عشق الروائح هذا ليس مجرد شيء عابر كأنك تشم رائحة لطيفة ثم تمشي ولكن عشق الروائح لدى البعض هو حقيقة مطلقة حيث تكون الرائحة أولويات في حياة هذا الشخص أو هذه السيدة أو هؤلاء العشاق وهناك أنواع لا حصر لها من الروائح في العالم وكل رائحة لها ميزة ومن الممكن أن يكون هذا هو سر عشق الروائح الذي هو يميز الشيء. مثلاً إذا كنت تمشي بجوار محل عطور فأول شيء سيلفت نظرك وأنت لا تعلم بأن هناك محل عطور في المكان هو الرائحة ثم ستتبعها بأنفك ثم ستجد نفسك أمام محل عطور وقد يكون هذا مثال بسيط جداً ولكن الحقيقة أن الروائح لها مريدين كثر بل وأحياناً مجانين كثر وسنحكي في نقطة منفصلة على رواية “العطر قصة قاتل” لباتريك زوسكيند. ولكن قبل أن نتحاكى في عشق الروائح يجب أولاً أن نعرف جيداً أن هناك نوع من الطب اسمه طب الروائح وهو نوع من أنواع العلاج عن طريق الزيوت النباتية والأسانسات العطرية للورود والنباتات المختلفة ليشمها الشخص فتتغير حالته النفسة ومنها يحدث تحسن للحالة الفسيولوجية بالتبعية، وهناك طرق متبعة لهذا النوع من العلاج وليس مجرد شيء عشوائي يحدث فالموضوع له عدة طرق ولكن أفضلها على الإطلاق هي عن طريق وضع زيوت عطرية لا تؤذي الجلد خصوصاً ومن ثم يتم الضغط على مناطق معينة وتدليك مناطق معينة في الجسد مما يجعل الدورة الدموية في قمة عملها وفي نفس الوقت يحدث للجسم رخاء واستجمام نفسي وجسدي مما يجعل المريض يشعر بتحسن فوري عن طريق الإيحاء الذي تعطيه الرائحة وعن طريق المساج.
عشق الروائح ودور العطور في تحقيق الاتصال البشري
أهمية الروائح في العلاقات
في عشق الروائح أحياناً قد تسمع أحدهم يحكي عن فتاة كل ما لفت نظره فيها هي رائحة تنشقها عندما اقتربت منه وذهبت بعد ذلك، وقد تقول إنه هذا ليس سوى شخص مبالغ وأن هذه الفتاة لم تفعل شيء سوى أنها وضعت عطر فلا شيء مميز فيها، ولكن الحقيقة أن كل إنسان لديه حاسة شم ولكن أيضاً كل إنسان لديه احتياج كبير ليشم رائحة معينة. الدليل العلمي القاطع هو الطفل أو المولود الجديد فالطفل أو المولود لا يميز ببصره أحد أو سمعه إنما الحاسة الغريزية التي تعمل بقوة في هذا الوقت هي حاسة الشم حيث أنه يميز جسد أمه عن طريق رائحتها، ومن هنا الأمر حقيقياً وأن هناك روائح يميزها الشخص لا أحد يميزها غيره أو يحبها غيره. ومن هنا نجد أن هناك مثلاً نوع من العطور يحبه الزوج لزوجته ولا يجعلها تغيره أبداً والعكس هناك رائحة تحبها المرأة للرجل وبعض الناس يكون لديهم حب لرائحة عرق المقربين منهم وقد تجد هذا مقزز ولكنه حقيقي حيث تكون هذه الرائحة كأنها ميزة لا توجد إلا في هذا الشخص، وعلى العكس تماماً قد تجد أن هناك علاقات في بدايتها لم تكمل بسبب أن أحد الطرفين رائحة عرقة غير مقبولة لدى الأخر فيقول في نفسه كيف سأعيش بجواره بقية حياتي؟، وهكذا عشق الروائح يتحكم فينا ونحن لا نعلم أحياناً لكنه عشق حقيقي وقائم وواضح ومؤثر أيضاً. بل إن الروائح التي تخرج من الأجسام هي في الحقيقة رسائل كيميائية لعقول الأخريين بدون أن يشعر لا المرسل ولا المستقبل وتجعلنا نفهم رسائل من بعضنا بدون كلام، تماماً كروائح الخوف التي يشمها المفترس من الفريسة فيعرف متى ينقض.
عشق العطور
هناك أشخاص كثيرون يكونون مجانين بالعطور وهم لا يتصورون الحياة بدون رائحة مميزة حلوة تجعل نفسيتهم مبهجة وهناك نفسيات وإيحاءات مختلفة جداً للعطور فالأمر مدروس في الجامعات الأوروبية وحسب الإحصاءات أقروا أن مثلاً العطور المنتجة من الورود تعطي غالباً إيحاء بالفرح والمرح والإيجابية والإقبال على الحياة. لذلك في المصحات العلاجية خارجاً يكون من المهم جداً وضع آلات تبث عطور بشكل دوري في الأجنحة الذي يقيم فيها المرضى بتركيز خفيف وليس تركيز عالي فيعطيهم رغبة وحب للمكان ومنه للحياة. أما العطور التي ينتجونها من السيقان والأوراق للنباتات مثل الكافور وغيره فهي غالباً روائح تعطي إيحاء بالعمق والتفكير وتجعل الإنسان يرغب في العزلة ويريد أن يفكر كثيراً طالما أنه يشم هذه الرائحة، ويقولون إن هذا طبيعي لأن رائحة الطبيعة تجعل فعلاً العقل يريد التأمل وإمعان التفكير والتركيز على شيء. ربما يكون الكلام غريباً عليك عزيزي ولكنه عشق الروائح والجنون الذي لا يعلمه الكثيرين عن علاقة العقل البشري بالروائح وقد يصل الجنون أحياناً أن يكون الشخص جامع عطور، فهناك أنواع نادرة جداً من العطور غير متداولة بين الكثيرين لسبب غلائها الذي لا يُمكن الكثير من البشر الاستحواذ على هذه العطور.
شراء العطور
هذه النقطة مهمة جداً لأن نوع العطر الذي تضعه هو يعبر عنك أولاً وأخيراً، ويجب ألا تغفل على أن العطر الذي تضعه سيجعل نسبة قبولك لدي الآخرين عالية جداً لو كان عطراً مميزاً وهنا في هذه النقطة سنعطيك أولويات يجب أن تتفهمها قبل أن تشتري عطرك. أولاً لا يجب أبداً أن تضع عطراً حريمي وأنت رجل أو تضعين عطراً رجالي وأنتِ امرأة قائلين أنكم تحبون هذه الرائحة فالأمر يا عزيزي لا يمشي بهذه الطريقة فذلك سيضعك بمظهر غير كامل وناقص، لأن العطر جانب مهم جداً من المظهر، ويجب أن تعلم أن أي عطر يوجد منه رجالي وحريمي ولكن التركيزات والإضافات تكون مختلفة والعطر الرجالي غالباً يشعر من يشمه بالسخونة أما العطر الحريمي تكون نسبة زيوت الورد فيه أعلى فتكون له رائحة فاتحة تشعرك كأنك في جو ربيعي بمجرد أن تشمه والفرق يكون دائماً ظاهر بين العطر الحريمي والعطر الرجالي ولذلك عليك أن تتجنب هذه السلبية. ثانياً يجب ألا تختار عطر فواح جداً لأن هناك بعض الأشخاص من حولك سيكرهون الأمر لأنك ربما تحتمل هذه الرائحة الفواحة جداً ولكن هناك أشخاص لن يتحملون الموضوع مثلما تتحمله، فحاول دائماً ألا ترش كثيراً على ملابسك ظناً أنك تطمئن أن الرائحة ستظل ثابتة فالطبيعي أنك ستشم العطر لمدة خمس دقائق ومن ثم ستعتاد أنفك عليه ولن تميزه ولكن الآخرون سيميزونه، وليس عليك أن تضع كمية كبيرة حتى تضمن هذا فالموضوع مضمون. عشق الروائح دائماً يعتمد على الروائح الهادئة وليست الفجة لأن الرائحة الهادئة المميزة تجعل الآخرون يريدون أن يقتربون أكثر ليشموا هذه الرائحة بصورة أكثر شبعاً وسيجعل الناس تريد أن تقترب منك أكثر وهم لا يعلمون أنه مجرد إيحاء.
العطر قصة قاتل
وهي الرواية التي جسدت عشق الروائح في قصة جان باتيست جرانواي الطفل اللقيط الذي ولدته أمه في سوق السمك في باريس في القرن السابع عشر ليكبر هذا الطفل وفي أنفه ميزة غريبة جداً، كانت تميز أنف ذلك الفتى أي شيء بصورة قوية وكأنه يرى المواد من خلال أنفه لدرجة أنه كان يستطيع أن يمشي وهو مغمض العينين ويتتبع أنفه فقط. ومن ثم كبر هذا الطفل ليعمل لدى أحد أشهر صانعي العطر في باريس في هذا الوقت والذي علمه كيف يستخلص الرائحة من الورود بطريقة التقطير. ومن ثم جن جنون الولد وبدأ يعتقد أن هناك مركب عطري يتكون من 12 زيت عطري سيجعله يتحكم في الناس وهذه الزيوت سيأتي بها من جسد فتيات جميلات جداً، فربط الكاتب عشق الروائح والأنوثة برابط عبقري ومن ثم ركب الولد هذا العطر عن طريق قتل 12 فتاة جميلة وكان هو أكثر سفاح مطلوب للعدالة في هذا الوقت. وللعلم أيضاً هذه القصة أنتجت كفيلم رشح لعدة جوائز عالمية حيث كان عشق الروائح شيء جديد ودرباً جديداً من الجنون ليعرفه الناس.
الخلاصة عزيزي لا تستهين بعشق الروائح فهي تتحكم بك وبالأخريين وأنت لا تدري. فكر جيداً قبل شراء العطر المناسب وابحث عن واحداً يميزك.
أضف تعليق