هل تساءلت يومًا ما عن كيف تصبح مشهورًا في ثلاثة أيام فقط؟ إذا قال لك أحدهم هذا فسوف تعتبرُ ذلك ضربًا من الجنون، خاصةً وأن أغلب المشهورين الآن قد استغرقوا سنوات عديدة حتى يُصبحوا على ما هم عليه، لكن ما قد لا تعرفه عن أحدث مُتغيرات الشهرة ربما سيُدهشك عندما تعرفه في نهاية هذا الموضوع، فبلا أدنى شك قد تغيرت الأمور تمامًا بمرور الوقت، وأصبحت الشهرة أسهل مما تظن، فلم يعد ضربًا من الجنون أن يقول لك أحدهم عن عدة طرق كي تُصبح بها مشهورًا في ثلاثة أيام، ما زلت لا تُصدق؟ تعال إذًا لأُخبرك بالأمر برمته.
كيف تصبح مشهورًا خلال فترة قصيرة ؟
ماهي الشهرة؟
أولًا، وقبل أن تعرف كيف تصبح مشهورًا في ثلاثة أيام، عليك أن تعرف أولًا ما تعنيه الشهرة، فالتعريف الدارج للشهرة عن البعض هو أن يعرفه الناس ويتبعونه أينما حل، وأن يتمتع بقدر كبير من الاحترام والقدرة على التأثير في المجتمع، هذا ما كانت تعنيه الشهرة حتى وقت قريب، وهذا ما يعرفه أغلب الناس عن الشهرة، لكن في الحقيقة الأمر ليس كما يظنون.
الشهرة تعني أن يعرفك الناس نعم، لكنها لم تحدد أبدًا الطريقة التي سيعرفونك منها، أو الانطباع الذي سيأخذونه عنك، فالشهرة يمكن أن تكون في الشر كما في الخير تمامًا، وأبسط مثال على ذلك هو الزعيم النازي هتلر، والذي لا يوجد أحد في هذا الكون لا يعرفه، سواء في فترة حكمه حين أشعل نار الحرب بالأرض أو بعد موته حين أصبح قدوة سيئة في الشر، في نهاية الأمر، وبطريقةٍ ما، أصبح هتلر مشهورًا، لذلك عليك أن تعرف أولًا طُرق الشهرة.
طُرق الشهرة
إذا أردت أن تُصبح مشهورًا في ثلاثة أيام فأنت بالطبع في حاجةٍ إلى معرفة الطريق الذي ستسلكه لتُحقق ما تُريد، وثمة عدة طرق، تتفرع إلى طُرق جيدة بطيئة وطُرق سيئة سريعة، ولك مُطلق الحرية في اختيار الطريقة التي تُناسبك، مع الوضع في الاعتبار أن الشهرة من خلال الطرق الجيدة رغم أنها تأتي أبطأ إلا أنها تستمر طويلًا، بخلاف الشهرة من خلاق الطرق السيئة، فهي تذهب كما تأتي، سريعًا.
فتش في نفسك
أول طرق الشهرة هو أن تُفتش في نفسك، لتعرف أي موهبة تمتلك وتتمكن من تنميتها، فأنت بالفعل تمتلك موهبة ما، أنا وأنت لا نعرفها، لكنك تستطيع اكتشافها إن أتقنت البحث، فقط جرب أن تفعل كل شيء، وثمة شيء ما ستجد نفسك تُجيده إلى أبعد حد، هذه موهبتك، وهذا هو طريقك للشهرة، فإن وجدت نفسك مثلًا مُجيدًا للرسم فدعني أخبرك بأن ثمة شخص يُدعى ليوناردو دافنشي اجتاح العالم بفنه ولوحاته، انت لست أقل منه في شيء، ويُمكنك أن تُصبح مثله بكل بساطة، وإن كنت مُجيدًا للكتابة فدعني أُخبرك أيضًا أن ثمة شخص كان يقضي ثلثي يومه في المقاهي وحصل على جائزة نوبل في الأدب وأصبح من أشهر كتاب العالم، أنت لست منه في شيء إن كان فيك موهبة الكتابة، ويمكنك أن تصل إلا ما وصل إليه بل وأبعد من ذلك، فقط فتش في نفسك جيدًا واعرف ما تستطيع فعله وحاول التطوير من نفسك فيه.
كن بارزًا في مجالك واصعد السلم خطوة بخطوة
أغلب الناس لا يتمكنون من تحقيق أحلامهم، فمن أراد أن يُصبح طبيبًا مثلا يجد نفسها مُهندسًا، ومن أراد أن يُصبح مهندسًا يجد نفسه في نهاية الأمر مدرسًا، وهكذا في الكثير من الأمور، وقد يتحطم هذا الشخص الذي لا يتمكن من تنفيذ ما يحلم به، رغم أن ما وصل إليه كفيلًا في تحقيق الشهرة والنجاح له، والأمثلة في ذلك كثيرة، فأنت تسمع بالطبع عن الشخص الذي أصبح مُدرسًا واستطاع أن يُصبح بالكثير من الجُهد والالتزام أنجح مُدرس في بلده، وبالتالي أشهر مُدرس أيضًا، وهذا يقودنا إلى ما يُسمى بالشهرة المتخصصة، وهي التي يُحققها المرء في مجال عمله فقط، وهذا النوع من الشهر قدر على إشباع حاجتك من الشهرة، ولتحقيقه يجب الاجتهاد والسعي للتفرد في مجالك، وأن تعتبر طريق الشهرة وكأنه سلم كبير، عليك أن تصعده خطوة بخطوة.
الطرق السيئة السريعة
وهذه هي الطرق التي تتناسب بكل أسف مع موضوع المقال، أجل، فمن خلال بعض تلك الطرق قد تجني الشهرة في ثلاثة أيام، بل ولست أبالغ إذا قلت في ثلاثة دقائق، وهذا ليس قاموسًا للشهرة السريعة بقدر ماهو واقعًا نعيشه، فبالفعل أولئك الذين سلكوا الطرق السيئة اصبحوا من المشاهير، لكن شهرتهم تلك لم تدم طويلًا، واليك أهم هذه الطرق:
اختلاق الإشاعات المدوية
هل جربت يومًا أن تقول انك شاذ مثلًا؟ هل جربت أن تقول أنك نبي يُوحي إليك من الله؟ هل جربت أن تُبالغ في حماقتك إلى حد القول بأنك إله؟، بالطبع كل هذا كذب، ومجرد إشاعات، لكن جرب أن تُطلقها على نفسك، وستجد مُتابعيك والباحثين عن أخبارك بالملايين، وستتحول في ظرف دقائق إلى واحد من أهم المشاهير، لكن، ماذا يعد؟، لا شيء، بل وهذه الشهرة ما هي إلا شُهرة سلبية، لا طائل منه ولا منفع سوى أن يعرفك الناس، بالسوء فقط، وينعتونك بأبشع الصفات، هذا ما سيحدث في هذا النوع من الشهرة، وهذا طريق سريع مختصر، لكن إياك أن تُقدم عليه.
ادعاء المرض
مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي ظهرت طريقة أخرى للشهرة، وقد تبدو هذه الطريقة رخيصة جدًا، إلا أن بعد الأشخاص يأخذون بها حتى يحظوا بالشهرة، وهذه الطريقة هي ادعاء المرض، وليس أي مرض، بل الأخطر والأندر منها، كالسرطان وما شابه، حيثُ يحظى هذا النوع من المرضى بتعاطف واسع، يستغله البعض في الوصول إلى قدرٍ من الشهرة، لكن، حين يُكتشف الأمر، يُصبح هذا الشخص منبوذًا ومكروهًا من الجميع، ولا يتم تصديقه في أي شيء بعدها، وقد حدث هذا الأمر بالفعل العام الماضي مع إحدى الفتيات، وقد لاقت شهرة واسعة وتعاطف كبير، حتى افتُضح أمرها وتعرضت للكثير من الشتائم والإهانات وتم فصلها من جامعتها، لتلقى مصيرًا سيئًا جراء سعيها خلف الشهرة الوهمية.
التعري، بالنسبة للفتيات
من الغريب أن يُصبح التعري والخُلع مصدرًا للشهرة، لكن هذا ما حدث في مصر قبل خمسة أعوام، عندما قامت إحدى الفتيات وتُدعى علياء المهدي، بالتعري في مكانٍ عام بدعوى انتصارها لحرية الرأي، وقد لاقى هذا الأمر انتشارًا واسعًا حتى فاق الحدود، وحظت الفتاة ما سعت له وهو قدر كبير من الشهرة، جعلها تُصنف ضمن أشهر شخصيات في العالم هذا العام، لكان الأمر لم يستمر كثيرًا، وانطفأت الشهرة التي حصلت عليها وأصبحت مثالًا سيئًا للفتاة المصرية، بل تم منعها من دخول البلاد.
هذا ويتضح مما مضى أن الطريق السيئ السريع للشهرة تذهب ثماره سريعًا، وأن الشهرة التي تأتي بعد كدٍ وتعب هي التي تستمر وتُخلد صاحبها، وفي ذلك الكثير من الأمثال التي لا حصر لها، لكن، رغم هذه الحقائق، ما زال العنوان الأكثر بحثًا وطلبًا هو ” كيف تصبح مشهورًا في ثلاثة أيام؟ “.
