تسعة
الرئيسية » منزل ومطبخ » تدبير وتحسين منزلي » المعقمات : كيف نستخدمها بأمانٍ في منزلنا بدون أضرار ؟

المعقمات : كيف نستخدمها بأمانٍ في منزلنا بدون أضرار ؟

في السنوات الأخيرة أصبح استخدام المعقمات في المنازل بغرض الحماية والتطهير أمرًا شائعًا جدًا، لكن هذه المعقمات ليست آمنة في كل الحالات، فكيف ذلك؟

المعقمات

المعقمات لم تعد قاصرة على الاستخدام في المستشفيات والمعامل فقط، من الطبيعي أن نشعر برغبةٍ في حماية ما نمتلك وما يمثل لنا الحياة بما فيها، عندما يكون لك بيتٌ وأسرة فأنت ترغب في توفير كل سبل ووسائل الراحة والحماية لهم، كما تريد أن تحرص على أمنهم وسلامتهم وصحتهم خاصةً الأطفال الصغار، بيتٌ فيه أطفال يعني هي أسرةٌ تتردد على عيادة الطبيب طول الوقت، لهذا أنت تسعى لتوفير الحماية لذلك الكائن الصغير ضعيف المناعة قليل الخبرة بالحياة والمرض لتقلل من ألمه ومعاناته وتمنحه صحةً وحياةً أفضل، تُصاب الأم دائمًا بالفزع مما يفعله أطفالها فأولًا هو صغير يحبو على الأرض ويلتقط كل شيءٍ يجده في طريقه ليضعه مباشرةً في فمه، ليس لديه تفرقةٌ بين ما يؤكل وما لا يؤكل وسيلته الأولى للتعرف على الأشياء هي حاسة تذوقه رغم أنها ليست وسيلةً مضمونةً حقًا، ثم يكبر بعد ذلك ويركض في أرجاء البيت بينما يسقط الطعام والحلوى من يده للأرض فيمد يده بكل بساطةٍ ليلتقطه ويأكله! يفعل نفس الأمر في الشارع، يخرج ويعود البيت متسخ اليدين فيقبل على الطعام قبل أن يغسلهما، قد يسعل أحدهم في وجهه أو على ثيابه، فكرة أنه محاطٌ بكل تلك الكمية من الجراثيم والميكروبات تصيب الأم بالجنون في بعض الأحيان، فتبدأ في البحث عن وسائل لتقليل كل تلك الأخطار المحدقة بطفلها وإيجاد طريقةٍ تنظيفيةٍ تعقيمية للتخلص من أكبر قدرٍ ممكنٍ من الجراثيم.

دليل استخدام المعقمات بشكل آمن في المنزل

معقمات البيت

يتجه اهتمامها الأول لبيتها فهي تحافظ على نظافته لا بأس في ذلك لكن الأمر لا يعني أن البيت يخلو من الميكروبات والجراثيم الدقيقة التي لا نستطيع رؤيتها بالعين المجردة، الأسطح تبدو لماعةً براقة لكن لو سعل أحدكم ووضع يده على فمه ثم وضع يده بالصدفة على سطح الطاولة ستظل الطاولة نظيفةً تلمع لكنها مليئةٌ بملايين الجراثيم القادرة على الانتقال لطفلك في أي لحظة، جو وهواء البيت نفسهما يحملان الجراثيم والميكروبات التي تدخل إلى جهازه التنفسي دون أن ندري، لذلك نجد الأطفال دومًا في حالة تعبٍ ومرض، لا يقتصر الأمر على طفلك فحسب فحتى أنتم وكل الناضجين في المنزل معرضون لانتقال العدوى بينكم والإصابة بالأمراض إن لم يكن جو المنزل وأسطحه معقمين، عندها تبدأ الأنظار بالاتجاه إلى المعقمات والمطهرات ومواد التبييض والتنظيف المختلفة، تنقسم تلك المنتجات والمواد إلى عدة أنواع منها الكيميائي الحارق ومنها الطبيعي أو غير المضر لكن لكلٍ منهما مميزاتٌ وعيوب، في البداية الكيميائي الحارق هو كارثةٌ ومشكلةٌ بحد ذاتها فلكي تقضي على بعض الجراثيم ملأتِ هواء البيت بروائح كيميائية حارقة وشديدة تؤثر على الجهاز التنفسي والأعصاب وبعضها لو استنشقته المرأة الحامل قد يسبب مشاكل للجنين تصل إلى التشوه! بعض تلك المواد يكون فعالًا فعلًا ولا أحد ينكر ذلك ويكون قادرًا على التخلص من أعتى الجراثيم، لكنه قادرٌ على التخلص من البشر الذين يعيشون في البيت كذلك فلو سقط شيءٌ من طفلك على مكانٍ فيه تلك المواد ثم تناوله وأكله قد يموت قبل الوصول للمشفى! غير أن تلك المواد تصيب العينين والجلد والجهاز التنفسي بالالتهابات والتحسس، النوع الآخر هي الطبيعية أو غير الضارة للبشر والتي تحاول أن تجمع بين قتل الميكروبات وعدم تعريض أفراد البيت للخطر، لكن بطبيعة الحال تلك المنتجات لا تكون قادرةً على قتل جميع أنواع الجراثيم خاصةً الخطر منها لو وُجد فسيبقى كما هو معرضًا صحتك وصحة أطفالك للخطر.

المعقمات في النظافة الشخصية

ومن ناحيةٌ أخرى بدأت بعض شركات إنتاج مواد وأدوات التنظيف بتحديد الاستخدام قليلًا وتأكيدًا منها على صحية منتجاتها وموادها وقدرتها الفعالة على التنظيف والتعقيم فوجدنا بعضها يدخل المعقمات من ضمن حاجيات حقيبتنا الشخصية، مثالٌ على ذلك هو جل تنظيف اليدين أو المناديل المبللة المعقمة، تحتوي تلك الأشياء على نسبةٍ من المواد المطهرة والمعقمة سواءً كيميائية خفيفة أو كحولية لاشتهار الكحول بكونه مطهرًا بالطبع، صحيحٌ أن تلك الأشياء ستعوضك خارج البيت عن استخدام الماء والصابون بل إن بعضها سيكون أكثر فائدةً ونظافةً منهما إلا أنها ليست كافيةً ولا تفي بالغرض لوقتٍ طويل، بعض تلك الأشياء كالمناديل وجل اليدين والصابون المعقم ولوشن الجسد وشامبو الشعر وغيرها من الحاجيات الشخصية التي تدخل فيها المواد المعقمة قد تأتي بتأثيراتٍ عكسيةٍ علينا، قد تسبب الحساسية أو الانتهابات للبعض بسبب حساسية الجلد كما أنه لا يمكن الاستعاضة بها عن النظافة الشخصية الروتينية وإنما يجب استخدامها كحلٍ طارئٍ وحسب خارج المنزل أو بعيدًا عن مصادر المياه لأنك لن تحب أن يضع طفلك يده في فمه ويده ما زالت رطبةً بالمعقم لا تجد الماء لغسلها! كما أن استخدامها بشكلٍ مكثف وطويل الأمد يتسبب في إيذاء البشرة وتشققها وجفافها وربما تجعدها وإفقادها نضارتها أيضًا.

معقمات الثياب

حيلةٌ أخرى تلجأ إليها شركات إنتاج المواد المنظفة بتقديم منتجاتٍ عطرة الرائحة وقوية المفعول في التظهير والتنظيف لكن تلك الفكرة ليست رائعةً كما تبدو، أولًا بعض تلك المعقمات تتسبب في إفساد الثياب إما بتغيير لونها أو التسبب في تجعدها بلا عودة أو تدمير القطع المطاطة فيها أو حتى التسبب في تمزقها لأن خامات بعض الملابس لا تحتمل المعقم مهما كانت درجته وقوته أو ضعفه، أما الأمر الثاني فهو تحسس بعض الناس منها وكون الثياب غُسلت بها يجعل الثياب مثيرةً للتحسس ما يتسبب لهم بالكثير من الأزمات والألم أثناء ارتدائهم ثيابهم خاصةً الأطفال.

كيفية استخدام المعقمات

عليك ألا تنسى أيضًا أن أطفالك ليسوا الوحيدين المعرضين للخطر من المعقمات حتى إن لم تؤثر على الكبار في البيت فلو كنت تملك حيوانًا أليفًا فهو أكثر تحسسًا وضعفًا من الأطفال، وتلك المعقمات قد تتسبب لهم في تسممٍ فوري أو قد تتسبب المعقمات القوية في تفتيت الجهاز الهضمي لهم إن تناولوها وتقتلهم على الفور لذلك كن حذرًا معهم، عند استخدام نوعٍ من المعقمات تأكد تمامًا من أن أفراد البيت جميعًا لا يعنون من أي نوعٍ من الحساسية لهم وأنه لا يؤثر على أحدٍ فيهم البتة، لا تستخدم المعقمات الكيميائية والأهم من ذلك لا تخلطها معًا أبدًا، إن اضطرتك الظروف ذات مرة لاستخدام المعقم الكيميائي فتأكد من إبعاد الجميع عن المكان المستخدم فيه وتنظيف المكان جيدًا من كل آثاره بعد الانتهاء حتى لا تظل منه بقايا، لا تستخدم المعقمات الشخصية كثيرًا وبإسراف وابحث عن الأكثر ملائمةً لبشرتك وبشرة أطفالك، احرص على النظافة الشخصية ونظافة البيت وعلم ذلك لأولادك حتى لا تكون بكم حاجةٌ ضروريةٌ لاستخدام التعقيم، كل الأطفال مشاغبون وكلهم يمرضون وجميعهم يتناولون الطعام من الأرض عندما يسقط منهم فلا تصابي بالهلع والفزع كل ثلاث دقائق وتفزعي طفلك، علميه بهدوء وتحلي برباط الجأش إن حدث أمرٌ ليس على هواك ولا بأس بأن يحصل على مناعةٍ بسيطة ضد الجراثيم، فالطفل الذي تضعه أمه في قمقم معقمٍ وحجرٍ صحيٍ تصبح مناعته ضعيفة وجسده عليلًا ويصاب بعد ذلك بكافة الأمراض عندما يكبر ويخرج للشارع والعالم ويكون عرضةً للمرض في أقل تغيرٌ في الجو وسيكون أول من يصاب بأي عدوى من أسرتكم فلا تبالغي.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

2 × 5 =