ما هو الفلكلور؟ الفلكلور ليست كلمة تخص شيئاً مفرداً بحد ذاته إنما هي تسمية عامة تشمل العديد من الفنون كالأغاني والرقص وكذلك الأكلات المختلفة والطقوس المميزة، بمعني آخر كل ما يميز فئة ما أو بلد بعينها عن غيرها من الموروثات يمكن أن يطلق عليه كلمة الفلكلور. كلمة فلكلور في الأصل هي كلمة ألمانية وتعني علم الشعوب أو الحضارات، أي كل ما تتوارثه الشعوب وتعتبره علامة مميزة لها لا يمكن التخلي عنه حتى وإن طرأ عليه بعض التعديلات أو خضع للتطوير قليلاً لمواكبة التقدم المستمر.
تعرف على كل ما يخص الفلكلور
الملابس
فالملابس المميزة لكل شعب من أساسيات الفلكلور الخاص به؛ حيث قلما تجد موطناً بلا ملابس خاصة تميزه، ومهما تطورت صيحات الموضة وظهرت أنواع جديدة من الملابس تجد التمسك بملابس الفلكلور من سمات أفراد الشعب حتى وإن قلوا. تستخدم ملابس الفلكلور إما بشكل يومي كالملابس العادية أو في الأفراح والمناسبات الخاصة أو يقتصر ارتدائها على الاحتفالات الشعبية كنوع من أنواع إحياء التراث الذي تتميز به الدولة، وفيما يلي نظرة على أبرز ملابس الفلكلور حول العالم:
- الساري الهندي: الملبس المميز لنساء الهند، وهو عبارة عن قماش ملون بألوان مختلفة بدون خياطة يتم لفه حول الجسم ليغطيه بطريقة معينة.
- الهانفو: الفلكلور الرسمي للملبس في الصين ويشمل الرجال والنساء هناك.
- الكيمونو: الملبس الرسمي لليابان، ويشبه إلى حد كبير العباءة المفتوحة التي تغطي الجسم كاملاً بحيث يتم ربطها من الخصر بوشاح عريض.
- الإزار: تعني كلمة إزار التنورة ولكنها لا تستخدم هنا كنوع من أنواع الفلكلور الخاص بالنساء وإنما يرتديها الرجال في كلاً من دولتي آيسلندا واليمن.
- البوبو: الزي الرسمي للرجال في أواسط أفريقيا، وهو عبارة عن قميص بأكمام طويلة وواسعة وغالباً ما تنتهي عند منتصف الذراع.
- المصنوعات اليدوية: وتشمل الزخارف والنقوش المميزة على الجدران وكذلك الدمى أو الأدوات المستعملة دوماً في ضروب الحياة اليومية، ومن أشهر الأمثلة على التراث اليدوي اشتهار بلاد الشام وبالأخص سوريا بالمشغولات النحاسية التي تنقش عليها كتابات مختلفة، وبلاد الجزائر التي طالما عمدت إلى تصنيع السجاد اليدوي واستخدامه في كل بيت، والخيمة البدوية المميزة لمعظم دول الخليج والتي على الرغم من مدى التطور الذي تشهده تلك الدول إلا أنها نجحت في الصمود والبقاء كرمز أساسي من رموز الفلكلور لديهم.
الأساطير
من أهم أركان الفلكلور في أي بلد هو الحكايات والأساطير والقصص التاريخية التي تتداولها ألسنة الناس وتنتقل شفهياً من جيل إلى جيل، وكثيراً ما تم استغلال مثل تلك الحكايات والأساطير في الأعمال السينمائية والكرتونية مثل:
- لعنة الفراعنة: فبسبب وفاة بعض أفراد طاقم البحث والتنقيب عن مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ آمون أثناء دخولها لأول مرة مع تواجد نقوش على جدار المقبرة يحذر من اقتحام أي شخص لها نشأت أسطورة لعنة الفراعنة وبدأ الناس يتهامسون حول وجود لعنة تحل بأي شخص يقترب من المقابر الفرعونية القديمة، وربما كانت تلك اللعنة سبباً في جعل الكثير من الأسر والعائلات تلوذ بالفرار من السكن بالقرب من الآثار الفرعونية خوفاً من تأثيرها عليهم. وسواء أكانت تلك اللعنة حقيقة أم محض خيال فستظل أولاً وأخيراً ضرباً من ضروب الفلكلور القصصي.
- السيدة المرعبة: في اليابان وبالتحديد في سبعينات القرن الماضي انتشرت في إحدى المقاطعات اليابانية أسطورة عن سيدة تعرضت لجريمة تشويه متعمد لوجهها حيث قام زوجها بقطع فمها ليصل حتى طرف الأذن، وأن تلك السيدة تحاول الانتقام بقتل كل من يراها ويظن بأنها ليست جميلة. في بداية انتشار مثل تلك الأسطورة أصاب الهلع كافة أرجاء اليابان ورفعت درجات الأمن للحالة القصوى تأهباً لمثل تلك الحوادث ولكن سرعان ما اندثرت تلك المخاوف وأصبحت تلك الحكاية فلكلوراً يروى في الجلسات الاجتماعية.
- سانتا كلوز: أسطورة أمريكية الأصل تتوارثها الأجيال منذ زمن بعيد، وهي تحكي عن سانتا كلوز الرجل العجوز المحب لكل الأطفال والذي يأتي كل عام خلال احتفالات الكريسماس ليوزع الهدايا على الأطفال مستخدما عربة تجرها الغزلان ليتنقل بها من منزل إلى آخر. ويعتبر ذلك الفلكلور عرفاً في أمريكا كلها بل وحتى في دول أخرى اقتبست تلك الأسطورة ويستخدمها الآباء دوماً كوسيلة تشجيع لأبنائهم على أن يتحلوا بالصفات الجيدة حتى ينالوا إعجاب سانتا كلوز وبالتالي يأتي لزيارتهم ويحضر لهم الهدايا، ولكن على أرض الواقع ينام الأطفال ليلاً ثم يستيقظون على الهدية ولا يعلمون أن آبائهم في الواقع هم من جلبوها لهم.
الثقافات
فالأخلاق والقيم التي يتحلى بها كل شعب تعتبر أيضاً ركنا من أركان الفلكلور، ونحن هنا لا نقصد الصفات الجيدة أو السيئة التي تتواجد في أي شخص إنما بصدد الحديث عن عادات اجتماعية خاصة تقام في كل بلد ويحرص أفراد الشعوب على إرساء قواعدها دوماً مثل عيد الشكر وهو عيد أمريكي قومي يقام كل عام في نهاية السنة الميلادية، ويحرص الناس خلاله على التجمع مع من يحبون من أفراد عائلتهم والأشخاص المقربين لهم وتناول الطعام سوياً كتعبير منهم على شكرهم لوجود مثل هؤلاء الأشخاص في حياتهم.
الأغاني
لا تخلو ثقافة أي شعب من أغلني فلكلورية متوارثة عبر الأجيال يتغنى بها الناس في تجمعاتهم بل ويعمل صناع الموسيقى دوماً على الاستفادة منها وتطويرها وإدخالها في أعمال جديدة تبعث عليها روحاً من التجديد والتطوير كالمواويل المصرية والموشحات الأندلسية والقدود الحلبية السورية المنبع وأغاني عيد الميلاد المجيد الأمريكية وغيرها من الفلكلور الغنائي.
الأطعمة
من أشهر أنواع الفلكلور على الإطلاق، بل وربما تعد الأطعمة المميزة لكل دولة هي فلكلورها الخاص الذي تتفاخر به دوناً عن غيره. فبمجرد أن يسافر شخص ما لأي دولة غريبة أول ما يجول في خاطره هو تجربة وتذوق أنواع الطعام وأصنافه الغير معهودة عليه والتي تتميز بها تلك الدولة فتجد أنه في كافة الأماكن السياحية تنتشر المطاعم التي تقدم وجبات خاصة بالبلد المحلي بل وتنسب بعض المطاعم في الخارج إلى موطن آخر تبعاً لأنواع الطعام الذي تقدمه؛ لذا فلا عجب أن تجد الطعام ركناً أساسياً من أركان الفلكلور، ومن أشهر الأطعمة المميزة للدول عالمياً هي:
- السوشي: الطعام الياباني الأشهر هناك، وهو عبارة عن مأكولات بحرية وأصناف معينة من الأسماك والطحالب المائية تقدم مع الأرز ولكن دون طهي مسبق. وبرغم غرابة الوصفة إلا أن السوشي يحظى بشعبية واسعة ليس فقط داخل اليابان بل يمتد إلى دول العالم بشكل يثير الإعجاب.
- الكبسة: الفلكلور السعودي الرسمي، والوجبة الأولى التي تقدم في العزائم هناك، وهي عبارة عن أرز مطهي مع الدجاج أو لحم الخروف مع إضافة خاصة من التوابل المميزة وعلى رأسها الزعفران.
- البيتزا: بالرغم من انتشارها عالمياً فلا تخلو أي دولة من المطاعم التي تقدم البيتزا لروادها إلا أنها في الأساس وجبة فلكلورية خاصة لدولة إيطاليا؛ فقد كانت إيطاليا المنشأ الأول للبيتزا والتي انتشرت منه بعد ذلك إلى مختلف دول العالم.
أضف تعليق