لجأ العديد من المرضى في الآونة الأخيرة إلى الطب البديل أو ما يعرف بالطب النبوي، لما حققه من نجاح كبير في شفاء حالات كان قد يأس الطب الحديث من شفائها، والكثير من أطباء الطب الشعبي أعادوا سنة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام كعلاج شفائي أو وقائي، لعل الحجامة من أكثر وسائل العلاج بالطب البديل نجاحا واستخداما، فهل لها أساس علمي ؟ وهل فعلا توازي أهميتها الطب الحديث ؟ هذا ما سنعرفه في مقالنا أدناه.
تعرف على كل ما يخص الحجامة
ماهي الحجامة؟
الحجامة، هي نوع من أنواع التداوي بالطب النبوي أو الطب البديل، استخدم على مر الزمن لعلاج العديد من الأمراض، وتعتمد فكرة العلاج بالحجامة على عملية إخراج الدم الفاسد من الجسم باستخدام الكؤوس، التي يتم تثبيتها على موضع الألم ثم امتصاص الدم وإخراجه، وعادة ما يسبب هذا الدم أمراضا وآلاما لأنه لا يستطيع مد الجسم بالغذاء اللازم، لذا استوجب سحبه من الجسم ليستبدل بكريات دم بيضاء وحمراء جديدة قادرة على مقاومة الأمراض. أما في قاموس اللغة العربية فكلمة الحجامة تعني “التحجيم” تحجيم الشيء أي التقليل منه.
تاريخ الحجامة
أول من بدأ العلاج بالحجامة هم الآشوريين وذلك منذ عام 3300 قبل الميلاد، كما أن هناك بعض النقوش على مقابر الفراعنة تعطي دلالة على استخدام الحجامة كعلاج تعود إلى عام 2200 قبل الميلاد، ثم انتقل بعد ذلك إلى بلاد الصين ليصبح العلاج بالحجامة عن طريق الإبر الصينية من أبرز أنواع الطب الصيني ومازال يستخدم في عصرنا هذا، وقد عرف الإغريقيين الحجامة واستخدموها في الكثير من العلاجات، وبعد انتشارها وصلت إلى قدماء العرب ليتخذوها كعلاج في العديد من الحالات.
تحدث الرازي في كتبه عن الحجامة وطرق العلاج بها وفوائدها، كما فسر ابن سينا فوائد الحجامة في كتابه وأوضح أيضا طرق العلاج بها وما هي الحالات التي ممكن الاستفادة منها والحالات التي يحظر استخدام الحجامة فيها.
أما في الطب النبوي فقد كان يمارسها الرسول عليه الصلاة والسلام كأحد أهم وسائل العلاج واعتبرت منذ ذلك الحين من الأدوية النبوية التي جاء ذكرها في الطب النبوي.
هل الحجامة لها أساس علمي؟
كما ذكرنا أعلاه فإن الحجامة كانت تمارس في الطب القديم كنوع أساسي من العلاجات، وبعد انتشار الطب الغربي في العالم بدأ استخدامها يتراجع إلا أنها بقيت ممارسة طبية تقليدية لا يمارسها إلا القليل ممن لديهم الخبرة في الحجامة والطب البديل، ولكن بعد عجز الطب الغربي أو الحديث إن صح التعبير عن علاج بعض الحالات المرضية وتأثير الأدوية الكيميائية على المرضى، بدأت الحجامة تعود إلى مجدها وبقوة، حتى أصبحت ضمن علاجات الطب البديل، وهي حاليا تدرس في الجامعات وصدر عنها العديد من الكتب، إلا أنه ما زالت حتى الآن لم يتم اعتمادها كإحدى الطرق العلاجية في الكتب الطبية الحديثة وذلك لفقر الدراسات التي تقام على المعايير الحديثة للطب، فعلى سبيل المثال، أعلنت جمعية السرطان الأمريكية بأنه لا دليل علمي على أن الحجامة تستخدم في علاج أمراض السرطان بأنواعه أو أية أمراض أخرى.
أدوات الحجامة
يستخدم العلاج بالحجامة أدوات معينة لإتمام عملية سحب الدم الفاسد، فالأداة الشائعة في الحجامة هي الكؤوس الزجاجية وتكون واسعة وفمها ضيق، حجمها يشبه حجم الرمانة وتعرف هذه الكأس بلغة الحجامة “بالمحجمة” ويتم استخدامها عن طريق حرق قطن أو ورق بداخل الكأس لإزالة الهواء عن طريق الحرارة الناتجة من حرق القطن ثم يتم وضع المحجمة مباشرة على موضع الألم، ثم تبدأ بعد ذلك عملية سحب الدم وينتفخ الجلد إلى أن يصبح محمرا، وتبقى المحجمة ملتصقة على الجلد لفترة معينة.
وقد طهرت أدوات جديدة تستخدم في العلاج بالحجامة وهي أكثر تطورا وسهولة في الاستخدام من تلك الزجاجية، حيث ظهر في الآونة الأخيرة محجمات مصنوعة من البلاستيك ومثقوبة من الخلف بثقب صغيرة، ويتم امتصاص الهواء من خلال طلمة بديلة عن طرد الهواء بالحرارة.
أنواع الحجامة
العلاج بالحجامة نوعان وهما الحجامة الجافة، والحجامة الرطبة، ففي الجافة يتم سحب الدم عن طريق الشعيرات الدموية الدقيقة من خلال المحجمة، فينتج عنها ما يشبه الكدمات ثم يبدأ الاحتقان حول مناطق الحجامة بالإزالة إلى أن يتم تخفيف الألم.
أما الحجامة الرطبة، فهي تختلف عن الحجامة الجافة، حيث أنها تعمل على إخراج الدم الفاسد من خلال عمل خدوش بسيطة حول مكان الحجامة الجافة عن طريق مشرط يشترط أن يعقم قبل الاستخدام، وبعد تشريط الموضع يتم سحب الدم عن طرق المحجمة من تلك الخدوش.
شروط الحجامة
- يفضل أن يكون وقت الحجامة في أيام الـ17 أو 19 أو 21 من الشهر العربي أو القمري، وذلك وفقا لما ورد في كتب الطب النبوي، ومن الممكن البدء بالمعالجة قبل هذه الأيام أو بعدها بأربعة أيام والابتعاد عن المعالجة في اليوم الأول من الشهر العربي أو في آخره، كما يفضل أن تكون في فترة الصباح أو الظهيرة.
- يجب أن يكون المريض صائم أو غير مفطر عند البدء بالمعالجة حيث يفضل أن تكون معدته فارغة حتى يستجيب للعلاج بسرعة.
- يجب أن يتم تعقيم كافة الأدوات التي يتم استخدامها في العلاج بالحجامة للوقاية من تلوث الدم.
- يجب أن يكون المريض الذي سيعالج بالحجامة مهيأ نفسيا ومطمئن حتى تتم عملية التحجيم بنجاح ويتذكر بأن الحجامة سنة نبوية عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
- لتفادي النزيف أو إهدار كمية من الدم أكثر من اللازم يجب الاكتفاء بجروح صغيرة جدا عند تشريط موضع الألم وعدم المبالغة في ذلك.
- يمنع استخدام الحجامة في العلاج لمرضى الفشل الكلوي الذين يلجئون إلى الغسيل الكلوي.
- وتمنع الحجامة أيضا للأشخاص الذين قاموا بالتبرع بالدم قبل العلاج بالحجامة بثلاثة أيام.
- يحظر العلاج بالحجامة للأشخاص الذين قاموا بتركيب الجهاز الخاص بتنظيم ضربات القلب.
أماكن وضع الحجامة
تكمن مواضع الحجامة في أعلى الرأس أو في وسطه، كما يمكن وضعها على جانبي العنق، وكذلك على الكاهل، وأعلى ظاهر القدمين.
فوائد الحجامة عديدة
- تمنح الحجامة جسم المريض مناعة قوية.
- تعمل الحجامة على امتصاص السموم من الجسم كما تمتص الآثار التي تنتج عن تناول الأدوية الكيميائية.
- لها دور فعال في تنظيم هرمونات الجسم.
- الحجامة مفيدة جدا لأمراض القلب والشرايين وذلك لأنها تساعد على تنشيط الدورة الدموية بالإضافة إلى تسليك الشرايين والعقد اللمفاوية، كما أنها تساعد على تقليل نسبة الكوليسترول الضار ورفع نسبة الكوليسترول النافع في الجسم.
- تساعد الحجامة على تقوية الذاكرة والحواس الخمس من خلال تنشيط أجهزة المخ بالكامل.
الأمراض التي تعالجها الحجامة
تستخدم الحجامة لعلاج العديد من الأمراض نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، أمراض العظام كالخشونة والروماتيزم وعرق النساء والروماتويد، كما أنها تعالج الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، والشلل النصفي، والنقرس، بالإضافة إلى علاج البواسير والناسور، والأشخاص الذين يعانون من التبول اللاإرادي، كما يلجأ إليها مرضى البروستاتا والذين يعاون من الضعف الجنسي بالنسبة للرجال، وتستخدم أيضا في علاج أمراض القلب والسكر، ومناسبة لعلاج النحافة والوزن الزائد، بالإضافة إلى معالجة أمراض النساء كانقطاع الدورة وأمراض المبيض وارتفاع نسبة البرولاكتين ولعلاج العقم آلام الرحم، بالإضافة إلى العلاجات النفسية.
خاتمة
تبقى الحجامة نوع من أنواع الطب الشعبي، التي يجب أن يتم اللجوء إليها من قبل مختصين وليس بشكل عشوائي، واتباع التعليمات اللازمة من قبل المعالج، بالتعاون مع الطبيب المختص بعلاج الحالة المرضية ومتابعتها حتى لا يتعرض المريض لآثار جانبية هو في غنى عنها.
أضف تعليق