في الغالب، لم ترتبط كلمتي المال والقمامة بذهنك في أي وقت سابق قبل قراءة عنوان هذا المقال. في الغالب، لم تحمل القمامة في مخيلتك سوى عبء حملها خارج المنزل إلى مكان تجميع النفايات إذا كنت رجلا، أو محاولة إقناع زوجك أو ابنك من أجل حملها إلى خارج المنزل إذا كنتِ أما. في الغالب، لم تكونوا على علم بأن هذه الأشياء التي تلقونها وتحملون عبء إلقائها، ما هي إلا نقود يتم هدرها دون أدنى محاولة للاستفادة منها! المال والقمامة هما لفظان متجانسان ومتكاملان ومرتبطان بطريقة وثيقة عزيزي القارئ. وهذا المقال لا يهدف إلا إلى شيء واحد، ربط المال والقمامة في ذهنك إلى الأبد. كيف سنفعل هذا؟ عليك أن تمر عبر سطور المقال لتعرف. لا تهدر نفاية أو مالا إذا وهيا لنبدأ معرفة كيف اجتمع المال القمامة في مكان واحد؟!
المال والقمامة : كيف يجتمع الضدان ؟
من أي شيء تتكون القمامة المنزلية؟
دعنا نبدأ حديثنا عن المال والقمامة بالحديث عن القمامة ومكوناتها في سبيل محاولة الربط بين المال والقمامة. فإذا كان بمقدور القمامة أن تدر مالا، فلا بد أنها تحتوي على ما يؤهلها لذلك الأمر. دعنا إذا نتخيل القمامة التي يخرجها منزلك البسيط ونعرف كيف تخفي تلك المكونات –بجانب الرائحة الكريهة والحشرات الكثيرة- المال الوفير؟!
النفاية البسيطة التي يخرجها منزل بسيط مكون من عائلة بسيطة هي أشياء لا تخرج عن القائمة القادمة. النفايات الزجاجية، النفايات الورقية، النفايات العضوية، النفايات المعدنية، النفايات البلاستيكية وأخيرا النفايات الكيميائية. إذا، عندما ترى أنت زجاجات فارغة أو علبة كارتون فارغة أو بقايا طعام من ليلة البارحة، فإن غيرك ممن يحاولون جمع المال والقمامة في جملة واحدة يرون أكثر من هذا بكثير. يرون زجاجات معادة الاستخدام في أغراض أخرى غير جمع السوائل، يرون ورقا مقوى قادر على صناعة الصناديق والديكورات، يرون علبا بلاستيكية بإمكانها أن تدخل في كل ركن من أركان استخدامات الحياة، وبالطبع يرون طعاما قابلا لإعادة الاستهلاك سواء للحيوانات في حال الطعام السليم، أو الأسمدة في حالات أخرى كثيرة.
المال والقمامة المنزلية؟
هناك، حيث الدول التي تعرف قيمة نفاياتها وتعرف كيف تحقق أقصى استفادة من تلك المخلفات، ستجد الكثير من الطرق شديدة السهولة لجني المال من القمامة. لأن في تلك الدول التي تدرك أهمية تدوير القمامة، تكون المؤسسات في ذلك المجال هم من يسعون خلف نفاياتك تلك ويحاولون حثك على إعطائها لهم. ولا يتوانون عن دفع المبالغ القليلة –التي تتراكم مع الوقت كلما كنت متعاونا أكثر- في سبيل هذا الحث. أعلم أن جملة “الدول التي تعرف قيمة نفاياتها” ستصيبك بخيبة أمل، لأن حقيقة أنك قادر على قراءة تلك المقالة ستعني أنك في الأغلب عربي يقيم في دولة عربية. وللأسف، نحن لا نندرج تحت قائمة تلك الدول. فليس لدينا المصانع والمؤسسات المتخصصة في تدوير القمامة واستخلاص المال منها، وبالتالي ليس لدينا من يحاول اقتناص قمامتنا عن طريق دفع المال لنا. لكن لا تدع هذا الأمر يعيقك أو يحبط من همتك. فطالما أخبرتك أن بإمكانك جمع المال والقمامة في جملة، هذا يعني أنني حتما سأخبرك كيف تجمع المال والقمامة في جملة. ركز فيما هو قادم إذا.
لا تنتظر الشركات الكبيرة
أنت لست بحاجة إلى شركة تعطيك عملة نقدية أو اثنتين مقابل بضع زجاجات، أنت بإمكانك أن تصنع أنت تلك القطع النقدية الصغيرة إلى جانب جبل آخر من تلك القطع. وكلمة السر وراء ذلك الجبل يكمن في “إعادة التدوير”! كيف نقوم بإعادة التدوير إذا؟
فصل القمامة
في سبيل تحقيق أعلى استفادة من قمامتك المنزلية وإعادة تدويرها وجمع المال والقمامة في جملة واحدة بسهولة بالغة، سيتوجب عليك فصل القمامة أولا. فصل القمامة يتم عن طريق وضع الأشياء المتشابهة سويا في مكان واحد ليسهل الوصول إليها والتعامل بها. لذلك، عليك أن تقوم بوضع عدة صناديق للقمامة بدلا من صندوق واحد. ضع صندوقا للمخلفات الزجاجية، وصندوقا للمخلفات الورقية، وصندوقا للملابس القديمة، وصندوقا لمخلفات الطعام، وصندوقا للمخلفات البلاستيكية وأخيرا صندوقا للمخلفات الكيميائية.
الخيال والإبداع
لا بد أنك سمعت يوما ما أنك إذا برعت في شيء ما فلا تقم به دون مقابل. هذه الجملة كانت في سياق محاولات الحصول على وظيفة وجمع المال. فالمغني يبرع في الغناء مثلا لذلك جعل مصدر دخله هو الغناء، والمعماري يبرع في التشكيل والتصميم لذلك جعل مصدر دخله هو العمارة. كذلك، إذا كنت بارعا في التخيلات الإبداعية والأعمال اليدوية فإن هذا قد يكون مصدرا رائعا لدخل جيد جدا باستخدام الصناديق المنفصلة السابق ذكرها في النقطة السابقة. وإليك بعض الطرق والأفكار لاستخدام خيالك وإبداعك في جمع المال والقمامة سويا.
المخلفات الزجاجية
المال والقمامة الزجاجية تعتبر من الأشياء السهل اجتماعها سويا. أفضل ما يميز الزجاج هو قابليته للرسم. قم بأخذ أية زجاجة أو إبريق قديم تم استبداله بآخر جديد ثم قم بالرسم عليه بالألوان المائية وألوان الزجاج. فور انتهائك من الرسم والتلوين فوق أسطح الزجاج، ستتحول القطعة التي بيدك إلى تحفة فنية جمالية قد توضع كزينة للمنزل أو أصيص زرع جميل أو أي شيء مما يمكن أن يوحي لك به خيالك والقطعة الزجاجية التي في يدك. والأمر لا يتوقف عن الزجاج السليم فقط، بل يتخطى الأمر إلى الزجاج المكسور أيضا. سيكون أفضل أشهر الطرق بإعادة تدوير الزجاج المكسور هي تزيين الجدران مثلا به عن طريق لصقه بين طبقات الجبس ومكونات الدهان لتعطي منظرا براقا وجميلا للمكان المطلوب. بإمكانك أن تبقي الجدران الزجاجية بدون تلوين أو بتلوين، وربما تبقيها عشوائية أو تكون بها بعض الأشكال. خيالك هو الشيء الوحيد الذي سيحدك في هذا الأمر. ولا تنسى أن هناك الكثيرون ممن سيدفعون الكثير في مقابل تحفك هذه.
المخلفات الورقية
جمع المال والقمامة الورقية في جملة هو أسهل كثيرا من جمع المال والقمامة الزجاجية في جملة، فأكثر ما تمتلأ بها خزانتنا هذه الأيام هي علب الأحذية أو كراتين الأجهزة الكهربائية أو غير ذلك من الورق المقوى. من حسن حظك أن هذا الورق لديه الآلاف من الاستخدامات والأفكار المتاحة بكثرة على شبكة الإنترنت والتي لن تتطلب منك الكثير من الخيال الإبداعي إذا كانت هذه مشكلتك في هذه المقالة. هناك شريط مصور شاهدته على أحد صفحات موقع فيسبوك قام بتحويل غطاء علبة أحذية إلى صندوق يتكون من أدراج ورف ومسافات بينية لفصل الأشياء. لقد كان هذا الصندوق رائعا حقا وشديد الجمال، والأجمل أنه لم يتم استخدام أية أشياء نفيسة، بل غطاء العلبة الكرتوني، بعض الصمغ وغطاء تغليف جميل. في الحقيقة، لقد فكرت أنا جديا في صنع ذلك الصندوق ووضعه على السرّاحة الخاصة لرص أدواتي بها عوضا عن بعثرتها العشوائية تلك! وبالطبع سأتوقف لشراء ذلك الصندوق إذا كان أمامي في محل ما.
المخلفات البلاستيكية
يعتبر هذا النوع هو أكثر الأنواع استخداما وقابلية إعادة التدوير. ويرجع هذا الأمر لسهولة تشكيلة والتحكم فيه بخلاف الزجاج مثلا الذي لا يوجد له إلا حالتين، السليمة والمكسورة. بالإضافة إلى أن المخلفات البلاستيكية بإمكانها القيام ببعض مهام المخلفات الزجاجية كالرسم عليها أو التزيين البراق، وقد تقوم ببعض مهام المخلفات الورقية كصنع صناديق احتواء الأشياء. ولكن أكثر ما يثير اهتمامي في المخلفات البلاستيكية هي قدرتها على التشكل على أي شيء لتعطي نتائج فعالة وسريعة جدا. فمثلا، أحد استخدامات الزجاجة البلاستيكية هي قص الجزء العلوي منها، فتح الغطاء، تمرير كيس بلاستيكي من فتحة الغطاء، فرد أطراف الكيس على جانب الزجاجة ثم غلق الزجاجة بالغطاء. هذا الأمر سيجعل عملة غلق كيس بلاستيكي شديدة الإحكام. عندما شاهدت هذا المقطع على إحدى صفحات الفيسبوك أيضا تحسرت على أكياس السكر التي اضطررت إلى رميها لأن النمل قرر مشاركتي فيها بعد فتحها!
المخلفات القماشية
المال والقمامة القماشية تعتبر من الأشياء السهلة جدا إذا كان لديك بعض المبادئ الأساسية في الحياكة. فالقميص الذي يملك قطعا في يده سيصير قميصا بدون أكمام. والبنطال الذي تلفت أطرافه سيصير شورت قصير أو بنطال قصير لارتدائه في الأيام الحارة وعلى شواطئ البحر. وقطع القماش المتناثرة ستصير أزياء لعرائس طفلتك أو حتى عرائس الأطفال عموما إذا رغبت في بيعها. هناك أيضا تلك الصور المدهشة التي كان يتم فيها تحويل القميص الرجالي المتهالك إلى قميص نسائي شديد الجمال عن طريق بعض الإضافات البسيطة جدا كالدانتيل أو زهور قماشية وقص بعض الأجزاء. وإذا خانك عقلك في إيجاد طرق لإعادة استخدام المخلفات القماشية، فقد شاهدت مقطعا تصويريا قام بتحويل البلوزة القديمة إلى حقيبة بسيطة تحملها معك في مشاوريك الداخلية. لقد كانت هذه الحقائب جميلة بحق! إذا كنتِ تفكرين في فتح معرضك الخاص، ليس عليك استيراد القماش النفيس والأدوات الغالية. بإمكانك فقط أن تبحثي داخل خيالك وإبداعك عن طرق إعادة تدوير المخلفات القماشية.
المخلفات العضوية
المال والقمامة العضوية ستكون نقطة مختلفة قليلا عن النقاط السابقة، فهذه المرة أنت لن تعيد استخدام النقود لصنع أصيص زجاجي ملون أو صندوق محتويات جميل أو فستان عروسة صغير. المخلفات العضوية هنا ستكون استخداماتها بعيدا عن الاستخدامات الإبداعية وستعتمد على العلم أكثر. لكن لا تظن أن العلم سيحجب الإبداع عن عقلك! بالعكس، العلم سيضيف الكثير من الاحتمالات الجديدة إليك. كيف نستخرج المال من القمامة العضوية إذا؟
الطريقة الأولى
الطريقة التي سأتحدث عنها سيتم استخدام مخلفات الطعام فيها، ولكن لن تكون تلك المخلفات هي المصدر الرئيسي لدر المال. إذا كنت من هواة تربية الحيوانات المنتجة كالدجاج أو الطيور المختلفة، فإن الكثير من بقايا بعض أنواع الطعام ستصلح لتكون غذاء لتلك الطيور، وبالتالي ستقلل من استهلاك تلك الطيور لأموالك في مقابل ما تدره هي عليك من أموال بخصوص البيض واللحوم التي تعطيها لك. لكن ليست هذه هي الطريقة الأفضل أو الأهم لجمع المال والقمامة العضوية في جملة واحدة، ولكن الطريقتين التاليتين هما الأقوى بلا منازع.
الطريقة الثانية
الطريقة الثانية في الاستفادة من المخلفات العضوية هي في صنع سماد من الطعام للنباتات المختلفة. هذه الأسمدة تكون مصنوعة تماما من الطعام، ويمكنك ضمان صحتها وخلوها من الكيماويات الضارة والمبيدات الحشرية التي تمتلئ بها أنواع الأسمدة الصناعية. إحدى طرق استخدام الطعام كسماد كانت في خلط بعض أنواع الطعام في الخلاط، هذا الطعام يجب أن يختلف في مكوناته ليعطي سمادك المواد المفيدة للنبات. لذلك، إذا قررت أن تكون هذه هي طريقتك لجني المال من القمامة العضوية، سيكون عليك البحث قليلا في هذا الموضوع. فكما أخبرتك سابقا، العلم يلعب دورا هاما في هذا المجال.
الطريقة الثالثة
الطريقة الثالثة والأخيرة في مجال المخلفات العضوية يكمن في استخدامها كمصدر للغاز وإشعال النار! وهذه الطريقة تم إثباتها علميا واستخدامها فعلا. أتذكر منذ عدة سنوات شاهدت فيها خبرا في إحدى القنوات الإخبارية عن شباب صنعوا جهازا يستهلك المخلفات العضوية في المطبخ لتوليد الغاز الطبيعي الذي يتم إعادة استخدامه في إشعال البوتاجاز عوضا عن استعمال أنابيب الغاز أو المواسير الموجودة في كل منزل الآن. واللطيف في هذا الموضوع هو أن ذلك المشروع قد قتل بحثا وأصبح بإمكانك القراءة ومعرفة الكثير عنه بالتصفح في مواقع الإنترنت فقط. ومن يدري، ربما كانت الشركة التالية لتحقيق ثورة صناعية هي من نصيبك أنت!
المخلفات الكيميائية / الإلكترونية:
هذه المرة لن أخبرك بطريقة جديدة ومختلفة لإعادة استخدام المخلفات الكيميائية أو الإلكترونية. هذا الأمر يتحمل الكثير من المخاطر والصعوبات. لذلك، إذا كان هدفك هو المال والقمامة من المخلفات المنزلية البسيطة، فعليك التوقف عند هذا الحد وترك تلك المخلفات للمختصين القادرين على التعامل معها بحذر. المواد الكيميائية الناتجة من البطاريات مثلا أو عبوات العناية بالجسم أو الأدوات الكهربائية، كل هذه أشيء قد يكون من الخطير التعامل معها دون خبرة ومعرفة كافيتين. لذلك، سيكون هذا هو الصندوق الوحيد الذي ستضطر للتخلي عنه من صناديق قمامتك. ولكن، إذا كنت تظن أنك شخص مميز بما يكفي للتعامل مع تلك المخلفات، فانتظر معي قليلا في باقي المقال وستعرف كيف تجني أموالا طائلة من تلك المخلفات.
المال والقمامة في المصانع
الفقرات السابقة كانت تتحدث عن كميات محدودة من النفايات الناتجة من منزل بسيط. كيف إذا الحال مع الشركات والمصانع التي تنتج مخلفات بالأطنان وليس بالكيلوات التي ينتجها منزلك الصغير؟! بالطبع المال والقمامة في تلك المصانع لن يكونان مجرد جبل من القطع النقدية فقط. بل في مقابل كل جبل من النفايات، بإمكانك صنع جبال متعددة من القطع النقدية.
أتذكر عندما أصابك الإحباط لأنك لست من “الدول التي تعرف قيمة نفاياتها”؟ أتذكر عندما أخبرتك أن هذا الأمر ليس داعيا للإصابة بالإحباط؟ إليك إذا الطريقة التي يمكن تحقق هذا الأمر بها. ربما لن يجتمع المال والقمامة لعدم وجود شركة تجمع منك قمامتك مقابل النقود، لكن الأمر المؤكد هو أن خلو منطقة من صناعة ما، يجعل أول شخص يضع قدمه في تلك الصناعة هو ملكها لأطول فترة ممكنة! فإذا كنت شخصا يملك عقلا رائدا في مجال الأعمال ولا تتواني عن انتهاز الفرص لبدء مشروعك الخاص وفتح شركتك الجديدة. هذه هي فرصتك لدخول سوق نظيف لم يسبقك إليه الكثيرون. ربما لن تتمكن من جمع المال والقمامة في جملة الآن، لكن ريادتك لعمل إعادة التدوير سيكون السبب الأول في جمع المال والقمامة في جملة لدى الأشخاص الآخرين. لأنك أنت ستكون الشخص الذي يسعى وراء قمامتهم لتدر أنت المال من وراء تلك القمامة إذا تمكنت من إتمام مشروعك على الوجه الأكمل. تعال إذا نتعرف كيف تكون النفاية طريقك إلى ريادة الأعمال والتحول إلى رجل أعمال مرموق؟
المال والقمامة في ريادة الأعمال
عندما كنت تعمل في نفاية منزلك وحده، كان بإمكانك العمل على العديد من أنواع النفايات في آن واحد. فتصنع الأباريق الزجاجية والصناديق الورقية والحافظات البلاستيكية والحقائب القماشية. ولكن عندما يتعلق الأمر بأمر جلل كنفايات شركة أو مصنع، فإن التشعب والتنوع هذا لن يكون بسهولة التشعب في نفايات منزلك. سيكون عليك التخصص في مجال واحد في البداية وربما التوسع كطريقة لتوسيع شركتك وزيادة أسهمك في مجال الصناعة. وفي السطور القادمة من المقالات سنسوق إليك قصتين من قصص الشركات الناشئة في مجال إعادة تدوير النفايات التي درت عليهم ملايين القطع النقدية.
أتذكر المخلفات الكيماوية التي كنت أرجوك لتبتعد عنها إلا إذا كنت ترى نفسك مميزا كفاية؟ حسنا، التميز الذي كنت أقصد هو قدرتك على ريادة الأعمال، والسطور القادمة ستخبرك كيف تستخدم المخلفات الكيميائية للحصول على الكثير والكثير من النقود.
ريسيكلوبيكيا
ريسيكلوبيكيا هو مشروع ابتدأه شاب مصري يدعى “مصطفى حمدان”. في ذلك المشروع كان مصطفي. بدأ مشروع مصطفى حمدان بتجميع الأدوات الإلكترونية في منزلة والمنازل المحيطة وكل الأماكن الممكنة ومحاولة إعادة تدويرها عن طريقة استخراج المواد المعدنية المختلفة المصنوعة من رقاقات وإلكترونيات تلك الأجهزة، بل أن الأمر كان يصل أحيانا إلى بعض قطرات الذهب في تلك الأدوات. ابتدأ الأمر كهواية لدى مصطفى ثم قام بمحاولة بيع تلك المخلفات الإلكترونية على مواقع الإنترنت المختلفة حتى أتته تلك الطلبية المهولة المكونة من 10 أطنان من الأقراص الصلبة يتم تصديرها إلى هونج كونج! عمل مصطفى لفترة قصيرة في تجمع النفايات الإلكترونية وتصديرها إلى الخارج حتى فطن إلى أن دور الوسيط يمنع عنه الكثير من المنافع والأموال التي بإمكانه هو الاستفادة منها. فأصبح يقوم بعملية التدوير بنفسه في الشركة التي أصبحت تدر الملايين الآن وفي طريقها إلى التوسع داخل الشرق الأوسط.
تجدد
هذه الشركة قام بتأسيسها ثلاثة طلاب جامعيين كمشروع التخرج الخاص بهم. ربما كان الغرض المبدئي من هذا المشروع هو التخرج من الجامعة، لكن الأفكار الجيدة بإمكانها أن تأخذك إلى أبعد من ذلك. هذه الشركة تهدف إلى تحقيق شيئين مهمين جدا في حياتنا وهي الطاقة المتجددة وتدوير المخلفات. الطريقة التي تحقق بها الشركة هذا الأمر هو عن طريق استخدام زيت الطعام المستخدم -الذي يتم تجميعه من المطاعم والفنادق- في استخراج الوقود الحيوي. الوقود الحيوي بدوره يعد طاقة متجددة وخضراء لا تؤذي البيئة. يرجع كون الوقود الحيوي لكونه طاقة خضراء إلى أنه يتحلل بسرعة وبدون آثار سامة على البيئة الطبيعية بالإضافة إلى نفس خصائص المواد البترولية الشائعة.
أوضحنا في المقطع السابق أن الوقود الحيوي يتم إنتاجه بواسطة زيت الطعام المستخدم، هناك مادة كيميائية أخرى تخرج كناتج ثانوي من هذه العملية وهو الجليسرول الخام الذي تقوم الشركة ببيعه أيضا. الجليسرول الخام يملك استعمالات متعددة في مجالات الطعام والصناعات الدوائية، بالإضافة إلى كونه منتج صديق للبيئة أيضا كصديقه الوقود الحيوي.
السوق لا زال مفتوحا
لا نود إطلاقا أن ننسى تذكيرك بأن سوق تدوير النفايات لا يزال مفتوحا على وسعه للخوض فيه واستخراج اللآلئ من داخله حيث لم يسبقك الكثيرون إليه. لا زال هناك الكثير من الأفكار التي لم يتم تنفيذها بعد والتي لا تحتاج إلى الكثير من الوقت والمجهود للوصول إليها. كل ما يلزمك الآن في سبيل بدأ عمل في مجال تدوير القمامة على مجال واسع هو التعمق في الأبحاث التي تم الوصول إليها الآن ومحاولة تطبيقها على أرض الواقع. وإذا كنت كسولا حتى، فبإمكانك أن تأخذ تجربة أجنبية ناجحة وتحاول أن تطبقها في منطقتك. هذه هي ميزة الأسواق الجديدة، بإمكانك محاكاة تجارب خارجية وتتكلل بالنجاح على عكس الأسواق المزدحمة التي يتوجب عليك أن تأتي دائما فيها بأفكار جديدة ومتنوعة وإلا انتهى أمرك سريعا. وبالطبع تذكر أن بجوار جني الكثير من الأموال، فإن بإمكانك أن تملك هدفا ساميا أيضا وراء هذا العمل. فأهم فوائد إعادة تدوير القمامة هي تخليص الطبيعة والكائنات المختلفة من الأضرار الناتجة من تلك المخلفات والطرق غير الصحية في التخلص منها. بل وأيضا إنتاج طاقة متجددة وصديقة للبيئة كما في شركة تجدد مثلا. الأمر لا يتطلب منك سوى أن تملك عقلا رياديا وأن تنتهز الفرصة متى ما أتتك.
أضف تعليق