لقد عرف الإنسان شجرة الخروب منذ القدم، وهي من فصيلة الأشجار البقولية التي تدوم خضرتها وثمارها على مدار العام ويصل ارتفاعها إلى ما يزيد عن 15 مترا، وتنتشر بكثرة في دول حوض البحر المتوسط مثل دول المشرق والمغرب العربي، كما أن ثمار الخروب قرونها عريضة وتتميز باللون البني الخفيف أو الأحمر الداكن المائل إلى البني، وقد يصل طول القرن إلى ثلاثين سنتيمترا، ويكتمل نضج القرن الواحد بعد حوالي 11 شهرا من إنباته، وتتميز شجرة الخروب بقدرتها على تحمل العطش والعوامل الجوية السيئة كالبرد والرياح والجفاف، كما يمكنها النمو في المناطق الصخرية أو الرملية قليلة الخصوبة، وتذكر بعض المصادر التاريخية أن أصولها ترجع إلى سوريا وفلسطين ثم نقلها الإسبان خلال هجراتهم إلى الدول الغربية كما نقلت إلى الهند وأستراليا عن طريق الإنجليز، وقد ذكرت بعض التقارير أن شجرة الخروب ظهرت في مصر في سنة 2000 قبل الميلاد وأن تحتمس الثاني ورمسيس الثالث كانا يستخدمانها في البناء والتحنيط، ويتناول هذا المقال أهم القيم الغذائية لثمار الخروب وكذلك الفوائد الصحية لتناوله.
تعرف على فوائد مشروب الخروب الصحية
القيمة الغذائية لثمار الخروب
يحظى مشروب الخروب باهتمام كثير من الناس خاصة في شهر رمضان المبارك، وقد ثبت أن ثمار الخروب تحتوي على كثير من القيم الغذائية المفيدة للإنسان ومن أهمها:
- البروتينات: حيث تحتوي ثمار الخروب على نسبة 15% من البروتينات المفيدة للجسم.
- الفيتامينات: تحتوي ثمار الخروب على عدد كبير من الفيتامينات مثل: (أ- ب1- ب2- ب3- د).
- العناصر المعدنية: ومنها: الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والمنجنيز والفسفور والنحاس والنيكل والباريوم والمغنسيوم… وغيرها.
- الدهون والزيوت: تحتوي بذور الخروب على نسبة عالية من الدهون والزيوت الخالية من الكوليسترول.
- السكريات: تحتوي ثمار الخروب على نسبة من السكريات تصل إلى 55% وكثير من المواد الغذائية الأخرى.
- الألياف: تحتوي ثمار الخروب على نسبة من الألياف والمواد المضادة للأكسدة.
أهم الفوائد الصحية في ثمار الخروب
تتميز ثمار الخروب كمعظم الأعشاب الطبية بكثرة فوائدها لصحة الإنسان إذا تم تناولها كمادة خام في الطعام أو كمشروب، وفيما يلي أهم الفوائد الصحية لثمار الخروب:
التخسيس والريجيم
إن نسبة الألياف الموجودة في ثمار الخروب تعطي الإنسان شعورا بالشبع مما يقلل من الوجبات اليومية، كما أن هذه الألياف تحسن عملية الهضم وامتصاص الطعام واستفادة الجسم منه، وكذلك يعمل الخروب على تقليل نسبة الكوليسترول في الدم الذي له دور كبير في الإصابة بالسمنة، وينصح العلماء بضرورة الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون وعدم النوم بعد الأكل مباشرة.
زيادة القدرة على ممارسة العلاقة الحميمية
يحتوي الخروب –كما ذكرنا آنفا- على كمية كبيرة من العناصر الغذائية والأملاح المعدنية والتي تسهم بشكل كبير في تحسين القدرة على ممارسة العلاقة الحميمية بين الزوجين لدى الزوج والزوجة على حد سواء.
مرض السكر
تحتوي ثمار الخروب على مواد تعمل على حفظ مستويات السكر في الدم، كما ثبت أن مطحون بذور الخروب يعمل على الحد من الإصابة بمرض السكر لاحتوائها على مادة التراجسول التي تعمل على هضم الطعام واستقراره.
الأنيميا وهشاشة العظام
إن نسبة الحديد والمعادن الأخرى في ثمار الخروب تعمل على رفع الهيموجلوبين في الدم والوقاية من مرض الأنيميا، كما أن الكالسيوم يقوي العظام ويقي من الإصابة بمرض هشاشة العظام وهو يعتبر بديلا عن الألبان لما فيه من معادن كثيرة تقوي عظام الجسم؛ لذلك ينصح الأطباء به كمشروب دائم للمصابين بمرض شلل الأطفال.
علاج السرطان
لقد اكتشف العلماء في الآونة الأخيرة أن ثمار الخروب تحتوي على أكثر من عشرين مركبا لها قدرة كبيرة على مقاومة مرض السرطان والحد من انتشاره وخاصة سرطان الرئة.
أمراض الجهاز التنفسي
تحتوي ثمار الخروب على عدة أحماض منها (حمض الغال) الذي يعمل كمطهر ومضاد للحساسية، كما أنه يعمل على مقاومة البكتريا وعلاج العديد من الأمراض مثل السعال وفقر الدم وأمراض البرد والأنفلونزا، وقد استخدم مشروب الخروب لعلاج السعال وتوسيع الشعب الهوائية في الطب الشعبي منذ قديم الزمان.
مضاد للأكسدة
إن المواد المضادة للأكسدة والأحماض التي تحتوي عليها ثمار الخروب لها دور كبير في تسكين الآلام وعلاج الفيروسات والحساسية وتأخير ظهور علامات الشيخوخة والتقدم في العمر، كما يعتبر مشروب الخروب من المواد المدرة للبن للمرأة المرضع.
علاج قرحة المعدة
تحتوي ثمار الخروب على مواد قلوية تعمل على معادلة الوسط الحمضي في المعدة؛ وبالتالي فهو يعمل على علاج قرحة المعدة خاصة وأنه يحتوي على مادة صمغية تعمل على تغطية قرحة المعدة ومنع أحماض المعدة من الوصول إليها، وقد ثبت عمليا أن المصابين بمرض قرحة المعدة تم شفاؤهم تماما مع الاستمرار في تناول مشروب الخروب.
ارتفاع ضغط الدم
من المعروف أن ثمار الخروب خالية تماما من مادة الكافيين والتي لها دور كبير في رفع مستوى ضغط الدم؛ لذلك يعتبر الخروب من المواد التي تعمل على علاج ضغط الدم المرتفع والوقاية منه.
الحفاظ على حدة الصوت
يحرص الكثير من المطربين على مضغ ثمار الخروب؛ وذلك لأنه يعمل على زيادة حدة الصوت وتنظيف الحلق والأحبال الصوتية.
تقوية المناعة
يعتبر عسل الخروب من المشروبات لذيذة الطعم والتي تعمل على تقوية الجهاز المناعي وعلاج كثير من الأمراض والمشاكل النفسية كالإمساك والضغوط النفسية والتخلص من الكآبة وغيرها من المشاكل النفسية، وكذلك تحسين الهضم والحفاظ على سلامة الجهاز الهضمي بالإضافة إلى علاج الإسهال.
أمراض أخرى عديدة
لقد استخدمت ثمار الخروب في علاج كثير من الأمراض في الطب الشعبي ومن هذه الأمراض: علاج أمراض والتهابات الجيوب الأنفية وعلاج المغص المعوي والتهابات الأمعاء، كما أنه يخلص الجسم من أمراض الجهاز التنفسي كالربو والحساسية وعلاج أمراض اللثة والأسنان، كما ثبت أن مضغ ثمار الخروب يعمل على تبييض الأسنان، وأيضا يستخدم مشروب الخروب في علاج أمراض الكلى والرئتين والقولون العصبي وطرد الماء الزائد من الجسم وعلاج الدوسنتاريا وإزالة السموم من الجسم وطرد الديدان وإزالة الثآليل الجلدية وإيقاف النزيف وتنشيط الدورة الدموية، بالإضافة إلى علاج عسر البول من خلال العمل على إدراره وغير ذلك من الأمراض الأخرى.
تعتبر شجرة الخروب من الأشجار المفيدة للإنسان في علاج العديد من الأمراض؛ حيث استخدمت منذ قديم الزمان في الطب الشعبي والعلاج بالأعشاب، ومازال الطريق مفتوحا أمام العلماء لكثير من الأبحاث لإثبات القدرات العلاجية لهذه الشجرة، وتستخدم ثمار الخروب كمسحوق بديل عن الكاكاو والشوكولاتة في صناعة المعجنات والحلويات، كما ينصح العلماء بضرورة استخدام مسحوق الخروب في صناعة المشروبات الساخنة كبديل عن القهوة والمشروبات الغنية بالكافيين، ويعتبر مسحوق الخروب بديلا عن الخميرة في المعجنات حيث يستخدمه أصحاب المخابز لجعل قوام العجين أكثر سمكا، ويقترح البعض ضرورة الإكثار من زراعة الخروب كبديل عن أشجار الزينة في الشوارع للاستفادة من قيمته الغذائية العالية وكذلك من طول فترة خضرته على مدار العام، وذلك سيكون له عائد اقتصادي كبير بخلاف أشجار الزينة التي لا يستفاد منها غير غرض الزينة فقط، أما شجرة الخروب فلها من المميزات والمؤهلات التي تجعلها قادرة على تحمل الظروف الجوية بالإضافة إلى فوائدها العلاجية والغذائية، فهل ينظر المهتمون بشئون البيئة لمثل هذا النداء؟
أضف تعليق