تعرف القوة الذاتية ببساطة على أنها قدرة الإنسان على معرفة كافة سماته الشخصية الإيجابية واستخدامها كسلاح للتصدي لأي تحديات تقف أمامه وكذلك كوسيلة لتحقيق أهدافه التي يطمح لها، وهناك عناصر تشملها القوة الذاتية من خلالها يمكن التحكم بها بشكل أمثل.
تعرف على أهم ملامح القوة الذاتية
الإدراك
العنصر الأول من عناصر القوة الذاتية، والإدراك هو حالة عامة من الاستيعاب لمقومات الحياة المحيطة بالشخص؛ أي أنه هناك عدة أشياء يجب على العقل إدراكها ليتفهم كيفية تحويلها إلى داعم لقوته الذاتية وهي:
- اليقين بضرورة التحلي بالمرونة الكافية للتعامل مع أي تغييرا يطرأ على الحياة.
- وجود مقومات الابتكار التي تساعد صاحبها على النجاح في أي منافسة يخوضها وأيضاً الإدراك بأن النجاح في الحياة وتملُك أسرار القوة الذاتية لا يتم إلا باستغلال كافة الفرص المتاحة.
- إدراك الشخص للواقع الذي يعيشه من حيث الظروف المحيطة به وكيف يمكن استغلالها الاستغلال الأمثل لتحقيق الأهداف المرجوة.
- إدراك التحديات التي تواجهه في حياته وكذلك الحالة النفسية التي يمر بها الشخص من سعادة أو حزن أو غضب وبالتالي يترتب عليها اتخاذ قرارات قد تكون غير مناسبة ولكن قد لا يعي الشخص ذلك بسبب طغيان حالته النفسية على تفكيره فلا يتحقق من توابع تلك القرارات إلا بعد فوات الأوان.
- إدراك كافة التغيرات التي قد يقابلها المرء في حياته فيجبر على التعامل معها رغماً عنه.
- والإدراك الأهم وهو إدراك أن وجود تلك التغييرات والتحديات والمشاكل والأعباء لا يجب أن يقف حائلاً بين الشخص وبين سعادته أو سعيه الدؤوب خلف أحلامه ليتمكن من تحقيقها.
- يترتب تلقائياً على حدوث الإدراك لكافة العناصر السابقة التفكير فيها وهو ما يساعد الشخص على أن يكون متقبلاً أكثر للصعوبات الموجودة وواثقاً بأن قدراته الشخصية ومؤهلاته العقلية ستساعده على تخطيها بكل سهولة.
الإصرار
يأتي عنصر الإصرار بعد تمام إدراك القوة الذاتية لدى الشخص؛ حيث أن التفكير المستمر وتمام الوعي بأن لكل حدث في الحياة وجهان أبيض وأسود يمكن الشخص من أن يرى الجانب المضيء مما حوله فيصبح أكثر إيجابية وتركيزاً على ما يسعده فقط، كل ذلك يساهم في تولد قوة كبيرة من الإصرار عند الشخص على تحقيق أهدافه مستخدماً عناصر القوة الذاتية وعدم الاكتراث بأي عقبات تقف في طريقه مهما بلغ حجمها.
يساعد الإصرار صاحبه على تحمل المشاكل التي قد يقع بها أملاً في أنها ستزيده قوة وصلابة تساعده أكثر على الوصول لأحلامه، كما يشتمل إصرار الشخص أيضاً على رغبة ملحة في تحسين كافة ظروف حياته المحيطة به سواء أكانت الظروف المادية فتجده يعمل بجهد مضاعف للحصول على راتب أكبر مثلاً أو الظروف الاجتماعية فيسعى الشخص لتحسين علاقته بعائلته وأصدقائه وتكوين علاقات اجتماعية جديدة وكذلك الظروف النفسية فيبتعد تلقائياً عن كل ما يصيبه بالإحباط أو الاكتئاب وعلى العكس يواظب أكثر على ما يجعله سعيداً مبتهجاً.
الاعتقاد
الاعتقاد هو نتيجة مترتبة على اكتمال الإدراك لدى الشخص وتولد الإصرار لديه على تحسين حياته فيبدأ الاعتقاد بالبزوغ أي أن الشخص أصبح الآن على يقين بأنه-وبدون الحاجة لأي مؤثرات خارجية-يمتلك مفاتيح السعادة لنفسه والتي تؤهله لتقلد أسرار القوة الذاتية الخاصة به، وكذلك الاعتقاد بأن خلف كل حزن سيأتي فرح فلا ييأس من أي ضائقة يمر بها وعلى العكس فخلف كل ابتسامة قد تأتي الدموع فلا يفرط في سعادته بشكل يؤثر عليه سلباً بعد ذلك.
الهدف
الهدف أو الغاية هو أحد أهم عناصر القوة الذاتية، فعند تحديد الإنسان لهدفه والعمل عليه يفتح العالم له كل الأبواب المغلقة. فطريق النجاح والوصول إلى الهدف وتحقيقه طريق ممتع وشيق ويكسب النفس والروح الكثير من القوة عن طريق خوض التحديات، فعندما يحدد الشخص المكان الذي تنبعث منه قوته وعندما يحدد المكان أو الغاية التي يرنو إليها والخطوات التي يجب عليه اتباعها لتحقيق ذلك الحلم؛ يصبح المستحيل ممكناً.
القرار
تعتبر القدرة على الاختيار واحدة من أعظم المنح والقدرات التي يمتلكها الإنسان؛ فالحرية في اتخاذ القرارات هبة عظيمة يجب على كل منا تقديرها. ولكن دوماً ما تواجه قراراتنا الكثير من الخوف والتردد، ولكن لا تقلق فكل القرارات تحمل العديد من النتائج منها ما يحمل نتائج سلبية ومنها ما يجيئ بنتائج إيجابية، ولتعلم دوماً أن التعلم لا يأتي إلا بالاستمرار في الرحلة والإصرار على قراراتنا وعدم الرجوع عنها مهما كانت الضغوط والمؤثرات، وستجد أنه بعد العديد من القرارات الخاطئة أن العقل قد مر بمرحلة من النضج لم يكن ليصل إليها دون مراحل من الفشل، فاتخاذ القرارات يشبه عضلات الجسم يجب عليك دوماً تمرينها وكلما زاد التمرين كلما زادت العضلة، كذلك قراراتنا كلما اتجهنا لأخذ القرارات وتنفيذها بدقة وحزم كلما كانت قراراتنا تحمل صواباً أكبر وحملت العديد من النتائج الإيجابية عند تنفيذها.
قوة التركيز
عند تحديد الأهداف واتخاذ القرارات لا يتبقى أمام العقل البشري لتنفيذ تلك القرارات والعمل على تحقيق تلك الأهداف إلا التركيز عليها، فإذا أردنا النجاح في أي شيء يجب علينا تركيز كل اهتمامنا على هدفنا وأن نضعه نصب أعيننا فالتركيز يمنح العقل القوة، تلك القوة التي يستطيع منها الشخص تحقيق المستحيل. فكما يعد التركيز هو أساس النجاح كذلك يمكن أن يكون مصدر للفشل، وللحصول على التركيز اللازم للنجاح يجب على الشخص أولاً أن يكون مسئولاً بصوره كاملة عن قراراته وأن يتوقف عن لوم الآخرين، ويجب عليك دوماً أن تواجه مشاكلك الخاصة بحلولك الفريدة، حتى يتجه كل وعيك وتركيزك ناحية هدفك وحلمك، فلا بد لك من تسخير عقلك نحو هدفك، وأن تتذكر دائماً تلك الأهداف ودوافعك تجاهها والرغبة من تحقيقها، وبالطبع يجب عليك دوماً أن تشعر بالتفكير السلبي وأن تدرك سبب تواجده حتى تستطيع التغلب عليه.
الإيمان
لا نعني بالإيمان هنا الإيمان بخالق الكون فقط أو الإيمان بدين معين فقط، بل أقصد الإيمان بالروح والإيمان بالقدرة على التغيير وتحقيق الهدف، فالإيمان هو الحائط الذي تنهار أمامه كل مسببات الضعف، فبدون الإيمان يعتبر النجاح مستحيلاً، وبدون إيمان تستمد منه الروح القوة ستنضب الروح وتصبح خاوية مهما كان بأسها وقوتها. الإيمان هو الأمن واليقين بأنه لا يوجد مستحيل وأنه لا يوجد ما يستطيع هزيمة الروح.
الحب
نعم عزيزي القارئ الحب، يعد الحب من أقوى مصادر القوة الذاتية بل ويعتبره البعض أهمها على الإطلاق فالحب هو وقود الروح، فنحن دوماً في أمس الحاجة إلى توجيه تلك الطاقة العظيمة أو الشعور بها، فالحب يغذي كل مصادر القوة الأخرى فالحب يخلق الهدف ويعزز الاعتقاد ويقوي التركيز ويدعم الغاية التي يهدف الشخص إليها، فحب الحياة وحب الهدف والحب في السعي نحو الهدف وحب الجمال وحب الأشخاص كلها مصادر متنوعة للحب فالحاجة إلى الحب من أشد الاحتياجات في حياة البشر كالحاجة إلى الحياة، فالحب يشفى كل الجروح ويزيل كل العقبات. وللحصول على قوة الحب يجب علينا التسامح، نعم فالتسامح لا يعبر بالضرورة عن الضعف بل هو أحد مفاتيح القوة فلتصفح عن كل المسيئين ولتعلم بأن التسامح هو طريقك للوصول نحو روح لا يشوبها الكره ولا الحقد ومن هنا تنتج قوة لا يمكن ردعها.
أضف تعليق