لا شك أن لجسدك عليك حق ولعقلك عليك حق، ولعقلك حق في الجد ساعة واللهو ساعة، وهنا تظهر أهمية الموازنة بين الجد واللهو لأجل راحة الجسد والعقل. ولذلك، نجد أن هناك سؤال شائك يرمي بثقله على أذهان الآباء والطلاب ألا وهو كيفية الموازنة بين الدراسة والنشاط ، لأن الكثير من الأهالي يخشون من أن يطغى حب أو استمتاع أولادهم بالأنشطة المختلفة على أدائهم وكفاءتهم الدراسية أو أن تشغلهم عنها فتقل ساعات المذاكرة والدراسة. ولكن في الواقع فإن تلك الأنشطة تساهم على إخراج الطاقة السلبية، وتزيد من النشاط الجسدي والعقلي للفرد مما يجعله قادرا على القيام بكثير من العمل الجاد- أي الدراسة في تلك الحالة- لمدة أطول وبكفاءة أكبر.
و من المعروف أن الإنسان السليم لا يعيش حياته تبعاً لوتيرة واحدة أو متقمصاً دوراً لا يغيره، بل تتباين الأدوار والوتائر ولطالب المدرسة بالذات أدوار عدة ليؤديها تنبع من الزخم والنشاط المحيط بتلك الفترة وهذا السن من ريعان الشباب والقدرة الجسدية والصحية التي تساعده على القيام بالعديد من الأعمال، وبالتالي قد تتعارض تلك الأدوار مع بعضها البعض مما يحتم ضرورة التنظيم بينها بشكل جيد، وأهمهم هو تنظيم الوقت بين الدراسة والنشاط فهما العاملان الأساسيان المستهلكان للوقت في ذلك السن.
طريقة الموانة الصحيحة بين الدراسة والنشاط
كيف يؤثر ذلك على علاقتك بالآخرين؟
الإنسان كائن اجتماعي بفطرته التي خلق عليها، ولا يستطيع الفرد العيش وحيدا متفرداً بنفسه فقط ومن هنا تأتي أهمية العلاقات المختلفة في حياته، فهناك علاقة الفرد بأهله، وأصدقائه، وشركاءه في العمل أو الدراسة، ومدربيه وأساتذته وتلك العلاقات نكتسبها من تعاملات وأماكن مختلفة فأصدقاء الدراسة غير أصدقاء التمرين، وقد تتعارض تلك الأماكن مع بعضها البعض مما يؤثر على تلك العلاقات بالسلب أو قد يؤدي الاهتمام بالدراسة إلى التأثير على تلك العلاقات الشخصية وبالعكس قد يؤدي الاهتمام بالعلاقات الشخصية إلى التأثير على المستوي الدراسي والرياضي. وهنا تتدخل قوة العلاقة نفسها في تحديد مدي استمراريتها كما يكون للتوازن بين الدراسة والنشاط عاملاً مهما في الحفاظ على تلك العلاقات.
كيف يؤثر النشاط على الدراسة بالإيجاب
تأثير النشاط على الدراسة لا يجب أن يكون دائماً بالسلب كما هو مترسخ في أذهان البعض بل بالعكس حينما يجد الإنسان التوازن الجيد بين الدراسة والنشاط ، فالأنشطة المختلفة تنمي عند الفرد الكثير من المهارات كما تنمي أسلوبه الشخصي وطريقته في التحدث وتقديم نفسه بل إن التجربة قد أثبتت أنه في الأعوام الدراسية الأخيرة وخلال الدراسة الجامعية أيضاً نجد أن كثير من الأنشطة العلمية تكون هي الأهم حتى من الكتب والدراسة الأكاديمية التقليدية، كتلك التي تضمن البحث العلمي، والقيام بالعروض التقديمية، وتحضير الأوراق البحثية، وحضور المؤتمرات والندوات المختلفة، والعمل على تطوير المهارات الشخصية مثل مهارة المناظرة والتواصل والقدرة على حل الأزمات.
التحفيز النفسي، والانضباط النفسي، وتنظيم الوقت والقدرة على تحديد الأولويات كلهم عوامل شديدة الأهمية للطالب من الأجل الموازنة بين الدراسة والنشاط ،
كيفية تنظيم الوقت
إدارة الوقت هو من أهم العوامل التي تؤدي للنجاح في الحياة العلمية والعملية، فهو أهم مفاتيح النجاح في الحياة على كل الأصعدة، لأنه مهارة مهمة تساعدك على التركيز فيما هو مهم ويعد كأولوية. ومن الأدوات الهامة والخطوات الواجب اتخاذها من أجل تنظيم الوقت الخطوات التالية:
- قم بتخطيط جدولك بشكل جيد، فهذا سينبئك بالأعمال الأولية والتي لها ضرورة في تلك الفترة.
- قم بعمل خريطة خطط أسبوعية تضمن الأمور التي يجب عليك إنجازها في ذلك الأسبوع.
- رتب أعمالك وخططك حسب الأولية، وبالطبع يؤثر التوقيت في ترتيبك لأولوياتك فدائماً تأتي الأعمال المرتبط إنجازها وتسليمها في وقت معين في أعلي القائمة ثم تدرج بعد ذلك الأعمال والخطط حتى نصل للأعمال الواجب إنجازها ولكنها لا ترتبط أو تتقيد بجدول زمني محدد.
- قسم الواجبات الكبرى إلى واجبات أصغر، فقبل أن يبني المهندس مبني ما، وهذا يعد عملا ضخماً، يقوم بتقسيم ذلك العمل إلى عدة خطط أصغر فمثلاً نجد خطة لرسم المبني، ثم إحضار المواد اللازمة، ثم تدريب العمال وبعد أن يتم إنجاز تلك الخطط المصغرة سيكون من السهل جداً إنجاز الخطة الكبيرة الأصلية.
- ضع أهدافاً ومواعيد نهائية لكل المشاريع التي تقوم بها، فهذا سوف يساعدك على تذكر أهمية ذلك العمل وأهمية إنجازه في الوقت المحدد مما يوفر لك الوقت ويساعدك على تنظيمه لتقوم بالأعمال والأنشطة الأخرى.
- تجنب السعي للكمال، قد تبدو تلك النقطة غريبة ولكن الواقع يقول أن لا أحد بإمكانه الوصول للكمال المطلق خاصة وإن كنت تعمل في أكثر من أمر مثل الجمع بين الدراسة والنشاط. ولذلك، سعيك الدائم نحو الكمال سوف يكون هو في حد ذاته الأمر الغريب وغير المبرر على الإطلاق ودائما سوف يؤدي إلى تخريب مخططاتك وسيؤثر كثيراً في الجدول الزمني الذي سبق ووضعته، بل أيضاً قد يؤدي إلى إهمالك نصف الواجبات التي من المفترض أن تقوم بها.
- من وقت إلى آخر يجب عليك تقييم ما أهدرته من وقت بمنتهي الأمانة والشفافية، فسوف يساعدك ذلك كثيراً على تقليل الوقت المهدر في المرات القادمة، وسيجعل ذلك نفسك تؤنبك كلما شعرت أنك تضيع وقت كثير بدون أي إنجاز يذكر، مع ملاحظة أن الراحة بشكل معقول من وقت إلى آخر مطلوبة بل وضرورية من أجل كفاءتك في بقية الأعمال والتي يقصد بها هنا بقية الأنشطة والدراسة الواجبة عليك.
ويجدر بك ترسيخ مفهوم مهم في ذهنك ألا وهو أن الأنشطة بكل أنواعها هي مسئولية كبيرة، وكذلك بالطبع الدراسة هي مسئولية كبيرة لذلك يجب أن تنظم وقتك بعناية لكي توازن بين الدراسة والنشاط ولكي تعطي كل منهما حقه بدون أن تترك أحدهما يطغي على الآخر، فأي خلل في ذلك التوازن سوف يكون له تأثير سيئ وغير مطلوب في تلك المرحلة خاصة وأن الدراسة والنشاط كلاهما بالغ الأهمية، فالدراسة تحدد مستقبلك العلمي والعملي والنشاط يرضي رغبة نفسك وعقلك وأيضاً قد يحدد مستقبلك العملي ولذلك وجب عليك التعامل مع ذلك الأمر في منتهي الجدية والتفاني ولذلك أيضا قد يحتاج عقلك إلى فترات متوسطة من الراحة بعيداً عن كلا الدراسة والنشاط ولذلك لا يعد النشاط مصدراً للراحة بل هو مصدر لإرضاء رغبات النفس والعقل في التعبير والقيام بشيء مميز.
كيفية التعامل مع الضغط
عند التعامل مع أكثر من مهمة في فترة ووقت واحد مثل التعامل مع الدراسة والنشاط يجب أن نتجنب التعرض للضغط الزائد، الضغط في حد ذاته هو أمر هام عكس المتعارف عليه فهو يساعد الفرد على إنجاز الكثير من المشاريع وإكمال ما بدأه وتنفيذ خططه دون تبديل أو إهمال أو نقصو لكن حين يزيد ذلك الضغط أو يستمر لفترة طويلة قد يعتبر ضغط زائد ومن المتعارف عليه أن أي شيء يزيد عن الحد المقبول به يتحول إلى العكس تماماً، فبدلاً من كون الضغط أداة للتحفيز النفسي سوف يصبح آلة للتدمير النفسي والإجهاد العقلي والعصبي وبالطبع لذلك الكثير من المظاهر السلبية.
علامات الضغط الزائد
حين يرغب الشخص بالجمع بين أكثر من أمر كالجمع بين الدراسة والعمل أو الدراسة والنشاط ، وخاصة حين الجمع بين أكثر من نشاط مختلف كالجمع بين الدراسة والنشاط الرياضي والنشاط الفني مثلاً يصبح ذلك الشخص أكثر عرضة للضغط الزائد، والضغط الزائد ليس أمراً بسيطا لأن له الكثير من الأعراض الضارة والتي تختلف شدتها من شخص إلى آخر، ويتراوح تأثيرها أيضاً تبعاً للظروف المحيطة بالفرد والدعم الذي يتلقاه وذلك يجب عدم التهاون مع تلك الأعراض والتي تتضمن:
- نوبات القلق والتوتر، فالضغط الزائد يسبب القلق والتوتر ويجعلك تعيد التفكير في كل ما تفعل بشكل زائد عن الحد ويقلل من ثقتك في نفسك وفيما تفعل.
- الضغط الزائد يولد لديك إحساس دائم بأن هناك من يستعجلك ويضغط عليك، وهذا الإحساس قد يجعل الفرد يتخلى عما يفعل وينفر من الدراسة والنشاط بكل أنواعه نظرا إلى أن ذلك الإحساس يولد الإحساس بالضجر والتعب.
- الشعور بالحزن والاكتئاب وينبع ذلك غالباً من الشعور بعدم الرضا عن النفس وبعدم القدرة على إنجاز أي عمل.
قد تظهر بعض الأعراض الجسدية والمرضية على الشخص الذي يعاني من الضغط الزائد مثل ألم المعدة والصداع وحتي قد يصل الأمر إلى آلام الصدر. - بعض الأشخاص قد يتطور معهم الأمر وتولد تلك المشاعر مثل الحزن والضغط والاكتئاب وعدم الرضا عن النفس لديهم رد فعل سيئ للغاية مثل الحساسية فتظهر لديهم أعراض كالأكزيما أو عدم القدرة على التنفس بشكل سليم لبعض الوقت.
أيضاً هناك العديد من الأعراض الأخرى التي قد تظهر لدي الشخص الذي يجمع بين الدراسة والنشاط بشكل غير منظم جيداً مما يؤدي لشعوره بالضغط الزائد مثل اضطرابات النوم والأكل، فقد ينام أو يأكل ذلك الشخص بشكل مبالغ فيه أو بكميات أكثر من تلك التي أعتاد أن يأكلها وينام فترات طويلة أو فترات قصيرة جدا، فتصبح عاداته الأساسية كلها تمارس بشكل مضطرب وغير صحي.
وأيضاً قد يدفعه ذلك للتدخين أو استخدام الأدوية أو المهدئات ولكن كل تلك المشاكل تتراوح في خطورتها وجديتها وبالتالي مدي الضرر الناجم عنها، والشيء الذي يحدد مدي تأثير الضغط بالطالب الذي يجمع بين الدراسة والنشاط هو أولاً الدعم الذي يتلقاه في المنزل، فلا يجب على الأهالي لوم أبناءهم على المشاركة في الأنشطة بجانب الدراسة أو تصيد الأخطاء لأولئك الطلبة من أجل الضغط عليهم لترك النشاط لأن هذا يعتبر ضغطاً زائداً وعواقبه قد تكون سيئة للغاية لأن ذلك الضغط بالذات يتميز بأنه دائم ويستمر لفترات طويلة ولن يستطيع الفرد الهرب منه مما يجعله يعاني من صراع من أجل ممارسة الأنشطة التي يريدها بدون فعل أي أخطاء أو هفوات كي لا يعطي لأهله الفرصة في تصيدها، وأيضاً يجعل ذلك النوع من الضغط الطالب يخبي أخباره عن والداه ويبتعد عنهم مما يجعله أكثر عرضة للكثير من المخاطر الخارجية.
أيضاً من العوامل التي تحدد مدي تأثير الضغط هو التشجيع الذي يتلقاه الطالب من أساتذته في المدرسة ومن زملائه وأصدقاءه ومن هنا تأتي أهمية اقتراب الأهل من أولادهم لكي يتمكنوا من اختراق عالمهم بسهولة وحمايتهم مما يمكن أن يسببه ذلك العلم، ووجب التنويه أن الحماية أيضاً بشكل مبالغ فيه قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
ولكن كيف يمكن للفرد بالاعتماد التام على نفسه أن يتخلص من أثر الضغط الذي يسببه الجمع بين الدراسة والنشاط؟
كيف تتخلص من آثار الضغط الزائد؟
هناك خطوات وخطط يستطيع الطالب إتباعها لكي يتخلص من آثار الضغط الزائد ولكي يحمي نفسه من أي مضاعفات قد يؤدي إليها، أولاً التمرين لأن التمرين وممارسة الرياضة حتى لو لفترات قصيرة تساعد على صحة الدورة الدموية بالجسم مما يؤدي إلى الشعور بالاسترخاء والتخلص من الضغط والقلق والتوتر، ولذلك تحرص بعض الشركات الكبرى على وجود صالة رياضية في منشئاتها من أجل العاملين بها لأن الضغط هو العدو الأول والحقيقي للكفاءة.
ثانياً، الكميات الكافية من فيتامين د تساعد على التخلص من آثار الضغط والتوتر ونستطيع الحصول عليها عن طريق المشي في الشمس والطالب يستطيع الحفاظ على تلك الكميات عن طريق إدخال تلك العادة المهمة في جدوله اليومي المعتاد عن طريق استخدام المشي مثلاً كوسيلة دائمة للذهاب للمدرسة أو التدريب.
الضحك من أشهر وأهم الطرق التي تساعد الفرد على استعادة نشاطه والتخلص من القلق والضغط، لذلك تستطيع مشاهدة المشاهد المضحكة بين كل حين والآخر، أيضاً التأمل وتشجيع النفس يساعدان بشكل كبير على تصفية الذهن، وبالطبع الأصدقاء والدائرة المحيطة بالفرد لهم عامل كبير في تصفية الضغط فالتحدث لشخص من أصدقائك المقربين له أيضاً دور مهم.
كيف تدير التعارض بين الدراسة والنشاط
للإدارة والتنظيم فن يجب أن يدركه المرء خاصة إذا كان كثير المشاغل ويجمع بين أكثر من عمل قد يتعارضوا في الوقت ولذلك فالطالب الذي يريد أن يجمع بين الدراسة والنشاط عليه أن يبحث عن الوسائل التي تمكنه من التوفيق بين الدراسة والنشاط ، أولاً يجب أن تركز على ما تقوم به في الوقت الحاضر لكي تستطيع أن تنجزه ضمن المهلة المحددة وبأفضل شكل ممكن فإن كنت ملتزم في الوقت الحاضر بنشاط رياضي فيجب أن تركز عليه وتقوم بإنجازه أولاً قبل أن تتوجه بعقلك واهتمامك إلى نشاط آخر، أو إذا كان لديك امتحانات الآن فيجب أولاً أن تركز عليها وتنجزها بأفضل شكل ممكن لأنها تستحق الأولية والاهتمام في تلك الحالة قبل أن تتوجه إلى النشاط التالي المتواجد على قائمة اهتماماتك وواجباتك، ثانياً يجب ألا تهمل أبداً في أهمية وضع جدول زمني لأعمالك لأنه سوف يساعدك على إنجازها وتجنب إهدار الكثير من الوقت كما أنه يساعدك كي لا تترك النشاط يطغي على وقت وواجبات الدراسة وأيضاً كي لا تطغي الدراسة بكل مشاغلها وثقلها على النشاط.
اتباع نظرية الثواب والعقاب مهمة للغاية حين نتحدث عن التوازن بين الدراسة والنشاط وعن تنظيم الوقت من خلال الجداول الزمنية، فحين تهمل في أحد واجباتك أو تهدر وقت أكثر بكثير من ذلك عاقب نفسك مثلاً بإلغاء وقت الراحة المخصص في ذلك اليوم أو قم بإنجاز ضعف الالتزامات في نفس الوقت لتعوض ما قمت بإهداره، والعكس بالعكس فإذا قمت بإنجاز الجدول في نصف الوقت مثلاً أو قمت بالفوز في مباراة ما أو أخذ درجات عالية في الامتحانات أو الفوز في مسابقة رسم مثلاً كافئ نفسك لتشعرها بأنها أنجزت شيئاً هاماً وأنها تستحق المكافأة وبذلك تعلوا نسبة النيكوتين الطبيعي في الدم ويسبب ذلك شعوراً طبيعياً بالنشوة والسعادة يعوض على الفرد جميع لحظات تعبه وتمكنه من تذكر لماذا بدأ هذا النشاط ولماذا عليه أن يجتهد ويذاكر في كل مرة، ومن الأمور التي يجب عليك دائماً تذكرها هو أنك لسب بآلة أنت مجرد إنسان يخطئ ويصيب ويتأثر بكل ما يدور حوله وأنك لن تستطيع إنجاز أي عمل إن كنت مستهلك جسدياً ونفسياً ولذك يجب أن تعطي دائما فرصة لنفسك فرصة للراحة وإعادة ترتيب أوراقك مما يمكنك من العودة استكمال أعمالك مرة أخري.
تعلم أيضاً أن تقول لا حين لا يكون لديك وقت كافي، لأنه ليس هذا هو الوقت المناسب لتتحمل المزيد من الضغوط والمشاغل ويجب عليك أيضاً الاعتماد على أهلك وأصدقاءك فهم دائرة الدعم الخاصة بك وهم أكثر من يمكنهم مساعدتك وتشجيعك وتحفيزك في أوقات ضعفك وهم أكثر الناس الذين يستطيعون دعمك في قراراتك، من أهم النصائح التي يجب عليك اتباعها حين تجمع بين أكثر من عمل مثل الجمع بين الدراسة والنشاط هو أنك يجب أن تركز على اللعبة ليس الفوز فقط، فالفوز ليس هو الهدف الاسمي الذي تسعي خلفه ولكن العملية نفسها هي التي تحمل كل المرح والشعور بالإنجاز، فالدراسة ليس أهم ما فيها فقط الامتحانات والحفظ والدرجات ولكن العملية التعليمية نفسها هي الأهم.
تحصيلك للعلم وفهمك الجيد لكل ما تدرس هو الهدف الأسمى وكذلك الموضوع في الرياضة والأنشطة، فالأهم هو ممارستك للعبة نفسها وتحمسك لكل ما تشترك به وتمارسه ويكفيك دائماً شرف المحاولة والاشتراك أما الفوز والميداليات فيأتون كنتيجة مترتبة على كل ما قمت به من قبل بالإضافة إلى توفيق الله، وكذلك ينطبق نقس الأمر على كل الأنشطة والمسابقات الفنية والعلمية الأهم هو المشاركة ومحاولة الفوز وتقديم أفضل ما لديك ويأتي تحقيق الفوز نفسه بعد ذلك، وآخر أمر يجب أن تدركه جيداً وتضعه نصب عينيك وتتعامل دائماً على أساسه وهو أننا دائماً وتبعاً لطبيعتنا كبشر نحتاج للمساعدة ولذلك حين تحتاج المساعدة في شيء لا تعاند ولا تكابر في طلبها لأنك سوف تحتاجها في وقت من الأوقات بشكل أكيد نظراً لما تواجه من ضغوط وواجبات والجميع حولك سوف يقدرون ذلك حتماً ولكن يجب عليك أن تعرف لمن تتوجه بطلبك للمساعدة.
الدراسة والنشاط شيئان على طرفي النقيض تماماً وفي الواقع رغم كل المحاولات للتقريب بينهم إلا أنهم في الواقع يتعارضون مع بعضهم البعض في أحيان وأشياء كثيرة مثل التوقيت فقد يوجد لديك بطولة مهمة في نفس توقيت لامتحان هام ولذلك فيصبح ترتيبك لجدولك الزمني وأولوياتك شيئاً في غاية الأهمية ويجب دائماً أن تضع قائمة ملازمة لكل جدول تقوم بعمله وتسمي تلك القائمة “قائمة الخطط البديلة” وفي تلك القائمة يجب أن تضع مجموعة من الحلول والخطط البديلة التي يمكنك تنفيذها للخروج من المواقف المتوقعة مثل تعارض توقيت شيئين مهمين، وأيضاً قد تؤثر تلك القائمة كثيراً على ترتيبك لأولوياتك فمثلاً في حالة كتلك التي سبق أن ضربناها قد يستطيع الطالب تأجيل الامتحان ولكنه لن يتمكن من تأجيل البطولة، بذلك يتحول الامتحان لشيء أقل في الأهمية والأولوية بعد أن كان على رأس القائمة ومن هنا تظهر الأهمية القصوى لتلك القائمة الثانية.
أضف تعليق