بناء الثقة في الفريق من الأمور الهامة التي يحتاج إليها القائد دائمًا أثناء عمله، فعندما يشعر كل شخص بهذه الثقة، فإن ذلك سيساعده على أن يقدم للفريق أفضل ناتج ممكن، والأكيد أن القادة المميزين الذين نعرفهم لم يصيروا كذلك إلا بأن أفراد فريقهم يحبون العمل معهم، ويثقون فيهم وفي مقدرتهم على أن يقدموا سويًا أفضل ناتج ممكن، وهذا هو جوهر القيادة الناجحة، ولذلك فإن بناء الثقة في الفريق ليس أمرًا سهلًا، لكنه يحتاج إلى مهارة من القائد، وكذلك يختلف من شخص لآخر حسب إمكانياته وحسب مقدرته، وعملية بناء الثقة هي عملية مستمرة لا تنتهي عند توقيت معين، وفي هذا المقال نتحدث عن كيفية بناء الثقة في الفريق بشكل صحيح.
بناء الثقة في الفريق عند بداية العمل
بناء الفريق
عندما تبدأ العمل، فعليك أن تهتم بعملية بناء الفريق بشكل جيد، وتوجد العديد من الوسائل التي يمكن من خلالها بناء الفريق، سواء من خلال مجموعة من الأنشطة التي يتم تنظيمها، أو حتى بعمل تجمعات دائمة بين أفراد الفريق، المهم أن يتم في بناء الفريق التركيز على هدم الحواجز الموجودة بين الأفراد، خصوصًا وأن هناك العديد من الأفراد الذين يجدون مشكلة في الانسجام في بداية العمل، وبالتالي يشعر كل واحد منهم بأنه غير قادر على العمل، وتبدأ ثقته في نفسه تهتز نوعًا، أو يأخذ جانبًا من البقية، لذلك فإن بناء الثقة في الفريق يتحقق أول الأمر بالاهتمام بعملية بناء الفريق بالشكل الصحيح.
إلغاء الحواجز بين الأفراد الجدد والأفراد القدامى
حتى وإن نجحت في بناء الفريق بالشكل المطلوب، لكن إذا كان الفريق موجود من وقت، فإنه تظل هناك مشكلة يشعر بها البعض، وهي أن كونه جديدًا على الفريق قد يجعله غير قادر على أن يحظى بفرص مثل القدامى، أو أنه لن يكون مقدرًا من القائد، وبالتالي يجب التركيز على أن فكرة شخص من الفريق القديم، أو شخص من الفريق الجديد، هي جملة لا بد وأن تنتهي من قاموس العمل، وتبدأ بصفتك قائد الفريق تؤكد على هذه الفكرة، وتبدأ في بناء الثقة في الفريق بأن تلغي أي فارق بين شخص جديد، وشخص قديم، وأن توضح بأن المعيار الأساسي في العمل هو الالتزام والكفاءة.
مشاركة الاهتمامات
عندما يبدأ الأعضاء في الاندماج سويًا، قد تظل هناك مشكلة أيضًا وهي أن كل فرد منهم له اهتماماته وأفكاره الخاصة، ومن هنا يمكنك أن تهتم بهذه النقطة مع الأفراد، وتبدأ في عمل جلسات لتبادل الاهتمامات، بل وتجعل مسؤولية على كل شخص أن ينقل اهتماماته لغيره من الأفراد، وأنه على كل شخص يفيد الآخرين بما لديه، هذا الأمر يمكنه أن يساهم في بناء الثقة في الفريق بصورة كبيرة جدًا، فهنا كل شخص سيشعر بأهميته في العمل، وأنه يؤدي دور ضروري مع بقية الأفراد في الفريق.
جعل الأفراد جزء من رؤية الفريق
حتى الآن أنت نجحت في تحقيق جزء كبير من هدفك، لكنك تهدف إلى ربط الأفراد أكثر بالعمل، وعندما يأتي أي شخص للعمل، فإنه يجد هناك رؤية موجودة يعمل الفريق طبقًا لها، يجب عليك أن تجعل كل فرد جزء من هذه الرؤية، يؤمن بها حقًا، ويسعى إلى تحقيقها، بل ويربطها بالأهداف التي يسعى إليها في حياته، وهنا سيشعر الفرد بأنه صاحب فكرة، لا مجرد شخص منفذ في الفريق.
بناء الثقة في الفريق أثناء العمل
كل هذه النقاط التي تحدثنا عنها في الأعلى تساهم في عملية بناء الثقة في الفريق عند بداية العمل، وقد يظن بعض القادة أن الأمر انتهى عند تجاوز هذه المرحلة، لكن في الواقع فإن الأمر يستمر ويكون على القائد الاهتمام بالحفاظ على هذه الثقة طوال عمل الفريق، وهذا الأمر يمكن تحقيقه من خلال النقاط التالية.
التشجيع والتقدير
يجب أن تهتم دائمًا بتشجيع الأفراد أثناء العمل عندما يؤدي كل منهم مهمة ما، حتى وإن كانت هي مهمته الأساسية، لكن احرص دائمًا على تقدير هذا العمل، وأن تمنحهم عبارات الثناء والتقدير على المجهود الذي يقدمه كل واحد منهم في العمل، هذا الأمر يمكن أن يساهم كثيرًا في بناء الثقة في الفريق خصوصًا عندما يشعر الشخص بأنه يحظى بالتقدير من المسؤول عن العمل، ويمكن أن يزيد الناتج الذي يقدمه في العمل كذلك.
التعامل مع الأفراد بشكل شخصي
يظن البعض أنه لا يحتاج إلى التعامل مع الأفراد بشكل شخصي، وأنه يكفي التعامل الذي يجمع بينهم في العمل، ولكن في بعض الأحيان فإنك تحتاج إلى التعامل مع الأفراد بصورة شخصية، وذلك حتى يشعر الأفراد أنهم مقربون منك، وأنك تهتم لأمرهم حقًا، وذلك يلغي المزيد من الحواجز، ويعزز من ثقة كل شخص في نفسه.
عدم اللوم عند الأخطاء
من أهم الأشياء التي تساهم في بناء الثقة في الفريق هو عدم اللوم عند الأخطاء، فعندما يخطأ أي شخص في العمل، فإن ذلك يؤدي إلى شعوره بالخوف من الحساب والعقاب، لكن القائد الذكي هو الذي يتجنب أن يلوم الأفراد على الأخطاء، ويهتم بأن يمنحهم الفرصة لتصحيح هذه الأخطاء، ويبدأ في النقاش معهم ليستفيد كل منهم من الخطأ الذي حدث معه، بحيث لا يتكرر فيما بعد، ويتابع كل منهم العمل بثقة.
تبادل الخبرات
بصفتك قائد للفريق يجب أن تهتم بالجلوس مع الأفراد للحديث معهم، وتبدأ في تبادل خبراتك معهم، وكذلك تحكي لهم التجارب التي مررت بها في العمل، هذا الأمر يمكن أن يلعب دورًا هامًا في بناء الثقة في الفريق حيث أن الأفراد سيشعرون بأنك كنت مثلهم، تخطيء وتتعلم من أخطائك، وكذلك مررت بالعديد من التجارب في حياتك حتى وصلت إلى هذه المكانة، وبالتالي فإنه يمكنهم هم أيضًا أن يصلوا إلى نفس مكانتك إن عملوا بجد، وأيضًا هذا يؤكد مبدأ هام جدًا هو أن الجميع يتطور بالتجربة والمحاولة، وبالتالي فإن كل منهم سيهتم بأن تكون له تجاربه الخاصة في العمل، ويتعلم من كل ما يحدث معه في الفريق.
التفويض
من التقنيات الهامة التي يعتمد عليها العديد من الأفراد لكي يتمكنوا من بناء الثقة في الفريق هي التفويض، والتفويض يعني أن تمنح الأفراد الفرصة للعمل في بعض المهام التي يجب عليك أن تؤديها أنت، فهذا الأمر سيشعرهم بأنك تثق فيهم، وكذلك سيتيح لهم فرصة كبيرة للتطوير.
لكن عليك أن تحرص دائمًا على متابعة عملية التفويض التي قمت بها، وتساعد الأفراد في تنفيذ المهام المطلوبة منهم بدون تدخلات واضحة، وبالشكل الذي يتيح لهم التجربة والتعلم، وكذلك الحفاظ على تحقيق الناتج المطلوب من المهام كما تريد أنت.
بناء الثقة في الفريق هي عملية هامة جدًا، يمر بها الجميع أثناء عمله مع كل الفرق، وجميعنا إن عملنا كأفراد عاديين في أي فريق فإننا نحتاج إلى الثقة للعمل بشكل سليم، ولذلك إن كنت أنت القائد، عليك أن تهتم بمنح الأفراد الثقة الكافية، لا مجرد كلمة تخبرهم بها، لكن من خلال مختلف الأفعال التي تقوم بها، وتجعلهم يشعرون حقًا بأنك تثق بهم، فإن نجحت في هذا الأمر، ثق بأن العمل ستتحسن نتائجه بشكل كبير.
أضف تعليق