تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمل والانجاب » مراحل نمو الجنين : كيف ينمو الجنين داخل الرحم بالتفصيل ؟

مراحل نمو الجنين : كيف ينمو الجنين داخل الرحم بالتفصيل ؟

مراحل نمو الجنين شديدة التعقيد والروعة في آن معًا، فهذه العمليات التي لم يكتشف الأطباء الكثير عنها بعد تتم بدقة متناهية تثير في النفس الرهبة.

مراحل نمو الجنين

هل تساءلت يومًا ما عن مراحل نمو الجنين ؟ في الحقيقة تمتد فترة الحمل الطبيعية ما بين 37 إلى 42 أسبوعاً تقسم إلى ثلاثة مراحل رئيسية بحيث تستمر كل مرحلة حوالي 12 أسبوعاً أو ما يوازي ثلاثة أشهر.

 تعرف على مراحل نمو الجنين بشكل مفصل

المرحلة الأولى (من بداية الحمل وحتى الأسبوع الثاني عشر)

على الرغم من المظهر الخارجي لشكل الأم خلال تلك المرحلة لا يتغير عن السابق فلا تبدو عليها علامات الحمل حتى أن بعض الأمهات لا يكتشفن حدوث حمل إلى بعد انتهاء تلك المرحلة إلا أن الجسم من الداخل في تلك الفترة يمر بتغيرات كبيرة جدا حيث يتعرض لاختلافات في مستوى هرموناته عن السابق والتي تهدف إلى تهيئة الجسم عامة والرحم خاصة لنمو الجنين بداخله.

في الأسابيع الأولى التي تلي حدوث التزاوج والإخصاب تتغير مستويات هرمونات الجسم بشكل ملحوظ استعداداً لنمو الجنين وتكون المشيمة، يرتفع معدل ضربات القلب ويزداد ضخ الدم إلى الرحم لتحفيز نموه بشكل أسرع وزيادة سمك طبقاته حتى تعمل على تثبيت الجنين جيداً بداخلها؛ كل تلك التغيرات الكبيرة هي السبب الأول والأخير في أعراض فترة الحمل الأولى عند الأم كالشعور الدائم بالتعب وغثيان الصباح والصداع وغيرها.

تعد المرحلة الأولى من مراحل نمو الجنين بشتى تغيراتها الأساس الذي يوضع لبناء كافة أعضاء الجنين وتشكيل أنسجته والذي يبدأ تقريباً مع انتهاء تلك المرحلة ودخول الحمل مرحلته الثانية؛ لذلك كان من الضروري أن تهتم الأم بإتباع نظام غذائي صحي والمتابعة الدورية مع الطبيب والمداومة على أقراص حمض الفوليك الذي يمنع حدوث عيوب خلقية بالجهاز العصبي لدى الطفل، كما يجب على الأم التخلي عن كافة العادات الضارة بصحتها وبالتالي بصحة جنينها كالتدخين والمشروبات الكحولية.

الشهر الأول

يكون الجنين في بداية الحمل عبارة عن مجموعة صغيرة من الخلايا تتعرض لعمليات متتالية سريعة من الانقسام الذي يعرف بالميتوزي وخلال تلك الانقسامات المتكررة تبدأ حويصلة بالتجمع حول الجنين لحمايته حيث تمتلئ بسائل يحيط بالجنين. يبدأ تكون الوجه ولكن بصورة بدائية فلا يشمل سوى فتحتين كبيرتين لتصبح كل فتحة العين مستقبلاً مع فتحة للفم أعلى الفك السفلي، كما تبدأ خلايا الدم في التكون لدى الجنين وتسير في أوعية دموية بسيطة لتغذية تلك الأنسجة المتكونة حديثاً، أما القلب فهو عبارة عن أنبوب طويل بسيط التركيب ينبض بمعدل 65 ضربة بالدقيقة ومع نهاية مراحل نمو الجنين في الشهر الأول يصبح طوله حوالي ربع بوصة فقط.

الشهر الثاني

تمتاز مراحل نمو الجنين في الشهر الثاني بتطور أكثر للأعضاء المتكونة سابقاً حيث تبرز ثنايا جانبية من الوجه لتكون الأذنين كما تظهر الأذرع والأرجل وتتميز نهاياتها إلى أصابع. تتكون القناة العصبية التي ستتطور لاحقاً إلى مخ وحبل شوكي (الجهاز العصبي المركزي) كما تمتاز مراحل نمو الجنين تلك بنمو القناة الهضمية للجنين وإذا نظرت للجنين وقتها ستلاحظ أن حجم الرأس كبير نسبياً مقارنة بباقي الجسم، ومع نهاية الشهر الثاني يزيد طول الجنين إلى 1 بوصة كما يتمكن الأطباء من سماع دقات قلب الجنين.

الشهر الثالث

يكتمل في الشهر الثالث تكون أطراف الجنين كما ينجح بفضل نمو الجهاز العصبي في فتح وغلق فمه وكذلك إحكام قبضته وبسطتها، كما تتميز مراحل نمو الجنين في الشهر الثالث بتكون الأذن بشكل كامل وكذلك جذور الأسنان مع بداية ظهور الأظافر. بنهاية الشهر الثالث تكون كافة أعضاء الجسم تكونت ولكن في صورة مبدئية وكل ما سيلي ذلك هو عملية تطور وتحور أكثر في الأنسجة لتلاءم الوظائف الحيوية التي تؤديها؛ كل ذلك يجعل فرص سقوط الجنين وفشل الحمل بسبب الحركة الزائدة تقل إلى النصف تقريباً أو أكثر.

المرحلة الثانية (الشهور الرابع والخامس والسادس)

من بين كافة مراحل نمو الجنين تعتبر تلك المرحلة الأكثر راحة للأم؛ حيث تتخلص خلالها من كافة أعراض الحمل السابقة كما تتمكن من النوم بهدوء في الليل والحفاظ على مستوى طبيعي معتدل من النشاط طوال النهار.

يزداد حجم الرحم بسبب نموه المتسارع وبالتالي تبدأ البطن بالبروز للأمام، كما تتميز مراحل نمو الجنين خلال تلك الفترة بالزيادة الملحوظة في نمو الجنين حيث يصل حجمه في نهاية تلك المرحلة إلى أربعة أضعاف ما كان عليه في بدايتها. ولكن مع الأسف قد تعاني الأم خلال تلك المرحلة من الشعور بتقلصات عضلية في الساقين أو بألم في القلب بسبب زيادة نشاطه عن المعتاد.

الشهر الرابع

تتميز مراحل نمو الجنين خلال تلك الفترة بكمال الصفات الثانوية لجسم الجنين كتكون الحواجب والجفون والرموش واكتمال نمو الأظافر والشعر كذلك مع زيادة صلابة العظام وحلولها محل النسيج الغضروفي كما يصبح الطفل قادراً على مص إبهامه أو التمدد والتثاؤب. يكتمل نمو الجهاز العصبي باكتمال نمو باقي أجزاء الجسم مع ظهور الأعضاء التناسلية مما يمكن الطبيب من خلال جهاز الأشعة التلفزيونية بتحديد جنس الجنين ما إذا كان ولداً أم فتاة، ويزيد طول الجنين ليصل إلى 6 بوصة.

الشهر الخامس

بسبب نمو الجهاز العصبي للجنين يبدأ في تحريك عضلاته مما يشعر الأم بحركة طفلها لأول مرة، كما يظهر في مراحل نمو الجنين تلك بعض من الشعر الخفيف الناعم على الرأس وكذلك الكتفين والظهر لحماية الطفل خلال فترة الحمل ثم يسقط من الجلد بمجرد حدوث الولادة، مع نمو مادة لزجة تسمى بالطلاء الجبني على كافة أجزاء جسم الجنين لحمايته كذلك والتي يكون مصيرها إما بالانتزاع المتعمد بعد الولادة أو أن الطفل سيقوم بابتلاعها بنفسه قبل خروجه من الرحم.

الشهر السادس

خلال الشهر الأخير من المرحلة الثانية في مراحل نمو الجنين يكون الجلد أحمر اللون ومليء بالتجاعيد بسبب عدم وجود دهون تحت الجلد تعمل على شده مما يجعل الأوردة السطحية مرئية لمن ينظر إليها، ينقسم الجفن عرضياً إلى نصفين فيتمكن الجنين من فتح وغلق عينيه، ومع نهاية تلك المرحلة يبلغ طول الطفل ضعف طوله في الشهر السابق فيصل إلى 12 بوصة، ومن المهم لتعلمه أنه في تلك المرحلة إذا حدثت الولادة فيمكن للطفل أن يستمر على قيد الحياة إذا تم وضعه في وحدة طبية خاصة لحديثي الولادة.

المرحلة الثالثة (الأشهر الثلاثة الأخيرة)

تمتد المرحلة الثلاثة بعد انتهاء مراحل نمو الجنين السابقة بداية من الأسبوع 28 وحتى موعد الولادة ويجب على الأم خلال تلك المرحلة زيادة عدد جلسات المتابعة الدورية مع الطبيب حيث سيقوم بعمل تحليل للبول في كل مرة لقياس نسبة البروتينات به كما سيتم قياس ضغط الدم ومتابعة مستواه في كل مرة مع مراقبة أصوات قلب الجنين للتأكد من سلامته.

الشهر السابع

تكتمل الوظائف الحيوية للطفل في تلك المرحلة حيث يصبح الطفل قادراً على سماع الأصوات المختلفة بل واتخاذ رد فعل بناء على ما سمعه، كما تتكون طبقة الدهون تحت الجلد مما يجعل الجلد مشدوداً وأملس وخالي من التجاعيد.

الشهر الثامن

أصبح جسد الجنين مكتمل النمو على مستوى كافة الأجهزة والأعضاء باستثناء الرئتين التي لا تبدأ في العمل إلا بعد خروج الجنين من الرحم لذلك قد لا يوصف نموها بالاكتمال بعد، كما يصل طول الطفل خلال ذلك الشهر إلى 18 بوصة تقريباً.

الشهر التاسع

يكتمل نمو الرئتين في ذلك الشهر استعداداً لعملية الولادة القريبة، كما ستلاحظ الأم أن حركة الجنين داخل الرحم قد قلت عن المعتاد؛ وذلك طبيعي جداً بسبب زيادة حجم الجنين وصغر مساحة الرحم بالنسبة لمعدل نموه المتزايد. تتغير وضعية الجنين حيث تنقلب رأسه للأسفل باتجاه الحوض حتى يسهل خروجها أثناء الولادة قبل باقي الجسم فلا يتعرض الطفل للاختناق إذا بدأت عملية التنفس قبل خروج رأسه من الرحم.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

خمسة عشر − 1 =