تسعة
الرئيسية » هوايات وحرف » لعبة الطاولة : كيف تتعلم لعب الطاولة في جلسة واحدة ؟

لعبة الطاولة : كيف تتعلم لعب الطاولة في جلسة واحدة ؟

لعبة الطاولة من أكثر ألعاب البورد شعبية في الوطن العربي، نتعرف في السطور المقبلة على طريقة تعلم لعبة الطاولة وإجادتها بشكل كامل.

لعبة الطاولة

لعبة الطاولة أو النرد هي لعبة أساسها عربي ويرجع تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، ازدهرت وانتشرت في بلاد فارس ومن ثم دول الشرق الأوسط، لاقت قبولًا شعبيًا كبيرًا في الدول العربية وخاصة مصر، فتكاد لا تخلو المقاهي من لعبة الطاولة، ولا تخلو من أشخاص مجتمعون يلعبونها ويستمتعون بها كثيرًا، فهي تعتبر وسيلة ممتعة لقضاء الأوقات مع الأصدقاء وخاصة في فترات المساء. من خلال هذا المقال سوف نحاول معرفة تاريخ اللعبة ومما تتكون وكيف يمكن للمبتدئين تعلمها بطريقة سهلة، وكذلك بحث إمكانية تعلم الطاولة في جلسة واحدة وربما الأمر لا يستغرق أكثر من ساعة واحدة حتى تستطيع أن تتعرف على قواعدها وقوانينها ومن ثم تباشر باللعب.

كل ما يخص لعبة الطاولة

تاريخ اللعبة

يرجع تاريخ لعبة الطاولة إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد وأطلق عليها الكثير من الأسماء مثل المحبوسة والمغربية والزهر والنرد وفرنجية، وكلها أسماء للعبة واحدة ذات شكل ثابت وقواعد للعب ثابتة لا تتغير إلا في الشكل الخارجي فقط. كان الإقبال عليها من كبار السن، ولكن الآن أصبحت تجذب الشباب أكثر وخاصة في فصل الصيف، هناك من يلعب اللعبة كمحترف فيعرف خباياها جيدًا وهناك من يعرف قدر المستطاع بقواعدها فيحاول أن يعتمد على الحظ، لكن الأمر بالنسبة للمحترفين مميز جدًا حتى أنه يستطيع أن يحسم اللعبة منذ بدايتها بسبب خبرته الطويلة بها، انتقلت اللعبة إلى الدول الأوربية كلعبة شرقية جميلة وساحرة وخاصة من منظر صندوقها الخشبي المطرز والمطعم بأشكال وألوان مختلفة من الأخشاب الجميلة حتى أن مشهد صندوقها فقط يبعث البهجة في النفس.

مم تتكون لعبة الطاولة؟

تتكون لعبة الطاولة من صندوق من الخشب ملون بشكل جميل وفي بعض الأحيان يتم تطعيمه بقطع خشبية من الآبنوس، يحتوى الصندوق على 30 قطعة للعب تنقسم إلى خمسة عشر حجرا لكل لاعب، وتكون هذه الأحجار في الغالب باللون الأبيض والأسود وفي بعض البلاد تجد اللون الأحمر، وبالإضافة إلى ذلك يوجد حجرين للنرد سداسيين الشكل، تكون اللعبة بين شخصين، الصندوق من الداخل مقسم إلى عدد من الخانات يطلق عليها ” البيوت” والحجرين السداسيين الشكل يحمل كل منهما الأرقام من 1-6، وهي عبارة عن نقاط سوداء صغيرة محفورة تشير للأرقام على أوجهها الستة.

طريقة اللعب

لبدء اللعب بين فردين مستعدين يتم فتح صندوق اللعبة وتوزيع الأقراص الثلاثون لكل فرد خمسة عشر قرصًا، يختار اللاعب اللون الذي يريد ويتم وضع الأقراص في البيوت، يلقي كل من اللاعبين بحجري النرد ويقوم بتحريك الأقراص الخاصة به تبعا لما جاءت به رميته للنرد، ويحاول إيصال الأقراص إلى مرحلتها الأخيرة والتي يطلق عليها “المطبخ” حتى يدخل في المرحلة التي تليها وهي مرحلة “الأكل” وهذه نعنى بها بدء خروج حجارة اللعب من اللعبة، ويكون الفائز في لعبة الطاولة الذي يستطيع إنهاء عملية الأكل أولًا، أي إخراج حجارته للخارج، وهذا الأمر ربما يسير عن طريق الحظ وربما يحتاج إلى تخطيط، وهذا يتوقف على الطرف المتنافس معه.

قواعد وقوانين اللعبة

يجب أن نفهم جيدًا أن الهدف في لعبة الطاولة هو إخراج الأقراص من صندوق اللعب سريعًا وقبل الطرف المنافس، ويحاول كل لاعب عرقلة طريق منافسه من أجل أن يتم مهمته أولًا أو على الأقل يمنعه هو من إتمام عمله فتنتهي اللعبة ويخسر. ويمكننا تلخيص القواعد كالتالي:

  • تتحرك الأقراص داخل اللعبة في مسافات مثلثه تسمى نقاط وتأخذ التعداد من 1 إلى 24 ومرتبة باتجاه عقارب الساعة.
  • يتم اختيار من الذي سوف يلعب أولًا من خلال إلقاء كل لاعب لحجر النرد، ومن سوف يحصد عددا من الأرقام أعلى يبدأ هو اللعب.
  • يكون اللعب عكس عقارب الساعة ويقوم كل لاعب بتحريك أقراصه داخل الصندوق بناء على العدد الذي سوف يظهر له في حجر النرد.
  • يبدأ كل لاعب في إلقاء الزهر وتحريك الأقراص بناء على الرقم الذي حصل عليه، ومن ثم يستطيع إخراج الأقراص من اللعبة، ومن ينتهي منها أولًا هو الفائز.

طريقة اللعب للمبدئيين

على اللاعب المبتدئ أن يقوم بدراسة تفاصيل اللعبة أولًا ويعرف مكوناتها ووظيفة كل جزء فيها وكيف ومتى يستخدمه، وفي البداية عليه أن يعرف أن لعبة الطاولة من الألعاب التي يمكننا لعبها عن طريق الحظ، أي أن نلقى النرد ونرى الرقم الذي يشير إلى عدد الأقراص ونقوم باللعب دون تفكير وسوف يسير الأمر، ومع تكرار التجربة مع أكثر من شخص مما يعني أكثر من طريقة يستطيع اللاعب أن يبدأ في تكوين حصيلة معرفية تمكنه من العمل كالمحترفين، ولكن عليه أن يختار اللعب مع مبتدئ مثله حتى يكون هناك تناغم بينهم، فالأمر يحتاج أكثر إلى الخبرة وتكرار التجارب، أما بخصوص القواعد والقوانين والطريقة فلن تستغرق الوقت الكثير لمعرفتها، فقط عليك بجلسة واحده مع أحد المتخصصين حيث يستطيع أن يشرح لك الأساسيات الأولى للعب تمكنك من بدء لعب لعبة الطاولة ومن ثم تنطلق أنت وعلى حسب قدراتك سوف تتقدم.

اللعب في العالم الافتراضي

نظرًا للتقدم التكنولوجي الذي نلاحظه جميعًا، لم تسلم منه أيضا لعبة الطاولة، حيث تم التفنن في وسائل نشرها ولعبها، وتجد الآن على أجهزة الحاسوب البرامج التي تمكنك من اللعب مع الحاسوب نفسه وكذلك الإرشادات التي تغنيك عن التحدث إلى أحدهم، فقط كل ما عليك أن تفتح اللعبة وسوف يقدم لك الحاسوب الدعم والمساعدة. ولم يتوقف الأمر على ذلك وإنما أيضا وصل إلى الهواتف الذكية، حيث تم عمل تطبيقات سهلة الاستخدام من الجميع تمكنك من لعب اللعبة وكأنك تتعامل مع بشري، ومازال الابتكار لم يتوقف وربما إن دل ذلك فإنما يدل على حب وتشجيع الناس للعبة وإلا لما اخترعوا كل هذا، فالحاجة أم الاختراع.

قصص عن اللعبة

من ضمن المعلومات الطريفة عن لعبة الطاولة والتي لا نعرف مدى صحتها ولكن في نفس الوقت لن نستطيع أن ننفيها تماما وهي أن مخترع لعبة الطاولة لم يضع مكوناتها بشكل عشوائي وإنما لها دلالات ورموز، فمثلا يقال أن اللونين الأبيض والأسود في الأقراص يشيرون إلى الليل والنهار، وأن شكل الزهر الذي يحمل الأرقام حتى الرقم 7 يشير إلى أيام الأسبوع وعدد الأقراص ال30 يشير إلى عدد أيام الشهر وعدد الخانات ال12 يشير إلى عدد ساعات النهار ولكنها تظل مجرد تكهنات.

تقوية العلاقات الاجتماعية بين الناس والأصدقاء فيشعرون بالبهجة في اللعب وخاصة أن الكثير يتفنن في عقوبة الخاسر بالأمور المضحكة كأن يغني مثلا أو يرقص وهكذا.

من الأقاويل أيضا أنها تنشط الذهن وتقوي قدرة العقل وتعتبر من التمارين المفيدة للعقل وذلك لأن لاعب النرد يظل مستيقظ الذهن حتى يعرف أفضل الطرق التي تمكنه من الفوز، وكذلك يحاول التفكير بأكثر من طريقة مختلفة للعب حتى يفوز هو.

اقتصرت اللعبة في البداية على الرجال وخاصة كبار السن، ثم انتشرت بين الشباب لقدرتها على إعمال العقل وتطويره وقضاء الأوقات الممتعة، ثم انتشرت بين النساء أيضا واستطاعت أن تجذبهن إليها، ولا نستبعد أن نجد برامج وتطبيقات لتعليم الطاولة للأطفال وتكون سببا لنمو ذكائهم مثلا.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

14 − ثلاثة =