الشغف هو ذلك الشعور القوي الذي يجعل الإنسان في أكثر حالاته تألقا ويدفعه دوما للمغامرة ويمنحه بهجة الحياة، كما يضفي الشغف على الإنسان سحراً خاصاً به يجعله يشع نشاطاً وفرحة، ولكي يتسنى لك الدخول في تلك الحالة الإنسانية شديدة العمق يجب أن يكون لديك رغبة داخلية في إحداث فارق بمعني أن تكون لديك القوة والشجاعة على تجاوز خوفك وخوض حياة مختلفة تكون مستعدا خلالها على بذل كل ما بوسعك من جهد لتحقيقها وفي المقابل تكون على استعداد لتقبل كافة العواقب والنتائج الغير متوقعة مع وجود يقين مترسخ بداخلك بأنك ستنجح في النهاية مهما طال الوقت، ولكي تخوض حياة مفعمة بالشغف يجب عليك أن تقوم بالآتي:
كيفية خوض الحياة مع الشغف
الشغف مقترن دوما بوجود أهداف
الشغف يعني بالأساس أن نقدم على أفعال وتصرفات تجعلنا أكثر سعادة ونكون على استعداد دائم أن نبذل كل الجهد في سبيل ذلك الشعور القوي الذي يخلفه لدينا، ولكن من الضروري أن تكون تلك الأفعال جزء من خطة أهدافنا وإلا كانت أفعال في مهب الريح ومجرد متعة مؤقتة ستزول بزوال الأيام، وبالتالي بدون وجود أهداف رئيسية لدي الإنسان محددة وواضحة المعالم ومقسمة إلى خطوات قصيرة وطويلة المدي لن يكون هناك شغف حقيقي، فعلى سبيل المثال لا الحصر الإنسان الشغوف بالسفر يجب أن تكون لديه خطة واضحة المعالم عن البلدان التي ينوي زيارتها وأن يضع كل جهده وماله في سبيل ذلك الهدف وليس المقصود أبدا أن يسافر إلى دولة واحدة فحسب ثم يبحث عن شغف آخر، فالشغف يخدم أحلامنا الحقيقية التي ظلت تراودنا زمنا وفي المقابل يبعث لنا دوما بإشارات عن إمكانية تحقيق تلك الأحلام.
حب المغامرة
المغامرة هي مغزي الحياة وروحها؛ هي التي تجعلك تقدم على المخاطرة وتسلك مسارا مختلفا لا تعلم تحديدا كيف ستكون نهايته مثل أن تترك عملك الذي لا تحب فعله وتبدأ مشروعك الخاص أو أن تقرر السفر إلى بلاد مجهولة حول العالم، وفي المقابل يكون لديك الاستعداد لتقبل العواقب لتلك المخاطرة والشجاعة على أن تتحمل الصعاب التي تواجهك مهما كانت كثيرة، وإذا كنت من هؤلاء الأشخاص الذين لديهم حب المغامرة فحتما سيصاحبك الشغف فهو الوقود اللازم لرحلة المغامرة وهو الذي سيساعدك على إكمال مسارك المختلف حتي النهاية لأنه سيذكرك دوما بكل لحظات الدهشة والإثارة التي اختبرتها وسيدفعك للحماس في كل مرة يغالبك فيها الشعور بفتور الهمة والإصابة بالوهن.
ترك منطقة الراحة القاتلة
فعل نفس الأشياء مرارا وتكرارا بشكل روتيني يومي يجعلك تعتاد تلك الأفعال وترتاح لأدائها بنفس الشكل كل يوم، ذلك الشعور بالراحة الذي يراودك وتلك المنطقة التي لا تراوحها تسمي منطقة الراحة القاتلة وتنعت بالقاتلة لأنها تقتل حس الإبداع لديك، وقطعا لن تجد الشغف الخاص بك وأنت موجود في تلك المنطقة نهائيا لأنك توقفت منذ زمن عن طرح الأسئلة حول الأشياء التي تحبها حقا واكتفيت بالأشياء التي تجيد فعلها بشكل متكرر،ولذا إذا أردت أن تحيا حياة مليئة بالشغف عليك ترك تلك المنطقة فورا وتجربة شيئ جديد لم تتوقع أن تختبره أبدا كأن تقرر السفر إلى مكان بعيد جدا، أو تجربة شيئ مختلف مثل العزف على آلة موسيقية لم تعزف عليها يوما، تجربة طبخ طعام مختلف من ثقافة شعبية أخرى مثل هذه الأمور وغيرها كثير سوف يوقظ حس الإبداع لديك ويجعله يعمل من جديد بصحبة الشغف لإضفاء المزيد من شعور الحياة على حياتك التي افتقدت هذا الشعور.
الثقة القوية بالنفس
الثقة بالنفس هي ذلك الشعور الذي يجعلك في حالة نفسية تتسم بالرضا والقناعة واليقين التام بأننا على الطريق الصحيح وأن ما قد نمر به من صعاب هي مجرد تحديات علينا فقط اجتيازها، ومن الجدير بالذكر أن الثقة بالنفس ضرورة أساسية من ضروريات خوض حياة مفعمة بالشغف ذلك لأن تلك الحياة تقتضي بالأساس أن نسلك مسارا مختلفا عن العادة وأن نترك وراء ظهورنا منطقة الراحة القاتلة وأن نغامر فإذا ما راودنا شعور عدم الثقة بالنفس فسوف تزداد مخاوفنا قطعا من ذلك الطريق المجهول وسوف نتساءل دوما عن جدوي ذلك الطريق، ولذا لزم وجود ثقة قوية في النفس لخوض حياة حقيقية غير تلك التي تتسم بالسير بمحاذاة الحائط، ولكي نجعل ثقتنا بنفسنا أقوي علينا أن نكون سباقين لمعرفة كل ما يتعلق بأحلامنا وأن نخطط جيدا لكل خطوة ونضع خطط بديلة، علينا أيضا أن نكون صورة ذهنية واضحة عن الشخص الذي نرغب في أن نكونه لكي نصبح قادرين على تحقيق أحلامنا، وأن نطلق لأنفسنا العنان ونطرح جميع مخاوفنا جانبا، وذلك لأن الحياة المثيرة والمليئة بالشغف لا تتواجد مع المخاوف على أية حال.
ممارسة الرياضة
تؤدي ممارسة الرياضة إلى دفع الأدرينالين في الجسم مما يؤدي بالضرورة إلى زيادة تدفع الحماس تجاه الحياة وتعطي إحساسا رائعا بالقوة والتغلب على الملل كما أنها تنمي لدي الإنسان الشعور بالسعادة، ويذكر أيضا أن ممارسة الرياضة تساعد على تصفية الذهن وتقوية الثقة بالذات، ومن الرياضات التي تساعد الإنسان على الشعور بالإنجاز والقدرة على ممارسة المزيد من الأعمال؛ الرقص والسباحة واليوجا وهناك أيضا الرياضات الجماعية مثل ممارسة لعبة كرة السلة وكرة القدم والكرة الطائرة، وإذا ما أدرت المزيد من تدفق الأدرينالين ربما عليك تجربة الرياضات الخطرة مثل ركوب الدراجات البخارية الجبلية أو القفز بالمظلات، أما الميزة النفسية للرياضة فهي ذلك المظهر المشرق الذي تخلفه على ممارسيها وهو ذلك المظهر الذي يشبه إلى حد كبير السحر الخاص الذي يتركه الشغف على متبعيه.
تنمية الجانب الفني لشخصيتك
يمتلك كل فرد منا جانباً فنياً في شخصيته ذلك الجانب الفني هو ما يكسب الحياة رونقها ويجعلها بمظهر أجمل، كما يرتبط ذلك الجانب الفني ارتباطا كبيرا بالجانب الروحي لشخصياتنا و يساعد الإنسان على تخطي المشكلات النفسية التي قد تصادفه مستقبلا، ولكي يكتشف الإنسان ذلك الجانب الفني عليه أن يقوم بالتجربة أولا؛ فعليه أن يجرب الرسم، الكتابة، حياكة الملابس، العزف على آلة موسيقية، ومن المستحسن أن تكون مدة التجربة أسبوع متواصل أو على حسب النشاط الذي سيقوم بتجربته، وبعد التجربة واكتشاف ذلك الجانب المبهم والثري من شخصيه عليه أن يقوم بتنمية ذلك الجانب تنمية متواصلة لا تنقطع، لأن هذا الجانب الفني هو الذي سيضمن بالضرورة مواصلة تدفق الإبداع داخل ذواتنا وبالتالي استمرار تواجد الشغف.
وفي النهاية أيا ما كان العمل الذي تقوم به وأيا ما كانت أهدافك في الحياة عليك دوما ملاحقتها ووضع الخطط لتنفيذها ، وذلك لأننا نمنح فرصة الحياة لمرة واحدة فقط في العمر، ويجب أن تكون هذه المرة مليئة بالأحداث المثيرة والمغامرات الجرئية، علينا أن نخوض حياة مفعمة بالشغف وأن نكون فخورين بذلك لأن الحياة بغير ذلك قاتلة ولا تحتمل، ولأن الروتين يجعل الأشخاص الذين يعيشون وفقا له بلا أرواح فقط أجساد متحركة، ولأن الإبداع لا يعيش أبدا داخل تلك الأجساد وكذلك الشغف.