تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » المصافحة باليد : كيف تعبر عن صدق الأحاسيس وما هو أصل هذه العادة ؟

المصافحة باليد : كيف تعبر عن صدق الأحاسيس وما هو أصل هذه العادة ؟

تعتبر المصافحة باليد دليلاً على الود، والترحاب، والعديد من المشاعر الإيجابية الأخرى، هيا نتعرف على أصل عادة المصافحة باليد وكيف تعبر عن الود.

المصافحة باليد

تختلف المصافحة باليد عن السلام بالكلام أو بالإشارة بدون مصافحة أو تلامس بالأيدي؛ حيث أثبت العلماء أن يد الإنسان تضم أنواعا مختلفة من الطاقة والأحاسيس التي يمكن أن تصل إلى الطرف الآخر بدون تعبير عنها باللسان أو الجوارح الأخرى، فأحيانا نشعر عند مصافحة الآخرين بصدق الأحاسيس والحرارة المنبعثة من طريقة المصافحة، وعلى النقيض من ذلك قد نجد برودة المشاعر أو الأحاسيس الزائفة التي تنبعث من طريقة المصافحة المختلفة أو غير ذلك من مشاعر عديدة ومختلفة يمكن أن نتبينها أثناء مصافحة الآخرين بالأيدي؛ ولذلك نتناول في هذا المقال نبذة تاريخية عن المصافحة باليد وكيفية اكتشاف مشاعر الآخرين من طريقة مصافحتهم وأخيرا الآداب الواجب اتباعها لتكون المصافحة باليد معبرة عن صدق المشاعر والأحاسيس.

تعرف على كل ما يخص عادة المصافحة باليد

تاريخ المصافحة باليد

تعرف المصافحة على أنها الأخذ باليد بملاصقة باطن أو صفح الكف مع باطن كف شخص آخر مع الإقبال عليه بالوجه، وتعتبر المصافحة باليد عادة متوارثة بين البشر منذ قديم الزمان وإن اختلفت أشكالها؛ حيث أشارت بعض النقوش والكتابات الهيروغليفية إلى وجود المصافحة في الحضارة البابلية قبل الميلاد بحوالي 1800 سنة، ويشير العلماء إلى أن أصل المصافحة يشير إلى خلو اليدين من السلاح والرغبة في المسالمة، وهذا يضمن عدم وجود نوايا عدائية لدى أحد الطرفين؛ وبالتالي أصبحت المصافحة بالأيدي منذ قديم الزمان دليلا على السلام والأمان، ثم تطور معناها لتصبح دليلا على الود والحب أو تقديم الشكر أو الوداع وغير ذلك من المعاني الأخرى، وجدير بالذكر أن هناك بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى أن المصافحة باليد بمعناها المعروف لدينا حديثا هي في الأصل يمنية، وهذا يدل على أن أهل اليمن عرفوا المصافحة باليد للتحية والسلام أو الحب والتقدير قبل باقي القبائل العربية.

كيف تكتشف مشاعر الآخرين من طريقة المصافحة باليد؟

وفقا لبعض المقولات القديمة فإن كف الإنسان تُعدُّ مخزنا للأسرار، وبالتالي فإن المصافحة باليد تنقل بعضا من تلك الأسرار إلى الآخرين بصورة صادقة تعبر عنها طريقة المصافحة أو على النقيض من ذلك تحاول إخفاء العديد من المشاعر والتي قد تكشفها طريقة المصافحة أيضا، ومن هنا نوضح أهم أشكال المصافحة باليد والمشاعر التي تعبر عنها فيما يلي:

المصافحة بكلتا اليدين

لقد أثبتت بعض الدراسات التي أجراها علماء النفس في أمريكا أن المصافحة بكلتا اليدين تحمل أعلى درجة من الألفة والتقارب بين المتصافحين؛ حيث تترك شعورا بالحميمية والود والحب الذي لا يمكن الحصول عليه من أي شكل آخر من أشكال المصافحة أو التحية، وتنقسم المصافحة بكلتا اليدين إلى قسمين هما:

المصافحة باليد ووضع اليد الأخرى فوق يد المصافح

وهذا النوع من المصافحة يسمى مصافحة الدبلوماسيين، وهي تتميز بالتأكيد على الحب والود والتقدير المتبادل مع الدلالة على صفاء النفس ونقائها. المصافحة باليد مع وضع اليد الأخرى على رسغ أو زراع أو كتف المصافح الآخر: وهذا النوع من المصافحة يدل دلالة بالغة على مدى الثقة والإخلاص المتبادل بين المتصافحين؛ مما يعد أعلى مراتب الود والحب، ويشير علماء النفس إلى أنه كلما ارتفعت اليد الأخرى إلى أعلى ذراع المصافح كانت دليلا واضحا على شدة الإخلاص في الحب والود.

المصافحة بأطراف الأصابع

وذلك يكون بالتردد في مبادلة الشخص الآخر الود والحب، وهذا يدل على التحفظ أو التعالي والتكبر على الآخرين مع عدم الرغبة في التقرب إليهم أو دخول الآخرين إلى منطقته الشخصية أو اكتشاف ذاته.

المصافحة عن طريق عصر اليد بشدة

وقد يسمى هذا النوع من المصافحة بأنه (مصافحة عدوانية) حيث يقوم الشخص بعصر يد أو أصابع المصافح الآخر بصورة تدل على الكراهية أو العدوانية، وهذا النوع يعد من أسوأ أشكال المصافحة.

المصافحة باليد الباردة

أو كما يطلق عليه علماء النفس (السمكة الميتة)؛ وهذا النوع من المصافحة لا تجد فيه حرارة أو دلالة على صدق الأحاسيس بل غالبا ما يدل على عدم الرضا واللامبالاة أو السلبية وعدم الاهتمام بالآخرين.

المصافحة باليد العليا

وهي تكون عن طريق جعل راحة اليد لأسفل؛ وبالتالي تكون يد المصافح في الأسفل، وهذا يدل على السيطرة والقوة والاستهانة بالطرف الآخر.

المصافحة باليد السفلى

وتكون فيها راحة اليد لأعلى؛ وبالتالي تكون يد الطرف الآخر هي الأعلى، وهذا النوع من المصافحة باليد يدل على الخضوع والاستسلام للآخرين وضعف الشخصية وعدم الرغبة في التعبير عن الرأي أو إظهار المشاعر.

المصافحة باليد المعتدلة

وهذا هو النوع المعتدل من المصافحة الذي تكون فيه اليد مستقيمة بوضع عمودي على حافتها ويكون الإبهام مرتفعا لأعلى، وهذا النوع يدل على التكافؤ والانسجام والحب المتبادل بين الطرفين.

كيف تكون المصافحة باليد معبرة عن صدق المشاعر والأحاسيس؟

أكدت بعض الدراسات الأمريكية التي أجريت في جامعة شيكاغو أن هناك الملايين من البكتريا النافعة تنتشر عند مصافحة الآخرين أو الإمساك بأغراضهم، كما ثبت أيضا أن المصافحة وتبادل القبلات والعناق يعمل على تقوية جهاز المناعة والجهاز الهضمي؛ لذلك نتناول فيما يلي الطريقة السليمة لمصافحة الآخرين تعبيرا عن صدق المشاعر والأحاسيس:

  • يجب أن تكون الأيدي نظيفة وخالية من الأغراض كالمفاتيح أو الأقلام أو غير ذلك.
  • يجب أن تكون المصافحة باليد بكامل أجزائها وليس بطرفها أو بقبضتها أو مجرد ملامسة يد الطرف الآخر فقط؛ وذلك حتى تنتقل أحاسيس الود بصدق وإخلاص.
  • قبل أن تمد يدك لمصافحة الآخرين انتظر حتى تتوجه نظراتهم إليك أولا؛ حتى لا تشعر أنت أو مصافحك بالحرج من انتظار الالتفات والانتباه.
  • كن حريصا عند سحب يدك من المصافحة، فلا تتعجل بسحبها حتى تجد رغبة عند الطرف الآخر بإنهاء المصافحة، وكذلك ليس من اللائق سحبها بعنف بعد المصافحة.
  • احرص على النظر في وجه مصافحك وعينيه، واحذر النظر إلى شخص أو مكان آخر؛ حتى لا يشعر بعدم اهتمامك به أو برودة مشاعرك.
  • كن رقيقا عند المصافحة باليد مع الآخرين؛ فلا تحاول صفق يده بقوة أو هز الأيدي بعنف أو تحريكها يمينا ويسارا.
  • لا تحاول مصافحة الآخرين أثناء تناول الطعام أو الحديث في الجوال.
  • لا تضع يدك الأخرى في جيبك أثناء مصافحة الآخرين.
  • الابتسامة الخفيفة بدون تكلف أو مبالغة دليل على المشاعر والأحاسيس الصادقة.
  • احرص على استخدام الأسلوب المناسب للمصافحة حسب الشخص الذي تصافحه؛ فطريقة مصافحة الأطفال تختلف عن طريقة مصافحة الكبار في السن أو رؤساء العمل والتي تختلف بدورها عن أسلوب مصافحة الأقران والأنداد.

وأخيرا يجب أن تعلم أن المصافحة باليد تعبر بصورة أو بأخرى عن شخصية الإنسان وحالته النفسية؛ لذلك فهو (من خلال المصافحة باليد) يبعث رسائل إيجابية للتواصل مع الآخرين وقد تكون رسائل سلبية تدل على ضعف الشخصية أو اللامبالاة أو غير ذلك من المشاعر السلبية تجاه الآخرين كما أوضحنا سابقا، وجدير بالذكر أن المصافحة باليد هي لغة من لغات الجسد التي تعبر عن نسبة كبيرة من التواصل مع الآخرين تمثل حوالي 55% من لغات التواصل بصفة عامة، وقد تناول هذا المقال نبذة عن تاريخ المصافحة باليد وكذلك المشاعر التي تحملها المصافحة باليد وأخيرا أهم الآداب الواجب مراعاتها لتكون المصافحة باليد معبرة عن صدق المشاعر والأحاسيس.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

ثلاثة عشر − 8 =