تلك تحتاج لطاقةٍ كبيرة وينتج عن تلك الطاقة والتفاعلات والحركة الهاضمة حرارةٌ كبيرة تستمر طوال ساعات الهضم وتنتشر في كل أنحاء الجسد، بعض الأطعمة تكون حارةً بنفسها وتعطي للجسد تلك الطاقة الحرارية فتساعده على الدفء، وأحيانًا تحمل تلك الأطعمة خواصًا معينة تجعلها تزيد من دفء وحرارة الجسد عبر زيادة دوران الدم في الجسم ووصوله بكثرة إلى أماكن لم يكن يصل لها إلا جزءٌ بسيطٌ منه، وحركة الدم وحرارته وسرعة دورانه تساعدان الجسد كله على اكتساب الحرارة.

بداية القائمة.. الخضروات

يوجد نوعان مهمان من الخضروات التي يتم تصنيفها من أطعمة الدفء أولاهما هي الجذور أو الخضروات التي تكون مدفونةً تحت الأرض أثناء نموها، مثل الجزر والبصل والثوم والبطاطا الحلوة أو المالحة والزنجبيل كلها تتكون من مجموعاتٍ من المكونات والمركبات التي تكون معقدةً في تركيبها وتساعد الجسد على توليد الحرارة وإخراج الطاقة، كما أن كثيرًا منها له فوائد صحية أخرى ويحمل العديد من الفيتامينات ويساعد على الوقاية من الأمراض والفيروسات التي يحملها لنا الشتاء مع برده، ويمكن إضافتهم دائمًا لأي نوعٍ من أنواع الطعام كمتبلٍ أو مقوٍّ للطعم والنكهة، النوع الآخر من الخضروات من أطعمة الدفء هي الخضروات الورقية مثل الخس والسبانخ والكرنب والكزبرة والكثير من الورقيات والخضروات التي تحمل اللون الأخضر سنجدها قادرةً على توليد درجة حرارةٍ عاليةٍ جدًا داخل الجسم، ويرجع ذلك إلى صعوبتها في الهضم وأنها تحمل الكثير من الألياف بين مكوناتها تجعل الجسد يبذل طاقةً خياليةً لهضمها مولدًا حرارةً تدوم لساعاتٍ طويلةٍ تجعل جسدك منعزلًا عن البرودة الخارجية، وتحمل تلك الألياف خبرًا سارًا للراغبين في فقدان أوزانهم حيث أن الألياف تستهلك الطاقة العالية وتولد الحرارة وتساعد الجسد على فقدان الوزن كلما طالبت بطاقةٍ أعلى تساعدها على هضم الألياف، إلا أن الألياف لا تُهضم في النهاية ولا تمتص فلا تزيد الجسد وزنًا وإنما أنقصته وأعطته الحرارة وحسب.

الحبوب والبقوليات

تساعد الحبوب على توليد الحرارة في الجسم خاصةً القمح والشوفان والأرز بسبب احتواء بعضها على الألياف من جهة، أما الجزء الأكبر والأهم هو احتوائها على مركباتٍ معقدة من الكربوهيدرات التي تستهلك وقتًا وطاقةً في هضمها وتفكيكها، كما أن الكربوهيدرات هي المصدر الأساسي للسكر الذي يتم تحويله لطاقةٍ في الجسم ما يعني أنها تمد الجسم بمخزون جديدٍ وإضافي من مولدات الطاقة والحرارة فتساعد الجسد على الدفء بسرعة، أما حبوب البقوليات فأكبر مكونٍ تحتويه هو البروتين النباتي مثل العدس واللوبيا وحبوب الفاصولياء والفول وغيرها من الحبوب البقولية التي تمد الجسد بالبروتين النباتي بشكلٍ مباشر وهو ما يستحث الجسد على إنتاج الحرارة أثناء هضمها.

البذور والأعشاب

ستجد الكثير من البذور وزيوتها مثل الصنوبر والسمسم والسوداني وزيته وكثير من المكسرات مثل الكاجو والفستق وعين الجمل كلها تساعد على توليد الحرارة في الجسد، والكثير منها لا يملك مميزة توليد الحرارة وكونه من أطعمة الدفء وحسب وإنما يحملون الفوائد والفيتامينات ولزيوتهم ومكوناتهم فوائد غذائية لا تعد ولا تحصى، الأعشاب من أهم مولدات الحرارة وباعثات الدفء مثل الريحان والكراوية والروزماري وغيرها من الأطعمة العشبية خاصةً عند إضافتها للطعام تعطيه الطعم والرائحة وتقوي النكهة ويستفيد الجسد من مكوناتها وحرارتها.

البهارات

واحدةٌ من أكبر أطعمة الدفء هي البهارات والبهارات الحارة على وجه الخصوص، أظن أن البهارات كانت أول الأطعمة التي جعلت الإنسان يلتفت لحقيقة أن بعض الأطعمة قادرةٌ على بعث الحرارة في أوصاله، بين البهارات الحارة كالشطة ومسحوق الزنجبيل والفلفل الأسود ومنها العادي لكنه ما زال قادرًا على توليد حرارةٍ هائلةٍ في جسمك مثل الحلبة وبذور الخردل و الشبت و الكركم والنانخة كلها تعتبر من فواتح الشهية ومحسنات الطعم ومحسنات المناعة في جسم الإنسان، لكن الأقوى والأفضل هو كونها تزيد من دوران الدم في الجسم والأحشاء والأطراف فتحسن من درجة حرارة الجسد وتزيد من الدفء.

الشاي الأخضر ومشروبات الأعشاب

الشاي الأخضر ليس من أطعمة الدفء لكنه بالتأكيد من مشروبات الدفء وباعتبارنا تحدثنا عن الأعشاب فيحق لنا أن نضيف مشروباتها إلى القائمة، كل الأعشاب وبعض البهارات والبذور من الممكن أن تصنع منها مشروبًا في ليالي الشتاء يعيد الدفء إلى جسدك ويطرد منه البرودة.

الآيس كريم!

صدق أو لا تصدق أن الآيس كريم البارد يستطيع أن يساهم في تدفئة جسدك بكل ما يحمله من سكرياتٍ ودهونٍ تحتاج إلى الهضم وحرق ما يجعل جسدك يستغل بعض السعرات الحرارية وينتج قدرًا لا بأس به من الحرارة، لكن المشكلة الوحيدة التي ستواجهك معه هو حصولك على حلقٍ محتقنٍ ثمنًا لجسدٍ دافئ.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

أربعة × 2 =