تسعة
الرئيسية » وسائل نقل » المواصلات قديماً : كيف كانت البداية لغط كبير في حياة البشرية ؟

المواصلات قديماً : كيف كانت البداية لغط كبير في حياة البشرية ؟

كانت المواصلات قديماً شديدة البدائية، وكان الانتقال من مكان إلى مكان آخر أمرًا شديد الصعوبة، نتعرف في السطور المقبلة على أساليب المواصلات قديماً .

المواصلات قديماً

المواصلات قديماً لم تكون أبداً كما الآن خاصة في عامل السلامة، وأنا أكتب مقالي ليس من أجل ذكر تاريخ المواصلات وإنما لإحياء ذكريات لسبع مواصلات أودت بحياة الكثير من البشر لم تعرفها عزيزي القارئ، كلنا فقط نعرف تايتانيك وبعضاً من كوارث المواصلات، ولكني أشك أنك تعرف الحوادث التي سأذكرها لك، وبسبب هذه الحوادث عرف العلماء كيف يطورون المواصلات حتى أصبحت على ما هي عليه الآن من أمان كبير مقارنة بالمواصلات قديماً.

تعرف كيف كانت المواصلات قديماً ؟

البحارة المنحوسين

في الواحد من يناير عام 1919 بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بشهرين فقط، كان 300 جندي في طريقهم إلى البيت في جزيرة لويس وهاريس التي كانت بالفعل فقدت خمس سكانها في خلال الحرب المقدرين ب30 ألف جندي، ومن المفترض أن هؤلاء العائدين هم الأكثر حظاً، ومع الأسف عندما بدئوا في الاقتراب من الساحل وفقط على بعد كيلومتر واحد اصطدمت السفينة التي كانت تقلهم، والتي كانت تسمى بلغتهم “النسر”، في صخور صلبة تدعى “حوش هولم” مما تسبب في صدوع السفينة وغرقها سريعاً، وتم إنقاذ 40 شخص على يد صياد قريب شجاع و39 أخريين تمكنوا من السباحة بأنفسهم. وبعد بحث الأمر لمحاولة فهم الأسباب، كل ما رأوه أن الجنود كانوا متلهفين لقضاء الرأس السنة مع عائلاتهم ولم تكن السفينة هذه يجب أن تحمل أكثر من 100 شخص وليس 300، كما أنها لم تكن تمتلك ستر النجاة الكافية ولا قوارب النجاة. وأقاموا نصب تذكاري لهؤلاء الذين تخطوا أخطار الحرب وكانوا على بعد خطوة واحدة عن بلوغ السلام.

مناطيد الهيليوم

الولايات المتحدة الأمريكية بنيت منطادين يعملون بالهيليوم وتمت تجربتهم في عام 1931 كل واحد منهم طوله 239 متر، ويستطيعوا أن يسيروا مسافة حوالي 17 كليو متر، وهذا بهدف استخدامها في الحروب ومساعدتهم في الرؤية من فوق، وفي 4 أبريل 1933 عند ساحل ولاية نيو جيرسي، تسببت عاصفة كبيرة بضرب المياه لذيل المنطاد الذي لم يكن يحمل أي وسيلة نجاة ممكنة، ومات في هذا اليوم 73 شخص، وثاني منطاد تحطم في 1935 ولكن بخاسرتين فقط، مما دفع أمريكا لإنهاء هذا البرنامج الحربي.

أسرى اليابان واحدة من أكبر كوارث المواصلات قديماً

في الحرب العالمية الثانية، عُرفت اليابان بأنها أكثر بلد تأثرت بتلك الحرب وكلنا نعرف هيروشيما وناغاساكي وإنما الحدث الذي يدل على اللا رحمة حقاً كانت في سفينة “Junyo Maru” التي كانت سفينة سجناء وأسرى حرب، وكانوا من المفترض أن يتم نقلهم للعمل كعبيد في بناء السكك الحديدية، وكانت تلك السفن لا يطبع عليها شعار الصليب الأحمر، فكانت عرضة لأي ضربة من الحلفاء، وهذا ما حدث في 18 سبتمبر 1944 حين ضربت غواصة بريطانية السفينة لأنها لم تتعرف عليها في وسط المحيط الهندي والتي كانت تحمل 6500 شخص من مختلف الجنسيات لتغرق تلك السفينة ويتم إخراج فقط 700 شخص الذين أخذوا ثانية إلى العمل في السكك الحديدية بدون رحمة، وفقط 100 شخص استطاعوا النجاة والهرب.

سفينة صممت للترفيه تتحول إلى قاتلة

أيام ألمانيا النازية تم تصميم سفينة “MV Wilhelm Gustloff7” لتكون دليل على رفاهية الأغنياء حين يعيشون تحت الحكم النازي، من ثم جائب الحرب العالمية الثانية لتتحول معها السفينة إلى سفينة إخلاء للمدانين الألمان والعسكريين بسبب اجتياح الجيش الأحمر الخاص بروسيا في عملية تسمى “عملية هانيبال”، وفي يوم 30 يناير 1945، قاد القبطان وقتها السفينة إلى المياه العميقة مشعلاً الأضواء ليرى أمامه وكانت السفينة تحمل عشرة ألاف شخص مكتظين، برغم أنها يجب أن تحمل ألفين بالكثير، وبذلك ضرب بعرض الحائط نصائح عسكرية لإطفاء الأنوار والسير بالقرب من السواحل، وكانت النتيجة أنها ضُربت من قبل غواصة سوفياتية لأنها كانت واضحة جداً، ليسقط معها تسعة ألاف شخص في واحدة من أكبر كوارث المواصلات قديماً، لأنك لو جمعت أكبر الكوارث لن تصل بها إلى العدد هذا مجمعين.

اصطدام ثلاثة قطارات

في 8 أكتوبر 1952 في إنجلترا صدمت ثلاثة قطارات في بعضهم وكانت من أسوء حوادث المواصلات قديماً عرفها الإنجليز، واحد منهم كان قطار سريع والأخر قطار ركاب محلي، القطار الثالث الذي كان أتي من منطقة ضبابية، أعطى إشارة صفراء ولم يرى الخطر سوى عن قريب ليصطدم في قطار الركاب الذي كان متأخر بسبب تحميله للركاب من على المحطة، ولم تنتهي الكارثة عند هذا الحد بل أتي القطار السريع بكل قوته بسرعة 80 كليو متر في الساعة ليضرب الحطام بقوة، مما دفع 16 عربة إلى مسافة بعيدة وعجنها وكأنها علب سردين، ويصل عدد المتوفين إلى 112 والمصابين إصابات خفيفة وأخرى إعاقة مدى الحياة وصل عددهم إلى 340 شخص. وفيما بعد تم استخدام نظام التحكم الإلكتروني من بعيد حتى يتفادى كوارث المواصلات قديماً.

بقرة تسببت في قتل 600 شخص في حادثة مواصلات قديمة

يوم 6 يونيو 1981 في الهند أيام الحكم البريطاني، القطار بيهار الذي كان يقل أكثر من 1000 شخص متزاحمين في يوم ممطر مما جعل القضبان تكون منزلقة جداً، أما عن علاقة البقرة، فبسبب بقرة واقفة على سكك الحديد يحاول صاحبها العبور إلى الناحية الأخرى بها، وسائق القطار كان رجل يعبد البقر وكان مخلص جداً في عبادته، حتى أنه حين وجدها لم تعبر بعد قرر في لحظة غفلة أن يضحي بكل من في القطار، بفرملة جامدة لم تتحملها الفرامل مع الانزلاق الشديد للقضبان الحديدية، ليسقط القطار بالكامل في النهر بجانبه ويموت معه 600 شخص بالتأكيد و300 أخريين مفقودين و100 فقط خرجوا أحياء، لأن القطار كان بعيد جداً عن أقرب مساعدة إنقاذ ممكنة.

الإهمال في خطوط الغاز تسبب في واحدة من أكبر كوارث المواصلات قديماً في روسيا

في الثمانينات أيام القائد الروسي ميخائيل غورباتشوف كانت روسيا تعاني من اضطرابات كثيرة من تفكيك الاتحاد السوفياتي وخطورة البينة التحتية التي كانت وبوضوح غير متزنة، واحدة من أكبر الحوادث لدليل على هذا الأمر كانت في الرابع من مايو عام 1989 حيث قابل قطارين كانوا مارين بجانب بلدة تسمى “إيفا” بالقرب من جبال الأورال، سحابة غاز متسرب من خط أنابيب قريب يمر بجانب السكك الحديدية، وكانت الأنابيب قد أظهرت انخفاض في الضغط ولكن العمال لم يكترثون للأمر، ومع مرور القطارين كانت الشرارة التي تخرج من احتكاك القضبان هي فتيل انفجار كبير دُمرت فيه سبع عربات إلى غبار، وباقي العربات تطايرت إلى أشلاء، وأحرقت النيران الغابات والأشجار من مكان الحادث إلى مسافة أربعة كيلو متر، وموت 500 مسافر على الأقل أغلبهم كانوا أطفال عائدين من رحلة إلى البحر الأسود.

ومع خمسون تسريب للغاز فقط بتلك السنة وجهت إلى وزير البترول الاتهامات ولكنه أنكرها جميعاً قائلاً: حتى وإن تم اكتشاف الأمر لما كانت لدينا السلطة لوقف القطارات من التقدم في الوقت المناسب. ومن وقتها تم منع بناء خطوط أنابيب الغاز بجانب خطوط سكك الحديد نهائياً.

أخيراً عزيزي القارئ المواصلات قديماً وبدايتها كانت تسبب أزمات كبيرة، وتلك الأزمات هي ما جعلت التحسين ممكناً في أيامنا هذه، فاحمد الله على أنك لم تكن موجود في بداية انتشار المواصلات.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

سبعة عشر − واحد =