المرأة والخوف أحياناً كثيرة يكونون مقترنين في الكثير من الأحاديث حيث يطلق على الرجل الجبان كنوع من الشتم أنه مثله مثل المرأة في الضعف والخوف وكأن المرأة هي رمز للخوف وهو شيء مغلوط لدى الجميع لأن هذا يحدث ليس فقط في بلادنا العربية ولكن في جميع البلاد حول العالم حيث تقترن الفكرتين المرأة والخوف دائماً حيث من الممكن أن يكون السبب في هذا هو الميديا أحياناً أو أن التاريخ أحياناً يقلل من أهمية المرأة ويعطي للرجل قدراً أكبر من الشجاعة ويقصر المرأة على شغل البيت وتربية الأطفال والرجال هم المسئولين عن الحرب والعمل والمواجهة وغيرها من الأمور التي تحتاج إلى شجاعة أدبية لمواجهتها. ومن الممكن أيضاً يكون السبب الرئيسي وراء هذه المقارنة هي أن المرأة كائن حساس وعاطفي وكثير التأثر بالحالة العاطفية وغير ذلك بنيتها الجسدية تختلف تقنياً في مسألة القوة عن الرجل فالمرأة جسدها يحتوي على دهون أكثر من العضلات عكس الرجل ومن الممكن أن يكون هذا سبب رئيسي حيث أن القوة يخلطها الكثير مع الشجاعة ولكن الحقيقة أن هذا خطأ كبير حيث أن ليس كل الشجعان أقوياء جسدياً لكن جميعهم أقوياء عقلياً وهذا ما يميز المرأة تماماً، وهذا سنوضحه في هذا المقال حيث سنخرج لك عزيزي القارئ الحقيقة الكاملة عن شجاعة المرأة التي أحياناً كثيرة قد تفوق الرجل.
كيفية الفصل بين المرأة والخوف
المرأة كائن بشري
كثير من الناس يعتقدون أن المرأة هي كائن أقل من الرجل أو أدنى أو أضعف من الرجل ولكن الحقيقة أن هذا غير حقيقي حتى على المستوى الجسدي إن أردت أن أعرض لك مثالاً، فاذهب إلى مسابقات الأولمبياد حيث ستشاهد مسابقات مخصوصة للربعات الذين يرفعون الأثقال ومنهم عرب كثيرين أخذوا جوائز وميداليات على مر التاريخ وإن أردت أن ترى الأوزان التي يحملونها فهي أحياناً تكون ضعف أحجامهم وهذا في حد ذاته دليل قوي جداً على أن مسألة القوة لا تحتاج إلا سوى تدريب ليس أكثر أو أقل وأن المرأة تستطيع ببساطة أن تكتسب القوى الجسدية إن أرادت ولكن الحقيقة أن ذلك يفقدها قدراً من أنوثتها وليس إلا، لذلك هذا الأمر ليس منتشر ولكن هذا أكبر دليل على أن المرأة والخوف والضعف ليس سوى مجرد خرافة، لذلك عزيزي القارئ لابد لك أن تفهم جيداً أن المرأة كائن بشري طبيعي جداً ولا تختلف عن الرجل سوى في التركيب الفسيولوجي والتشريحي للجسد ليس إلا إنما غير ذلك فهي بشر لذلك اتهام المرأة بالخوف هو اتهام ظالم ولا يجب أن تكون نظرتك أنت للمرأة هكذا حيث أن الأنثى في أحيان كثيرة تكون لديها غرائز مثل الأمومة تتجلى فيها الشجاعة أكثر من الرجال في الدفاع عن أولادها.
المرأة والخوف ليس سوى وهم
عزيزتي المرأة العربية يجب لك أن تفهمي أن المرأة والخوف ليس سوى وهم قد يكون في عقلك لأن الخوف لا يقترن بالمرأة ولا الضعف حتى بل بالعكس المرأة شديدة الشجاعة وقد تكون شجاعتها سبب في إشعال شجاعة رجال أقوياء جداً وقد يكون أكبر من ذلك بل أن شجاعة المرأة قد أدت في كثير من الأحيان إلى حروب، فالمرأة قادرة تماماً أن تتحكم بطريقة كلامها وسحرها بعقول أعتى الرجال وليس من سبيل الجمال بل من سبيل المنطق والإقناع حيث نجد الكثير والكثير من الحروب قامت لأجل نساء، لذلك فكرة الخوف دعك منها فهذه فكرة غير حقيقة ولن تكون حقيقية أبداً حيث أن الخوف هو ليس إلا مجرد شعور وليس له علاقة بكونك امرأة أو رجل فالرجال بالطبع أيضاً تخاف. بالتأكيد لا يوجد شخص حي أو كائن حي لا يشعر بالخوف فالخوف ليس إلا مواد كيميائية يفرزها العقل للتحذير وتلافي الأخطار لذلك لا تدعين أحد يقنعك أن النساء خائفات أو أنك يجب أن تخافين من الآخرين لأنك ضعيفة فالأمر فعلاً ليس إلا وهم وكم من ضعيف هزم قوي إن افترضنا من الأساس أن هناك التحام مع قوي، يجب عليكِ سيدتي أن تتشجعي لمواجهة أي شيء مهما كان في عيونك صعب وخطير. فأنتِ ليست مجرد شيء بالعكس أنتِ إنسانة كاملة وتستعين موجهة الأشياء فقط اقتنعي أن الخوف وهم.
الضعف ليس خوف
عندما نطلق مصطلح المرأة والخوف على المرأة فهذا ظلم وكما قلت سابقاً أن ربما يكون هذا ناتج من الضعف الذي يرى به الناس المرأة وأن المرأة ليست سوى لمهام لا تحتاج إلى المخاطرة في البيوت، ولكن الحقيقة أن هذا خاطئ جداً فالمرأة فعلاً من الممكن أن تكون أضعف من الرجل جسدياً ولكن الضعف ليس أبداً سبباً يجعلك تخافين أن تمارسي كل شيء يمارسه الرجال فالحقيقة أن كل شيء يمارسه الرجال أنتِ تستطيعين أن تفعلينه بطريقتك الخاصة جداً ولن أقول لكِ انظري مثلاً بلد مثل البرازيل أكبر دولة في أمريكا اللاتينية كانت تحكمها امرأة وأن المرأة صارت وزيرة وسفيرة لكن سأكون عملي من حيث الفئة المتوسطة في المجتمع والتي غالباً تكون السيدة فيها ربة منزل من بعد الزواج، سيدتي لا تقولين لنفسك “أنا مرأة أين سأذهب” لا تفعلين ذلك، أنت لستِ ضعيفة كما تعتقدين لكن من الممكن ومن منزلك تفعلين مئة شيء إن كنت لا تحبين أن تعملين خارج المنزل، ولكن يجب عليك سيدتي أن تفهمي أنك قادرة وسأقولها مرة أخرى قادرة على فعل أي شيء أنت تخافين فعله من عمل أو كسب مال أو إثبات لذاتك.
مواجهة المجتمع في فكرة المرأة والخوف
عزيزتي المرأة الصراحة التي يجب أن تفهميها أن المجتمع يريد أن يربط المرأة والخوف ببعضهما ولا سيما المجتمع الذكوري وهذا كنوع من أنواع التسلط أو فرض السطوة والقدرة على التحكم في مصائر النساء، من الممكن أن يكون غرضه نبيل ألا وهو حماية المرأة ولكن الحقيقة التي يجب أن يدركها المجتمع أن المرأة كائن مستقل ويمكن أن تحمي نفسها وهذا ما نتكلم عنه أن إشكالية المجتمع العربي أنه يرى المرأة غير قادرة على حماية نفسها فيظل يرسخ داخل عقل النساء أن القوة هي الشجاعة وأن الضعف هو الخوف وأن المرأة أضعف من الرجل لذلك نجد جيل من النساء خرج للعالم بعقلية سلبية غير بناءة وغير نامية. مثل هؤلاء السيدات يستسهلون الحياة ويعيشون الحياة ولا يشعرون بلذتها الحقيقية لذلك عزيزتي المرأة يجب عليكِ أن تدركي أنك إن أردت أن تتخذين المخاطرة بصنع شخصيتك لتكوني شجاعة في مواجهة المجتمع فيجب أن تأخذي هذا القرار وأنت تعلمين أنك ستواجهين سيل من النقض على الدوام بل وأن الجميع من حولك سيحاول تفشيلك بالمعني الحرفي لذلك لا تستمعي سوى لقدراتك ولغايتك التي تريدين تحقيقها في حياتك الشخصية.
عدم الاستسلام
وهنا يجب أن تفهمي أن هذه النقطة تميز الرجال جميعاً في الحالات العادية من النساء وهي عدم الاستسلام وهذا ناتج من المسئولية التي يحملها الرجال في أغلب الأحيان لذلك سيدتي إن أردت أن توجهي المرأة والخوف والضعف وكل هذا، يجب عليك أن تمتلكين هذا السلاح الفتاك في النجاح في أي شيء وطالما قلت أن عدم الاستسلام هو سر النجاح الحقيقي خلف أي نجاح مهما كان نوعه وهذا ببساطة يشمل التجارب الفاشلة بالمرار والصعوبات التي يواجها الفرد العادي فما بالك التي تواجهها سيدة تريد أن تثبت لنفسها أنها قادرة على فعل أي شيء، في مجتمع لا يريدها أن تفعل سوى أشياء محددة فقط لذلك عليك أن تمتلكين طاقة كبيرة من عدم الاستسلام وإعادة المحاولة في كل مرة تواجهين صعوبة في تحقيق أهدافك وتشجعي لهذا ولا تيأسي بل في كل مرة قاومي يأسك بخبرة اكتسبتها من فشلك الأول ولا تظلمين نفسك بالاستسلام عن ما تريدين تحقيقه.
محاولة إثبات الذات
محاولة إثبات الذات ليست حرب فكثير من النساء يعتقدون أن هذا الموضوع هو حياة أو موت وأن يجب على الجميع أن يتفهم هذا في حياتها ولكن صدقيني عزيزتي القارئة كل هذا سيأتي بطريقة عكسية حيث سيعند المجتمع والمجتمع هو الأقوى والأعنق والأقدر على تكبيل أي شيء يريده لذلك إن قررتِ أن تكسري القاعدة وتعكسين كلمة المرأة والخوف إلى المرأة الشجاعة القادرة فيجب عليك أن تكوني حكيمة ولستِ غشيمة فالقوى الحقيقية هي القوى العقلية والمنطق السليم هو الأقدر على النفاذ في عقول المجتمع لذلك تجنبي تماماً أن تكوني سيدة صادمة بل حاولي أن تكوني بسيطة جداً في طلباتك وحكيمة حتى تستطيعين أن تثبتِ ذاتك ولا تنساقين نحو الحماسة المضرة التي يمتلكها بعض الرجال في تحقيق أهدافهم حيث أن من الحكمة والصبر هو أن تثبتي ذاتكِ بطريقة هادئة ومحترمة تثبت للجميع بها أنكِ تستحق الاحترام والتقدير.
المرأة والخوف والشجاعة الصحيحة
يجب أن تعلمين سيدتي أن المرأة الشجاعة ليست هي الصوت العالي والعناد والتمرد على المجتمع والناس والعائلة وكل شيء فهذه ليست شجاعة بل هذا اسمه حماقة حيث أنكِ ستكتسبين كراهية الجميع بهذا الأسلوب، ولكن الشجاعة التي نتكلم عنها ويجب أن تمتلكها كل سيدة محترمة هي الشجاعة الأدبية والعقلية في النقاش وأخذ القرارات بصورة محترمة وفعالة وليست بصورة سطحية وللعلم بالشيء، الرجال أينما وجدوا يحترمون السيدة العاقلة الرزينة ويسمحون لها بفعل ما تريد لأنهم يرون أنها محل ثقة برجاحة عقلها وليس بالتمرد.
حقوق المجتمع
يجب على كل سيدة أن تفهم أن للمجتمع والأسرة عليها حقوق وهنا لا نجبر المرأة على الخوف ولكن الحقيقة أن لكل شخص واجبات وعليه حقوق فهذا طبيعي فلا يجب أبداً أن تنسى المرأة الأسرة بحجة معينة أو أي شيء بل ما نتكلم عنه هو الحكمة في إدارة الحياة حيث يجب على المرأة أن تهتم بنفسها وبأسرتها وإن كانت الفتاة تريد أن تحقق نفسها في مجال معين فالأفضل لها ألا ترتبط قبل أن تقرر نسق حياتها كيف سيمشي.
أخيراً يجب على المجتمع وخصوصاً الرجل أن يقتنع أن المرأة والخوف ليس توأمان وإن المرأة قادرة تماماً على عمل أشياء كثيرة بجودة عالية جداً لا يتوقعها أحد وأن المرأة ليست مجرد سلعة أو كائن أقل من الرجل بل المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع والأسرة واحترامها يعني احترام المجتمع بعضه لبعض وكثير من المجتمعات تقيس حضارات الأمم بمدى احترام المرأة في هذه البلاد حيث المرأة تكون مقياس الحداثة والرخاء وهذا فعلاً واضح بصورة كبيرة في الغرب من حيث أمريكا وأوروبا، لذلك الخطوات الإيجابية لتنمية المجتمع العربي المدني هي إعطاء الحرية للمرأة لممارسة بعض الأعمال بصورة أكثر حرية وأقل رقابية حتى تكون نفسية السيدات مرتاحة لينتج لنا في الأخير مجتمع مدني متمدن يحترم الجميع دون التفرقة العنصرية من حيث الجنس واللون والدين.
أضف تعليق