كلنا على معرفة جيدة بهوليود، وعلى علم لا بأس به ببوليود. لكن لا نعلم مدى الفروق بين هوليود وبوليود أو بين اثنتين من أهم مراكز صناعة السينما حول العالم إلا فقط الاختلاف في الجنسية؛ فهوليود بالطبع أمريكية المنشأ وبوليود هندية الأصل، ولكن غير الجنسية يوجد العديد من الفروق بين هوليود وبوليود تجعل المقارنة بينهما مطولة.
تعرف على الفروق بين هوليود وبوليود
الاختلافات في الجوهر
إن كلا من هوليود وبوليود اسمين لامعين في صناعة السينما حول العالم، فهوليود ترمز للسينما الأمريكية والتي غزت العالم أجمع من قديم الأزل أما بوليود فهو رمز للسينما الهندية والتي تلاقي رواجاً شعبياً كبيراً في الوطن العربي ومؤخراً بدأت في البروز كواحدة من أقوى مراكز صناعة السينما في العالم.
والجوهر هنا يقصد به الطبيعة الأساسية، فمن أهم الفروق بين هوليود وبوليود هو أن هوليود تعد مكان موجود بالفعل على أرض الواقع ويتبع مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية مما جعلها مزاراً مشوقاً لكل من تأسره صناعة السينما الأمريكية ويعد شغوفاً بأفلامها، فأي فيلم يصور في هوليود يصبح علامة مسجلة في الأذهان على الفور أما على النقيض فكلمة بوليود هي كلمة مجازية تطلق على مجموع الأفلام الهندية التي جرى تصويرها في الهند أياً كان موقعها، وربما يكون السبب في إطلاق مثل تلك التسمية هو بزوغ السينما الهندية كواحدة من أهم مراكز صناعة السينما حول العالم بدرجة كبيرة تجعلها من أقوى المنافسين لهوليود.
ومن ضمن الفروق بين هوليود وبوليود في الجوهر هو طبيعة الأفلام ذاتها التي تتناولها كل من الصناعتين؛ فهوليود تتميز بباقة من الأفلام المتنوعة التي تشمل الأكشن والإثارة والغموض والكوميديا وذي الطابع الرومانسي منها والدرامي على نحو آخر بشكل يجعل من الصعب إيجاد شخص واحد على وجه الأرض يمل من أفلام هوليود يوماً ما، أما صناعة السينما الهندية المتمثلة في بوليود فتميل إلى جمع كافة أنماط الأفلام في فيلم واحد فتجد الفيلم الهندي يحوي كافة العناصر مجتمعة كالدراما والكوميدي والحركة والإثارة وحتى الرقص والغناء، وربما يكون السبب في ذلك هو الرغبة في جذب كافة أطياف المشاهدين أو قد يكون الطابع الأساسي المميز للحياة في الهند هو الغالب على نوع الأفلام السينمائية هناك.
الميزانية الموضوعة للأفلام
من ضمن الفروق بين هوليود وبوليود هو العامل الاقتصادي؛ فتتميز هوليود بوجود الإمكانية الاقتصادية المتاحة لوضع أضخم الميزانيات الممكنة لإثراء الفيلم سواء بالممثلين أو بالديكورات أو بالمؤثرات الخاصة والخدع السينمائية، كما يمكن لفيلم واحد في هوليود أن يجوب دولاً عدة لتصويره ما بين شرق الكرة الأرضية وغربها.
أما في بوليود فالوضع ليس مماثلاً فمنتج الفيلم الهندي قد يعقد جلسات مطولة مراراً وتكراراً بغية ترشيد نفقات إنتاج الفيلم قدر الإمكان، وكم من سيناريوهات هندية تم رفضها في بوليود فقط لأنها ستحتاج لميزانية باهظة التكاليف لا تستطيع صناعة السينما الهندية تحملها؛ وربما يرجع السبب في ذلك إلى أن الفيلم الأمريكي يتم توزيعه في دور عرض منتشرة في دول العالم أجمع في نفس الوقت فيجد الفرصة أمامه سانحة لتحقيق عائد يصل لملايين الدولارات في وقت قصير نسبياً أما الفيلم الهندي فقد يعرض بدور عرض خارج الهند ولكن ليست بكثافة دور العرض السابقة مما يقلل احتمالية رفع العائد أكثر وأكثر.
الشعبية حول العالم
من الفروق بين هوليود وبوليود التي لا يمكن الجزم بصحتها، فحتى أرقام عائدات وأرباح أفلام كلا من الصناعتين لا تعبر في المطلق عن الشعبية؛ فقد يكون الجمهور المحب لإحداهما مثلاً لا يذهب للسينما كثيراً ويفضل مشاهدة أفلامه المفضلة في المنزل أو العكس كذلك. ولكن إذا اعتمدنا على الأرقام البحتة فبعملية حسابية مبسطة تجد أن شعبية هوليود تكتسح حول العالم وتفوق شعبية بوليود بمراحل، لكن يحسب للأخيرة نموها المتزايد والملحوظ في السنوات الأخيرة مما جعلها تحظى بمكاسب عظيمة إذا ما قورنت بالمدة الزمنية التي تحققت فيها وكذلك الموارد المحدودة نسبياً التي توافرت لإنتاجها.
عناصر صناعة السينما
من المعروف أن السينما لا تقتصر فقط على اختيار ممثلين جيدين بل هناك كاتب للسيناريو وربما أكثر من واحد ومخرج ومنتج مصورين ومهندسين للديكور وعمال إضاءة ومصممي المطاردات العنيفة والمشاهد الخطيرة ومنفذي الخدع السينمائية المختلفة، كلها عناصر تجتمع معاً لتشكل فيلماً يمكن القول عند ناجحاً بامتياز.
في هوليود يسعى منفذو صناعة السينما إلى العناية بأدق أدق التفاصيل التي تتعلق بالفيلم مما يلزمهم اختيار دقيق لطاقم العمل ومما يساعدهم على ذلك الأمر هو استنادهم غلى ميزان مدفوعات ضخم قادر على تغطية أي تكاليف يحتاجها الفيلم مهما بلغت، أما في بوليود فدائماً ما يميل صناع السينما الهندية إلى العناية بالفيلم على مستويين فقط: اختيار ممثلين ذوي شعبية ليحظى الفيلم بنسبة إقبال جماهيري مرضية ووضع حبكة مشعلة للفيلم تجذب كل من يشاهده حتى يتابعه للنهاية، وللأسف قد يجذب صناع السينما الاهتمام بتلك التفاصيل مما يجعلهم يغفلون عن العناية بباقي تفاصيل الفيلم وهو الانتقاد الأعظم الموجه للسينما الهندية ألا وهو إهمال المؤثرات البصرية والتفاصيل الإخراجية المقنعة؛ لذا فتوزيع الاهتمام بشكل مماثل على كافة عناصر صناعة السينما من أهم الفروق بين هوليود وبوليود.
يوماً ما قال أحد النقاد في حفل توزيع جوائز الأوسكار أن بوليود تهتم بصناعة نجم فيلم أما هوليود فتسعى لخلق فيلماً نجماً؛ وما قصده حينها هو أن المخرجين في الأفلام الهندية يركزون على صورة البطل وكيف سيظهر في الفيلم وردود أفعاله ومظهره الخارجي بشكل أكبر بكثير من بقية التفاصيل الهامة في العمل، أما في هوليود فيسعى صناع السينما إلى خلق حالة عامة داخل الفيلم تجعل منه مميزاً ولا ينسى على الإطلاق، ولا يمكن لوم أي من الصناعتين على ذلك فكل له أسلوبه الذي يجعله ناجحاً ومميزاً أمام الآخر. وفي النهاية للجمهور الحكم والرأي الأول والأخير.
استقدام الأجانب
من ضمن الفروق بين هوليود وبوليود والاهم بينها إن صح التعبير هو أن السينما الهندية تعتمد بشكل كلي وكامل على ممثلين هنود الجنسية، بالرغم من انه في السنوات الأخيرة بدأت العديد من الوجوه الغير هندية تبزغ في السينما الهندية حتى أصبح شكلها مألوفاً إلا أن دورهم يقتصر دوماً على الظهور كضيوف شرف وليست أدوار بطولة مطلقة أو جماعية.
أما في هوليود فتتميز صناعة السينما هناك بتعدد الجنسيات؛ فيمكن أن يشارك في أداء الأدوار في الأفلام الأمريكية ممثلون من كافة الجنسيات المختلفة بل وقد يتم الاعتماد عليهم في أدوار رئيسية تشكل أركان الفيلم.
الخدع السينمائية
قد يرتبط ذلك الفرق ببقية الفروق بين هوليود وبوليود كالعامل الاقتصادي وعناصر صناعة السينما بل ويترتب عليهما، فوجود عقلية سينمائية تعي أهمية الخدع وضرورة إتقانها وكذلك وجود الميزانية المادية الكافية لتوفيرها هامان للغاية في صناعة السينما، وعلى ذلك فتجد أن هوليود تتميز بتوافر العامل التقني والتكنولوجي بشكل كبير جداً يمكنها من تحويل أي فكرة مهما بدت خيالية إلى واقع يمكن تصويره وبثه على الشاشات والنقيض في بوليود التي تحاول دائماً إثراء أفلامها بالرقص والغناء وما يعرف بالعناصر متعددة الألوان كخطوة إيجابية لتعويض العوامل الأخرى المفقودة في الفيلم.