تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » الأماكن التي لا يجوز النوم بها : اعرف الأماكن الممنوع النوم بها

الأماكن التي لا يجوز النوم بها : اعرف الأماكن الممنوع النوم بها

ليست كل الأماكن من اللائق النوم بها، لكن بعض الأشخاص يصرون على النوم في بعض الأماكن التي لا يجوز النوم بها ، نعلمك هذه الأماكن بالتفصيل هنا.

الأماكن التي لا يجوز النوم بها

النوم موتٌ صغير، لذلك كان من الضروري على كل شخص معرفة الأماكن التي لا يجوز النوم بها ، أو بمعنى أدق، لا يجوز الموت بها، فهذا الموت الصغير يأتي على خلاف الموت الحقيقي، الذي لا يُمكنك تحديد بأي أرض أو أي وقت يكون، فالنائم عندما يُغمض عينيه ويُغلق شفتيه لا يعلم ما يحدث له بعد ذلك حتى يفيق من نومه، ولا يعرف أن لُعابه قد يسيل تلقائيًا منه وأن أعضاؤه قد تنحل، وأن الكثير من المُتغيرات الفسيولوجية تحدث له أثناء فترة نومه، لكل ذلك، وحفاظًا على هيبة الإنسان الذي كرمه الله، كانت هناك بعض الأماكن التي لا يجوز النوم بها.

تعرف على الأماكن التي لا يجوز النوم بها

ما هو النوم؟

بدايةً، وقبل أن تعرف الأماكن التي لا يجوز النوم بها، عليك أن تعرف أولًا أن النوم هو حالة من الاسترخاء والاستشفاء، فأنت عندما تُجهد طوال اليوم تكون في أمس الحاجة إلى الراحة، وهذه الراحة بالنسبة لجميع الكائنات تتمثل في النوم، ففيه يُعاد تنظيم وظائف الدماغ والأجهزة الحيوية، ورغم ذلك لا يفقد المرء شعوره وإدراكه بشكلٍ كامل، بدليل أنك قد تستيقظ عند شعورك بأي مُثير خارجي، قد يكون حركة مثلًا بجوارك.

وإذا ما اعتبرنا أن مُعدل النوم الطبيعي لدى الإنسان يتراوح ما بين السبع والثمان ساعات، فمن البديهي أن نعرف أننا نقضي أكثر من ثُلثي حياتنا في النوم، ولو لم يكون النوم مُفيدًا إلى حدٍ كبير جدًا لما أضاع الجسم كل هذا الوقت فيه، لذلك، وبعد معرفتك لماهية النوم وفوائده، كان من الواجب أن تتعرف على الأماكن التي لا يجوز النوم بها، والتي قد تكون سببًا في إعاقة النوم عن تأدية بعض وظائفه.

الأماكن التي لا يجوز النوم بها

تتنوع الأماكن التي لا يجوز النوم بها وتختلف باختلاف أسباب عدم الجواز، فمنها ما لا يجوز النوم به عملًا بالآداب والأعراف ومنها ما لا يجوز النوم بها تبعًا للقواعد الدينية، لكنها جميعًا تتفق في النتيجة، حيث يؤدي النوم في كلٍ منهما إلى إلحاق الضرر بالنائم والمجاورين له، وهذه الأماكن كثيرة، أهمها ما يلي:

الطريق، أمرٌ بديهي

من البديهي طبعًا أن يكون الطريق هو أول الأماكن التي لا يجوز النوم به، فبالإضافة إلى أنه يجعل النائم في مهبِ الريح ومُعرضٌ للحوادث يجعله أيضًا عائقًا أمام المارة والسيارات، وتحدث الكثير من الحوادث بسبب هؤلاء النائمون الذين يفترشون الطرقات دون أي اعتبارٍ لما قد يترتب على فعلتهم تلك، وإذا ما كانت إماطة الأذى عن الطريق صدقة، فإن النوم من أشد أنوع الأذى التي يجب إماطتها عن الطريق.

الأماكن العامة وأماكن الانتظار

أماكن الانتظار مُخصصة للانتظار فقط، والأماكن العامة مُخصصة للمارة والمصالح العامة فقط، لذلك لا يجوز الخلط بين هذه الأماكن والنوم، فبعض الناس حين يغفون على مكان ما مُخصص للانتظار فإنهم بذلك يجعلون أصحاب الحق في المكان، وهم المنتظرين، يبقون واقفين طوال الوقت، مما يجعل تلك المنافع لا تُستخدم فيما أُنشأت من أجله، ناهيك عن تأفف الناس من هؤلاء النائمون ونعتهم بأبشع الصفات.

المواصلات، أخطر الأماكن

المواصلات هي أخطر الأماكن التي لا يجوز النوم بها، وخاصةً بالنسبة للفتيات والسيدات، لأن النائم كما أسلفنا في حُكم الميت، وقد يقوم أحد اللصوص باستغلال ذلك وسرقة مُقتنياته، أما الفتاة النائمة فقد يتم التحرش بها وتحسيس جسدها أو على الأقل تصويرها في أوضاع غير لائقة أثناء النوم، لكل تلك المشكلات كان النوم في الأماكن العامة من أخطر الأماكن التي لا يجوز النوم بها.

أماكن العمل بالنسبة للموظفين

بالطبع، عدم جواز النوم في أماكن العمل أمرٌ بديهي، وهذا لا يتوقف على الشخص بقدر ما يتوقف على المكان الذي يتم فيه العمل، فلا يُمكن مثلًا أن يخرج شخص ما من بيته صباحًا ليذهب إلى مكانٍ آخر للنوم، المدير لن يسمح بذلك، والعقل لا يسمح بذلك، ناهيك عن العقوبات التي قد يتعرض له هذا الشخص والتي قد تصل إلى الإقصاء من العمل، من أجل ذلك كان النوم في مكان العمل أمرًا لا يجوز.

أماكن الحراسة بالنسبة للجنود

من أخطر الأماكن التي لا يجوز النوم بها أماكن الحراسة بالنسبة للحرس والجنود، فالجندي النائم أثناء الحراسة يضع بلاده أو المكان الذي يحرسه على فوهة المدفع، ومجرد السهو هنا لا النوم قد يؤدي إلى نتائج كارثية، ولا تكون مُبالغة إذا قُلنا أن عقاب النوم أثناء حراسة الأماكن الحيوية في الجيش قد يصل إلى القتل في بعض الأحيان إذا أعقبه أمر ما، ولذلك كانت أولى القواعد التي يتعلمها الجندي في الجيش هي السيطرة على النوم وترويضه.

أماكن الدراسة بالنسبة للطلبة

أماكن الدراسة تحديدًا لا يُمكن النوم بها، ففعل الدراسة وفعل النوم يتنافيا مع بعضهما، ولا يُمكن عقلًا أن يقوم شخص واحد بالفعلين في آن واحد، كما أن النوم أثناء الدراسة وأمام المدرس يُعد دليلًا على عدم احترام المدرس، فالشخص الذي يستيقظ من نومه صباحًا ثُم يذهب إلى المدرسة لينام فيها يُمكن تسميته مجازًا بالأحمق، ثم أن المدرسة كالمسجد، والدراسة كالصلاة، فهل يجوز النوم أثناء الصلاة؟

حالات استثنائية

هناك بعض الحالات التي تُستثنى مما سبق، ويجوز لها النوم في أي مكان من الأماكن السابقة متى أرادوا ذلك، وهذا يرجع إلى بعض الأعذار التي لا يجوز رفضها، وهذه الحالات كثيرة، أهمها:

المتسولون والفقراء

المتسولون والفقراء لا يمتلكون منزلًا للمبيت فيه، لذلك لا يُمكن عقلًا أن نزجرهم على نومهم في الطريق أو في أي مكان مما سبق، وإلا فإن الرد الطبيعي سيكون “احضر لي بيتًا وسأترك لك الشارع”، وبالطبع هو مُحق، فلا يوجد أحد يُريد أن ينام أمام المارة في الطريق، لذلك لا يستطيع أحد منع المتسولين من النوم في الطريق.

الغرباء عن المكان

يأتي الغرباء أو المهاجرون من أماكن بعيدة ولا يكونون على علمٍ بالأماكن التي يستطيعون النوم بها، لذلك قد ينامون في الطرقات والأماكن العامة، لذلك لا يجوز أيضًا منهم من فعل ذلك، خاصةً وأن الغريب كما يقولون أعمى، والأعمى لن يُفرّق بين الطريق والنوم، لا شأن له بذلك، فكل ما يعرفه أنه يُريدُ أن ينام، وسيفعل مهما كان، وبأي ثمن.

حكم النوم في المسجد

اتفق العلماء على جواز النوم في المسجد، لكن اشترطوا أن يكون ذلك لسبب، كأن يكون النائم في انتظار الصلاة، أو غريبًا، أو على سفر، أما من يتخذ المسجد بيتًا له فهذا أمر مكروه ولا يجوز، لأن المساجد للعبادة بكافة أنواعها، بما في ذلك الدراسة، لكن أن يُعامل المسجد على أنه بيت للمصلي فهذا يُخرجه عن السبب الذي أُسس المسجد من أجله.

هذا ومن الواجب التأكيد على أن هذه الأماكن التي لا يجوز النوم به لم تُقال هكذا عبثًا، وإنما جاءت بعد أن تم البحث في مصلحة الشخص ومعرفة ما يُناسبه وما لا يُناسبه، فلا أحد يأمن على نفسه أثناء النوم.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

10 − 1 =