مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، يعد من الصعوبة أن نستطيع النوم في حجرتنا دون أي عامل مساعد لتحسين الطقس الداخلي، وهنا يكون أمامنا الاختيار بين التكييف أو مراوح الهواء ، ولكن يجب مراعاة أيهما أفضل للصحة وخصوصاً صحة أطفالنا حتى لا يصابون بنزلات برد أو ارتفاع في درجات الحرارة. وقد أجاب على هذا التساؤل موقع برايت سايد وأكد أن هواء التكييف أقل ضرراً من مروحة الهواء، فهواء المروحة ربما قد يصيب الأطفال بالإسهال، كما أنه ينصح بضرورة ضبط درجة التكييف لتكون مناسبة لدرجة حرارة جسم الأطفال حيث يفضل ألا تقل عن 22 درجة. كما أنه توجد طرق أخرى لتحسين درجة حرارة الطفل ليتحمل الطقس الحار مثل: الاستحمام يومياً بالماء الفاتر، ارتداء الملابس القطنية، تهوية الحجرة الخاصة بالأطفال، وأيضاً تناول المياه بكميات تناسب طبيعة الطقس.
هل تعتبر مراوح الهواء أكثر صحية من مكيفات الهواء؟
مراوح الهواء خطر على الصحة
نتعرض في كثير من الأحيان ليوم طويل وشاق من العمل في درجة الحرارة العالية جداً، فنقوم بشرب الكثير من المياه الباردة والكثير من المرطبات الأخرى ثم عند عودتنا للمنزل نذهب للجلوس فوراً أمام المروحة الكهربائية التي اعتدنا الجلوس أمامها للتخلص من آثار الحر القاتل الذي نشعر به، ولكن تحدث لنا بعض النتائج الغريبة، فبدلاً من الإحساس بالانتعاش نجد أنفسنا نتناول الكثير من أكواب المياه الباردة لشعورنا بالظمأ الشديد، ويعد شعورنا بالظمأ الشديد الأمر الذي وصفته مجلة التايم في مقالها حول مراوح الهواء أنها لا تساعد كثيراً، كما أن المجلة تأكد أن الجلوس أمام المروحة للتخلص من آثار التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة لم تعد نصيحة جيدة، وأيضاً أشارت الدراسات التي نشرتها مجلة كوشران الطبية أن الجلوس أمام المروحة يعتبر تدميراً للصحة.
وأضافت مجلة التايم البريطانية: أن مراوح الهواء الكهربائية تقوم بسحب الهواء من أماكن أخرى وتعكسها علينا، ولكن عند زيادة درجات الحرارة إلى 35 درجة فأكثر فإنها بذلك تسحب الهواء الساخن جداً وتوجهه إلينا، وتؤدي إلى زيادة درجة حرارة الجسم والبشرة على الرغم من تكون إحساس زائف لدينا بالبرودة (وهو الإحساس الذي ينتج من تفاعل الهواء القادم مع حبات العرق على الجلد مما يسبب تبخرها)، ومع الاستمرار في التعرض لمروحة الهواء ترتفع درجة حرارة الأعضاء الداخلية للجسم بعد تبخر حبيبات العرق على الجلد الأمر الذي يصيب الجسم بالعديد من الأمراض.
كما أن الصحيفة تشير إلى أن الجفاف هو أول الأعراض التي تظهر على الجسم يتبعها خلل في السوائل داخل الجسم وهو ما يبرر حالة الظمأ المستمرة، وعند توقف الجسم عن إعادة إنتاج ما فقد من هذه السوائل نتيجة التشويش الحراري الخارجي الذي تسببه مراوح الهواء يؤثر ذلك على وظائف الأجزاء الحيوية للجسم مثل: الكلى والكبد. أيهما أقل ضرراً على الصحة مراوح الهواء أم التكييف؟
أضرار مراوح الهواء
أثبتت دراسة أجريت من قبل باحثون دوليين غير هادفين للربح يطلق عليهم The Cochrane Collaboration إلى أنه يوجد العديد من الأضرار من استخدام المراوح الكهربائية على صحة الإنسان، وخاصة عند ارتفاع درجات الحرارة بشدة حيث تعمل على زيادة سخونة الجسم بدلاً من تبريده.
كما أنها تؤدي إلى زيادة التعرق الأمر الذي يؤدي إلى الجفاف واختلال في التوازن الالكتروليتي (وهو الذي يؤثر على وظائف الجسم ابتداءً من القلب وحتى الأعصاب). وقد قام بعض الباحثون بالعديد من الدراسات نتج عنها أن استخدام مراوح الهواء يتسبب في حدوث أضرار أكثر من نفعها خاصة في حالة ارتفاع درجات الحرارة عن 35 درجة مئوية.
وعند التعرض لموجة حر شديدة ينصح الصليب الأحمر بالقيام ببعض الأمور التي تساعد على منع الإصابة بالأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة وسخونية الجو بعيداً عن استخدام المراوح، وتشمل:
- شرب الكثير من السوائل حتى مع عدم الإحساس بالعطش، والابتعاد عن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول.
- تجنب ممارسة التمارين الرياضية في أوقات اليوم الأكثر حرارة والتحرك ببطء.
- ارتداء الملابس الفضفاضة، القطنية، الخفيفة ذات اللون الفاتح لأن الألوان الداكنة تمتص أشعة الشمس.
- إذا كنت ممن يعملون في الجو الخارجي لابد من أخذ فترات راحة من آن لآخر.
- الاطمئنان على الأشخاص الذين نعرفهم من الأسرة والأصدقاء والجيران الذين يتعرضون للحرارة بكثرة.
مكيفات الهواء
وعلى الرغم من أن مكيف الهواء يعد أقل ضررا من مراوح الهواء، إلا أن مكيف الهواء هو الآخر له العديد من الأضرار وهي:
- الصداع حيث أنه إذا كان لديك تكييف مركزي في المنزل ويتم ضبطه دائماً على درجة حرارة منخفضة فذلك يسبب الإحساس بالصداع، وينصح دائماً باستخدام مرطبات البشرة للأشخاص الذين ينامون لساعات طويلة في التكييف لأن ذلك يسبب جفاف الجلد، وكذلك إذا كنت تعاني من أي مرض مزمن قد يكون نتيجة للنوم في مكيف الهواء، حيث يسبب التكييف تراكم الأعراض مثل: انخفاض ضغط الدم، التهاب المفاصل، التهاب الأعصاب وأيضاً صعوبة السيطرة على الألم.
- وعند النوم في مكيف الهواء لفترة طويلة يواجه الجسم صعوبة في التكيف مع درجات الحرارة بعد قضاء وقت طويل في درجات الحرارة المنخفضة، فعند الانتقال من جو بارد إلى الجو الحار الخارجي يؤدي ذلك إلى حدوث حالات وفاة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وقد بلغ متوسط عدد الوفيات إلى 400 حالة كل موسم صيف.
- وعلاوة على ذلك يؤدي عدم تنظيف المكيفات إلى تجمع الغبار والعفن الذي ينتشر بدوره في جميع أنحاء الغرفة عند تشغيل المكيف، وهذا لا يؤدي إلى الحساسية فقط بل أيضاً إلى مشاكل الجهاز التنفسي، كما أن التكييف يسهل عملية انتقال الأمراض عبر الهواء مما يؤدي إلى انتشارها وإصابة عدد من الأشخاص بها في آن واحد.
- وتؤدي بعض أنواع المكيفات إلى حدوث التلوث الضوضائي وبالتالي يؤثر عليك أثناء عملك كما أنه يحدث اضطرابات أثناء النوم، وفي السابق أشرنا أن الهواء الجاف الذي يصدر من التكييف يؤثر على الجلد، ولكنه أيضاً يؤثر على العين حيث يتسبب في زيادة حكة العين وتهيجها، كما أنه يزيد من مشاكل العين مثل: التهاب الجفون والتهاب الملتحمة.
- تتراكم الرطوبة في ريش مراوح التكييف عندما يدور الهواء البارد في المكيف ويجب تنظيفها أولاً بأول لأن تركها سيتسبب في نمو البكتريا والفطريات، وعند تشغيل المكيف دون تنظيفه ستتطاير البكتريا والفطريات وتؤدي لحدوث العديد من الأمراض لنا مثل: الالتهاب الرئوي الحاد.
- وكما ذكرنا أعلاه أن النوم في التكييف يؤدي إلى العديد من المشاكل في الجهاز التنفسي مثل: التهاب الحلق واللوزتين، ونزلات البرد وأيضاً يسبب التهاب المسالك البولية، ويؤدي النوم في التكييف لفترات طويلة لزيادة الشعور بالكسل وصعوبة القيام بالأنشطة المختلفة في حياتنا اليومية.
وفي النهاية يؤثر كلاً من مراوح الهواء والتكييف على العضلات والمفاصل، حيث يعاني الكثير من الأشخاص في فصل الصيف لآلام الظهر، تقلص العضلات والتهاب المفاصل نتيجة التعرض لـ مراوح الهواء وهواء المكيفات بطريقة غير سليمة حتى يتجنب الحر الشديد، ولكنه مع الأسف يعاني بقية فصول السنة من آلام الكتف والرقبة والظهر والذي قد يضطره للعلاج بجلسات العلاج الطبيعي إذا لم ينجح في علاجها بالأدوية.
أضف تعليق