تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » حياة زوجية » السن المناسب للزواج : كيف تعرف أنك قد بلغت سن الزواج ؟

السن المناسب للزواج : كيف تعرف أنك قد بلغت سن الزواج ؟

لا يوجد سن مناسب ومحدد للزواج لكل الأشخاص، فهذا الأمر يختلف من شخص لآخر، لذلك سوف نشرح لك مجموعة من العوامل التي تستطيع أن تحدد السن المناسب للزواج لك بها.

السن المناسب للزواج

السن المناسب للزواج كثير منا يعتقد أن هناك آليات محددة يمكننا من خلالها معرفة السن المناسب للزواج من مظاهر بيولوجية ونفسية واجتماعية واقتصادية، لكن في الواقع لا يوجد معيار معين ومحدد لتحديد سن الزواج، فربما نشترط الجانب البيولوجي ووصول الشاب أو الفتاة إلى مرحلة البلوغ، ولكن فيما عدا ذلك فلا يوجد شيء يمكننا تحديده، وإنما الموضوع يعتمد على الفرد نفسه هو وحده الذي يستطيع أن يحدد المناسب والغير مناسب له حسب ظروفه الخاصة واحتياجاته الخاصة أيضا. أما الذين يقدمون لنا الفتاوى بسن الزواج المناسب، ومتى تبحث عن شريك حياتك، ومتى تبدأ في تكوين أسرة، فكل هذه مجرد آراء تختلف من فرد لآخر، وترتكز على خلفية الفرد الثقافية والاجتماعية، وبالتالي لا يمكنك تقييمها إلا إذا كنت تنتمي لنفس الإطار الثقافي والاجتماعي.

دليلك إلى معرفة السن المناسب للزواج لك

الزواج قديمًا وحديثًا

مفهوم الزواج هو مفهوم حديث نسبيا، ظهر بظهور الحضارة والمدنية، وبشكل أكثر دقة يمكننا أن نقول: بظهور القوانين التي تنظم حياة البشر لكي يحفظ الحقوق ويضع المعايير التنظيمية للمجتمعات. ولكن الإنسان البدائي كان يعيش مثلما تعيش الحيوانات، لا يوجد إطار لشيء ما ولا يوجد ما نسميه السن المناسب للزواج، فقط شعوره برغبة في ممارسة الجنس فيمارسه، يحيا مع الطبيعة، حينما يجد أنثاه يؤسسا لهما منزلا ليعيشا فيه ويمارسا حياتهما الطبيعية ويبدآ في تكوين الأسرة. لم يكن يلتزم بمسؤوليات معينة، أو متطلبات خاصة، فقط علاقة عادية مثلما تفعل جميع الكائنات الحية بشكل طبيعي، ولكن مع التطور النسبي بدأ الإنسان يضع قواعد ومعايير للزواج ولكن كانت بسيطة جداً في البداية وتطورت مع مرور الوقت وخاصة بعد ظهور الأديان وقامت بتقنين الممارسات الجنسية، ووضعت الضوابط التي يجب أن يلتزم بها الإنسان حسب معتقدات كل دين، ومن هنا كانت البداية التطورية التي وصلت بنا إلى منظومة من أكثر المنظومات تعقيدا في عصرنا الحالي.

دوافع الزواج

الدافع البيولوجي

للإنسان احتياجات طبيعية ضرورية من أجل الحياة، ويحتاج الإنسان إلى الجنس كحاجة طبيعية مثل جميع الكائنات الحية الأخرى. حينما يصل الإنسان إلى مرحلة البلوغ يحتاج الجسم إلى ممارسة الجنس من أجل إشباع احتياجاته، لذلك يعد تلبيتها في الوقت المناسب ضروري، ويشير علماء النفس أن الكبت الجنسي المتكرر وعدم تلبية رغبات الجسم يؤثر بالسلب، ويصيب الإنسان بالأمراض النفسية، لذلك فيجب وضع حد للموضوع بشكل أو بآخر، ولذلك كان الحل هو الزواج. ويتحدد السن المناسب للزواج من بلوغ كلا الطرفين وقدرتهم على تحمل المسؤولية، وربما هذا هو الجانب الطبيعي والأساسي والأكثر أهمية للزواج من أجل بقاء النوع والاستمرار والصحة النفسية أيضا.

الدافع النفسي

الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي، يعيش في جماعة ولا يستطيع العيش بمفرده، كذلك الإنسان لديه رغبة طبيعية بالبقاء والاستمرار وحفظ النوع، فبطبيعته يشعر بالحاجة إلى استمرار سلالته في الحياة ويميل إلى تكوين أسرة له، يسكن إليها وتكون له زوج وأبناء. نفسيا يحتاج الإنسان إلى ونيس له في الحياة، سواء رجل أو امرأة، فكل منهما لديه حاجة طبيعية للشعور بالحب من الطرف الآخر، ورغبة في الشعور بالأمان والسكن والاستقرار بالطرف الآخر، ولكن عدم توفر الظروف الملائمة لذلك يصيب الطرفين بالإحباط والاكتئاب، وربما يعد صعوبة الزواج في مجتمعاتنا المعاصرة من أهم أسباب انتشار الاكتئاب بين الشباب وتحول الموضوع من مناقشة السن المناسب للزواج إلى إمكانية الزواج أساسا.

الدافع الاجتماعي

السن المناسب للزواج يحدده المجتمع؛ لأن المجتمع يهتم بتكوين الأسرة التي هي النواة الأساسية لتكوينه واستمرار مؤسساته، وبناء عليه يكون تحديده لسن الزواج المناسب يعتمد على القدرة على إنجاب الأطفال، لذلك يمكننا أن نقول أن السن المناسب للزواج هو سن مبكر يبدأ من بداية مرحلة البلوغ، وبالنسبة للفتيات فالموضوع أكثر تعقيدا وذلك لارتباط سن الفتاه بالإنجاب وكلما كبر السن كلما تقلصت الفرص، وتختلف من المجتمعات الصناعية التي تعتمد على التعليم في المقام الأول والعمل وبين مجتمعات أخرى لا تهتم إلا بالإنجاب والحياة الطبيعية.

معايير الزواج

بالطبع كل مجتمع له ثقافته ومن ثم له معاييره الخاصة، ولكنها تتفق جميعها في تحميل الطرفين عبء ثقيل للزواج، ففي مجتمعاتنا العربية نتفنن في وضع العراقيل لا أدري لماذا؟! فتجد مثلا بالنسبة للرجل عليه أولا توفير مسكن، العمل بدخل مناسب وثابت، وعليه أن يعد هذا المسكن بالمفروشات المختلفة، ويشتري للعروس الشبكة التي تكلفه الكثير، وحفل الزفاف الذي أصبح له معايير أخرى خاصة به وتكلفة عالية طبعا، ويظل يدفع ويدفع إلى ما يصعب حصره وعدّه، وكل ذلك يحدث في مجتمعات نامية تعاني اقتصاديا! وبالنسبة للعروس فهي أيضا لم تسلم من الأمر وإن كان أمرها أبسط من الرجل إلا أنها تثقل كاهل أسرتها بالكثير من الأعباء في تحضير تجهيزاتها التي لا تنتهي وأغلبها لن تستخدمه وإنما فقط تقوم بتخزينه، ولكنه مهم فقط للعرض أمام الناس لكي تثبت كرم عائلتها وبذخها، فأصبح الزواج بمثابة حلم يصعب تحقيقه وهو في الواقع أمر طبيعي لا يحتاج إلى ترتيبات مثلما نفعل.

متى تتزوج/تتزوجين؟

متى يمكنك أن تتزوج؟ متى يمكنك أن تفكري في الزواج؟ ربما تكون هكذا صياغة أفضل لطرح السؤال من السن المناسب للزواج، حينما تجد/ تجدين نصفك الآخر، حينما تشعر بالحب، هنا يمكنكما أن تفكرا بالزواج، بالطبع ستحتاجان إلى بعض الترتيبات ولكن أبسط كثيرا مما هو متداول، وذلك لسبب بسيط أنه زواج قائم على الحب بين الطرفين فيعمل كل منهما على سعادة الآخر ومساعدته، أما زواج الأهل المخطط له قبلا والقائم على الدراسات القبلية والبحثية على العريس وإمكاناته والعائلة التي ينتمي إليها، هو صفقة يحاول كل الأطراف أن يحقق ربح أكثر، لذلك فمن وجهة نظري أن نقوم بتفكيك نموذج الزواج على الصورة المتعارفة ونترك الشباب يحدد اختياره على طريقته ونظرته للأمور والحياة والعالم.

حقائق من الواقع

منظومة الزواج في الوطن العربي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، والسن المناسب للزواج يبعد يوما بعد يوم أيضا، في مقابل أنك إذا نظرت إلى الكثير من الشعوب الأوربية المتحضرة ستجد الموضوع بسيط ويسير، فعلى سبيل المثال لا يتدخل الأهل في اختيار شريك الحياة المناسب انطلاقا من رؤيتهم الخاصة مثل وضع عائلته، لا يكلف الزوج بالسكن والعمل والكثير من المصروفات وإنما يقوم الزواج على شراكة بينهم ويقوم كل طرف بما يستطيع عمله لا فرق بين الرجل والمرأة، ويكفي أنهم لا يهتمون بامتلاك سكن وإنما فقط تأجير مكان صغير ليحيوا فيه على عكس ما يحدث لدينا باعتبار امتلاك مكان للسكن هو شرط أساسي لا مفر منه في ظل ظروف اقتصادية صعبة يواجهها شباب اليوم، ولكن ما يحدث الآن وأراه خطوة للأمام وبداية لانفراج الأزمة هو أن الكثير من الشباب والشابات يحاربون من أجل الاستقلال بحياتهم ويتزوجون بما يستطيعون فعلا ويتنازلون عن مظاهر الزواج المكلفة مثل إقامة عرس في مكان كبير ودعوة أعداد هائلة من الأقرباء والأصدقاء، والأموال التي يتم إنفاقها لشراء فستان للعروس والذهاب إلى مراكز التجميل وغيره، فنجد الآن من يقوم بعمل عرس بسيط للأهل والأصدقاء فقط، ومن يتنازلون عن شراء فستان زفاف لتوفير النفقات ومن يقومون بتأجير شقة صغيرة جداً وغير مفروشة في أحوال أخرى ليبدؤوا حياتهم بما يستطيعون حتى تتحسن ظروفهم للأفضل وتواجدهم معا هو محفز للنشاط والعمل دون الانتظار من أجل أشياء مبالغ فيها بدون داع يتفنن المجتمع في تعقيدها من حين إلى حين.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

19 − 1 =