تسعة
الرئيسية » العمل » وظائف » كيف يمكن أن تسيطر الروبوتات على وظائف البشر ؟

كيف يمكن أن تسيطر الروبوتات على وظائف البشر ؟

الروبوتات أجهزة اخترعها الإنسان لتيسير أعماله ومساعدته على القيام بالأعمال الروتينية والتي تحتاج إلى الكثير من الجهد، لكن هل تسرق الروبوتات وظائفنا؟

الروبوتات

سيطرة الروبوتات على وظائف البشر هي من القضايا التي أثارت وما تزال تثير جدلاً في الأوساط العلمية والمجتمعية، فالبعض ينظرون إلى الروبوتات باعتبارها صديقة للإنسان وقادرة على إتمام العمليات المطلوبة بسرعة وبإتقان، والبعض يعتبرونها سارقة لوظائف البشر وأنها تقتل حس الحياة خاصةً مع استخدامها في بعض الأماكن مثل المطاعم والمقاهي، سنقدم لك في المقال التالي وجهات النظر المختلفة مع بعض الإحصائيات والمعلومات الهامة التي يجب عليك معرفتها عن الروبوتات لتحكم بنفسك في القضية.

هل الروبوتات في طريقها لسرقة وظائفنا منا ؟

ما هي احتمالات سيطرة الروبوتات على الوظائف؟

تذكر إحدى الدراسات أن 47% من الوظائف التي يعمل فيها البشر قد تستحوذ عليها الروبوتات بعد عشرة سنين. قد تتعجب من تلك الأرقام، لكنها واقعية وأيضًا مع التطور المستمر لعلم الروبوتات فإن تلك الأرقام قد تزيد بنسب أكبر في السنين القادمة، أولى التقارير التي صدرت في هذا الصدد كانت من معهد ميكنسي العالمي، والذي رجح أنه بحلول عام 2025، فإن قوة الروبوتات العاملة ستكون مساوية لـ 40-75 مليون عامل في المجالات الصناعية والخدمية، والشركات العملاقة الآن تتجه لاستخدام الروبوتات بشكل متزايد كل سنة، أهمها شركات جوجل وآبل وأمازون، وبحلول عام 2017 سيكون هناك 2 مليون روبوت صناعي عامل حول العالم.

شركة أوبر تستغني عن السائقين بالروبوتات

في السنة الماضية أعلنت شركة أوبر الأمريكية العملاقة والمتخصصة في خدمات التوصيل والتي تعمل في 9 دول في الشرق الأوسط أنها تخطط بشكل جاد لاستبدال السائقين العاملين لديها بروبوتات، وحتى إن لم تفعل أوبر هذا، فإن شركة جوجل أيضًا قد طرحت الفكرة وتفكر في تنفيذها في أقرب وقت. ومن الجدير بالذكر أن آخر إحصائية لعدد السائقين في أوبر هو 327 ألف سائق حول العالم، أي أن كل هؤلاء سيفقدون وظائفهم بشكل نهائي في حال تنفيذ الخطة.

الروبوتات هم أفراد الأمن في المستقبل

هي أحد أكثر الوظائف التي قد تسيطر عليها الروبوتات، فهي تملك جسد مصفح ويمكن تزويدها بأحدث الأسلحة وكاميرات المراقبة التي ستؤدي بشكل أفضل بكثير من القوى البشرية، ولن يقع ضحايا سوى الجانين، بل أن كثرة الروبوتات الحديثة يمكن أن يخلق حالة من الأمان بسبب قدراتها المذهلة التي ستخيف أعتى اللصوص والمجرمين، وقد تم تطبيقها في بعض المولات التجارية في أمريكا ولم يظهروا أية ردود فعل عدوانية تجاه أي شخص يقترب منهم أو يحاول القيام بعمل قد يكون عاديًا لكن بالنسبة للروبوت قد يعتبر سرقة أو تجاوز، مما دفع الكثيرين إلى التفكير في اقتناءه.

أهم الوظائف التي قد تسيطر عليها الروبوتات

  • العاملون التقنيون في المشاريع النووية: بسبب خطورة الإشعاع النووي على الجسد الإنساني واحتمال إصابة العاملين في تلك المشاريع، فإن الشركات الكبرى الآن تستبدل العاملين بروبوتات.
  • عامل توصيل الطلبات: يتوقع المحللون أننا سنشهد خلال السنين القادمة تزايدًا كبيرًا في كمية الروبوتات المستخدمة في عمليات توصيل البيتزا وغيرها من الطلبات في اليابان والصين وأمريكا وبعض الدول الأوروبية.
  • عامل المخابز: بعض الأعمال في المخابز هي روتينية بشكل كبير ويمكن أن يقوم بها روبوت ذو إمكانيات متوسطة، وهذا ما فكرت فيه بعض الشركات الكبرى، حيث أنه سيوفر عليهم مرتبات لآلاف من العاملين كل سنة.
  • محلل الميزانية: قد لا تشعر بالطمأنينة جراء ائتمان أموالك وخططك المالية مع روبوت، فإن هناك بعض الأمور التي تحتاج حسًا من العقلانية والمعرفة البشرية، لكن مع التقدم المذهل للاستشعار عند الروبوتات، فإن التقارير الصادرة مؤخرًا تثبت مدى فعالية الروبوت في مجال تحليل الأرقام وربطها بالمتغيرات المختلفة، ببساطة يمكن أن يكون بمثابة سكرتيرك والمحلل الإحصائي لك وأيضًا من سيحلل خططك ويعطيك أدق المخرجات.
  • النادل: تم تطبيق تلك الفكرة في بعض المقاهي في آسيا وحصلت على رضا كبير من الزوار، حيث أنه بإمكانك اختيار المشروب الذي تريده من خلال الشاشة الموجودة أمامك، وفي خلال وقت قياسي سيصل إليك روبوت ليعطيك المشروب، قد ينظر البعض إلى تلك الفكرة باعتبارها قاتلة للإحساس البشري خاصةً في أماكن كالمقاهي، لكن أصحاب الأعمال سيدركون في النهاية أن الروبوتات أقل ثمنًا ويمكن أن توفر كميات كبيرة من المال المنفق على الرواتب على المدى البعيد، كما أنها لن تسبب المشاكل.
  • الصيدلي في مصانع الدواء: تجهيز وصنع الأدوية المختلفة ليس بالعملية المعقدة بالنسبة للروبوت طالما أنه حصل على المعلومات الدقيقة والنسب المختلفة من المكونات وحفظ بيانات تلك المكونات، بل أن الروبوتات أظهرت نسبة خطأ أقل من العامل البشري، لذا فإن شركات الأدوية قد تتخلى عن الملايين من الصيادلة والعاملين لديهم في مختلف دول العالم.
  • الجزار: في السنين الأخيرة زادت نسبة الآلات والروبوتات العاملة في صناعة اللحوم في أمريكا واليابان، وفي كل سنة يتم التخلي عن عدد كبير من الجزارين والعاملين.

8 أنواع مذهلة من الروبوتات

  • أسيمو (ASIMO): روبوت صنعته شركة هوندا اليابانية المتخصصة في صناعة السيارات، وهو من أوائل الروبوتات الشهيرة التي تشبه البشر، وبإمكانه أن يلعب كرة القدم ويقدم المشروبات على الطاولة ويتقن لغة الإشارة أيضًا.
  • كوراتاس (Kuratas): هل حلمت بامتلاك آلة ضخمة تشبه مازنجر وجرانديزر؟ هذا الروبوت الضخم يشبه تلك الشخصيات الكرتونية بل ويمكن التحكم فيه من خلال جهاز آيفون، يلقب بالعملاق الحديدي ويبلغ طوله حوالي 4 أمتار.
  • أطلس (Atlas): أمرت وزارة الدفاع بمشروع تنفيذه، ويتم استخدامه في عمليات إنقاذ الرهائن وغيرها من الأعمال الخطيرة، يشبه البشر إلى حد كبير وقد يبدو في الظلام مجرد شرطي عادي في عمليات الاقتحام، يبلغ طوله 1.8 متر، وتم الإعلان عنه في عام 2013، وكل سنة تزداد نسبة استخدامه في الولايات المتحدة، خاصةً فيما يتعلق بالنشاطات الإرهابية.
  • صغير الفهد (Cheetah Cub): يتميز بمرونة جسده الفائقة التي تشبه تكوين السنوريات وخاصةً الفهد، يعتبر من أسرع الروبوتات ويمكن التحكم فيه عن بعد ويتم استخدامه في جهاز الشرطة غالبًا، وهناك نسخ صغيرة منه استخدمت في سويسرا في توصيل البيتزا، وهو ما زاد في السنين الأخيرة في بعض الدول مثل الصين واليابان وبعض المدن الأوروبية.
  • القطة البرية (WildCat): هو قريب من النوع السابق، لكنه أحدث منه ويملك قدرة على السفر بسرعة 46 كم في الساعة وذلك لمسافات طويلة، أي أنه يشبه سيارة صغيرة الحجم، يمكنك تخيل كم المهام التي يمكن أن يقوم بها هذا الروبوت في المستقبل.
  • كريوسيتي (Curiosity): هو أحد أشهر الروبوتات، وهو تابع لوكالة ناسا ضمن مهمة استكشاف المريخ في عام 2012، وأهداف الروبوت تشمل استكشاف مناخ المريخ والتكوين الجيولوجي له وبشكل أساسي في البحث عن الماء واحتمالية وجود النباتات.
  • ذا ماب (The Mab): قد يكون أحد أكثر الروبوتات فعالية وانتشارًا في المستقبل، فهو قليل الثمن وصغير الحجم، عبارة عن روبوت طائر يقوم بالتنظيف من خلال الاستشعار، وفي أوقات منتظمة يقوم برش المعطرات ليحافظ على نظافة المكان طوال الوقت.
  • إلكترو (Elektro): هو أول إنسان آلي صنعه البشر، وذلك في عام 1939 بطول سبعة أقدام وبدون ملامح واضحة، وكان باستطاعته التحدث بأكثر من 700 كلمة.

البشر يتحولون إلى روبوتات

هل سمعت عن السايبورج من قبل؟ ببساطة هو الإنسان الذي يحتوي على جزء آلي مؤثر داخل جسده ويساعده في عمليات تخزين المعلومات والتفكير، قد تكون شاهدت شيئًا كهذا في الأفلام، لكنه أصبح موجودًا مؤخرًا في الواقع ولكن على نطاق ضيق جدًا، ولكن تجارب العلماء تثبت أنه ستمر سنين قليلة وسيكثر عدد البشر السايبورج في العالم، وهناك بروفيسور إنجليزي يسمى كيفن وارويك (Kevin Warwick) أطلق على نفسه أول إنسان سايبورج في التاريخ، وبالفعل فإن جسده يحتوي على شرائح كومبيوتر مزروعة في يده اليسرى، ويستطيع أن يتحكم بفتح وإغلاق الأبواب عن بعد، وأيضًا التحكم في يد صناعية وكرسي كهربائي عن بعد.

استخدام الروبوتات في الحرب

قد تكون تلك هي القضية الأكثر إثارة للجدل فيما يتعلق بالإنسان الآلي، حيث أنه تم بالفعل استخدامه في بعض العمليات العسكرية من قبل أمريكا وبعض الدول الأوروبية، لكن حتى الآن على نطاق ضيق، ويمكننا تخيل مدى التأثير الكارثي الذي يمكن أن تؤدي إليه الحروب بين جيوش من الروبوتات، وما هو مصير البشر الذين يسكنون في تلك الأماكن، خاصةً مع تزايد عدد الروبوتات الضخمة المدمرة والأقوى بمراحل كثيرة من الدبابات وغيرها من الأسلحة الثقيلة والمركبات الحربية، وتزايد استثمار أمريكا بمئات ملايين الدولارات كل عام لزيادة إنتاجها من الروبوتات العسكرية.

الروبوتات تستحوذ على المهام العسكرية والخدمية

صنعت شركة iRobot الأمريكية ملايين الروبوتات منذ تأسيسها في عام 1990 من مختلف الأنواع خاصةً العسكرية حيث ترسلها مباشرةً للجيش الأمريكي، وباعت أكثر من 2 مليون إنسان آلي يعمل باعتباره مكنسة كهربائية من نوع رومبا (Roomba)، وهذا يعني تقليص فرص العمل لمئات الآلاف من العاملين في تنظيف المنازل.

الروبوتات الصغيرة جدًا

الروبوتات الدقيقة هو مجال فرعي في صناعة الروبوتات، وأحد أهم إنجازاته هو محاولات علماء أستراليين تصنيع روبوتات متناهية الصغر في الحجم لإدخالها إلى جسد المريض لأخذ عينات الفحوص المطلوبة بدلاً من الطرق التقليدية، ثم تم مؤخرًا تصنيع روبو فلاي (Robo-Fly) وهو روبوت حجمه 80 ميلي جرام ويرفرف 120 مرة في الثانية ويستطيع تأدية تلك المهام بسهولة.

روبوتات للعمليات الجنسية

بالرغم من غرابة الفكرة وشذوذها، إلا أن خبراء الروبوتات أكدوا أن هذا الأمر سينتشر بشكل كبير في الدول الغربية وبعض دول آسيا في خلال أربعة سنين فقط، حيث سيتم تصنيع روبوتات للأغراض الجنسية فقط وستكون محاكية للتجربة البشرية بنسبة مرضية للبعض على حد تعبير الخبراء.

بعض العلماء يتوقعون تصنيع الروبوتات لنفسها

قال هانز مورافيك، مؤسس معهد الدراسات الروبوتية في جامعة كارنيج ميلون في روسيا، أن الروبوتات ستتمكن من تصنيع نفسها بنفسها باعتبارها جنس منفصل بحلول عام 2040، وتنبأ هانز بأنهم سينفصلون عن البشر وسيقومون بأعمالهم الخاصة دون الاستعانة بأية قدرات بشرية وسيبنون مجتمع موازي جديد.

معلومات غريبة عن الروبوتات

  • في عام 2015 أطلقت مايكروسوفت روبوت إلكتروني ليطلق التغريدات في تويتر، ومع تعقيد خوارزمية الروبوت وحصوله على المعلومات من مصادر مختلفة، تحول إلى روبوت عنصري تمامًا وتسبب في فضيحة للشركة، مما دعا الشركة إلى إغلاقه بعد إطلاقه بفترة قصيرة جدًا.
  • أول حالة قتل تسبب فيها الروبوت للبشر كانت في اليابان في عام 1981، عندما قتل روبوت عاملاً في شركة كاواساكي الرائدة في الصناعات الثقيلة، وقد صرحت الشركة أن الأمر مجرد حادثة.
  • يوجد أكثر من مليون روبوت صناعي حول العالم، حوالي نصفهم في اليابان فقط.
  • رسم العبقري ليوناردو دافنشي مخططات شبه دقيقة للروبوت قبل أكثر من خمسة قرون من اختراعه.
  • جندت وكالة ناسا عدد كبير من الروبوتات لاحتلال كوكب المريخ، وتمتلك الحكومة الأمريكية 4 آلاف روبوت استخدمتهم في عدد من الحروب مثل الحرب الأخيرة في العراق، كما أن بعض المسئولين صرحوا أنهم استخدموها لمعرفة مكان اختباء أسامة بن لادن.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

14 − أربعة =